بالله عليكم! هل ثمّة حلّ نهائي للملل؟ 🥱

الملل

صيانة تصريف المرحاض أبعد ما يكون عن المتعة. لكن صديقنا “كريس” لم يمانع فعل ذلك بنفسه.. ولكن هذا -على الأرجح- لأنه كان في الفضاء الخارجي!

لن نبالغ لو افترضنا انتقال المهام المنزلية الاعتيادية لمستوى إثارة مختلف عندما تكون في محطة فضائية. وهكذا لم يشعر كريس هادفيلد Chris Hadfield، أول كندي يغزو الفضاء، بالملل. لكن لا ينطبق ذلك على الجميع؛ فعام 1982، جلس “فالنتين ليبيديف Valentin Lebedev” في محطة الفضاء (ساليوت 7 Salyut) متملمًا. منحته الإدارة (على الأرض) أمورًا يفعلها والتي بدت تافهة. بعد أسبوع فقط من المهمة، قال أن “الروتين الرتيب بدأ لتوّه”.

تواجد كلا الرجلين في ظروف استثنائية، وكانا يقومان بأكثر الأعمال اعتيادية، ولكن تولّد داخل كلٍ منهما ردّ فعل مختلف جدًا و …

انتظر. سأتوقف هنيهة.

هل أُشعرك بالملل؟

(قد تشعرك الكتابة عن الملل بجنون العظمة بعض الشيء) ? ربما يعود ذلك لأنه -أي الملل- يعد لغزًا. نعلم أننا لا نحبه ولكننا -في ذات الوقت- لا نعرف حقًا الكثير عنه. على عكس رحلات الفضاء، التعامل مع الملل ليس علم صواريخ.. هو أصعب بكثير.

الملل غريب؛ مزيج مُربك من الحالة المزاجية السيئة مع حاجة مُلحّة شديدة لفعل شيء ما. “حكة عصبية” تسري في عظامك لأن روحك تصدر ضوضاء كالإطارات المثقوبة.

وجد الباحثون أن (السأم) رابع أكثر المشاعر السلبية شيوعًا بعد الإرهاق والإحباط واللامبالاة!

وازداد الوضع سوءًا هذه الأيام لدرجة أننا -في الواقع- نخشى الملل. ولسنا مجانين. فسلبيات الملل أسوأ مما تعتقد ولدي إثباتات:

  • كما خمنت غالبًا، كلما شعرت بالملل في يوم معين، زادت السعرات الحرارية التي تستهلكها.
  • تظهر الدراسات أيضًا أن الملل يزيد من خطورة اتخاذ القرارات.
  • يجعلك أكثر عرضة للعادات السيئة (التدخين على سبيل المثال).
  • كما له صلة بالعادات الاجتماعية “بالغة السوء” كالتخريب والانحراف والسلوك الإجرامي الصريح. (نعم ، “قتلك الوقت” قد يؤدي إلى “إزهاق أرواح الآخرين”)

حتى أن الباحثين وجدوا علاقة بين الملل وأمراض القلب. لذلك قد يكون الكليشيه القديم صحيحًا؛ إذ ربما “تموت من الملل”.

مشكلة خطيرة للغاية بالفعل. لكن هناك فسحة أمل: في الواقع، يمكنه أن يتحول لشيئ جيد. لا أمزح. فبعد تعمقي في البحث وجدت أن الملل.. حسنًا.. رائع نوعًا ما!

غالبًا ما نتهم العالم بخلق الملل داخلنا، ولكن كما سنجد، للأمر علاقة مباشرة بخياراتنا وكيفية تفاعلنا مع الحياة. الأمر المُبشّر أن هناك ما بمقدورنا فعله لمعالجة هذه المشكلة، علاوةً عن استكشافنا الكثير عن أحوال البشر أثناء ذلك.

لذا أمامنا، نحن الاثنان، بعض المسائل الوجودية للتعامل معها هنا. دعونا نتعلم أسرار الملل، وسنحظى ببعض المساعدة من الخبراء في هذا الموضوع؛ (جيمس دانكرت James Danckert) عالم أعصاب الإدراكي بجامعة واترلو Waterloo و(جون إيستوود John Eastwood) عالم نفس إكلينيكي في جامعة يورك York وكتابهم “Out of My Skull: The Psychology of Boredom“.

هيّا بنا..

لماذا أشعر بالملل؟ ?


كيف نعرّف الملل بحق الله؟! بحسب دانكرت وإيستوود، يُعرف الملل بكونه: “شعور غير مريح بالرغبة في الانخراط في نشاط مُرضٍ، مترافق مع العجز عن ذلك”. لكن لماذا تفعل أدمغتنا هذا بنا؟

الملل إشارة كالألم أو الجوع. حيث يخبرك دماغك أن هناك شيئًا يجب التعامل معه. ويُعد الملل ذا قيمة لأنه يحاول إرشادك نحو حياة أفضل؛ لقضاء وقتك في طرق مُرضية ولتُدرك إمكاناتك. الملل محفز للفعل.. تمامًا مثل الألم والجوع.

يعاني من يمتلكون إدارة ذاتية قوية وقدرات أعلى ضجرًا أقل. على الجانب الآخر، أولئك الذين يفتقرون لضبط النفس، أو الذين يبحثون عن محسوسات أكثر، أو لديهم مهارات انتباه ضعيفة هم أكثر عرضة للملل. ولكن إذا كنت من الفئة الأخيرة، فهذا لا يعني أنه قدرٌ لا مفرّ منه. فالملل هو علامة ولذا يرتبط بالخيارات التي نتخذها استجابةً للأمور المهمة.

الملل لا يُعالج ذاتيًا.. شأنه شأن الألم أو الجوع. هو مجرد إنذار حريق.. لا مطفأة حريق! وأثناء سعينا للتعامل معه، قد نتخذ بعض الخيارات بالغة السوء؛ يُشبه الأمر اعتمادك على مُسكنات الألم عوض إبعاد يدك عن الموقد.

لا غرابة أن يكون الإنترنت -غالبًا- أول خياراتنا السيئة.

نتعامل مع هواتفنا مثل حاقن إبينفرين الآلي Epi-Pen لمقاومة الملل؛ وجدت أبحاث جامعة توليدو أن الملل لا يُنبئ باستخدام الهواتف الذكية فحسب، بل باستخدامها بشكل غير صحي. غالبًا ما تضعنا هواتفنا الذكية في رحلة رقمية من القلق الملعون، تشغلنا ولكن لا تُريحنا. (نعم، التدوينة التي تقرؤها موجودة على الشابكة ولكنها -بالتأكيد- تشذّ عن القاعدة.)

الحل هو اتخاذ خيارات أفضل في كيفية تصدّينا للملل. إذ يود الأخير إخبارنا بشيء؛ أن ننظر إلى دواخلنا ونبتعد عن السلبية وانتظار أن يحلّ العالم مشاكلنا. الملل هو دعوة للعمل. تذكير لتأكيد مسوؤليتنا عن رسم شكل الحياة التي نريدها.

حسنًا، أذهاننا قاحلة وغاضبة كصحراء، وعلينا إنهاء ذلك. فما الذي -إذن- يبعث الملل؟

وجد (دانكرت) و (إيستوود) أن فرسان القيامة الأربعة (للملل وليس لنهاية العالم) هم: الرتابة، انعدام المعنى، والإكراه، وعدم التوافق بين المهارات والتحديات.

دعونا نهزمهم، واحدًا تلو الآخر..

1) الرتابة

تتطلب المهام الرتيبة انتباهنا، ولكنها في نفس الوقت تفشل في شغل مواردنا العقلية بالكامل، وذاك ما يجعلها مملة.

ذاك ما كان (فالنتين ليبيديف) يواجهه عندما قال “الروتين الرتيب بدأ لتوّه”. على عكس (كريس هادفيلد) الذي لم يشعر بالملل، فما سره السحري يا تُرى؟

كان ليبيديف أكثر تفاعلًا “وجدانيًا” مع وضعه، إذ انغمس في مشاعره السلبية لا بالنشاط الذي يؤديه. لكن (هادفيلد) لم يركز على مشاعره. وإنما انخرط في عمله والتزم به. وهو تجسيدٌ حيّ لما يُدعى “اليقظة Mindfulness”. الابتعاد عن مشاعرك والانغماس فيما تفعله.

تعزز اليقظة، وهي إحدى أشكال التأمل، القدرة على الانتباه لأفكارنا ومشاعرنا دون إصدار حكم عليها، وترتبط بمستويات أقل من الملل (إلى حدٍ ما)، أن تكون متيقظًا تطرد اليقظةُ المللَ بعيدًا عبر جعلنا أقل تفاعلًا وجدانيًا مع المواقف المملة.

من كتاب “Out of My Skull: The Psychology of Boredom”

الفكرة؟ تشتيت انتباهك بعيدًا عن الأفكار والمشاعر المتعلقة بالنشاط والتقرّب من النشاط نفسه.
كيف نفعل ذلك؟ بأن تصبح فضوليًا. تعمّق في النشاط عوض الضياع في أفكارك. عادةً ما نتخذ موقفًا سلبيًا وننتظر من العالم أن يجعلنا فضوليين. آسف، تلك وظيفتك أنت! لأنه عندما تكون فضوليًا، سيتلاشى سأمك إلى حد كبير.

لا يزال يتعين على الباحثين استكشاف العلاقة بين الفضول والملل بتفصيل كبير، ولكن بعض المؤشرات تشير لكونهما مرتبطان عكسًا.

من كتاب “Out of My Skull: The Psychology of Boredom”

هل يبدو لك ذلك حالمًا قليلًا أو صعبًا؟

لكنه ليس كذلك. بل واختبرتَ هذا من قبل (ولكن عن غير قصد)؛ أحيانًا يتوقف التلفزيون عن العمل وترغب في رمي حذاء عليه. لكن في أحايين أخرى ينتابك الفضول، وتتحول إلى (شرلوك هولمز) لتحل لغزًا: “ذاك مثير للاهتمام، واتسون. الجهاز يتصرف بطريقة لا يمكن تفسيرها. هيّا! لدينا لغز لحله!”

الآلات رائعة لأنها لا تملك خيارالملل، وذاك مكمن قوتها. نحن نجد المستجد في المواقف التي تبدو جامدة.

ربما يصعب الإبقاء على الفضول، خاصة في العصر الحديث حيث نتمتع جميعًا بدورة انتباه قصيرة. لذا لنناقش الملل من زاوية أخرى؛ الفارس الثاني هو “انعدام المعنى”. وهذا يعطينا رؤية أوضح لمحاربة عدونا البليد.

2) انعدام المعنى

افتقد (ليبيديف) عائلته، إذ شعر، لأسباب مفهومة تمامًا، بالانفصال عما يشكّل معنى بالنسبة له. نحن لسنا بعيدين عن الأمر. وجد الباحثون في كينجز كوليدج – لندن أن “الملل مرتبط بشكل فريد بمشاعر اللامعنى”.

هل تريد معرفة مدى احتمالية شعورك بالملل في المستقبل؟ كل ما عليك فعله -بحسب البحث– أن تسأل نفسك إلى أي مدى تبدو حياتك ذات مغزى في الوقت الحالي.

لا بد من الإحساس بأننا في مهمة. شعر عالم النفس الشهير (فيكتور فرانكل Viktor Frankl) أن المعنى جوهر حياة الإنسان. بافتقاده “يتجلى الفراغ الوجودي بشكل رئيسي بحالة من الملل”. لذلك عندما نشعر بالملل نلجأ عادة إلى العمل الهادف العميق، صحيح؟

خطأ! وإنما نُسارع إلى هواتفنا -ونادرًا ما يُجدي ذلك نفعًا- لكن لماذا نفعل ذلك؟ باختصار، نحن نخدع أنفسنا بفكرة أن مجرد المشاركة تُعادل المعنى. نريد استخدام مهاراتنا وإنجاز شيء يمكننا أن نفخر به، لكن الإنترنت غالبًا ما يكون “خالي السُعرات Empty calories“. أخذ جولة أخرى على عجلة الهامستر غير الملهمة من الحداثة لا يوفر الأساس المتين للهدف. الإنترنت مزيجٌ من مشاكل حياتك والموت بـ 1000 إشعار.

وللأمر عواقب على المدى الطويل؛ إذ يضمِر “عضلات” صنع المعنى داخلنا. نصبح أوانٍ فارغة تنتظر من يملؤها، عوض كوننا مبدعين يجترحون المعنى بجرأة. ننسى -بسبب الانترنت- ما يجعلنا شغوفين بالحياة لأننا نتوقع من العالم أن يمنحنا معنى جاهزًا. كما كتب فرانكل، “عندما لا يجد المرء إحساسًا عميقًا بالمعنى، فإنه يشتت انتباهه مسرورًا”

الحل بسيط للغاية: فكر في سبب وجيه لما تفعله. هذا لا يجعل كل شيء مثيرًا كحفلة موسيقية، أعترف بذلك، لكنه يمنع سقوطك في حفرة الملل الوجودية.

تشير الدراسات الحديثة إلى أنه قد يكون ببساطة إقناع الآخرين أن المهمة التي يؤدونها مفيدة لصحتهم أو ستحسّن من أدائهم في الاختبارات وتعزز فرص العمل لاحقًا في الحياة.

من كتاب “Out of My Skull: The Psychology of Boredom”

لا متعة في إصلاح مراحيض الفضاء، ولكن علم (هادفيلد) أنه يخدم غرضًا لنفسه ولأفراد الطاقم. المراحيض مهمة، لا سيما في مكان تطفو فيه الأشياء (إن كنت تفهم قصدي?)!

ويمكنك الارتقاء بالأمر للمستوى التالي عبر التأكد من لمسك النتائج. غالبًا ما تكون سباقات الماراثون مملة ولكن يمارسوها البعض -بحماس- لمجرد الشعور بالإنجاز الذي يستمر طويلًا بعد انتهاء الألم.

بعض ما يتعين علينا فعله ليس ممل بطبيعته ولكنه يغدو كذلك بسبب ظرف معين. أتعلم ما هو؟

حسنًا، عليك مواصلة القراءة لمعرفة الإجابة. نعم، يتوجب عليك ذلك. أنا لا أطلب منك مواصلة القراءة. أنا آمرك. فليس لديك خيار.

أمزح بالطبع. ولكن هذه إجابة سؤالك؛ تغدو الأشياء الاعتيادية مملة عندما نضطر لفعلها.

3) الإكراه

نظر (ليبيديف) لكل التقنيات المتطورة والمذهلة المحيطة به، فكيف كان رد فعله؟ قال “بدلاً من أن نكون سادة الأدوات، أصبحنا عبيدها.”

نادرًا ما تؤول الأمر لخيرعندما نشعر أننا نفتقد سيطرة على حياتنا،. لا أحد يريد أن يكون (كومبارس) في مسرحية الحياة. ولكن لمجرد أنه يتعين علينا فعل شيء ما لا يعني أنه ليس بمقدورنا الحصول على بعض الاستقلالية داخل المهمة.

نعم، يتوجب عليك كتابة تقرير ممل. لكن لم يتحكم أحد بكل جزء من كيفية كتابته. لذا فكر في كيفية جعله ملكك. الممثلون ليسوا مجرد آلات تقرأ سطورًا في سيناريو. بل لهم حرية الخيار،إذ ثمّة مليون طريقة لإيصال المعنى المكتوب. الممثلون الجيدون يجعلون الأداء ملكهم. ذاك ما يجعل التمثيل ممتعًا.

لذا أيًّا كانت المهمة، اجعلها “خاصتك”. افعل ما عليك فعله ولكن ضمن الحدود المفروضة، ابحث عن طريقة لجعل المهمة (مهمتك حقًا).

ولكن ماذا لو كنت تشعر بالملل داخل منزلك؟ لا تزال القيود موجودة، متأصلة في الملل (تلك الحاجة الملحة إلى القيام بشيء محفز). ولكن هناك حل سهل لذاك الضيق: الاسترخاء.

… ببساطة، طالب الأشخاص عاليو الحساسية للملل بالاسترخاء لتقليل شعورهم بالملل في الوقت الحالي.

من كتاب “Out of My Skull: The Psychology of Boredom”

الراحة منخفضة الطاقة مثل الملل، لكنها ممتعة. الملل مُتعبة. الكلمة بحدّ ذاتها تتضمن معنى (راحة أقل). بدلًا من إجبار نفسك على فعل شيء ما، عانق جهازك الحُوفِيّ ودع نفسك تستريح.

ربما لا تزال تنتظر حلًا سحريًا. حل يحول (الهوم بلا روح) إلى موجة من (النعيم المُقيم). فكيف نحول الملل إلى مرح؟

4) عدم التوافق بين المهارات والتحديات

ألقى (ليبيديف) باللائمة -في ملله- على السياق. كل هذا العمل “الشاق” من جهاز التحكم الأرضي. كأن موقفه لا علاقة له بالأمر!

عندما يكون لدينا شيء نفعله ولكنه لا يمثل تحديًا كافيًا، نشعر بالملل. وعندما يكون الأمر صعبًا للغاية، نشعر بالإرهاق والملل. ما نريده هو ذلك التوازن حيث يضعنا النشاط في اختبار؛ نشعر أن النجاح ممكن ولكنه غير مضمون. هذا عندما نشعر بـ “التدفق Flow”. هذا ما يدعى التفاعل المثالي (والذي يُشعرنا بالارتياح).

نحن بحاجة إلى إيجاد هذا التوازن. “منطقة الاعتدال The Goldilocks Zone” لمطابقة مهاراتنا مع التحدي. المنطقة الرائعة. ذاك يقودنا لاقتراح مخالف للبديهة والمنطق:

اجعل كل ما تفعله أكثر صعوبة. نعم، قد يبدو الأمر جنونيًا، لكن صدق أو لا تصدق، هذا ما فعله كريس هادفيلد لمنع الملل. أثناء عمله على مهام عادية، كان يراقب لكمّ -من الوقت- يمكنه حبس أنفاسه. مجنون؟ ربما. لكن ذاك التحدي جعل مهمة مملة أكثر صعوبة.

أو حاول إنجاز ما تفعله في غضون فترة زمنية محددة. الآن يمكن أن تصبح المهمة التي لا روح فيها لعبة مفعمة بالحيوية. الهدف ليس أن تجعل نفسك أكثر بؤسًا؛ إنه تحويل تنظيم خزانة ملابسك إلى لعبة تتريس Tetris. فبدلاً من مطالبة العالم بالتغيير، فإنك تغير وجهة نظرك (كما في اللعبة).

حسنًا، حان الوقت لرحلة سريعة إلى اليابان …

المحطة الأولى: حديقة يابانية. تخيّلها: الشجيرات الخضراء، فقاعات الجدول، الجسر الصغير أمامك. هل تستطيع أن ترى كل ذلك؟

لا، لا يمكنك ذلك. هذا ليس خطأ من خيالك، هذا بسبب التصميم. تم تصميم الحدائق اليابانية باستخدام مبدأ يسمى miegakure ? “إخفاء وتكشف”. المسار منظم بحيث لا توجد نقطة واحدة يمكنك من خلالها رؤية الحديقة بأكملها. عليك أن تستمر في المشي لتكشف عن أشياء جديدة. يمكنك سماع صوت جريان الماء ولكن لا يمكنك رؤيته حتى تلتف حول الزاوية. تشم الزهور لكنها لن تكون مرئية حتى تتخطى الأشجار.

إنها مصممة لبناء الترقب. لتشجيعك على التجول والانتباه ولتكون فضوليًا لأن هناك دائمًا المزيد مما يمكنك رؤيته. رائع.. صحيح؟

خمين ماذا؟ ينطبق ذلك على الحياة أيضًا. هناك دائمًا المزيد إذا شعرت بالفضول وواصلت البحث.

المحطة التالية في رحلتنا إلى اليابان: موسم تفتّح الكرز?. حدث جلل في اليابان. لكنه يستمر لمدة محدودة. تزهر فقط لمدة أسبوع ثم يختفي كل هذا الجمال.

قد تشعر بالملل في هذه اللحظة ولكن الوقت سيمضي. إنه عابر ككل شيء آخر. نعتقد أننا نريد تمرير الوقت بسرعة، لكن هذا يعني فقط أننا نصل إلى النهاية في وقت أقرب؛ نهاية اللحظة المملة، ولكن أيضًا نهاية الحياة. “قتل الوقت” كارثة على المدى الطويل.

في المرة القادمة التي تشعر فيها بالملل، تذكر هاتين الفكرتين. عندما تعتقد أنك رأيت كل شيء، كن فضوليًا. هناك دائمًا المزيد في انتظارك في حديقة الحياة إذا كنت تبحث عنها.

ولا تدع الوقت يضيع. إنه سريع الزوال، مثل أزهار الكرز تلك. لا تفكر في (تمرير الوقت). أنت لا تريد الركض حتى النهاية. تريد أن تكون أفضل في تقدير ما بين يديك والآن.

من الصعب التعامل مع الملل لأننا نعتقد أنه مشكلة مع العالم في حين تكمن الصعوبة داخلنا. انتظر حتى يتغير العالم وستقضي حياتك كلها في الانتظار.

لا تتثاءب في الحياة. لا تضيع الوقت.

ترجمة -بتصرف- لتدوينة This Is How To Never Be Bored Again: 4 Secrets From Research (والتي وصلت إليها بفضل نشرة $TILT ? [رابط إحالة]

بالله عليكم! هل ثمّة حلّ نهائي للملل؟ 🥱

تعليق واحد على “بالله عليكم! هل ثمّة حلّ نهائي للملل؟ 🥱

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تمرير للأعلى