هل انتهى زمن مجال التخصص في كتابة المحتوى؟

مجال التخصص في كتابة المحتوى

غالبًا ما تُثير الاسئلة البسيطة بحثًا عن إجاباتٍ عظمى ?. هذا حالي بعد سؤال الأخت فاطمةكيف اصبح كاتبة محتوى؟” وسؤال صديق عزيز -يعتب عليّ حين أُشارك اسمه ?- عن مجال التخصص في كتابة المحتوى الذي أنصح به.

شخصيًا، أؤمن أن العلامة التجارية الشخصية لا تعني التخصص لكنني بذلك أخالف الحكمة التقليدية التي تقول “جِد المجال الذي تبدع فيه“. المشكلة أن معظم كتّاب المحتوى يختارون مجالًا معينًا، “التسويق عبر البريد الإلكتروني” على سبيل المثال، ويلتزمون به للأبد! ♾

ماذا لو أخبرتك أن هناك طريقة لتغيير قواعد اللعبة واكتشاف مجال التخصص في كتابة المحتوى الذي يستحق الالتزام فعلًا؟ ?

لماذا لا يجب أن تتخصص حسب المجال

لماذا لا يجب أن تتخصص حسب المجال؟

رغم أنه نهجٌ سائد، لكن التخصص في كتابة المحتوى قد لا يكون دائمًا الأفضل. وإليك أسبابي:

# 1 – يحدّ من فضولك ?

كما ذكرت سابقًا، يُدمر التخصص هويتك؛ إذ يقيّد حصر محتواك ضمن جدران موضوع معين حريتك الإبداعية، ويخنق قدرتك التعبيرية بشكل كامل.

# 2 – يتجاوز تطوّر اهتماماتك وخبراتك ?‍♂️

نعم، ربما تكون شغوفًا بالعمل الحرّ الآن، ولكن هل ستظل كذلك بعد 5 سنوات؟ ولنفترض أنك تتحدث عن “التصوير الفوتوغرافي للمبتدئين”، لكنك لن تكون مبتدئًا بعد 3 سنوات، أليس كذلك؟

# 3 – تحرمك المرونة والقدرة على التكيف ?

يتغير المشهد الرقمي باستمرار، وتظهر الصيحات “Trends” وتختفي (مرحبًا AI ?). لذا، سيساعدك التحلي بالمرونة مع مجال الكتابة على التكيف مع التغييرات المستمرة واستكشاف الموضوعات الجديدة و -الأهم- الحفاظ على وتيرة بناء جمهورك.

# 4 – استنزافك وفقدانك الحافز ??‍♂️

ربما كان السبب الأهمّ: أحد أبرز أسباب فشل كتّاب المحتوى هو الاستنزاف. إذا كنت تركز فقط على تخصص معين، فمن المحتمل أن تفقد الاهتمام به. تحدّثت عن ذلك، وكذلك فعل يونس بن عمارة.
الجميع يواجه (شحّ الأفكار?)، لكن يمكن أن يساعدك التمتع بحرية استكشاف المجالات المختلفة في الحفاظ على طاقتك لإنشاء المحتوى.

نهج الكبسولة الحمراء بديلًا..

أرجو ألا تُسيء فهمي؛ يُجدي التخصص في كتابة المحتوى نفعًا، بدليل بناء آلاف كتّاب المحتوى مسارات مهنية ناجحة بفضله. لكنني أعتقد أن ثمّة طريقة أفضل: اختيار مجالك على أساس (تحقيق النقلة Transformation).

“ما المقصود بتحقيق النقلة؟ مِن أين لأين؟”

باختصار، مرافقة جمهورك في رحلته -ونقله- من النقطة (أ) إلى (ب).

إذا سبق وشاهدت المصفوفة The Matrix، فأظنك تذكر مشهد عرض “مورفيوس” على “نيو” أخذ الكبسولة الزرقاء أو الكبسولة الحمراء

يعني أخذ الكبسولة الزرقاء ? البقاء في غياهب الجهل؛ يظل كل شيء على حاله، وتستمر حياة (نيو) ضمن ذاك العالم المثالي -إنما المزيف- الذي تحكمه الآلات. في حين سيعلم -في حال أخذه الكبسولة الحمراء ?- الحقيقة: كيفية سير العالم الحقيقي، ووجود بدائل = طرائق أفضل = نقلة Transformation.

يختار (نيو) الكبسولة الحمراء، وهكذا يبدأ الفيلم.

إذا كنت تستمتع بالأفلام السينمائية، فربما تشاركني رأيك في التدوينات التالية:

بالعودة لموضوعنا، فالكبسولة الحمراء تعني النقلة التي تعرضها على جمهورك.

فإن كان “التسويق عبر البريد الإلكتروني” تخصصك (سابقًا). فمع نهج الكبسولة الحمراء، يغدو تخصصك الجديد “تحقيق الدخل من مهارات الكتابة”. لا يزال التسويق عبر البريد الإلكتروني -الذي يُعد طريقة رائعة لتحقيق الدخل عبر الكتابة– مشمولًا بتخصصك الجديد. إنما باتت كتابة منشورات شبكات التواصل الاجتماعي، وتأليف كتاب ثم نشره ذاتيًا ومختلف أنواع الكتابة المُدرّة للمال مشمولةً بدورها.

ربما بقيت “متخصصًا” في (الكتابة)، لكن الصندوق الصغير الذي حُصرت فيه سابقًا غدا الآن أكبر بكثير (لدرجة أنك بالكاد تستطيع أن ترى جدرانه!).

نماذج مستخدمي نهج الكبسولة الحمراء الناجحين

يكسب (جاي كلوز Jay Clouse) أكثر من 40 ألف دولار شهريًا عبر مساعدة صنّاع المحتوى على تحقيق الدخل من خبراتهم ?. لو أراد التزام المسار التقليدي، لتحدّث عن بناء الجمهور أو بناء منتج رقمي، ولوقع -بالتالي- في فخّ التخصص في كتابة المحتوى!
عوض ذلك، اختار نهج الكبسولة الحمراء: بأن صرّح برغبته في مساعدة صنّاع المحتوى على أن يصبحوا “مبدعين محترفين”، وبهذا وسّع آفاقه؛ يمكنك رؤيته يتحدث عن التصميم ? وتدفق الإيرادات ?، وهما موضوعان ليسا مرتبطين حقًا ولكنهما يعززان نهج الكبسولة الحمراء الذي اختاره.

مثال رائع آخر:: (كيران درو Kieran Drew).
اعتاد كيران التخصص في “الكتابة” حتى أدرك أنه (مُحاصر داخلها)، وأن الكتابة تمثّل الخطوة الأولى لشيء أكثر أهمية: الحرية. وهكذا، أعاد تسمية نشرته البريدية لتغدو [الحرية الرقمية Digital Freedom ?] والبقية أصبح تاريخًا؛ نمت النشرة على نحو جنوني، وكذلك جمهوره (+160 ألف متابع في وقت كتابة هذا).
كانت كبسولته الحمراء هي توجيه جمهوره صوب الحرية من خلال الكتابة، لكنه يتحدث -أيضًا- عن بيع المنتجات الرقمية، وتنمية النشرة، وتجاربه الشخصية.. كل ذلك بفضل خروجه عن طوق الكتابة واختياره النقلة.

كيف تجد كبسولتك الحمراء؟

على عكس التخصص في كتابة المحتوى، لن تكون كبسولتك الحمراء شيئًا تختاره وتتمسك به للأبد. بل شيئًا تطوره. يمكن للسؤالين التاليين مساعدتك:

من الذي تحاول مساعدته؟

اكتشف -أولاً- طبيعة جمهورك. يمكنك تصنيفه حسب المهنة (المسوقين، الكتّاب، المطورين، المزارعين.. إلخ) أو حسب المرحلة (المبتدئين، الخبراء..) ، أو مزيج من الاثنين (خبراء المسوقين).

ما النقلة التي يساعدهم المحتوى/ المنتج/ الخدمة التي تقدمها على تحقيقها؟

ضع قائمة بجميع مشاكل جمهورك المستهدف. ثم اذكر رحلة التحول التي يجب أن يمروا بها لحلّ كل مشكلة. الأمر ليس معقدًا كما قد تظن؛ يرغب (جاي) بمساعدة صنّاع المحتوى الآخرين على الاستفادة من خبراتهم ⬅️ يتضمن ذلك بضعة أمور: تكوين جمهور وبناء مصادر دخل وغير ذلك ⬅️ من شأن كل هذا أن يتناسب مع نهج الكبسولة الحمراء الذي اختاره: “الاحتراف Going pro“.

لماذا يعتبر عثورك على كبسولتك الحمراء في غاية الأهمية؟

يمنحك اكتشاف كبسولتك الحمراء وضوحًا:

  • نوع المحتوى المطلوب إنتاجه.
  • نوع المنتجات الذي عليك إطلاقه.
  • نوع الخدمات التي عليك تقديمها
  • والجمهور الذي يحتاج كل ما سبق.

عندما تجد كبسولتك الحمراء، ستتجلى رؤيتك تمامًا. الأمر أشبَه بالسحر ?.

واسمح ليّ بالتأكيد ثانيةً على أنني لا أقول أن التخصص ليس عمليًا. لكن امتلاك كبسولة حمراء أفضل منه بكثير:


الآن لديك رسالة تريد إيصالها للعالم. وهدف محتواك الوحيد هو مشاركة التحول الذي تُحدِثه تلك الرسالة.

هل انتهى زمن مجال التخصص في كتابة المحتوى؟

2 فكرتين بشأن “هل انتهى زمن مجال التخصص في كتابة المحتوى؟

  1. رائع جداً.. مقالاتك مفيدة و تعطي المجال لتوسيع الأفق و إستخلاص الدروس المستفادة من تجربة مدون على مر سنوات.
    هل يوجد طريقة لمراستلك.. لدي أسئلة و أود طرحها عليك أتمنى الرد.. شكرا جزيلا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تمرير للأعلى