كلامٌ لا تُحتمل خفّته

كما في عصر التدوين الذهبي، ها أنا آخذ تعليق أحدهم، على تدوينة أحد الأصدقاء، فأردّ عليها بتدوينة كاملة.

لماذا أفعل ذلك؟ لأن رديّ لن يُعجب الكثيرين (بحسبما أفترض)، فالأسلم أن أُبقي كلماتي هنا.

تمهيد

كل ليلة، في مثل هذا التوقيت، حين يُداهمني التعب والإرهاق.. تتشكّل أفكار شيطانية داخل عقلي. أحاول دفعها؛ تارةً بالتأمل وتارة عبر الكتابة. فعلى سبيل المثال، قضيت ساعة كاملة ليلة أمس أُجيب على سؤال وحيد في كورا. وتولّدت داخلي قناعة “زائفة” أنني سأصحو على خبر تعييني “سفير كورا في الشرق الأوسط”!

منحني ذاك أملًا لعيش يومٍ إضافي. لكن حين استيقظت وجدت الآتي:

من الواضح أن كلامي لم يُعجبها .. 🙄

هل خاب أملي؟ ربما .. قليلًا .. لكنني -بصراحة- مللت “قولبة” ذاتي على قياس توقعات الآخرين. وذاك ما يُنقلنا لـ ..

من حقّك ألا تصدقي، بل وأحسنتِ في عدم التصديق! إذ أنني كتمت داخلي كلامًا كثيرًا (لا يسرّ حقيقةً) ردًا على ما قلته. نعم أصدقائي، أنا شخص لا يحترم آراء الآخرين.. ولذا أغلقت التعليقات على هذه التدوينة؛ سأكون المتحدث الوحيد في القاعة اليوم.

هو لا يُعتبر كذلك لأنني لا أؤمن بتدّخل الله في حياتنا. صدمة؟ انتظري الآتي إذًا ..
حين نشرت تدوينة معنى الحياة عند الشخص العدمي ☠️، ظنني الناس أتحدث عن شخصٍ آخر، في حين كنت أقصد نفسي. وحتى حين أخبرت ريمة أنني كذلك (حرفيًا) .. نَفت الأمر كما لو كان تُهمة!

لذا سأكررها بصيغة أخرى ..

على المستوى الديني، كنت مُسلمًا وأنا الآن لا ديني. ولا أكترث بالـ”موبقات” التي يُفترض أن يسعى لها شخصٌ مثلي.
شخصٌ لا يُبهجه أي شيء. وإن ضبطني أحدهم متلبسًا أقول/أكتب أنني (مبتهج)، فليعلم أنني [أكذب] >> كما كذبت مرارًا وتكرارًا.

شخص يصادق الموت، رغم أنه مجهول.

أعجبني استخدامكِ كلمة “أكتب” عوض “أقول” .. فتاة ذكية. إنما -للأسف- جانبكِ الصواب في هذه العبارة، فلو قرأها أحدهم .. وربما لن يقرأها (لا يمكننا التأكد من ذلك؛ لعدم معرفتنا بما بعد الموت). على العموم، كنت “أكتب” : لو قرأها أحدهم لحزِنَ حزنًا عميقًا.

هذه إحدى حالات كذبي .. فأنا لا أؤمن بالدعاء بداهةً .. لكنني أردت تجميل صورتي أمامكم. حسنًا .. لأتمالك نفسي .. ربما يحمل الدعاء (طاقة) .. وهذه الطاقة -بطريقةٍ ما- تركت أثرًا طيبًا. لكن، هل هي “استجابة دعاء”؟ لا أظن .. بكل الأحوال، ذاك موضوع طويل، ربما أفرد له تدوينة مستقلة (حيث يبدو أنني سأُكثر من هكذا تدوينات!).

أتفق معك. البشر يتعلمون من تجاربهم الشخصية. لكن لنَقل أنني لم أعد أرغب في الانتساب إلى هذه المدرسة.

بدا كلامك طلاسمًا “بعض الشيء” .. ومع ذلك استفزّني هههههههه

لكَم وددت فتح مجال الجدال أمامك، ولكنني أدركت أنني سنخوضه دون أن يغيّر أحدنا رأي الآخر قيد أنملة. سيكون استهلاكًا للطاقة فحسب.
على الجانب الآخر، خشيت لو تحدثتُ بما يعتمل في صدري، أن تحذفه “ريمة”.
وللأسف -أيضًا- لا يمكنكِ افتعال شجارٍ معي على “أرضي”

جملتك الأخيرة عظيمة 🤩

صحيح .. لم يُعجبني ردّك. لا تبتئسي .. إذ لا تُعجبني ردود 99% ممن حولي. ولهذا السبب لم أمنح جلسة الدعم النفسي الاجتماعي أكثر من فرصة إضافية يتيمة. أنا شخصٌ لا أؤمن بالسرب فضلًا عن “تغريدي خارجه”. ولهذا أعجز عن الفضفضة للآخرين .. لكم .. يا أخي! أقصد يا أُختي 😅 .. لا يُعجبني كلامكم!

لهذا أنا عاجزٌ عن تكوين صداقات. ولا حتى صديق واحد أخبره بما يخنقني .. 😭 المؤمنون سيتنكفون الاستماع إليّ، والملحدون سيقولون: حارب الإيمان معنا. وأنا -كما أصبحتِ تعلمين- شخصٌ عدمي؛ لا أرى فائدة من كل هذا.

لا أرى فائدة من العمل، أو محاولة ترك أثر، أو الصدّ والردّ.

لا أرى فائدة مما أكتبه الآن، أو ما سأكتبه في قادم الأيام من تدويناتٍ وكتب وكُتيبات وأعداد نشرة بريدية [آه .. صحيح .. بالمناسبة، ربما لا أنشر عددًا جديدًا 🤷‍♂️]

لا أرى فائدة من استمراري في الحياة، ولم أعد مدفوعًا بالأمل كما يدّعي سعد الله ونوّس

تألمت حين عرفت ذلك؛ أن قصتي لم تحرّك مشاعرك. ثم أدركت أننا متشابهان: حتى أنا لم تعد تُحرك فيني مآسي الآخرين ساكنًا.

طلاسم مُجددًا؟ 🤣

وهل الحياة منطقية أصلًا؟

كدّت أفتح باب التعليقات، فقط لأفهم هذه الجملة.. لكنني عدلت عن الفكرة .. لأنني .. لا أهتم.

لا أعلم لما تخافين منها هههه. بكل الأحوال، انتظرت ردّها مثلك، وأفردت له..

ماذا لو علمتِ بقراري الأمس؟ أن أقرأ تدويناتكِ واحدة فواحدة، وأردّ عليهنّ جميعًا. لكنني سألت نفسي: ثم ماذا؟ أُدخل سعادةً ما إلى قلبك؟ وأنا ؛؛ مَن يُدخل السعادة إلى قلبي؟

فزهدت بالأمر

أظنك تقصدين بخاخ الأذن.. لم أُهملهما. وذاك مُضحك حقيقةً. أقصد ألا يُفترض بيّ ألا أكترث لشيء. ولكن في واقع الأمر، أنا أتجنّب الألم. أتعلمين ريمة لمَ لم أنتحر حتى الآن .. حتى في أشدّ لحظاتي يأسًا؟ لأنني لم أجد وسيلة موتٍ غير مؤلمة.. فقط.

وأنا أعتقد أنكِ تعلمين الآن ممن آخذ نصائحي! 🤳

سيكون ذلك لطيفًا

أرجو أن تُدركيني .. أو على الأقل تُدركي إحدى لحظات مزاجي المعتدل.

للعلم فحسب، اختصار اسم (محمد = م) هو تقليد للغربيين لا أكثر.

بلى 🤪

ربما لديكم أنتم .. الأرضيون .. أما أنا، وبصفتي كائنًا فضائيًا، فلا تعنيني الألقاب في شيء.

طلاسم.. هههه .. أقصد .. لا تعليق.

طعنة 🔪 لا أعلم إن قلت ضغوط الحياة في التدوينة. ولكنني قصدت “الكبت النفسي”. حسنًا، لن أجادلكِ.
إذ لا أهتم برأي العلم والطب 💩، يهمني رأيي 💎 .. هاجمني السرطان لأنني كبتّ مشاعري طيلة سنوات. < نقطة .. من أول السطر

الآن تقولين: معك حق؟
فات الآوان ريمة 🙃

إن كنتِ تصفين ردّك بالجريدة، فماذا نقول عن ردّ ☝️ تلك الفتاة الغريبة؟ 🤨

ولا، لست بخير ريمة .. ولن أكون بخير .. وتبًا ليّ قبل كل شيء.

وداعًا

كلامٌ لا تُحتمل خفّته
تمرير للأعلى