كان شغلي الشاغل، حين تحدثت عن تمييع العلامة التجارية، أن يعلم القارئ أهمية الثبات على علامته التجارية الشخصية، مُدركًا أن بمقدورها جلب دخل كافٍ، وبأكثر من طريقة.
لكن كان توجّه التدوينة المذكورة نحو عالم الشركات، فكيف تُقنع مستقلًا مستجدًا أن تمسّكه بخدمة/منتج معين سيجلب له مالًا أكثر مما لو حاول تلبية الجميع؟
وإذ بيّ أحصل على الدليل القاطع في أحد أعداد نشرة Create & Sell، والذي تجد ترجمته فيما يلي:
كنت في لندن الليلة الماضية لحضور حفل عشاء لرواد الأعمال، واستأذنت أثناء الحفل من الحضور للحصول على استراحة إلزامية لدخول دورة المياه (وتصفح الهاتف بالطبع!)
وصُدمت بكمّ الإشعارات التي وصلتني!
إذ وجدت رائد الأعمال الشهير (جاستن ويلش Justin Welsh)، والذي عملنا معه خلال الأشهر القليلة الماضية، قد نشر على تويتر (X) و لينكدإن حول بعض الأعمال التي ساعدناه فيها – وتصدّرت منشوراته لقطة شاشة للوحة تحكم حسابه في RightMessage.
وبعد ساعات، شاهد مئات الآلاف من الأشخاص منشوراته؛ سأله الناس -في الردود-عن RightMessage، وبالتالي عن وكالتي الإعلانية:
- “ما الأداة التي تستخدمها؟”
- “ما البرنامج المُستخدم؟”
- “ما المنصة الذي تستخدمها لتتبع تحليلاتك؟ تبدو رائعة!”
تحدث آخرون عن تقسيم الجمهور، ودارت مناقشات تفصيلية حول التخصيص، وترددت عبارة “البيانات قوة Data is power” مرارًا وتكرارًا.
“كل شيء يسير وفق المُخطط تمامًا”
قلت لنفسي عندما عدت إلى طاولة العشاء
كيف يحقق لي منتج واحد 3 مصادر دخل؟
أقضي وقتي بين ثلاث أعمال:
- أكتب أسبوعيًا وأبني دورات تعليمية ذاتية مركزة حول التسويق عبر البريد الإلكتروني وتخصيص التسويق.
- أطوّر برنامج (RightMessage) الذي يساعدك على تقسيم وتخصيص جمهورك.
- أدير وكالة إعلانية تساعد العملاء على تخصيص جهودهم التسويقية.
للوهلة الأولى، قد أبدو وكأنني أتعامل مع أشياء مختلفة تمامًا. لكن، في رأيي، جميعها مترابطة، وبشكل وثيق أيضًا.
خذ على سبيل المثال علاقتي مع جاستن ويلش:
راسلني جاستن في البداية لأنه أراد التواصل بشكل أفضل مع جمهوره عبر البريد الإلكتروني، لذا استعان بفريقي لمساعدته في ذلك.
قادته استراتيجية العمل التي وضعناها لإنشاء حساب مدفوع في RightMessage؛ بحيث يتمكن من إنشاء ملف تعريف وتقسيم قائمته البريدية مستعينًا بمجرى الاستطلاع “Survey flow” الذي طوّرناه.
وبما أننا أعددنا حسابه في RightMessage، فنعلم أنه سيُستخدم على نحو صحيح؛ لقد حصل (ويلش) على قدر كبير من البيانات الرائعة، وبدأت في إحداث تأثير حقيقي على أعماله.
(لا يقتصر الأمر على أنه يساهم بنحو 250$ شهريًا في الإيرادات المتكررة لـ RightMessage، بل إن شارة "مدعوم من قبل RightMessage" تظهر الآن لعشرات الآلاف من الأشخاص الجدد شهريًا)
جاستن متحمس لما يتعلمه ويشارك هذه النتائج على وسائل التواصل الاجتماعي، مما يعود بالنفع على شركته وعلامته التجارية، وبالتالي، يعرض عملي أمام الأشخاص الجدد الذين لم يسمعوا عني أو عن الشركة.
أخيرًا، يمكنني العودة إلى نشرتي البريدية ومشاركة ما تعلمناه في مثل هذه المشاريع معك، وأيضًا ترقية (وبيع المزيد من) دوراتي التعليمية الذاتية بالاعتماد على الخلاصات الإستراتيجية والفنية التي تأتي من العميل.
بل قد نحصل أيضًا على عدة عملاء للوكالة، ممن رأوا ما نفعله مع عميل مثل جاستن وأرادوا ذات الشيء.
("نعم، سمعت عنك في إحدى المدونات الصوتية. ثم رأيت فلانًا يستخدم أداتك لاستطلاع رأي جمهوره. كما أنني انتهيت للتو من كتابك؛ متى يمكنني توظيفك؟")
الحدّافات Flywheels
يرى ناثان باري Nathan Barry، الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة Convert Kit، حدّافات صانع المحتوى “Creator Flywheels” بمثابة (نظام تشغيل علامتك التجارية)
سأحاول تلخيص فكرته ضمن العدد #3 من نشرة نقش أمّ كتابة؟ ?
الفكرة باختصار: يمكن إعادة استخدام كل ما تفعله ضمن عملك، وبعدّة طرق مختلفة؛ لا شيء تفعله تنتهي فعاليته على الإطلاق.
وضعت أعلاه مثالًا من العالم الحقيقي لحدّافتي أثناء العمل، وهي -ككل- تعمل بشكل جيد للغاية.
هدفي غير السري ?
امتلاك العلامة التجارية التي تخطر على بال العميل مباشرةً عندما يفكر في التقسيم والتخصيص وكسب المزيد من المال عبر البريد الإلكتروني دون حاجته للمزيد من المشتركين:
? إذا كنت تبتغي نتائج التسويق المُخصص، لكن وقتك لا يسمح لك، فربما يجدر بك توظيف فريقنا في Slice & Dice (ستحصل -ضمن الصفقة- على حساب مدفوع في RightMessage)
? وإن أردت تعلّم كيفية فعل ذلك بنفسك، يمكنك شراء إحدى دوراتي (ستلاحظ اعتمادي في الشرح على RightMessage)
? ماذا لو رغبت بـ “جسّ النبض” واكتشاف ما إن كان التسويق المُخصص يُناسبك؟ يمكنك حينئذٍ الاشتراك في نشرتي البريدية أو شراء كتابي “This Is Personal“.
يقول ناثان:
"يُدير عدد ضخم من صنّاع المحتوى أعمالهم بصعوبة. في حين يمكنك تحرير نفسك من خلال إعداد بضعة حدّافات إستراتيجية"
أعتقد أنني قمت بإعداد حدّافة قوية جدًا، وتزداد قوة.
تيّقظ لما حولك واستمع لجمهورك
سئمت مكالمات عرض نُسخ RightMessage التجريبية التي تنتهي بـ “نعم، ذاك رائع جدًا. ولكن لا نملك وقتًا للتخطيط وفعل ما يتطلبه أداء الأمر بشكل صحيح. سنعود مرة أخرى في بضعة أشهر.“
كان هذا يثبط عزيمتي بشدة، إذ علمت أن قلّة منهم سيعودون. وشعرت آنذاك أنني أُهدر وقتي في مكالمة بلا جدوى.
لذلك اضفت سؤالًا “حسنًا، ماذا لو فعلنا كل ذلك من أجلك؟”
وبدأ الناس يقولون نعم.
هكذا بدأت وكالتي الإعلانية Slice & Dice.
كان بعض منتسبي الدورة التدريبية يقولون ذات الشيء. “أحب دورة Mastering ConvertKit. لكن هل يمكنك مساعدتي على التطبيق؟“
أو،
“سمعت أشياء عظيمة عن دورتك التدريبية. لكنني لا أرغب حقًا في حضورها. هل تعرف أي شخص يمكنه إعداد حسابي في ConvertKit؟“
واعتدت قول: لا أستطيع المساعدة حقًا في ذلك. ❌
الآن؟ أستطيع مساعدتك بالتأكيد. ✅
انتبه جيدًا لما يطلبه منك جمهورك.
أنشئ ما يطلبون منك إنشاءه. لا تنشغل كثيرًا بأي هويات تفرضها على نفسك فيما يتعلق بتقديم عروضك:
? إذا كنت منشئ الدورة التدريبية، فسيرغب البعض بنتائج دورتك التدريبية ولكنهم لا يريدون/يستطيعون حضورها.
? إذا كنت صاحب وكالة إعلانية، سيكون هناك أشخاص يحبون ما تقدمه ولكنهم لا يشعرون أنهم مستعدون للعمل معك/ لا يستطيعون تحمل تكاليفك (حتى الآن).
? إذا كنت تمتلك شركة برمجيات، فمن المحتمل أن تصادف عملاء محتملين ليس لديهم الرغبة في اكتشاف أداتك ولكنهم يريدون النتيجة/القيمة التي تقدّمها. (ولن تجد جدوى من أي تحسين تُجريه على نموذج الاشتراك، أو تدفق تجربة المستخدم؛ لن تستقطبهم مهما فعلت!)
اعتدت أن أقدم نفسي على النحو التالي:
“أنا برينان، وأملك شركة برمجيات.”
أو
“أنا برينان، وأنشئ الدورات التدريبية.”
الآن أنا مجرد برينان، وأساعد الأشخاص على تخصيص تسويقهم بشكل أفضل، بأي شكل ينتهي به الأمر.
ختامًا: يحب منشئو المحتوى التحدث عن تحقيق الدخل.
“أحقق الدخل من جمهوري عن طريق بيع الدورات التدريبية لهم أو الخدمات/ التدريب. أو عن طريق بيع الرعاية أو الإعلانات، أو أي شيء آخر.”
أود حقًا تشجيعك على تقليل التفكير في كيفية جذب مصادر دخل جديدة، وصبّ أفكارك حول كيفية منح من يتابعونك ما يتوقون إليه.