نقش أمّ كتابة؟ نقش أمّ كتابة؟
لأن الكتابة والتصميم وجهان لعملة واحدة

ماذا لو توقفت عن النشر، هل سيلاحظ أحد ذلك؟

لأول مرة منذ عام، اتأخر عن نشر عدد نشرتي الأخرى، ولم يكن ليومٍ أو اثنين، بل لعشرة أيامٍ كاملة!

فماذا حدث؟

 

لا شيء!

 

لا أنكر أنني مُحبط، لكن لم يحدّ إحباطي من رغبتي في معرفة السبب. وأظنني اكتشفت طرف الخيط، وأودّ مشاركته معك.

 

لا جمهور للمحتوى "العادي"

 

أشعر أنني سأكرر نفسي لو قلت أن الجمهور .. مُتخم؛ فلا يحتاج سوى لبضعة مصادر محتوى. والسؤال: كيف سيختارها؟

 

بالطبع، سيبحث عن الـ 1% الأفضل.. إنما ليس في المُطلق. وذاك مربط الفرس: لست مُضطرًا لتكون أفضل من 99% ممن ينشرون محتوىً في مجالك على كل المنصات. بل يكفيك التميّز في مجال ضيّق، وعلى منصة واحدة..

 

يبدو أنني أكثرت التنظير. لننتقل إلى الجزء العملي.

 

كيف نحل مشكلة المحتوى؟

عبر مبدأ الانعكاس الذي صاغه رجل الأعمال الأمريكي (تشارلي مونجر Charlie Munger). فعوض سؤال "كيف أنجح؟" ينصحك مونجر بتساؤل "ما سبب فشلي وكيف يمكنني تجنبه؟"

 

في الغالب، يتخلص عجز محتوانا عن احتلال قلوب الناس في 5 أسباب رئيسية:

1) تشابه المحتوى بيننا .. تقريبًا

بعد فترة من استهلاكك المحتوى، تبدأ في متابعة بضعة عشرات النشرات البريدية والبودكاست وقنوات يوتيوب. معظمها لا بأس به، وبعضها جيد. لكن قلّة منها فقط (تُفضّلها).

 

بمجرد وصول إشعار بإحدى تلك المفضلات، تجدك تفتحه دون تردد ثم "تلتهمه". وعندما ينتهي، قد تحزن أو تشعر بخيبة الأمل.

 

بما يتميز محتوى كهذا برأيك؟

 

💯 يحل مشكلة حقيقية تواجهك. قد تكون مشكلة شخصية أو مهنية، أو قد يساعدك على تغيير منظورك للحياة.

 

💯 تشعر أن لصانعه وجهة نظر وصوت فريدين لا يمتلكهما الآخرون.

 

💯 لا يُمكن تلخيصه.. بل لا تقبل أن يُلخصه لك أحد! وإنما تريده مُباشرةً من مصدره.



وبسبب هذا، تكونت لديك عادة استهلاكه. هذا ما يُدعى محتوى غير عادي، وهو علينا السعي جميعًا للوصول إليه.

 

وقبل انتقالنا للمشكلة الثانية، ما رأيك لو نتشارك (مُفضلاتنا)؟

وسأبدأ أنا:

💌 النشرات البريدية: نشرة فاطمة الصفار - نشرة سرد - أثَر - 

Morning Brew - Scott’s Newsletter

 

📺 قنوات يوتيوب: شرف الدين الخصاونة - Marwa ahmad - فيلملوخية - Mostafa Madkour - AHMAD OJIEL Official - أحمد عجيل

 

🎙بودكاست: سوريا بودكاست -  El Mahrousa Podcasts - بودكاست جسور و حكايات - Let's Talk Psychology Podcast - Buthaina Podcast

 

دورك.. 😉



2) لا ننشر محتوانا حيث يمكن اكتشافه

حتى لو كان لديك أفضل نشرة إخبارية أو بودكاست في العالم، فلن يراه أحد ما لم تنشره على منصات الاكتشاف.

 

تسمية غريبة، صحيح؟ 🙄 لا بأس، سأفسّر لك: لمنصات المحتوى نوعين:

 

منصات الاكتشاف 📶. وتشملها شبكات التواصل الاجتماعي.

منصات العلاقات 🆔. وتتضمن النشرات البريدية (طبعًا)، والبودكاست، ورسائل واتسآب.

 

📶 منصات الاكتشاف مزودة بآلية اكتشاف مدمجة. تستطيع الخوارزميات عرض محتواك على غير متابعيك. وكذلك خاصية مشاركة مدمجة كزر "إعادة التغريد"، حيث يمكن للحسابات الأخرى مشاركة محتواك مع جمهورها.

 

🆔 تساعدك منصات العلاقات على توطيد علاقتك مع جمهورك والوصول إليهم مباشرةً دون الحاجة إلى خوارزميات أو بوابات إلكترونية. 

 

والعلاقة بينهما متكاملة؛ فمنصات العلاقات (🆔) وسيلة رائعة لتحقيق الربح، إنما يستحيل تنميتها دون القدرة على توجيه المستخدمين من إحدى منصات الاكتشاف (📶) إليها.

 

وأكبر دليل؟ قبل بضعة سنوات، تحدّيت نفسي -على الملأ- بجذب 1000 مشترك لنشرتي البريدية خلال 90 يومًا. مضت المهلة سريعًا، وتغافلت حينها عن دور شبكات التواصل، فلم تزد نسبة النجاح عن 25%.

 

ولئلّا تُكرر خطئي، لنرى كيف يمكنك بناء تلك العلاقة المتكاملة:

✮ ركّز على منصة واحدة من كلتاهما (على سبيل المثال قبيلة كمنصة اكتشاف و Beehiiv كعلاقات).

✮ ركّز على نشر محتوى على منصة الاكتشاف أكثر مما تنشر على منصة العلاقات.

✮ تعمّق في التدوينة 1# عن حلقات النمو Growth Loops في الويب العربي.

3) لا ننشر باستمرار ولفترة كافية

سأعترف لك: مضت سنوات منذ اكتشفت الوهم الذي أعيشه. ومع ذلك، لا زلت اتسائل أحيانًا: لماذا لا تصل كتاباتي إلى جمهور واسع؟

ثم مع تفّقد كمية المحتوى المنشور، وجدت شهورًا تخلو منه! 

 

نعم، أعلم أن الأمر صعب. لا يُتوقع منك نشر قطعة محتوى فريدة كل يوم، خصوصًا في بداياتك. 

لكن ماذا عن التالي؟ لمدة 90 يومًا، انشر 4 قطع محتوى أسبوعيًا على منصة اكتشاف واحدة (كما اتفقنا)، ولا تلتفت -كثيرًا- للمشاهدات أو التفاعل الذي تحصل عليه؛ فالهدف بناء عادة النشر.

 

سيكون لديك -بعد ثلاثة أشهر- 48 منشورًا. وقد لا تعتبره عددًا كبيرًا. لكنك ستكتسب عادة النشر وبضعة مئات من المتابعين المخلصين؛ وبذا يصبح النمو أسهل.



4) لا نملك تخصصًا فريدًا

أتذكر عندما قلت، "يجب أن تتفوق على 99% من صنّاع المحتوى في [مجال ضيّق] ممن ينشرون على [منصة محددة]"؟

ما لم أخبرك به أنه لا يُفترض أن تكون ضمن أفضل 1% في مجال شديد التنافس. يمكنك -ببساطة- تأسيس مجال خاص تكون فيه الأول. 

 

“كن الأفضل في العالم فيما تفعله. استمر في إعادة تعريف ما تفعله حتى يصبح هذا صحيحًا.”

– نافال رافيكانت

 

لا تحاول منافسة (ثمانية) أو أي صانع محتوى آخر! وإن كنت تذكر، سبق وتعمّقت معك في هذه النقطة.

 

قد يكون هناك ناشرون آخرون في مجالك أو صنّاع محتوى يتناولون موضوعًا مشابهًا. ولكن يبقى لك أسلوب فريد من نوعه!

 

فإذا لم تتمكن من أن احتلال المرتبة الأولى في مجال ما، فأنشئ مجالًا جديدًا يمكنك أن تكون الأول فيه.

5) لمّا نصبح مختلفين كما يعني الاختلاف حقًا

إذا كنت ترغب في المال والتقدير من الجمهور، فأمامك طريقة وحيدة للحصول عليهما: أن تصبح شخصًا يستحقهما.

 

وهذا يعني أن تحوّل صناعة المحتوى إلى حِرفة (لا هواية): احصل على خبرة واقعية، وأجرِ المزيد من الأبحاث مقارنة بمنافسيك، واقرأ كتبًا أكثر، وسافر لحضور المزيد من الفعاليات، واعمل بجد أكبر، واستعد لفعل ذلك لسنوات قبل الوصول لما تريد.

 

في نهاية المطاف، وما إن تصبح شخصًا يستطيع تقديم ما يريده الجمهور تمامًا، يتحول محتواك إلى (مُفضلاتهم) تلقائيًا.

 

همسة أخيرة

 

ليس عليك أن تكون عبقريًا أو خبيرًا عالميًا لتأسيس شركة محتوى. إذا كان لديك الشغف والتركيز الكافيين، وكنت مستعدًا لتجاوز الأخطاء السابقة، فستصل إلى هدفك في النهاية. 

 

أعدك

🤞

بديهيًا، قد لا تتمكن من الالتزام بنشر 4 قطع محتوى أسبوعيًا على مدار 3 أشهر. لهذا السبب وُجدت أداة Promote Kit.

وهي مجموعة شاملة تضم أكثر من 30 أداة تسويق إلكتروني مجانية، مصممة لمساعدة صنّاع المحتوى ورواد الأعمال على تعزيز حضورهم الإلكتروني.

وسأدع لك مهمة اكتشافها؛ عوض محاولة إقناعك بعبارات مبتذلة 🙄

قبل أي شيء، أبشّرك أنني تمكنت من تجديد استضافة مدونتي، ما يعني أننا سنستمر سويّة لعامٍ آخر.

 

تحدثت في بداية الشهر عن مفهوم الموثوقية، وذلك بعدما تبيّن لي فهمه الصحيح. ثم وجدتني متحمسًا لفكرة قديمة: لا فائدة من النصح بالمُطلق. وعبثت بعقول جمهور المدونة (هل أنت منهم؟) بالحديث حول الاختلاف

 

وأخيرًا، انتبه إلى تحولّ علامتك الشخصية إلى سجن.

لدينا حالة (نوستولجيا) والتي قد تكون مبررة، لكنها تدخل دائمًا ضمن تصنيف (الماضي الذي بدا جميلًا)؛ فلا يُشترط صحّتها.

على الجانب الآخر، نجد حنينًا لمجتمع أكثر إنسانية حقًا. كالذي تحدث عنه أستاذنا عبد الله المهيري.

 

حسب معرفتي المتواضعة بك صديقي، فأنت لم تتجاوز الثلاثين بعد [هل معلوماتي صحيحة؟]. لأيّ حدٍ تجد نفسك ناضجًا؟ وهل تتفق مع "البخاري" في تدوينته؟

 

لا ينتهي الحديث حول الإنتاجية، ولا أعلم إن كان سينتهي أصلًا!

شخصيًا، أنا من مؤيدي الإنتاجية البطيئة. لكن ذلك لا يمنع تقبّلي وجهة نظر المعسكر الآخر، والمُمثل بأستاذتي مريم الهاجري.

بمجرد إنهائك قراءة العدد، ستبحث عن طريقة للحد من المُشتتات؛ وبالتالي أنت بحاجة إلى تدوينة سامي

 

"الحياة قصيرة جداً بالنسبة لكل الكتب التي نريد قراءتها، ولكنها تصبح أكثر اتساعاً بكل كتاب نقرؤه" 

يبدو اقتباسًا عاديًا. صحيح؟ لكن صدقني، تقف خلفه قصة سترغب بسماعها.

 

أماني عبد الرحمن، مدوِنة معروفة -على الأقل بالنسبة لي- بكسرها القوالب الجاهزة. وحين قرأت تدوينتها [الحلم كفعل مقاومة] شعرت أنها ربما تواجه تحديًا؛ فلم أُرد أن تمرّ التدوينة مرور الكرام. لذا، ووسط اليأس الذي أعيشه، قررت حمل مشَعلها.. وتسليمه لكم.

 

ثمّة مَدونة، نادرًا ما تشارك عملها؛ ورغم ذلك أصل لتدويناتها حين أحتاجها. كهذه التدوينة المكتوبة منذ +5 سنوات!

🖋️ عرفينا بنفسك! من أنتِ؟

أنا وجدان، أو كما أُحب أن أُشير لنفسي في حسابي بـ (جو كاتبة محتوى). أكتب كما اتنفس. شغفي بالكتابة بدأ منذ لحظة اكتشافي لقطعة الخشب الصغيرة، تلك التي عرفت لاحقًا أن اسمها “قلم”، لكنها بالنسبة لي كانت عصاي السحرية. أنا أيضًا باحثة أكاديمية، لكنّي أُبقي هذا الجانب خلف الستار.

 

🖋️ صِفي لنا -باختصار- روتينك اليومي بصفتكِ كاتبة محتوى؟

يبدأ يومي مع أول خيط للضوء، حيث أُقيم طقوسي الصامتة التي لا تقبل الشوشرة. أبدأ بوِرد من القرآن، يليه المرور على النشرات البريدية، ومن بينها نشرتكم، وكل ذلك برفقة كوب شاي كجزء رئيسي من صباحي. بعدها، أغوص في المهام المجدولة، ويختتم اليوم عادة عند غروب الشمس؛ فأنا كائن نهاري، يُطفئ أنواره عند الليل.

 

🖋️ هل يمكنكِ إخبارنا بشيء لا يعرفه جمهوركِ عن أسلوبكِ في الكتابة؟

أكتب بطريقتي الخاصة في تقمّص الإحساس، فقد أقرأ عن معركةٍ ثم أكتب عن الزراعة! كل ما أحتاجه هو أن أضع إصبعي على نبرة السرد، أستمع إلى اصوات الكلمات، وأعيد نسجها على طريقتي، كأنني أعزف لحنًا سمعته مرة في حلم.

 

🖋️ بمجرد نشر قطعة المحتوى، كيف تروجين لها عادةً؟

أشاركها مع متابعيني على منصة إكس، وأرفقها بكلمات مفتاحية كأنها إشارات ضوء تُرشد من يبحث عني، تمامًا كما يلتقط القلب صوت من يُشبهه.

 

🖋️ كيف تحافظين على حماسك أثناء المشاريع المُتعبة؟

أُجيد تقسيم التعب إلى جرعات صغيرة، وأعتمد على حماسي بنسبة 100٪ كما يعتمد النهار على شمسه. حين تخفت شرارتي، ألجأ إلى محتوى مرئي على يوتيوب، ثم أعود للكتابة بقلب أخف.

 

🖋️ هل تمانعين مشاركتنا إنجازكِ الأعظم؟

في كل بحر إنجاز، لكن ما يُلامس قلبي فعلًا هو مشاركتي في تفريغ وتدقيق كتب المكفوفين. أن تمنح الكلمة لِمَن لا يراها، هو نوع آخر من الإبصار.

 

 

🖋️ حدثينا عن مشروع فشلتِ فيه والدرس الذي تعلمتِه؟

أحد أكثر التجارب إحباطًا كانت محاولتي تقديم خدمات طلابية، لكنها تعثرت سريعًا بسبب غياب التسويق، وضبابية الهدف، والاستعجال. تعلّمت أن التخطيط ليس مرحلة في الطريق، بل هو الطريق نفسه.

 

🖋️ ما التحديات التي واجهتها خلال مشروعكِ الأخير؟ وكيف تعاملتِ معها؟

كان عليّ أن أتنقل بين نمطين متضادين من الكتابة: الرسمية والإبداعية. فاخترت أن أتعامل مع كلٍّ منهما ككوبين مختلفين، لا أخلط بينهما، بل أتناول كلًا على حدة في وقته، محافظًة على طعمي الخاص في كليهما.

 

🖋️ ماذا تقرئين الآن؟

أغوص حاليًا في “وحي القلم” لمصطفى صادق الرافعي .

كان عددًا طويلًا..😪

فإن وصلت إلى هنا، فشكرًا لصبرك على ثرثرتي. 😅 ولا أخفيك سرًّا، أنا -على غرار أحمد مشرف- من دُعاة الانغماس في النصوص والمشاهدات الطويلة، التي تترك أثرًا لا يُزال لمدة.

والآن، هل ليّ بطلب؟

هل تُمانع إخباري رأيك بالعدد؟ أيّ الفقرات أحببتها أقل/أكثر؟

تحياتي الصادقة 

إن وصلك العدد بطريقة غير شرعية؛ "فَرْوَدَة Forward" مثلًا.. فأرجو منك إخباري –عبر الردّ على هذه الرسالة- بمن ارتكب هذه الجريمة ⚔️ ، هذا أولًا..

أما ثانيًا، فيمكنك تقديم طلب اشتراك رسمي عبر الرابط التالي

twitter  linkedin 
الموصللي
أريكتي المفضلة
جميع حقوق الإبداع محفوظة في سجلّات التاريخ
انسى أمر النشرة للأبد ☢️   |   تحكّم في اشتراكك 📳   |   نسخة الويب 🌐