لو نظرت خلف كواليس حياتي، لأدركتَ غرابة حديثي حول إطلاق نشرة بريدية (بغض النظر عن الطريقة!)؛ إذ انتقلت من معدل نشر أسبوعي (في نشرتي السابقة)، إلى آخر شهري ضمن نشرتي البريدية الحالية. وحتى ضمن هذه الأخيرة، ستجدني أٌصارع على مدار الشهر بحثًا عن فكرة ثمينة.
ومع ذلك، أعجز عن طرد فكرة كتابة هذه التدوينة من عقلي. ربما لأنني أُدرك فوائد النشرات البريدية وقوتها (بدءًا من عائد الاستثمار “ROI” المرتفع وصولًا لمعدلات التفاعل الضخم مقارنة بشبكات التواصل الاجتماعي .. ولا ننسى أن دخل النشرة البريدية أفضل من باتريون Patreon شخصيًا!)
والآن، أنا مستعد لدفعي حياتي ثمنًا لإقناعك بالآتي..
فوائد لا تُقدر بثمن لإطلاق نشرة بريدية 💎
زيادة تفاعل جمهورك
سؤال بسيط: عندما يصل زائر لموقعك الالكتروني، ما مدى تفاعله؟
الإجابة: ذاك يعتمد على مصدر الزيارة؛ فإن كانت محرك البحث -مثلًا- فسيقتصر تفاعله على التجول قليلًا ثم الرحيل .. أو الارتداد “Bounce” بلغة خبراء الويب. وقد تصاب بالصدمة عندما تجد أن 26 ~ 70% من زوار موقعك يكتفون بتصفحّ صفحته الرئيسية، وليس هناك أي طريقة لاستعادتهم!
في المقابل، حين يسجّل الزائر في نشرتك البريدية، فذاك يعني ألّا يتحول إلى “ارتداد” آخر. بل لا يزال بإمكانك استعادته -بل وربما تحويله إلى عميل- بعد أشهر أو حتى سنوات.
تحقيق أهداف سيكولوجية المبيعات
حين ظهرت النشرات البريدية أول مرة، كان هدفها التسويق لخدمات/منتجات الشركات. وصدقّ أو لا تصدّق، لا زال ذاك هدفها!
وفي حين يحتاج العميل المحتمل إلى “سماع” رسالة المعلن 7 مرات على الأقل قبل أن يتخذ إجراءً لشراء المنتج/الخدمة. تنجز النشرة البريدية هذه المهمة تلقائيًا، ودون الاضطرار للتعامل مع كل عميل على حدة.
بناء مصدر إيرادات جديد
باتت النشرات البريدية المدفوعة خيارًا شائعًا لصنّاع المحتوى على اختلاف تخصصاتهم.
إنها طريقة رائعة لتكملة دخلك من عمل العميل أو تحقيق الدخل من محتوى المدونة التي كتبتها بالفعل. بدون عملاء أو محررين أو حراس آخرين يحدون من إبداعك، فإن السماء هي الحد الأقصى حقًا مع النشرات الإخبارية المدفوعة عبر البريد الإلكتروني.
تعزيز شعور الانتماء لمجتمع
يمنحك الاشتراك في نشرة بريدية شعورًا بالحميمية. وخاصةً إذا كانت تقدّم عروضًا حصرية [على غرار نشرة خارج الصندوق البريدية].
أو عندما تعرض عليك عوائد مُغرية إن رشّحتها لأصدقائك (كما تفعل نشرة The Freelance Gig أو نشرة The DONUT)
بالطبع، لا يمكنك بناء هذا التواصل الوثيق ما لم تكن نشرتك الإخبارية “أصيلة / أصلية“. لا بد أن يشعر كل فرد من جمهورك أنك كتبتها لأجله (من صديق لصديق). وسأحاول -بين الفينة والأخرى- مشاركتك خطوات صياغة نشرتك بحيث تمنح القارئ تلك المشاعر.
إنما، ولأننا ننتهج الطريقة السهلة في إطلاق نشرة بريدية هذه المرة، فسأمرّ على النقاط سريعًا.
كيف تكتب + تصمم + تُرسل أول أعداد نشرتك البريدية في 30 دقيقة؟
الخطوة #1: قرر كيف تريد جمع المشتركين
بشكل عام، توجد طريقتان لجمع عناوين البريد الالكتروني للمشتركين:
- استخدام صفحة مستقلة
- استخدام نموذج اشتراك مُدمج ضمن التدوينات.
ربما تسألني: هل يُشكّل ذلك فرقًا؟
بالطبع، إذ من الأسهل دمج النموذج في المدونات البسيطة. من ناحية أخرى، تساعدك الصفحة المستقلة في إنشاء اختبارات أ/ب إذا كنت تمتلك جماهير أكثر تخصصًا.
لكن، لا تختر نموذج الاشتراك إذا كنت تستصعب -فحسب- إنشاء صفحة مستقلة؛ توفر منصات بناء النشرات البريدية مثل Beehiiv أدوات إنشاء صفحات مجانية، بحيث تتمكن -بسهولة- من دمجها ضمن مدونتك / موقعك الالكتروني.
مهما كان خيارك، احذر من إفساد تجربة القارئ بنموذج اشتراك سيء التصميم، أو ذو ألوان فاقعة أو .. منبثق Pop-up! 🤢
الخطوة #2: قدّم قيمة لجمهورك
ربما تساءلت ذات يوم: لماذا قد يشترك أحدهم في نشرتي البريدية؟
الإجابة البديهية: ليحصل على [الهدية]
ولكنه سبب غير كافٍ!
فكر في ميزة نشرتك البريدية الحقيقية؛ ماذا سيستفيد القارئ عند الاشتراك؟ ما نوع المحتوى القيم الذي سيُغريه بالانضمام لقائمتك البريدية اليوم؟
لا يُشترط أن تكون “الميزة” منفصلة عن محتواك، إذ تفي ترقيات المحتوى “Content upgrades” بالغرض؛ قطع محتوى إضافية مُصممة لتكملة/ التوسّع في أفضل تدويناتك أداءً.
الخطوة #3: اكتب كما لو كنت تُراسل صديقًا
تلك نصيحة سمعتها من كريس كرافت Chris Craft، مؤلف كتاب (Go Long: Getting Big Wins from Writing Long Form Content)، ولا زالت ترنّ في أُذني حتى الآن. في الواقع، قصته مُلهمة حقًا، وستكون محور العدد القادم من نشرتي البريدية.
هل أنت مهتم بسماعها؟
بمجرد أن تقرر إطلاق نشرة بريدية والقيمة الفريدة التي تقدمها، فإن هذا التخصيص سيعطي رسالتك الإخبارية الصدى الذي يجعل الأشخاص يشعرون بالارتياح عند إعطائك بريدهم الإلكتروني.
الخطوة #4: اكتب تشجيعًا على فعل “CTA” ضمن كل عدد
إذا كانت نشرتك البريدية تحكي قصة ما، فتمثّل عبارة التشجيع على الفعل الإجابة على سؤال القارئ “ما الخطوة التالية؟”
بالنسبة للعديد منّا، فإن CTA أول شيء ينتقلون إليه. تشير بعض التقديرات أن 90% من زوار موقعك الالكتروني سيقرأون عبارة التشجيع على الفعل -بالإضافة إلى الترويسة- عند مسحهم الصفحة بأبصارهم.
وربما بمقدورك الاستعانة ببعض ما نشره الأصدقاء::
- ماهي الدعوة لاتخاذ إجراء – CTA وكيف توظّفها في محتواك؟ – Go360 Agency
- الدعوة لاتخاذ إجراء: كيف تكتب CTA مثالية لا يمكن تخطيها؟ – مدونة مستقل
- الدعوة لاتخاذ إجراء CTA وكيفية كتابتها بشكل صحيح – منصّة تعلّم كتابة تجربة المستخدم بالعربية
- 15 دعوة للعمل CTA يجب أن تتضمنها منشورات مدونتك
- كيف تكتب Call to action احترافي في 9 خطوات؟ » حلول التخطيط لتقنية المعلومات
أهم جزئية في التدوينة
والآن، بعد أن قضيت بضعة أيام في إجبار نفسي على ترجمة تدوينة How to create a newsletter in under 30 minutes -مع استبدال الروابط بأُخرى لمنصة منافسة!- يمكنني القول أنني غير راضٍ عن النتيجة.
لكنها ذات الحالة التي كلما نشرت فيها، وجدت أثرًا طيبًا. اضف لذلك، أنا من الأشخاص الذين لا يتركون الأفكار معلّقة دون إنجازها، وكذلك.. أودّ رؤية المزيد من النشرات البريدية؛ تمنحني رسائل البريد الالكتروني شعورًا بالحميمية (نوعًا ما). وعِشت خلال الأسبوع الأخير من رمضان -بالإضافة لأيام العيد- وسط موجة حنين للماضي (رغم علمي أن جماله مُخادع).
على العموم، ربما عليّ تذكير نفسي أن امنح نفسك فرصة 😇