قرر بسرعة.. وتراجع أسرع

صنع القرار

ترجمة هذه التدوينة كانت تطبيقًا للدرس الوارد فيها*

عندما كنت في الخامسة والعشرين، قبلت وظيفة “مطور برامج” في شركة محلية. كان مكتبي في الطابق الأرضي لمسكن اُعتبر كمقرّ، وكانت نوافذه مدّعمة بقضبان فولاذية؛ أتذكر قضائي ساعات العمل في مكتبي اتأمل تلك القضبان وأتسائل: عما إذا كانت الغاية منها إبقاء المتسللين خارج المسكن أو الموظفين داخله.

وقد انتظرت شهرين قبل اتخاذ قرار أن العمل لا يلائمني فأستقيل.

على غرار خياراتي الأخرى في الحياة

إذا كان عليّ اختيار قرار واحد لأندم عليه، فسأستغرق وقتًا طويلاً قبل الاختيار.

هل أقصد إمضاء الوقت في تصفحّ “شاهد” عوض اختيار أي مسلسل ومشاهدته فحسب؟ للأسف، الأمر أعقد من ذلك.

جميعنا مقتنعون أن الحياة تتمحور حول اتخاذ قرارات جيدة. ونؤمن أن نجاحنا يتطلب سلسلة طويلة من الإجابات المثالية، تمامًا كلعبة “مَن سيربح المليون” على التلفزيون.

لكن الواقع يؤكد العكس!

أنجَح المنظمات لا تكسب دائمًا، لكن القائمين عليها يفعلون كل ما في وسعهم لألّا يفشلوا بنفس الطريقة مرتين. معلومة تهمّك

بعد اختراعه المصباح الكهربائي، قال توماس إديسون “أنا لم أفشل، بل وجدت 10,000 طريقة لا يمكن للمصباح العمل بها“.

يُفزعنا الفشل، لذا نلتزم الخيارات “المضمونة” لتجنّبه. وتأجيل القرار مثال على ذلك؛ نأمل -في سرّنا- لو يقرر شخص آخر نيابة عنا أو ألا يغدو اتخاذ القرار -في مرحلةٍ ما- ضروريًا. لكن سلوكنا ذلك يفاقم المشكلات، ويحرمنا من اكتساب الخبرات.

يُصنّف القادة بناءً على “القرار”: اتخاذه وتنفيذه. اضفِ لذلك، فقرار لم يُنفذّ يُشبه نظيره الذي لم يُتخذ أصلًا. وعمليًا، بمقدورنا -مع بعض الوعي وإطار عمل مُحكم- تخفيف قلق صنع القرار.

وبهذه المناسبة، أدعوك لاكتشاف أفضل قرار في حياتي!

يسهل التراجع عن أي قرار اتخذناه

قد نعتقد أن جميع قراراتنا لا رجعة فيها، ولكن هذا لا ينطبق سوى على قلّة قليلة منها. ولنكن واقعيين: لمعظم القرارات التي نتخذها عواقب قليلة/معدومة على المدى الطويل!

وإليك إطار العمل الذي وضعته لاتخاذ القرارات:

  • حُدَ من الوقت والخيارات
  • قرر بسرعة، وتراجع أسرع
  • احتفظ بسجل

الحدّ من الوقت والخيارات

بدلاً من قضاء بضع ساعات أمام نافذة شاهد الرئيسية، أختار -بسرعة- خمسة عروض أرغب في مشاهدتها وخمس دقائق لإتخاذ القرار. إذا لم أتوصل -بنهاية الوقت المحدد- لنتيجة، أختار أول شيء أعجبني.

بالحد من حجم القرار والوقت اللازم لاتخاذه، أعلم أنني سأشاهد شيئًا ما الليلة. هل سأحبه؟ هيا نكتشف!

القرار بسرعة، والتراجع أسرع

رغم اعتقادنا أن قراراتنا هي التزامات نهائية، فالحقيقة أنه يسهل التراجع عن معظمها. نعم، بعضها نهائي، وقد تتطلب تفكيرًا عميقًا، لكن البعض الآخر لا يتطلب ذلك.

إذا لم يعجبني المسلسل الذي أشاهده، فسأوقفه وأشاهد الخيار التالي. لا يستلزم الأمر (دراما)!

الاحتفاظ بسجل

احتفظ بسجل لمعظم قراراتي. فإن لم يعجبني -على سبيل المثال- مسلسل تلفزيوني عن الأشباح، فسأدوّن ملاحظة وأتجنب عروض الإيكوبلازمية ectoplasmic المخيفة في المستقبل. وإن استمتعت بوثائقي عن الصلصال، فسأتأكد من مشاهدتي الموسم التالي!

يمكننا أن نتحمل اتخاذ قرارات سيئة؛ لكن ما لا نستطيع تحمله هو ألا نتعلم شيئًا منها.

اتخاذ القرار

أحاول منذ مدة الخروج من عباءة ترجمة المقالات السهلة، وقد وجدت ضالتي في موقع Published Works | Foster. يضمّ الموقع فهرسًا لتدوينات منتسبيه (فكرته مُشابهة لفكرة الفهرست..)، معظمها تحمل أفكارًا رائعة وتأملات متعمقة؛ ما يعني أنها غالبًا ما تكون طويلة.

لذا، كل يوم أتصفح بضعة تدوينات (أو أكثر من بضعة؛ قد تصل إلى 20 تدوينة)، ثم أكتفي بفوضى الأفكار التي تتشكل داخل عقلي، فأُغلقها جميعًا دون تدوين/ترجمة أي منها!

اليوم، حسمت قراري سريعًا، فكانت النتيجة ما قرأته لتوّك، فهل أعجبتك؟ شاركني رأيك في التعليقات.

قرر بسرعة.. وتراجع أسرع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تمرير للأعلى