قد يُبرر لك الناس توقفك عن الكتابة لأسباب قهرية على غرار: الالتزامات العائلية – انشغالك بوظيفتك اليومية – ضيق الوقت (رغم أنه لم يعد عذرًا مُقنعًا!).
إنما أن تقول: مللت الكتابة، فتلك جريمة لا تُغتفر، وربما تتفاقم الأمور حدّ نفي صفة (الكاتب) عنك.
إنما لنتأمل الحياة قليلًا، وتحديدًا كل ما حققناه من نمو شخصي على مدى السنوات القليلة الماضية (سواء على صعيد الكتابة أو العمل أو اللياقة البدنية)، وسنجدّ السر في الالتزام بالمبادئ المملة، يومًا بعد يوم.
نستمتع، في 99% من الأيام، بذاك الالتزام. ولكن في تلك [الـ 1%] تكون الكتابة (أو تناول الطعام الصحي أو الذهاب إلى النادي الرياضي) آخر شيء نريد فعله، فما الحل؟
“أجّل استسلام اليوم إلى الغد”
يبرز الخط الفاصل بين الكاتب “المتساوق Consistent” -و غيره- في تجاوزه أيام الملل من الكتابة، حيث قد تتملكه الرغبة في الاستسلام. وهنا تتجلى روعة فكرة “تأجيل الاستسلام للغد، والاستمرار ليومٍ آخر فحسب”، وذلك لأسبابٍ ثلاث بسيطة:
السبب #1: كونها مهمة سهلة
في الأيام التي لا تفضّل فعل شيء، من المهم أن تبسّطه قدر الإمكان.
يقول “بي. جي. فوغ BJ Fogg,”، خبير العادات من جامعة ستانفورد، في كتابه “عادات بسيطة: تغييرات طفيفة لها تأثيرات عظيمة“:
يعني “الحضور” اليوم، مهما بلغ حجمه، أنك تواصل وتحافظ على عادتك.
السبب #2: تُعيد تأطير عواطفك
من المعروف أن مشاعرنا تحفّز أفعالنا، ولحُسن حظنا الملل مؤقت فقط.
يُعيد (تأجيل قرار الاستسلام) صياغة مشاعرنا -إن صحّ القول- ويُخفف الضغط بنسبة كبيرة. فحين تقول: “تتملكني رغبة بالاستسلام الآن، لكنني لن أقرر اليوم. بل سأُعيد النظر في قراري غدًا”؛ تحرم الشعور بالملل من الانتصار.
وغالبًا، بحلول اليوم التالي، تتحمس للكتابة من جديد.
السبب #3: إضافة يوم آخر ( = تعزيز الزخم)
لماذا يسعى الجميع لاستمرارية الكتابة؟ لا بدّ من وجود سرّ؛ شعور بإرضاء شيء داخلنا مثلًا.
هناك فكرة، اشتهرت بفضل ممثل كوميديا موقف شهير ، وهي أنه لا ينبغي عليك “كسر السلسلة“. تحافظ مراكمة جلسات الكتابة اليومية على حماسك وعلى إدراك أن لديك قوة خارقة: لقد تغلبت على الملل من الكتابة لأيام، ويمكنك فعلها مجددًا اليوم.
لذا، بغض النظر عن مدى قِصر فترة التزامك/استمراريتك، استمر ..
وهذا شيء نركز عليه في رديف. إن نشر تدوينة يومية لمدة 40 يومًا يبقي الهدف صغيرًا ويساعدك على بناء سلسلة انتصارات. ومع وجود مجتمع متحمس ومتفاعل من الكتاب الآخرين الذين يعملون بجانبك، فالأرجح ألا يزورك الملل مطلقًا.
رغم ذلك، ربما يتوجب عليك التخليّ عن استمراريتك في الكتابة “أحيانًا“
حكاية شخصية للغاية
في حديث خاص مع مؤسس شركة نكتب لك، عباس صحراوي، سألني المذكور: كَم تستغرقك كتابة 1000 كلمة؟
كانت إجابتي “الكاذبة” : 4 ساعات.
في حين أنني ربما أُمضي ليلة كاملة. ما بين انقطاع خدمة النت، ودخول حاسوبي المحمول “وضع الإسبات Hibernate” فجأة! أجد الملل من الكتابة مُبررًا.
الكتابة، في حدّ ذاتها، صعبة. فكيف لو واجهتك معوّقات؟! أفكّر ألف مرة في الاستسلام.
حتى هذه التدوينة، فكرت في “جدواها” دون طائل؛ ما الفائدة من التأكيد على معلومة بديهية مثل أهمية الاستمرارية؟! وكعادتي في التملّص من المهام اليومية عبر التنقل بين ألسنة تبويب المتصفح، وجدت نفسي اقرأ تدوينة الزميلة إسراء.
وباعتباري شخصًا يؤمن بالرسائل الكونية، قلت: هذه إشارة يا طارق. إشارة لوجوب نشر المعلومات .. خاصةً البديهية.
ألقاكم على خير ..
هل تُعاني الملل في حياتك عموماً؟
- بالله عليكم! هل ثمّة حلّ نهائي للملل؟ 🥱
- دعني أحدثك عن يومي!
- نقاش عشوائي عن التبسيط والمتعة
- أهمّ درس في فترة الحجر الصحي
- لماذا أشعر أن الحياة مملة؟ (الأسباب الـ 10 لتفسيّر ذلك!)
- ماذا تفعل إن مللت من روتين حياتك؟