أول جلسة علاج نفسي (كلاكيت #2 مرة)

أول جلسة علاج نفسي

مضى عام ونصف على أول جلسة علاج نفسي، وأعلم كم تمنيت الخضوع للمزيد وإضافة الكثير لهذا العالم، لكن ذاك لم يحدث حقيقةً.

فخلال هذه الفترة، مرّ عملي بفترة ركود طالت أكثر من اللازم. صحيحٌ أنني مؤمن بأن قيمة المرء غير مرتبطة بمسمّاه الوظيفي، لكنني لم أنسى أنني مسؤول عن عائلة لها متطلباتها.

كان روتين الأيام يخنقني: أستيقظ وقتما يتسنى ليّ، وأشرب عدّة فناجين قهوة علّي “أصحصح”، أشغّل حاسوبي فيصدمني عدد ألسنة التبويب في المتصفح؛ لكل منها فكرة، أتنقل بينها مع إرسال رسالة بريد إلكتروني بارد بين الفينة والأخرى، أتناول الوجبات دون شهيّة، أستعجل قدوم الليل لأشاهد فيلمًا دون تركيز، وأخيرًا أنام مع تباشير الصباح.

مع الوقت، بدأت الأفكار الانتحارية بالتوغّل داخل عقلي، تارةً لإنهاء المعاناة، وأخرى من باب اختبار تجربة جديدة تثير فضولي عوض التجارب “الأرضية” المملة! ولم تعد الأسباب الذي أثنتني المرة السابقة مُقنعة بالنسبة ليّ.

وهكذا، ارتأيت أن جلسة علاج نفسي قد تنهي تلك المهزلة، وقد كان. حُدد موعد الجلسة بعد أسبوع، جلست خلالها استذكر ما عليّ قوله للطبيب، شعرت أنني سأقدّم عرضًا تقديميًا “Pitch Deck” لمستثمر لا عرضًا لمشكلتي!

وبناءً على تجربتي السابقة، وعوض سؤال الطبيب: ماذا أقول؟ لتأتي إجابته: أخبرني بما جاء بك إليّ. طفقت أتحدث بكل ما جال في خاطري، ولاحظت أن وضعية جسدي كانت أكثر انفتاحًا هذه المرة؛ ذراعاي مستندتان إلى ظهر المقعد، صوتي واضح وكلامي هادئ وأكثر اتزانًا [مقارنةً به أثناء المقابلة مع مُحَمًد شَرَاقِي مثلًا!]. وربما ظنّ الطبيب أنني لا أعاني مشكلة نفسية (استشفّيت ذلك من نظرات الاستغراب التي رمقني بها).

بدأت بالأهمّ؛ مقتي لذاتي وشعوري بالدونيّة، وعدم قناعتي بأي قيمة لحياتي. حدّثته عن الخوف من والدي، الذي لا زال مستمرًا حتى اليوم؛ أذكر أنني ظللت فترة طويلة أعاني كوابيسًا متكررة أراه فيها “يذبحني”، واعتادت والدتي تفسيرها –مؤيدَة بتفاسير ابن سيرين– على أنها بشرة خيّر. لكنني لا أؤمن بتفاسير الأحلام، وإنما أراه تجليًا لصورة مستمدة من عقلي الباطن.

استمع إليّ الطبيب وهو يسجّل ملاحظاته، وبعدها بدأت الاسئلة

كيف تنظر للمستقبل؛ هل ترى الأمور آخذة في التحسن، أم تعتبر اليوم أفضل من الغد؟

من وجهة نظري، جاءت صيغة السؤال السابق كمحاولة لتبسيط مفهومي (التشاؤم) و (التفاؤل).
لكن لا أظنني تمكنت من الإجابة على نحوٍ وافٍ. فأنا شخصيًا لا أعلم إن كنت متفائلًا أم متشائمًا. وهنا بدأت كلمات أغنية [Bitter Sweet Symphony] تتردد في عقلي!

هل أنت شخص متردد، أم لديك القدرة على حسم أمرك؟

ظننته سؤالًا سهلًا، فأجبت دون تردد: بل سريعٌ في اتخاذ قراراتي. إذ لا أتردد بين خيارين (نظرًا لعبثية الحياة في نظري).

أخبرني أن حسم القرارات يعني الوضوح؛ فاختيار وجبة لطلبها في المطعم، على سبيل المثال، يختلف عن الردّ (اطلبوا ليّ أي شيء)، وتحديد وجهة النزهة بدقة يُعدّ حسمًا، على عكس “سأذهب معكم أينما ذهبتم”

النتيجة إذًا: أنا شخص متردد.

متى آخر مرة استمتعت فيها؟

اعتصرت ذاكرتي لئلّا أتسرع فأقول: لم أعرف المتعة في حياتي قطّ. فتوصلت إلى أن آخر مرة استمتعت فيها كانت قبل نحو 15 عامًا. حيث عرفت الحُب لأول مرة، وبدأت مسيرتي مدونًا تنال كتاباته الاستحسان.

ما الحالة الشعورية الغالبة عليك: الغضب – الخوف – الحزن [لن أذكر السعادة -والحديث لا زال للطبيب- لأنك قلت أنه لم يعد هناك ما يُمتعك

مزيجٌ من غضب وخوف، أما الحزن فهو شكل الحياة الأصلي.

هل تشعر بالخمول؟

أخبرته أنني أواجه مشكلة في النهوض من السرير كل يوم أحيانًا، وأكون متحمسًا لشروق الشمس أحيانًا أخرى.
أما بقية النهار، فبالكاد أتمكن من الاستواء جالسًا؛ حتى أثناء عملي.

على مقياس من 1 إلى 10، ما نسبة تقديرك لذاتك؟

[[ 1 ]]

فكما أسلفت، أشعر بمقت شديد لذاتي، ربما يبدو غير مبرر (وهذا سبب لجوئي للطبيب أصلًا!)

هل تعاني مشاكل في النوم؟

مؤخرًا؟ نعم.

مرّت فترة طويلة منذ تمكنت من النوم فور استلقائي، كان عملي -آنذاك- مستقرًا، وعشت قناعة مريحة بعد تخليّ عن أحلام الثراء السريع

اليوم، أغرق في التفكير الزائد. أحيانًا، أتلذذ بالغوص في فكرة مشروعٍ ما؛ أتخيل إقبال الجمهور عليها، وكمّ العملاء المحتملين ، أرسم قصورًا من غيومٍ ورديّة وأحلم بنمط حياةٍ مختلف. ثم فجأة، تزول الغباشة عن عينيّ، لأكتشف أنني لا زلت مفتقدًا للحماسة.

هل تعاني مشاكل في الشهية؟

منذ زمن بعيد. في الواقع، تعاف نفسي معظم الأطعمة، وغالبًا ما أكتفي بلُقيمات.

ما وضع تركيزك؟

للحظة، لم أفهم السؤال. فمن جهة، أجد نفسي مشتتًا معظم الوقت، في حين أنني -على الجانب الآخر- قادر على الانتباه لتفاصيل دقيقة واستحضار ذكريات طويلة الأمد، إضافة إلى تمتعيّ بمهارة ربط الأحداث ببراعة.

في النهاية، حسمت أمري وأجبته: أحيانًا أتمتع بالصفاء الذهني، وأحيانًا أشعر أنني منفصل عن العالم.

هل تراودك أفكار انتحارية؟ وهل “حاولت”؟

كنت أنتظر هذا السؤال!

اعتدلت في جلستي، وفصّلت أفكاري حول مفهوم (الانسحاب من الحياة) باعتباره خيارًا موجودًا على الدوام. وأنني أعتبر العلاج النفسي آخر ورقة استخدمها قبل اتخاذ قرار جريء كهذا.

أشرت إلى كون منزلي يقع في الطابق الرابع، وبحسب معلوماتي فالقفز من هذه المسافة قد يعني تضرر الجسد دون إنهاء الحياة ذاتها. في حين أنني، وحين أقيم في منزل أهلي بعد الخضوع للتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET/CT )، اتأمل المسافة التي تفصل [الطابق السابع] عن الأرض. لكنني أتراجع في اللحظة الأخيرة.

حاولت إعادة التركيز هنا على إصابتي بالسرطان، علّي أُثير فضوله، فيطرح المزيد من الاسئلة.
لكن دون جدوى!

التشخيص

بعد ذلك، أعاد الطبيب تلخيص إجاباتي على شكل نقاط. ثم قال: هذه عشر علامات على الاكتئاب، عادةً ما نكتفي بخمسة لتشخيص المرض، وأنت مُصاب بها جميعًا!
وددت سؤاله هنا: هل ذاك يعني أنني أعاني اكتئابًا حادًا؟ ثم شعرت ألّا فائدة من السؤال.

العلاج السلوكي

العلاج السلوكي في أول جلسة علاج نفسي

1)) ممارسة نشاط جسدي لمدة 45 دقيقة [الهرولة على سبيل المثال]

2)) تحديد ساعة الاستيقاظ. أخبرت الطبيب أنها خطوة صعبة، لأنني أعمل مستقلًا، وغالبًا ما أؤجل أعمالي لما بعد منتصف الليل، فجاء ردّه أنني بذلك أعبث بالساعة البيولوجية لجسدي.

3)) أنشطة ممتعة. سألني: بما كنت تستمتع سابقًا؟ فأخبرته عن عشقي لألعاب الفيديو. لم تَرُق له إجابتي، حيث وصف هذا النوع من النشاط بمحفّز متعة سريعة الزوال. فأضفت إلى إجابتي: الأفلام وقراءة الكتب، والتي وجدها نشاطاتٍ “مقبولة” رغم أنه يحبذّ الأنشطة الخارجية التي يتفاعل المرء من خلالها مع الآخرين.. وهنا، جاء دوري لئلّا يروق ليّ اقتراحه! فأنا شخص انطوائي، لم أتمكن من تكوين صداقات، كما تُرهقني العلاقات الإجتماعية جدًا.

وحتى لو أردت الانصياع لطلبه، فالبيئة المحيطة بيّ لن تساعدني؛ يعاني الناس من تأمين لقمة العيش، لذا تتمحور أحاديثهم حول الصعوبات والمشقّات التي يواجهونها. لا يخلو حديث أحدهم من الشكوى، والدعاء على الظروف المعيشية الصعبة وتمنيّ الموت. فعن أي علاقاتٍ اجتماعية يتحدث ذاك الطبيب؟!

العلاج الدوائي

العقاقير الظاهرة في الصورة البارزة، والتي يُفترض الالتزام بجرعاتٍ محددة منها حتى ميعاد الجلسة التالية.

وهي نوعية العقاقير ذاتها (التي وصفت ليّ المرة الماضية)، إنما بعيار أعلى.

أخبرني أن التأثير قد لا يظهر قبل مرور أسبوع، ومع ذلك.. شعرت بتحسّن لطيف منذ اليوم الأول؛ خدر لذيذ يملؤني طيلة اليوم، وقدرة أكبر على تعاطي الكلام، وانفتاح أكبر على الحياة.. والأهم: لم أعد أصادف كوابيسًا حين أنام.

انطباعي عن الجلسة

خرجت من العيادة أفكّر: هل استفدت حقًا؟

لطالما تصورت أن أي جلسة علاج نفسي يجب أن تتضمن حديثًا مطولًّا بين الطبيب والمريض. يحاول من خلالها الغوص في ماضيه أكتر، ويسأله عن طفولته ليحاول التوصّل إلى “جذور المشكلة”.

توقعت نوعًا من التعاطف حين أذكر مسألة إصابتي بالسرطان، لكن الطبيب كان مهتمًا بمعرفة نوعه ( لمفومة هودجكين/ للمفومة اللاهودجكينية)، ما أثار استغرابي أن ذات الاهتمام كان لدى طبيب أول جلسة علاج نفسي “حقيقية”.

أما بما يتعلق بطفولتي ومراهقتي، فقد نفى الطبيب وجود صلة بين ما عايشته آنذاك والاكتئاب.

لاحظت، وبمجرد جلوسي أمام الطبيب، كيف نسيت الإشارة إلى نقطة مهمة: شعور أنني عالق في سن الثامنة عشرة. بكل أحلامها الوردية، وحساسيتها الزائدة، و

تسائلت أيضًا ما إن كان يُفترض بيّ اللجوء إلى معالج نفسي عوض الطبيب، لكن وجود “أفكار انتحارية” رجّح فكرة الطبيب.

[21/6/2023] بعد أسبوع من الجلسة

بقيت الأعراض على حالها -تقريبًا- وذاك ما توقعه الطبيب إذ قال: يبدأ التحسن عمليًا بعد شهر ونصف من الالتزام بالعلاج، والذي ربما يستمرّ مدة عامٍ كامل قبل أن تتماثل للشفاء من الاكتئاب.

أنا هادئ معظم الوقت، ولكن الأفكار الانتحارية متمسكة بيّ. وكذلك الأرق الذي يُصاحبه هبوط في الهمّة.

أحاول التغلّب على ما سبق، من خلال إقناع نفسي بأن الأمور ستسير على ما يُرام عاجلًا أو آجلًا. المشكلة فقط أنني لا أعرف (شكل الـ”ما يُرام” ذاك)؛ لا أجد ما أتمسك به حقًا. ولا طموح لديّ مُطلقًا.

حتى هذه التدوينة، أفكر في عدم نشرها!

أول جلسة علاج نفسي (كلاكيت #2 مرة)

10 أفكار بشأن “أول جلسة علاج نفسي (كلاكيت #2 مرة)

  1. العزيز محمّد طارق، شكرًا لكتابتك هذه التدوينة ومشاركتنا إياها، لا أزعمُ بأنّي أفهم ماتمرّ به.. ولكنّي قد أتفهّم على الأقل أنه ليس بالأمر السهل، ولهذا أنا ممتن لأنك أقدمت على خطوة طلب المساعدة، وأرجو أن يكون أثرها طيّبًا على نفسك.. ربما يأخذ ذلك وقتًا، حتّى لو كان تحسنًا طفيفًا، فهو كافٍ، ويُحسب، ويستحق الاحتفاء به، نحنُ هنا نقرأ لك ونسمع، لذلك شاركنا رجاءً متى ما أحببت!

    يبدو أنّي تحمست لأن الأفلام كانت ضمن الخطة العلاجية فجمعتُ لك قائمة ببعض الأفلام بالرغم من أنني لا أعرف ماتحبّ تحديدًا ولكن لا بأس xp قد أعدّل على القائمة فيما بعد ولكن هذا هو شكلها الأن: https://boxd.it/nqSyG

    رجائي من الله من يحفّك بالسلام والطمأنينة والرضا، أما الأفكار الإنتحارية فبأدعي عليها بـ”أمور غير لطيفة أخجل من كتابتها” حتّى تنقشع عنك.

    كُن بخير يا صديق.

    1. الغالي بحر،😚

      كل الامتنان لك ولتعليقك. أحسنت القول بأنك لا تزعم فهمك ما أمرّ به؛ فأنا نفسي عاجز عن فهمه. إنما بالطبع ليس سهلًا أبدًا.☹️
      لا أدري كيف أقابل كميّة اللطف في كلماتك، يعجز لساني حقًا. 😭

      وبالمناسبة، اختياراتك موفقّة تمامًا، بدليل أنني شاهدت بعض مُختاراتك، وانتويت -سابقًا- مشاهدة بعضها الآخر.
      مُذهل أنت يا صاحبي. 🤩

      أضحكتني عبارتك

      فبأدعي عليها بـ”أمور غير لطيفة أخجل من كتابتها” حتّى تنقشع عنك.

      😁
      جعلك الله من المستبشرين برحمته في هذه الأيام المباركة

  2. أهلا ياصديق
    استوقفتني تدوينتك فلم استطع العبور بها دون ترك اثر
    أدرك مدى صعوبة الأمر ، أن تحارب نفسك وتقاوم فكرة حالكة تحيط بك .. إيذاء نفسك

    رغم صعوبته ، سوف يمضي
    العلاج سيفيد ولكنني أوصيك بشدة بمعالج نفسي حيث ان تجربتي مشابهة لك مع الاطباء ولكن مختلفة جدا مع المعالج

    أتمنى لك كل خير وراحة

    1. أهلًا أهلًا لين 🌺
      أشكر لك تعاطفك ومشاعرك النبيلة. تبدو فكرة المعالج ممتازة. ربما أخوضها بعد الجلسة الثانية.
      ممتنٌ لكِ

  3. استشرتُ مؤخرا معالجا نفسيا رغم أنني -وهذا اعتراف- أجد وسط الطب النفسي قاصرا نوعا ما، ويصم الفرد بأنه “سوي أو غير سوي” من وجهة نظر سطحية قليلا ولا تهتم بتشعبات الفلسفة والفكر.
    لكنني كنت أرغب “بحشر عدوي في كلمة” لأنه كما قال كازنتزاكيس مرة قبل أكثر من قرن: لقد تجسد عدوي في الكلمة؛ وأصبح بإمكاني رؤيته ومحاربته بشكل أفضل!
    أخبرتهم بأنني لا أحب الأكل ولا العلاقات الاجتماعية، وأنني أحب الليل لأنه هادئ وخال من الوجود الصاخب للآخرين، وأن الآخرين جميلون من بعيد فقط، وأن البشر في معظمهم غير جديرون بالثقة لأنهم هشون روحيا لذا فأنا لا أراهن إلا على قلائل؛ وهو رهان جزئي. وأنني لا أؤمن كثيرا بالمستقبل وبالأمل لأنهما اختراعان بشريان قوامهما الوهم، وأن الموت يبدو لي مثيرا لأنه سيمكنني أخيرا من اكتشاف السر العظيم، كما أن لدي مخلوق صغير يهمس لي: اقفزي! طيري! كلما اقتربتُ من نافذة حجرتي في الطابق الثامن! كان عدوي حد وصفهم: اكتئاب مزمن.
    الجدير بالذكر هنا وبالسخرية أن العلاج رسخ كل هذه الجزئيات الصغيرة مني لأنه لم يقدم شيئا مقنعا لعقلي؛ ولم يدحض أي “فكرة سلبية” بشكل فلسفي. لكنني استمتعت بالتجربة وأفدت من وجود شخص مهني يستمع دون أحكام، ويحاول أن يحلل هذه الأفكار حتى وإن بدت له “سوداوية”.
    ما أود أن أقوله هو أن ما تفكر به وتعيشه هو جزء من التجربة الإنسانية، حتى الفضول تجاه الموت. لكن ما يخفف فضولي شخصيا هو أنني سأعيش التجربة على كل حال؛ وساكتشف السر على أية حال لذا لم العجلة؟! وأما عن الحياة فأنا أؤمن بحكمة فيكتور فرانكل: يجب عليّ أن أجدالقوة الداخلية لكي أكون جديرا بآلامي. وأن “المعنى النهائي للحياة يتضمن المعاناة والموت والحرمان والفناء!”

    لنشبع فضولنا تجاه الحياة حتى المنتهى يا صديقي، ومن ثم سنشبع فضولنا الأعظم لا محالة.

    أمدك الله بالقوة والسكينة.

    1. ما يدفعني للاستعجال صديقتي أنني مللت تكرار الألم. سرمديّته وأبدّيته التي تبدو بلا جدوى🙁.
      ومع ذلك، خلال الأيام الثلاث الفائتة، كنت طرفًا مستمعًا/متحدثًا ضمن نقاشات مسّت جانب “الأبوّة” داخلي😓. هذا علاوة عن محادثاتي الداخلية طبعًا.
      وتوصلت إلى أنه لا يُفترض بيّ التضحية بفرصة عيش 50 سنة على وجه هذا الكوكب، مع ما يتضمنه ذلك من إنقاذ لنفوسٍ ضائعة😌، في سبيل ألم سنة [مدة العلاج النفسي].
      لذا، أجلّت القرار حتى إشعار آخر.

  4. وجدت هذا الاقتباس أمامي مصادفة، اليوم:

    لقد كانت فكرة الإنتحار تخطر لي في كل يوم، بل كل ساعة كما كانت فكرة الجهاد في سبيل كمال الحياة، رفيقة لأحلام شبابي.
    ولم يحملني على التردد في الانتحار سوى رغبتي في إستعمال كل قوى حياتي في تنظيف أفكاري من أقذار الأوهام العالقة بها، ولو لم يتم لي هذا لكنت أقتل نفسي في الحال. وما كان أشبه حياتي في ذلك الوقت بحياة رجل سعيد يخفي حبلاً غليظاً من أمام عينيه لكي يتخلص من التجربة التي كان يقدمها له هذا الحبل ليشنق نفسه في غرفة نومه. ولذلك انقطعت عن الذهاب إلى الصيد، خوفاً من أن تقودني البندقية التي أحملها إلى التخلص من حياتي.
    إنني لم أعرف ما الذي كنت أتوق إليه، فقد كنت أخاف من الحياة، ولذلك جاهدت للتخلص منها. ولكن كان مع كل هذا في أعماقي حنين إلى شيء لم أعرفه فيها.
    من كتاب اعترافات تولستوي

    كن بخير 🌸

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تمرير للأعلى