يوميات كتابة رواية في أقل من شهر (اليوم #4)

مع انطلاقة رحلة هذه اليوميات، ظننت أنني قادر على ملئ عشرات الصفحات، ورغم احتفاظي بالأفكار التي تخطر في بالي أثناء الكتابة، يتضائل حجم التدوينة يوميًا بعد يوم. هذا كفيل بفقدان البعض رغبتهم بالقراءة قبل الوصول للتدوينة العاشرة حتى!

من المهم -بالنسبة ليّ على الأقل- اعتماد نوعية أوراق وأقلام محددة لكتابة الرواية، هذا يدخل ضمن الطقوس التي تضعني في جوّها العام.

بدأت في مراجعة ما كتبته -حتى الآن- بحثًا عن أحداث يمكن استكمالها (عوضًا عن ترك الحبل على الغارب للشخصياتفهالني حجم الحوار الضخم. من وجهة نظري هذا أخطر خطأ وقعت فيه حتى الآن، السبب؟ اليافعون -بحسب قرائتي عنهم وخبرتي في التعامل معهم- يكرهون الأحاديث الطويلة ويبحثون عن التشويق والمغامرات والأحداث المثيرة. هذا يعني أن عليّ حذف الكثير من الحوارات الشيّقة والتفصيل في بعض الأحداث الثانوية (ككيفية انتقال الشخصيات من مكانٍ لآخر، ووصف بيئة الرواية)، وربما يكون ذلك أشبه بالسير فوق حبل رفيع.

على الهامش: يتملكني الندم لعدم شرائي كورس ناشر حتى الآن! المشكلة في ثمنه المرتفع.

على الهامش (2): لا زلت أشعر أنني لا أقدّم جديدًا، وأن فكرة الرواية أقل من عادية، لكنني سأستمر بالكتابة حتى النهاية.
في الواقع، أثبتت تجاربي السابقة مع هذه المشاعر السلبية أن النتاج دائمًا ما يكون مُبهرًا، كما لو كان عقلي الباطن يختبرني.

لم يكتفي أبطال الرواية بفرض شخصياتهم المستقلة والمختلفة عن المرسومة لهم، بل بدأوا العبث في نهايات الرواية! لا أعلم الآن ما إن كان عليّ الانصياع لإرادتهم أم إجبارهم على النهاية التي اخترتها.

مصدر الصورة

بالحديث عن النهاية، أنا الآن عالقٌ في معضلة أخلاقية عويصة: في المواجهة الأخيرة بين البطل وخصمه، يتسابق الطرفان للوصول إلى سلاحٍ مرمي. وفي حين استخدام الشرير للسلاح هو أمرٌ بديهي وفقًا لأخلاقياته، يبقى استخدام البطل للسلاح -في حال وصل إليه قبل خصمه- محل تساؤل، هذا أولًا..
ثانيًا، إن وصل الشرير للسلاح فقتل البطل، فسيُترجم ذلك على أنه انتصار للشرّ على الخير.
ربما يُدرك البالغون واقعية ذلك، لكن الرواية موجهة لليافعين!

قلب سؤال العزيز يونس: “هل تودّ طرح الرواية على مدونتك بشكلٍ مجاني أم مدفوع؟” موازين تفكيري، حيث كان احتمال نشرها للعموم بعيدًا. في حين أن المنطق يقول: أحد أسباب محدودية انتشار روايتي الأولى هو ثمنها المرتفع. علاوةً على ذلك، هل سيكون من الأمانة بمكان مع السادة القراء أن أقدّم أولى تجاربي في أدب اليافعين (والتي كُتبت في أقل من شهر) بشكلٍ مدفوع؟

هو سؤال لا أمتلك له إجابة في الوقت الحالي (ربما بإمكانكم مساعدتي في إتخاذ القرار).

يوميات كتابة رواية في أقل من شهر (اليوم #4)

4 أفكار بشأن “يوميات كتابة رواية في أقل من شهر (اليوم #4)

  1. عليك الانصياع لرغباتهم وعدم إجبارهم على شيء .. بالنسبة لمشهد السلاح .. مهما كان من سيمسك السلاح فيجب أن يكون الحدث منطقياً وهذا يعود لبناء شخصية البطل الخيّر وشخصية البطل الشرير .. أما بالنسبة للنشر مجاناً أو مدفوعاً .. أعتقد أن النشر بثمن متاح للجميع أفضل حل .. لقد نشرت روايتي الأولى بحوالي دولارين ونصف .

    1. نصائحك أقل ما يُقال عنها أنها: كُتبت بحروفٍ من ذهب🥇.
      بالمناسبة، حاولت شراء نسخة من روايتك، لكن شرائها غير مُتاح في مصر: لا عن طريق أمازون ولا عن طريق متجر غوغل.

      1. شكرا على الاطراء 🙂 … بالنسبة للرواية فأسف على عدم توفرها وهذا أمر غريب بالنسبة لشركتان ضخمتين مثلهما وغير مبرر أبداً .. ناقشتهم بذلك وتلقيت تلك الوعود الباردة المنمقة .. سأرى إن كان هناك خدمة ما مشابهة في المنطقة العربية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تمرير للأعلى