هل دخل النشرة البريدية أفضل من باتريون Patreon؟

دخل النشرة البريدية الأعلى

لم استخدم باتريون، لأنه محظور في سوريا. لكنني استخدمت KoFi كما تعلمون. وشكّل مصدر دخلي الأساسي لعدة أشهر.

ومع شغفي المتزايد -يومًا بعد يوم- بالنشرات البريدية، بدأت اتسائل: هل يتفوق دخل النشرة البريدية، إذا أخذنا بعين الاعتبار اقتصار جمهورها على المشتركين، على أي منصة دعم جماعي؟

وهكذا وجدت نفسي أتتبّع مسيرة (لورا كينيدي Laura Kennedy)، التي انتقلت من (باتريون Patreon) إلى (سبستاك Substack)، واستطاعت تحقيق دخل ثابت مكّنها من السفر حول العالم!

لورا، كاتبة إيرلندية وفيلسوفة “سابقة”، عملت لدى بعض الصُحف الرسمية في المملكة المتحدة وإيرلندا طيلة 9 سنوات، قبل أن تطلّق الإعلام التقليدي وتُطلِق نشرتها البريدية الأسبوعية Peak Notions، حيث تتعمق في المواضيع التي يفترض الناس تمام معرفتها، وتطرح اسئلة محظورة! مواضيع على غرار:

يبدو أنني نسيت مرحلة باتريون ?. آه صحيح..

أثناء عملها في الصحافة، استطاعت (لورا) بناء قاعدة متابعين صغيرة؛ إنما متفاعلة على شبكات التواصل الاجتماعي.

خلال الوباء، قررت جسّ نبض سوق الكتابة، ومدى تقبّله لها إذا انسحبت من منصات الكتابة الجماعية. وهكذا بدأت الكتابة والنشر على باتريون في أيار/مايو 2020، وتوقفت بعد حوالي 5 أشهر.

وحين أقول توقفت، فأنا أقصد أنها “حذفت” حسابها بالكامل! ?

تبررّ (لورا) ذلك بقولها:

أصبح جليًّا أنني سأصل لطريق مسدود فيما لو استمريّت؛ يتناسب حجم انتشار كتاباتي طردًا مع عدد متابعيّ على شبكات التواصل الاجتماعي (والذي يزداد صعوبة)، والمحتوى المحمي خلف بوابات الدفع -وهو الأهمّ- لا يمكن مشاركته!

وعندما استلمت محررة المجلات البريطانية المخضرمة (فرح ستور Farrah Storr) منصب رئيس قسم شراكات الكتّاب في فرع سبستاك البريطاني، توقعت (لورا) أن وسائل الإعلام التقليدية في المملكة المتحدة ستشهد تغييرًا جذريًا قادمًا، وبالتالي، سيزداد الوعي السائد بـسبستاك.

لحظة مصيرية: “الآن أو أبدًا”

قررت (لورا) القفز بسرعة لركوب قطار سبستاك، مستغلة قدرة الكتاب الأقل شهرة على بناء اسم ضمن المنصة [للعلم، حتى الكتّاب المشاهير تركوا الشهرة خلفهم، واتجهوا إلى سبستاك].

? والآن، وصلني نقطة الانتقال إلى سبستاك.
اعتبرت (لورا) نشرتها البريدية وظيفة جانبية. جبنًا إلى جنب مع منشوراتها على باتريون؛ باعتبارها وسيلة للتخلص من الإحباط والارتباك الذي يعانيه العاملون في مجال الإعلام.

المميز في سبستاك، وبحسب وصف لورا:

كل اشتراك وإنجاز (أو خطأ!) هو نتيجة مباشرة لما تفعله والعمل الذي تنتجه. وهذا يولد شعورًا عميقًا بالرضا والمسؤولية تجاه الأشخاص الذين يقرؤون النشرة ويمولونها.

هكذا استقبلها الجمهور

أحسِن اختيار موضوع نشرتك البريدية، وستكتشف مباشرةً كم جمهورك مهتم ومتفاعل وذكي، بل ومستعد للدفع مقابل العمل الذي يقدّره.

هل تعرف نوعية الأشخاص الذين يزعجون مَن حولهم بكثرة اسئلتهم، أو يشعرون بعدم الراحة تجاه أفكار ومعايير لا يبدو أن أحدًا يهتم بها؟ هؤلاء جمهور (لورا)!

ماذا تمنحهم لورا؟

انطلاقًا من ثقافتها، حيث يُشار إلى الشخص أو الشيء بـ “مفاهيمي Notions” عندما يحاول تجاوزه مكانته المحددة اجتماعيًا.
وبذا، فهي تبحث -ضمن الأسئلة/القضايا التي يصفّها المجتمع بـ ⚫️ أو ⚪️ – عن المنطقة الـ ?؛ حيث تحدث الأشياء المثيرة للاهتمام.

خطة محتوى نشرتها البريدية

  • عدد أسبوعي مجاني مكتوب (ونسخة صوتية لأصحاب الاشتراكات المدفوعة).
    يتناول العدد مواضيع متنوعة، من فلسفة المرض النفسي (حيث تستند إلى خلفيتها في فلسفة علم النفس) إلى صورة الجسد، والحزن، ولماذا يعاني جيل الألفية قلقًا ماديًا أسوأ من آبائهم. وأيضًا لماذا تُفتَن العديد من النساء بالجرائم الحقيقية. تلك أسئلة محرجة، أليس كذلك؟ وقد نجد العديد من الإجابات “المتذاكية”. لكن نشرتي البريدية لا تتذاكى على القارئ.
  • الدردشة: تتمحور محادثة أصحاب الاشتراكات المدفوعة دائمًا حول سؤال يشغلهم.
  • نادي الكتاب: صُمم نادي الكتاب الشهري لأصحاب الاشتراكات المدفوعة، بهدف صقل مهارات التفكير النقدي واستخدام الفلسفة كمهارة عمليّة.
  • مكافآت عرضية لأصحاب الاشتراكات المدفوعة: أشارك قطع محتوى إضافية ومقاطع صوتية كلما تسنّى ليّ ذلك. كما أردّ على رسائل مشاكل القرّاء ضمن سلسلة دعوتها “المشاكل الشريرة Wicked Problems.”. هنا، أتناول مشكلتهم بأكبر عدد ممكن من الكلمات، على أساس أنه في حين أن الدكتوراه في الفلسفة تؤهلني للتفكير في المشكلات والنظر إليها بطريقة متأنية ومفصلة، إلا أنها لا تؤهلني لحلها. . على الاطلاق.

دخل النشرة البريدية بالأرقام

انطلقت في سبستاك باشتراكات مدفوعة في حزيران/يونيو 2022

? تعداد كامل الجمهور: 3,035 مشترك

? أصحاب الاشتراكات المدفوعة: 322 مشترك (~ 10% = نسبة ممتازة ?)

لحظات نمو مؤثّرة

1] الانطلاقة

استوردت (لورا) قائمتها البريدية، وتضم ما يقرب 400 شخص، من باتريون.
ثم بدأت تخطط لطريقة إطلاق نشرتها البريدية في حزيران/يونيو دون التأثير على عملها الإعلامي {الذي كان لا يزال مصدر دخلها الوحيد}.
وبما أنها أوقفت النشر على باتريون، فقد منحت شهرًا مجانيًا على سبستاك لكل داعم شهري، وسنة مجانية للداعمين السنويين (بغض النظر عمّا مضى من اشتراكهم).
حصرت على التواصل مع أي شخص بخصوص الاشتراك أو مشكلات تقنية تتعلق بالانتقال من/إلى المنصة الجديدة/القديم.

ولم تنسى -بالطبع- التعبير عن مدى تقديرها للمشتركين ولصبرهم أثناء المرحلة الانتقالية.

2] مجاملة مشتركي باتريون

على الرسم البياني، لا شيء مميز مطلقًا، ولكن -في حقيقة الأمر- كانت تلك نقطة انتهاء الاشتراكات “التعويضية” للداعمين الشهريين، فأرسلت بريدًا إلكترونيًا تشكرهم فيه على وجودهم ومشاركتها الرؤية الجديدة لنشرتها البريدية.
النتيجة؟ لم تقفز أرقام الاشتراك الإجمالية، لكن زاد حجم الدعم، وتلك كانت مرحلة تضاعف دخل النشرة البريدية الذي تجنيه من سبستاك.

3] الترشيحات

حدثت القفزة عندما رشّح كاتبها المفضّل، توم كوكس Tom Cox، النشرة البريدية لجمهوره.
تعرّف المئات عليها ثم اشتركوا مباشرة بفضل ترشيح (كوكس). لم تحدث طفرة بالمعنى الحرفي، ولكن يمكنك رؤية أنه خلال شهر يناير من ذلك العام، زاد عدد المشتركين على مدار أيام.
وبالمناسبة، لا يزال الناس يشتركون بناءً على تلك التوصية!

4] معدّلا نمو الاشتراكات المجانية والمدفوعة

لم تتزامن قفزات الاشتراكات المدفوعة -بالضرورة- مع نظيرتها المجانية. وإنما نجحت في تحويل الاشتراكات المجانية إلى مدفوعة -بمرور الوقت- وذلك عبر تذكير القراء بمميزات الاشتراك، إضافةً لتقديم حسومات.

5] الانتقال الكامل إلى سبستاك

مؤخرًا، نشرت (لورا) عددًا حول كيف كانت نشرتها البريدية مسؤولة جزئيًا عن قرارها الابتعاد عن عملها الإعلامي القديم والانتقال إلى أستراليا. اليوم، ربما يكون دخل النشرة البريدية التي أطلقتها لورا متواضعًا ولكنه على الأقل -بحسب تعبير لورا- يحقق لها أعلى من أي عمود صحفي كتبَته على الإطلاق.

بدون سبستاك، لمَ استطعت إحداث هذه النقلة الدولية، ولمَ كنت لأحصل على هذا العمل المستقل تمامًا والهادف ليثبّتني أثناء تأسيس حياتي في بلد جديد.
لقد ساعدني على تجنّب العودة لوظيفة مكتبية إضافة لمنحي فرصة امتهان الكتابة؛ خطوة لطالما حلمت بها.

نصيحة لورا للكتاب الراغبين بزيادة دخل النشرة البريدية

يستهن العديد من الكتّاب الجانب التسويقي أو الربحي للكتابة (أو يرونه محرجًا على الأقل). ولكن -شخصيًا- أحاول الحديث عن عملي بطريقة تجعله قيمًا، ويستحق القراءة (بل ويستحق الدعم المادي)، فيُزيل ذلك أي حرج.

بالعودة إلى لورا ونصائحها:

? ترى أنه قٌلِلَ من قيمة الكتاب على مدى العصور. سواء من ناحية الأجور السيئة، أو التسلسل الهرمي الصارم داخل المؤسسات الإعلامية، أو الرسالة المُبطنة حول امتلاك المنصة السلطة لا الكاتب. لذا تنصح لورا كتّاب النشرات البريدية ألّا “يستبقوا” الرفض أو ضعف التفاعل عبر الاستهانة بعملهم. وإنما يجدر بهم تقديمه كما لو أن بمقدوره تغيير الكون (لأنها كذلك فعلًا).

? الاستمرارية وعدم الاستسلام حين تُفتقد الظروف المثالية، إذ من الأجدر بالمرء دومًا أن يجد طريقة لتطويع تلك الظروف.

ختامًا

? الكتابة العظيمة نفيسة. وجدت لورا أنه عندما تتعامل مع كتابتها على أنها قيّمة، فستلقى صدى لدى جمهورها ويستمر الناس في دعم عملها.

? اتخذ القفزة وتواصل مع جمهورك. عندما انتقلت لورا إلى سبستاك، اغتنمت الفرصة وكانت شفافة مع مشتركيها في كل خطوة على الطريق. ومن خلال التواصل معهم بسخاء، وجدت دعمًا أكبر.

المصدر: How Laura Kennedy made more money on Substack than anywhere else

هل دخل النشرة البريدية أفضل من باتريون Patreon؟

2 فكرتين بشأن “هل دخل النشرة البريدية أفضل من باتريون Patreon؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تمرير للأعلى