ينقسم صنّاع المحتوى في زمننا إلى فئتين:
- نخبة -تُعدّ على أصابع اليدين- تُحقق مئات آلاف الدولارات.
- مئات الآلاف التائهين وسط الجموع، والعاجزين عن تحقيق أي نمو أو دخل.
وبديهيًا، نودّ جميعًا لو ننتمي للفئة الأولى، لولا التساؤل الذي يمتصّ الأمل داخلنا: لمَ قد يهتم أي شخص بما أقدمه، أو يصبح فردًا في مجتمعي، أو -الأهم- يستثمر في خدماتي (أو منتجاتي) في ظل وجود آلاف المنافسين؟
وأنا هنا اليوم لأُجيب عن سؤالك، وأثبت قدرتك على التميّز في بحر لا متناهٍ من صنّاع المحتوى. بشرط إيمانك بالحقيقة الآتية (والمتعارضة مع البديهيات).
أنت لست مارك زوكربيرج

أفضل طريقة للتغلب على المنافسين هي “سرقة” نموذج عمل موجود وتطبيقه بحذافيره. ذاك ما أخبرتك به قبل نحو عامٍ ونصف، ولا زلتُ مصرًا على صحّته.
لست مُضطرًا لمحاولة التمايز عن الآخرين، أو تقديم عروض غير مسبوقة، أو تقديم فكرة عمل استثنائية إلى السوق. ببساطة، ميزتك التنافسية الأكبر أن تكون كفؤًا؛ إذ 95% من “منافسيك” لا يقدّمون أقل المطلوب للنجاح.
أتظنني أبالغ؟ تأمل معي إذًا كمّ التظاهر الذي يعيشه كتّاب الإعلانات مثلًا.
يُسارع أحدهم لـحشر مصطلح “كاتب إعلانات” في نبذته الشخصية على شبكات التواصل الاجتماعي، دون الالتزام بسلوكيّات كاتب المحتوى الإعلاني الحقيقي:
- لا يكتب أي نصوص إعلانية: بل يكتفي بمنشورات “نصائح الكتابة”، ولكنه -في الواقع- لا يمارس أي نوع كتابة .. على الإطلاق!
- لا يقدّم عروضًا لعملاء محتملين: حين يُمضي جُل وقته في تقديم نصائح كتابة المحتوى؛ محاولًا إثارة إعجاب كتّاب المحتوى الآخرين، هل تظنه يجد فرصة لمحاولة توليد العملاء المحتملين؟ “الإعجابات لا تُطعم خُبزًا يا صاح!”
لاحظت هذا في كل مكان!
الجميع يُعجبهم دور ريادي الأعمال، لكنهم يتجنّبون الأنشطة غير الجذابة (المؤدية إلى جني المال فعليًا):
- السعي اليومي لإيجاد العملاء.
- تحسين المهارات عبر التطبيق: كتابة رسائل مبيعات افتراضية لصقل مهارة كتابة النصوص الإعلانية.
- إنشاء محتوى للعملاء. سيجلب عدد إعجاباتٍ أقل بلا شك، لكنه سيدرّ مالًا أكثر.
بعد إتقانك الأساسيات. يأتي دور (التميّز عن الآخرين) عبر السبل الآتية..
لكن أولًا، ..
دعنا نحسم هذه المسالة!

إليك نصيحة أجدها عبثية تمامًا:
“اكتب عن أي شيء تريده وسيجدك جمهورك ذوي التفكير المماثل. وبمرور الوقت، لا بدّ أن يتكشّف مكانك المناسب”
نصيحة سيئة! انظر فقط لمقدّمها؛ عادةً ما يكون شخصًا يسوّق لدورات الكتابة أو منتجات تدر المال عبر الإنترنت.
يُدرك بائعو الأوهام هؤلاء معاناتك للالتزام بمجال محدد، لذا يبيعون لك فكرة أنك لست بحاجة إليه أصلًا!
وللأسف، يقع أغلب المنساقون خلف النصيحة في فخ كتابة “تأملات عشوائية” لا تهم أحدًا سواهم.
والآن، بدلاً من محاولة إرضاء الجميع، إليك ما يُجدي نفعًا.
خطة اختيار المجال المربح
إذا كنت ترغب اليوم في بناء مسيرة كتابة حقيقية، فلا مناص من اختيار أحد 4 تصنيفات مربحة حقًا:
الصحة⛑
الثروة 💲
العلاقات 💞
تطوير الذات 🙌 (بعيدًا عن شكلها التقليدي)
ولا تنسى أن تتخصص (فداخل كل تصنيف، توجد مجالات فرعية مربحة).
/
إليك أمثلة على مجالات “الثروة” الفرعية:
العقارات 🏗
المبيعات 📊
التجارة الالكترونية 🛒
الاستثمار 💱
التطوير المهني ⚜️

أتبحث عن أمثلة لمجالات “الصحة” الفرعية؟
التَغذِيَة🍱
التخسيس 🧴
الصحة النفسية🎭
اللياقة البدنية🏋️♀️
الطب البديل 🪔
نبذة عن مجالات “العلاقات” الفرعية
الزواج 🚻
تربية الأبناء🚼
دﻳﻨﺎﻣﻴﺎت اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻷﺳﺮﻳﺔ 👨👩👧👦
التواصل 🧏♂️
المجال الأهمّ لسنة 2025. تطوير الذات:
الإنتاجية 📑 إدارة الوقت 🕰 الهوايات 🤸♂️ بناء العادات 🎯 اكتساب المهارات 🤹
سر تدمير المنافسين وفرض أجور مميزة

غُص عميقًا 🥽 داخل المجالات الفرعية، على سبيل المثال:
- المبيعات ⬅️ بيع برمجيات معاملات الشركات B2B
- الصحة النفسية ⬅️ استراتيجيات التعامل مع اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه “ADHD” لدى رواد الأعمال
- الزواج ⬅️ التوفيق بين الموظفين المشغولين.
كيف تصبح الأفضل فيما تفعله
يستحيل -تقريبًا- أن تكون (الأفضل في العالم) في شيء ما، إنما بمقدورك وضع نفسك في مرتبة “أفضل”
“كن الأفضل في العالم فيما تفعله. استمر في إعادة تعريف ما تفعله حتى يصبح هذا صحيحًا.”
– نافال رافيكانت
لنضرب مثلًا بـ”لورين Lorwen”
كانت ترغب في تحويل عملها في العلاج النفسي على أرض الواقع إلى مشروع رقمي.
المشكلة؟ وجود عشرات المعالجين النفسيين الذين يتواصلون عبر الإنترنت، لذا واجهت صعوبة في التميز عن غيرها؛ كانت بحاجة إلى طريقة لإعادة تعريف مكانتها حتى تحتل قمّة مجال (العلاج النفسي):
- تخرجها من جامعة هارفارد؟ بداية جيدة، ولكن لا زال هناك آخرون حاصلون على درجة الدكتوراه في علم النفس من جامعة هارفارد.
- إنما لحظة! سافرت لورين إلى التبت، وعاشت هناك لست سنوات، ودرست مباشرة تحت إشراف الدالاي لاما.
كم عدد المعالجين النفسيين الذين عاشوا في التبت لمدة ست سنوات ودرسوا تحت إشراف الدالاي لاما؟ واحدة فحسب. لورين.
بعد أن أعدنا تعريف ما تفعله، بدأ محتواها ينتشر بسرعة كبيرة لأنها كانت تحكي قصصًا وتشارك أفكارًا لم يستطع أحد غيرها أن يفعلها. وقد زاد عدد متابعيها على (X) من 7 إلى 20,000 في أقل من عام:
لقد أنشأت مجالًا يخصّها، وجمعت تجارب حياتها ومهاراتها واهتماماتها في طريقة فريدة لمساعدة الناس على تخفيف قلقهم، ولهذا استطاعت جذب عملاء جدد بسرعة مذهلة.



انتقلت من إيرادات معدومة وخبرة “صفرية” في التسويق إلى تحقيق 17000$ شهريًا في غضون 8 أشهر.
بالنسبة لمعظم صنّاع المحتوى، تستغرق مثل هذه الأرقام سنوات. ولكن لأنها اتبعت نموذج “من الداخل إلى الخارج”، تمكنت من تحقيق إنجازها بسرعة.
نموذج من الداخل إلى الخارج للنمو السريع
يحاول معظم المبدعين أن يكونوا أذكياء وفريدين قبل إتقان الأساسيات.
عوض ذلك، استخدم النموذج من الداخل إلى الخارج:
ابدأ بأساس قوي
- طوّر عروضًا متماسكة.
- انشر محتوى بانتظام.
- حاول جذب العملاء المحتملين يوميًا.
- قدّم خدمة قوية للعملاء
ابنِ تجربة واقعية
- اعمل مع عملاء “عاديين”
- اجمع شهاداتهم “Testimonials”
- وثّق النتائج.
- حسّن العملية.
طوّر ميزتك الفريدة
- حدد الأنماط في نجاحك.
- ابتكر أسلوبك
- اروِ قصصًا مقنعة
- ابنِ علامتك التجارية الشخصية
تذكر!
اكسب المال حتى تتمكن من صنع الفن، لا العكس. يبدأ الطريق إلى التميز بإتقان الأساسيات التي يتجاهلها الآخرون. تحلى بالصبر والثبات، وستظهر ميزتك الفريدة بشكل طبيعي من خلال الخبرة.