بفرض أننا أصدقاء …

لا أعلم لمَ أكتب، إن كنت لا أنتظر شيئًا من أحد. لكنها مساحتي الشخصية التي أحاول منذ سنوات بنائها.



تمر ليالٍ أحاول فيها إقناع نفسي بالنوم، رغم أن الأرق لا يُصيبني. لذا سأصحح العبارة: أُقنع نفسي بالنوم، بدعوى أن الغد يحمل شيئًا مختلفًا.
أنا فقط أريد الحديث، وأبحث عمّن يستمع إليّ دون تقديم نصائح، لكنني في ذات الوقت لا أعلم عمّا أتحدث!
أفكر فقط في غدٍ مظلم، ولا أريد أن أكون فيه.

أود فقط قول أنني لم أعتد أنتظر شيئًا من شيء أو شخص. هذه الحياة ظالمة وقاسية في نظري لأبعد حد. أنا حتى غير قادر على وضع حدٍ لحياتي، وأجهل السبب.
منذ أسبوع وأنا أستعيد ذكرياتٍ سعيدة من ماضٍ سحيق، كنت فيه أقف على أرضٍ صلبة. لكنني اليوم بائس، ولا أملك من الأمل شيئًا، ولا حتى النزر القليل.
ظننت الحل في العلاج النفسي والارشاد الاجتماعي، غير أنني لا أصل لشيء ذي قيمة
تمضي الأيام ثقالًا، وحالي يزداد سوءًا. أستهجن تكالب الناس على الدنيا والإنجازات، وأنا شخصٌ عدمي.
لم يعد يُسعدني شيء وأنا أرزح تحت ثقل المسؤوليات الجسام. مسؤولية إبقاء نفسي حيًا ليومٍ آخر.
وأراني عصيّ الدمع منذ شهور. وفي قلبي غلظة وسخط وصخب. وروحي مُكبّلة بأفكاري السوداء المشؤومة.

نجوت من الموت مراتٍ كثيرة، حتى ظننتني خالد في الدنيا. ثم أدركت فداحة ظنيّ وفظاعة ما سيحدث لو طال عمري.
أريد لهذا الألم أن ينتهي. وأحتاج مَن يُطبطب على قلبي دون كلمات.
ولو قُدّرت ليّ دعوة، لأردت الموت .. ولن اسأل الله عن شيء بعده أبدًا.

هذا الألم كثيرٌ عليّ، ولكن هذا حال العالم .. لا استحقاق فيه؛ خيرًا كان أم شرّ. والحياة ثقيلة أينما كنت.

وأنا مُشفقٌ على نفسي. وعليكم. وعلى العالم الذي أُبتلي بشخصٍ مثلي.

بفرض أننا أصدقاء …
تمرير للأعلى