أنا فقط لا أعلم ما علي فعله. فمهما بذلت جهدي، أظل أراوح في مكاني. فلا العلاج النفسي نفع، ولا جلستا الدعم النفسي، فشلت حتى في محاولة إنهاء حياتي!
أعلم أنها الساعة 1:28 دقيقة، وقد تكون إحدى نوبات ضَعف منتصف الليل، لكنني وصلت بحقّ إلى الحضيض.
ولهذا، قررت الاستماع إلى حلقة بودكاست (في موضوع لا يعنيني)؛ عسى أن أنفصل عن واقعي قليلًا. فقادتني الصدفة إلى ..
عزيزي، معك كيكي بالمر: عن الخلافات، والوقوع في الحب، والاستدلال بالإشارة الخاطئة مع ريكي تومسون.

ظهر ريكي تومسون Rickey Thompson (ممثل وكوميديان و”تيكتوكر” يتابعه 3 ملايين شخص) مؤخرًا في البودكاست المذكور، ولم أتخيّل أن يُلخص حوارهما -حول تجارب الأداء والرفض- مشاعري وأسلوب شقّ طريقي في الحياة، وفي مسيرتي المهنية.
تحدث (ريكي) بصدق وشفافية عن ذهابه لتجارب الأداء، وساعات الانتظار، المنتهية بسماع عبارة “أحببناك، لكن مسارنا مختلف“.. مرارًا وتكرارًا.
تملّكه الانكسار، والألم كمن تلقى لكمة في معدته، وسيطر عليه الشك الذاتي الذي أوصله للحضيض (مثلي تمامًا!)
لم تجمّل (كيكي) ردّها، بل قدّمت نصيحةً واقعيةً مبنية على خبرة لا يستطيع تقديمها إلا من عاش الموقف ثم تجاوزه.
إليك ملخص ما قالته (ولماذا شغل تفكيري)..
علمًا أن نصائحها لا تنطبق فقط على الممثلين والفنانين، بل تصلح لكل صاحب حلم، ولكل مَن يرى نفسه في موضع يتجاوز المتاح حاليًا. أو مَن رُفض (مرارًا وتكرارًا) ولكنه يعلم -في قرارة نفسه- أن لديه شيئًا يحتاجه العالم ليختبره، ويراه، ويتعلمه.

1. لا تنتظر الدور، بل اصنعه
لم أكن أعرف مَن كيكي بالمر (Keke Palmer)، وكيف تتحدث بكل هذه الثقة. لذا، بعد بحثٍ بسيط اكتشفت أنها ممثلة ومغنية حاصلة على العديد من الجوائز، بما فيها جائزتا إيمي Emmy. كما وضعتها مجلة تايم ضمن قائمة الأكثر تأثيرًا في العالم لعام 2019!
لكن قبل وصولها إلى هذا المجد، مرّت كيكي بفترة كارثية؛ لم تعد هوليوود خلالها تعرض عليها أعمالًا، فماذا فعلت؟ ببساطة توجّهت نحو شبكات التواصل الاجتماعي، لا بقصد جذب الانتباه فحسب، وإنما مع خطة واضحة.
“سأنتج نوع العمل الذي أرغب في تمثيله”
لا نتحدث هنا عن مجرد مقاطع فيديو، أو محاولات لاعتلاء موجة “التريندات”، بل محتوى حقيقي بشخصيات كاملة. ومسرحيًات مصغّرة؛ بغرض إثبات موهبتها.
وهكذا، استثمرت إيرادها من صفقات العلامات التجارية في نفسها وقصصها وشخصياتها. أي لم تكتفِ بالنشر، بل أنتجت أعمالًا حقيقية تتوافق مع رسالتها.
غيّر هذا التوجّه كل شيء.
2. أنت الإثبات على رسالتك
بعد سلسلة من الأدوار التقليدية، شعرت أن العاملين في الصناعة فقدوا القدرة على رؤية حقيقتها.
“لم يمنحوني وسيلة لإظهار من أنا”
لذا، ولأن الحاجة أم الاختراع، صنعت “وسيلتها” بنفسها: مسلسل Turn Up With the Taylors -المقتبس من إحدى شخصيات صفحتها- والحائز على جائزة إيمي. ويصل بها للمشاركة في برنامج SNL الشهير.
لم يُسلَّم لها أيٌّ من هذا. بل صنعت (اختبار أدائها) بنفسها، وأبرزت موهبتها بما لا يدع مجالًا للشك.

٣. لا يعرفون كيف يستغلون موهبتك؟ أرهم.
حين يجهل عميلك تأثير رسالتك في الحياة، عليك أن تُريه: أنت لا تنتظر أن يختارك، بل تبني ما يجعله يتمنى لو تعاون معك منذ الأزل!
واستشهدت كيكي بـكل أفلام “ويل سميث” التي أحببناها:
لقد أنتجها بنفسه، فلم ينتظر إذن أحد، وإنما جسّدها على أرض الواقع.
ينطبق ذات الشيء على الممثلة درو باريمور Drew Barrymore، إذ كانت تُنتج أفلامها الخاصة في العشرينيات من عمرها. لتمنح الضوء الأخضر لموهبتها.
خلاصة القول للممثلين، والمبدعين ، وأي شخص يحمل رسالة: ربما يجدر بك التوقف عن سؤال “هل يمكنني أن أكون جزءًا مما تصنعه؟” والبدء في التساؤل “ما الشيء الذي سأصنعه؟“
4. راهن على نفسك .. كل مرة
تجزم كيكي:
“عليّ المثابرة على إخبارهم من أنا، وأن أثبت جدارتي بأموالي الخاصة. عليّ المراهنة على نفسي – وأنا أفعلها كل مرة”
والمدهش أن ذلك يُجدي نفعًا. حتى لو لم يفهم أحد رسالتك في البداية، وحتى لو بدت رحلة تحقيقها فوضويًا، بل حتى لو كانت مخيفة.
المهم أنك تعرف ما تودّ إيصاله: أنت تبني العالم الذي تودّ العيش فيه.
وإذا فعلت ذلك لفترة كافية، سيبدأ الناس في الاهتمام بك، ثم يبدأون بتقليدك، متسائلين: ماذا تُخفي لنا أيضًا؟

استبشر ريكي، وعبّر عن شوقه للعودة إلى المنزل وبدء كتابة سيناريوهات من بطولته. شعرتُ بطاقَته المتفجرة والتي عِشتها سابقًا.
بعد إعادة التفكير
أريد رؤية أشخاصٍ ناجحين يروون قصص نجاحهم (وأرى نجاحهم حرفيًا) بشروطهم الخاصة؛ فعلت كيكي ذلك، وفعلها ويل سميث أيضًا، فأنتج معظم الأفلام التي شارك فيها. أما درو باريمور فأسست شركتها الخاصة… والأمثلة كثيرة لأشخاص أحببناهم لأنهم صنعوا أعمالهم الخاصة.
قلتها ذات مرة، وأكرر: لم تُصمم المصفوفة لدعمنا. ومع ذلك، عندما تعيش رسالتك، تغدو المصفوفة ملكك.
وختامًا، ما اللحظة التي أدركت فيها:
“لا يعرفون كيف يستغلون موهبتي؟ سأريهم إذًا”؟
شاركني في التعليقات..
رائع أستاذ طارق، كعادتك تصف ما نحتاج إليه كما لا يستطيع أحد وصفه.
لا أدري لماذا مع كل هذا التأثير لازلت تشعر أنك في الحضيض ☹️
أنت في القمة صدقني👏 أنت في مكان لن يملأه أحد غيرك.
ربما كان شعورًا مؤقتًا..
ومع ذلك، سأُصغي إلى كلماتك وأصدّقها.
أحيت كلماتك أملًا خامدًا داخل قلبي..
صباح الخير يا أستاذ طارق
أتمنى تكون بخير
تدوينة من القلب تصل الى قلب الأخر دون شك
فيه عندنا مثل بالمصري
عملت زي اللي رقصوا على السلالم، لا اللي فوق شافوهم ولا اللي تحت سمعهم
المثل بينطبق عن الإنسان اللي سعيه في غير محله، وبعدين بيتوقف دون تحقيق لا هذا ولا ذاك
انا كدا بالضبط، ولحد الآن، لكن مؤخراً بقيت بشعر بالاحراج من اني بخذل نفسي قبل الآخرين، واهمهم أبويا وأمي الله يرحمهم، يكفي انهم ماتوا وانا أكبر خيبة أمل في حياتهم ومعندهمش غيري. فسألت نفسي سؤال، تفتكري لو كل الناس تخلوا عن أهدافهم بسهولة زيك كان هيحصل ايه في الدنيا؟! لقيت نفسي بجاوب، مكنش هيبقى فيه اي إنجاز في الدنيا
لقيت نفسي انفجرت في الضحك من كتر ما هو حالي الانهزامي مأساوي
فيه إنسانة أعرفها بكتب معها في إحدى المنصات السينمائية، بدأت المنصة كحلم، وقدرت تجمع أشخاص كتير وانا منهم لمساعدتها، دلوقتي ما شاء الله المنصة أصبحت شركة بفضل إصرارها على حلمها
لو عكست الدور وانا كنت مكانها، زماني أحبطت وقاعدة بشري شاي بلبن على الأريكة وببكي على حالي ( وده الواقع الآن)
للأسف معنديش رحلة نجاح وإصرار احكيها، انا بتقدم بخطى أبطأ من الحلزون في الدنيا، بضيع فرص كتير، فأرجوك اعتبر من فشلي وانجح وخليك مثابر
وأكيد ربنا هيجبر بخاطرك بس لازم هيختبرك كتير، المهم تثبت.
صباح الأنوار والمسرّات أختي رشا،
كيف لا أكون بخير وأنا مُحاط بأشخاص متفهّمين مثل حضرتك؟ 😌 باركك الله وسدد خُطاكِ.
حكيتِ كلام كتير، وحقيقي مش عارف أردّ عليه إزاي..
بتوقع أن في حاجة فايتاكِ. أنا كده بحسّ أحيانًا في حالتي شخصيًا. (معلشّ هعكّ شوية.. استحمليني). وبعدين بكتشف -شوية بعد شوية- إني غلطان يمكن!
على سبيل المثال، عارفة أول انطباع أخدته عن حضرتك؟ إنك إنسانة ناجحة جدًا. عندك رؤية تحليلية عميقة للأفلام، وأكيد المنصات السينمائية بتتقاتل عليكِ.
آه والله..
وكان دليلي على “نظريتي”. إنك بتنشري بالشهور، وما بتهتميش لو حد علّق ولا لأ؛ وأنك عايشة حلمك وشغفك ومش مهتمة بحاجة. ودي حاجة (أنا شخصيًا) معرفتش اعملها. 😭
أنتِ دلوقتي بتشوفي نفسك إنهزامية.. وده مستغربه جدًا! 😥
مش عايز أفتّح المواجع، بس نِفسي أعرف: إزاي كنتِ أكبر خيبة أمل في حياة أهلك (ربنا يتغمدهم برحمته وعطفه)؟
في الآخر،
مش بوعدك. بس هحاول أثابر وإثبت.. 🤷🏽♂️