ما سرّ صانع المحتوى المهم؟ 🤳

سرّ صانع المحتوى المهم

تدوينة اليوم مليئة بالأسرار، وأولها سرّ يتغافل عنه البعض: يومًا ما، سيأتي جيل جديد من صنّاع المحتوى، وسيكونون أفضل منك في نواحٍ كثيرة. ربما لا يكون عملهم أفضل من عملك، إنما لا شكّ في تفوقهم عليك بجذب الانتباه. وإن كان قلّة منهم سيمتلك كلا الأمرين (العمل المميز + القدرة على جذب الأنظار إليه)، لكن الفئة الأكبر تتضمن القادرين على الاستفادة من الشيء الجديد الذي يهتم به الناس (والذي تعتقد أنه بلا معنى).

عندما يحدث هذا -ولا مفرّ- فأمامك خيارين للاستمرار:

  • أن تكون دفاعيًا؛ فتكتم أسرار مجالك، وتحرم صنّاع المحتوى الجدد الثناء الذي يكسبونه بعملهم.
  • على العكس: تقرر بذل قصارى جهدك لمساعدتهم على النجاح.

كما خَمنت، لن تستفيد شيئًا -على المدى الطويل- إن اتبعت المسار الأول، ربما باستثناء بعض الراحة لكبريائك (أثناء انزلاقك ببطء في وحل النسيان).
إذا، المسار الثاني هو المبتغى.

لكنه الأصعب

صحيح؛ لأنه يجبرك على النمو بصفتك مبدعًا:

  • يحفّزك على تأمل إلى عملك
  • تتبّع أعمال الآخرين
  • التساؤل (ربما لأول مرة منذ سنوات) عن الفريد -بالفعل- الذي تقدمه.

يُرغمك المسار الثاني على الاعتراف بقدرة الآخرين على تقديم الأشياء التي جعلتك مميزًا منذ سنوات. وأخيرًا، يدفعك لمواجهة أجزاء من “أناك / الإيغو Ego” .. وربما ⚰️ـها.

ولكن إذا استطعت، فستتحسن حياتك بصفتك صانع محتوى. لأن أكبر ما يساهم به هذا الأسلوب: مساعدتك على التخلي عن عقلية الندرة، وعندها، يتحسن عملك الإبداعي، وتستفيد أنت وزملائك وقرائك دون استنثاء.


كنت من أشدّ مُعجبيه لما يقرب العشر سنوات، منذ نشر كتابه الأول: 4 أيام عمل في الأسبوع. ألهم كتابه أجيالاً كاملة من الكتاب للحديث عن ريادة الأعمال الفردية Solopreneurship، والعمل عن بعد، وتصميم نمط الحياة (Lifestyle design).. إلخ.

المُدهش بقاؤه صانع محتوى مهمًا

وأظن أن ذاك عائد لأمرين:

يخشى العديد منّا من فكرة استغناء جمهورنا عنّا في حال شاركنا كل ما نعرفه. لذا، بوعي أو بغير وعي، نُحجِم بشكل كامل أو نحاول “تقطير” مشاركة الأفكار؛ بغية الحفاظ على اهتمام الجمهور.

لكن ما يُخفيه هذا التصرّف هو الخوف من (نفاد الأفكار) إذا قلنا الحقيقة الكونية التي نعرفها! 🤨

سبق ووقعت في هذا الخطأ؛ يمنعك من إظهار أفضل كتاباتك، وما لا تدركه أنك -من خلال الإحجام عن مشاركة المعلومات- تصبح أقل فائدة للقراء، مما يُفسح المجال لشخص آخر، يرغب في إفراغ جعبته، ليأتي ويستولي على جمهورك!

يحاول تيم تقديم (مرجِع نهائي) حول كل موضوع يكتب عنه. ولأنه لا يُخفي معلوماته. يستمر الناس في متابعته لإدراكهم أنه سيعلّمهم كل ما يتعلمه طوال رحلته.

يواجه قراؤك دائمًا مشكلات جديدة.. كل يوم. فإذا آمنوا أنك تقدّم دائمًا أقصى ما تستطيع، فسيداومون على البحث عنك للحصول على المساعدة كلما واجهوا مشكلة.

ما يقودنا للجانب الآخر من أهمية (تيم فيريس) على المدى الطويل، وهو..

عوض مطاردته الموضوعات الرائجة “الترند”، يركز (تيم فيريس) على المشكلات التي يواجهها في حياته. ثم يكتب عن حلولها، واثقاً من استفادة شريحة من جمهوره بما كتبه.


وبهذا، يُعتبر هذان الأمران –تعليم كل ما تستطيع، والتركيز على ما تصادفه في حياتك، عوض إتباع الرائجات– أفضل ما تفعله لتبقى صانع محتوى لا يُستغنى عنه، حتى مع ظهور صنّاع محتوى عظماء آخرين على الساحة.

الشخص الآخر الذي شكّل تفكيري في هذا الأمر هو (جو روغان Joe Rogan)، بفضل أسلوب تعامله مع صنّاع المحتوى الآخرين.

سواء أكنّا نتحدث عن البث الصوتي “البودكاست” أو الكوميديا (المجالان اللذان تبرز فيهما خبرته) فلا يتقبّل “جو روغان” دخول الآخرين إلى المجال فحسب، بل ويحاول جاهدًا الترويج لهم وإنجاحهم قدر الإمكان!

عادةً ما يُخفي هذه المسألة، لكنه -أخيرًا- شارك أفكاره في مقابلة مع (كاميرون هانز Cameron Hanes) و (ستيفن رينيلا Steven Rinella)

“لا أعتبر رساميّ الرسوم الهزلية منافسين على الإطلاق”.

“أبذل قصارى جهدي لجعلهم أكثر شهرة. أريدهم أن يغدوا عظماء”

أردت ذلك لمسيرتي المهنية، وبصراحة، ضمن حياتي اليومية: أن أتحرر من ذاك القلق -عديم النفع- بخصوص المنافسة، وأن انطلق من مبدأ الوفرة.

وجدت أيضًا أنه من المفيد مراقبة تفاعلي مع عملهم بصفتي قارئًا/مستمعًا. خلال العشر السنوات الماضية، لم يحل أحد محل فيريس في ذهني، على الرغم من أنني قرأت وأعجبت بالعديد من الكتاب الآخرين الذين جاءوا في أعقابه. لم يُضاهي روغان أحد.

أنت لا تتنافس على (دائرة الاهتمام) بالطريقة التي تعتقد أنك قد تكون عليها؛ الشيء الوحيد الذي يفقدك أهميتك بصفتك صانع محتوى هي القرارات السيئة النابعة عن خوف من النسيان.

لذا، انسى ذلك، وركّز على العمل.


لشدة إيماني بأفكارها، تمنيت لو كان كلمات How to Stay Relevant مكتوبة بلوحة مفاتيحي!
بكل الأحوال، إليك بضعة تدوينات ستُعجبك بالتأكيد:

ما سرّ صانع المحتوى المهم؟ 🤳

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تمرير للأعلى