تحوّل “الاستهتار” بجهد كاتب المحتوى إلى ظاهرة! وزاد دخول الذكاء الصُنعي حياتنا الطين بِلة؛ انخفاض في الأجور، وإبخاس في الحقوق المعنوية، وانتشار لمزارع المحتوى.. إلخ
حتى عَزف الكثيرون عن دخول المجال.
لكن، وكما لم تُلغي برامج المحاسبة دور المحاسبين، لن يُلغي الذكاء الصُنعي أو غيره دور كاتب المحتوى.
واليوم، أنقل لك تجربة أيوديجي Ayodeji، كاتب محتوى غربي يُحقق أرباحًا سنوية تتراوح بين 200.000$ و 500.000$. وبنظرة واقعية، قد لا يحلم أحدنا بتحقيق 10% من ذاك الرقم، لكن علينا المحاولة على الأقل.
عمل أيوديجي صانع محتوى مستقل لست سنوات، وكوّن خلالها علاقات مع عشرات كتّاب المحتوى من أصحاب الملايين؛ لذا يعلم تمامًا ما يُفلح -أو يفشل- ضمن اقتصاد المبدعين:
- ساعد صنّاع محتوى على الارتقاء من أرباح شهرية بقيمة 2000$ إلى 10.000$
- وحقق آخرون -بفضل نصائحه- نقلة نوعية لأرباحهم الشهرية من 1000$ إلى 30.000$.
- والأهم -بالنسبة للمستقلين- ممن حصلوا على أرباح شهرية لا تقلّ عن 20.000$ (بعدما عانوا لسنوات من عدم استقرار مكاسبهم).
فإن كان خلطة سحرية لتأمين دخل حقيقي من الكتابة، فبالتأكيد أيوديجي يمتلكها. لنرى ما لديه إذًا..
ما العلامات الدالّة على امتلاك كاتب المحتوى عقلية المليونير؟

تحقيقه الدخل من كتاباته (ولكن ليس بالقدر الكافي)
ربما لديك بعض المشتركين في نشرتك البريدية المدفوعة، أو حققت بضعة دولارات بفضل حساب (X) الاحترافي، أو بِعتَ بعض الكتب الإلكترونية على Sendowl.
هذا رائع؛ فهو دليل على أنك تجاوزت أصعب مرحلة: دفع لك أحدهم مقابل خبرتك. إنما آن أوان الارتقاء إلى المستوى الأعلى.
أنت تعمل بجدٍّ مُفرطٍ مقارنةً بما تجنيه؛ فتكافح جاهدًا لجني القليل بينما تستحق أجرًا يُغيّر حياتك بالفعل. في الغالب، علقتَ في فخّ:
- ضخ محتوى لا نهائي رضوخًا لأسطورة الاستمرارية.
- بيع منتجات “خفيفة”: كتب إلكترونية بقيمة 5$، أو اشتراكات بقيمة 10$، أو استشارات بقيمة 50$، لتقضي شهورًا في محاولة تحقيق الاكتفاء المادي.
- بناء جمهور يستنزفك عوض مجتمع يبني معك.
- مقايضة وقتك مقابل المال، بما يُشبه -لحدٍ كبير- الوظيفة التقليدية!
بصيص أمل:: طالما استطعت جني “بعض” المال، فهذا يؤكد إمكانية مضاعفة ذلك، بشرط تغيير ما تبيعه ولمِن تبيعه.

تقديمه محتوى تثقيفي (لا ترفيهي)
لكثرة تردادها على مسامعنا، قد نزهد في بعض العبارات القيّمة. على سبيل المثال، كم مرّة سمعت عن أهمية اختيار مجالك على أساس (تحقيق النقلة Transformation)، لكنك تصرّ على تقديم محتوى شخصي أو مقالات ثقافية؟
لن أُطيل في هذه الجزئية، إنما خُذني مثلًا: أمضيت سنواتٍ أكتب تدوينات أستجرّ بها عطف الناس لدعميّ على كو-في، فلم يلتف ليّ أحد! لكن ما إن بدأت بالكتابة حول مواضيع تلامسهم، حتى بدأت أكوّن شراكاتٍ مُثرية (على الصعيدين المادي والمعنوي):

لا يدفع الناس لقراءة أفكار كاتب المحتوى وخواطره، بل لحلِّ مشكلةٍ أو تحقيقِ شيءٍ يُقدِّرونه بالمال.
اختياره مجالًا موجهًا للمشترين “الأغنياء”
لا تحتاج التخصص فحسب، بل لا بدّ من التخصص في مجال “مُربح”.
ويمكنني مساعدتكِ في اختياره بالمناسبة.
ترسّخت هذه الفكرة في ذهني بعدما اكتشفت منصة My Lead، وقارنت عروضها للتسويق بالعمولة الموجّه للجمهور العربي وتلك للجمهور الغربي.

وكما يعلم كلينا: يقوم التسويق بالعمولة على اختيار المجال الصحيح، ثم إنشاء محتوى يحلّ مشكلة (أو مشاكل) الجمهور المناسب عبر ذلك “المنتج/الخدمة”.
وإذا كنت “تتحسس” من الحديث حول التسويق بالعمولة، فإليك مثالين لمجالات ذات مردود ضخم:
- برامج اللياقة البدنية لرجال الأعمال المشغولين، والباحثين عن بناء روتين تمرين مستدام لا يستنزفهم 🧲 عملاء كهؤلاء قد يدفعون آلاف الدولارات مقابل برنامج فعّال يوفر وقتهم.
- برامج الإنتاجية لروّاد الأعمال وأصحاب الشركات الناشئة 🧲 في خضم الانطلاقة، ووسط عشرات المهام المُستعجلة، سيكون البعض مستعدًا لدفع 10.000$ لئلّا يفقدوا عقولهم!
وطبعًا، هناك مجالات أخرى تخدم أشخاصًا يملكون المال ويقدّرون الحلول النفيسة، وكل ما عليك فعله: بناء موثوقية Authority (بحسب تعريفها الصحيح).
امتلاكه المهارات اللازمة لتحقيق نتائج حقيقية
تأتي أكثر الاسئلة التي تصلني على هذه الشاكلة:

ودعني أقولها ببساطة: لا يمكنك أن تحقق دخلًا لائقًا -أو غير لائق حتى- دون إتقان مهارة حلّ مشكلات الآخرين.
وصدقني، لم أصل لذاك الاستنتاج لولا صدماتي المتكررة بإعراض العملاء المحتملين عن عروضي؛ فالكل كان يسألني: ماذا سأستفيد لو أصبحت مدوّنًا في شركتي؟
ومعهم حق! فالمدونين كُثر، وجميعهم كتاباته أخّاذة، لكن كَم منهم يستطيع جذب تحويلات؟
لذا، كان لزامًا عليّ اختيار مسار مختلف.
وكانت البداية مع اكتشاف فكرة (المجتمع)، وربطها مع الأداة التسويقية الوحيدة التي صمدت منذ اختراع الانترنت.

لتكون النتيجة: انطلاقة في مجال النشرات البريدية أوصلتني إلى [مَجرة🌌]
بعدما انتهينا من تحديد جمهورك الملائم لك تمامًا، ما رأيك لو نتحدث عمّا عليك فعله لتحصل على الكعكة كاملةً؟
مستعد لتقديم عروض المئة مليون دولار؟
ربما ظننتني أهذي الآن!
إذ كيف لكاتب محتوى -يتدّبر أموره بالكاد- أن يسعى لرقم ضخمٍ كهذا؟
في كتابه (عروض المئة مليون دولار 100M Offers$)، يدّعي [أليكس هورموزي Alex Hormozi] قدرة أي صانع محتوى (وقطعًا أي كاتب محتوى) بيع خبرته لقاء ×10 – ×50 – ×1000 قيمتها “المفترضة”.
والسرّ في تغيير معادلة القيمة [The Value Equation]
ويضرب لنا مثالًا بأحد صنّاع المحتوى في مجال تجربة المستخدم الذي قدّم خبرته في كُتيب رقمي بقيمة 10$ ◀️ ثم قرر جمع (ذات المعلومات) في دورة للأفراد بقيمة 600$ ◀️ ليُقرر -أخيرًا- تخصيصها لفريق التصميم في إحدى الشركات لقاء 15.000$
نتحدث هنا عن قفزة بمقدار 1500 ضعف من سعر الكُتيب!
إذا لم ترغب بمشاهدة الفيديو أعلاه، فدعني ألخّص لك فكرة معادلة القيمة:

لتزيد القيمة ( = تفرض رسومًا إضافية)، عليك:
- تعظيم النتيجة المرجوة (تحول أكبر)
- زيادة احتمالية التحقيق (عبر تقديم أدلّة وشهادات وإشادات العملاء كلما سنحت لك الفرصة).
- تقليل الزمن (بتسريع النتائج)
- تقليل الجهد والتضحية (بأداء العمل عوضًا عن عميلك)
هل تسائلت يومًا لماذا تتمتع الخدمات المُخصصة بأعلى الأسعار؟
ج. لأن النتيجة المرجوة عالية، واحتمالية تحقيقها عالية (باعتبار الخبير مَن يؤدي العمل)، ما يعني أن الجهد = 0
ماذا لو وقف السعر عائقًا؟
أتذكر كيف تردد أحد العملاء المحتملين؛ متذرعًا بارتفاع أسعار خدماتي. فأخبرته ببساطة: كل شهر لا تعرف فيه كيف تحقق 10.000$ شهريًا، يكلفك ذات المبلغ. ولأنه شخص ذكي وذو تفكير تحليلي، أدرك أنه كان ينظر إلى “المخاطرة” من الجانب الخاطئ، فعدّل فكرته واتخذ الخطوة الصحيحة.
فكانت النتيجة أن حقق 243.000$ (كأرباح) عوض محاولته توفير 7.000$ (قيمة خدماتي)
يعاني معظم الناس في حياتهم لأنهم لا يعرفون كيفية تقييم المخاطر كالمثال الذي عرضته لك للتو. وهذا سبب معاناتهم المالية الرئيسي.
قد يُشعرك المفلسون أنك سيء في التسويق
لست كذلك، بل هم!
هم المتشككون دائمًا، والقلقون حيال ما سيخسرونه مقابل ما سيكسبونه. لديهم عقلية ندرة تجاه المال. يخشون دائمًا أن يُستغلوا لأنهم لا يثقون بأنفسهم ويفتقرون إلى الفطنة. لهذا السبب هم مفلسون.
توقف عن محاولة البيع لهم.
هل يجب أن تبيع منتجاتك حصريًا للأثرياء؟ لا، بل تحتاج إلى سوق من ذوي الدخل المستقر ممن يُقدّرون الحلول المتميزة. وإن أردت بيع عروض باهظة الثمن، فعليك أن تصبح مسوّقًا للسلع الفاخرة. أنت لا تتنافس على السعر، بل على النقلة “Transformation” والسرعة “Speed” والضمانة “Certainty”.

لا يبحث عملاؤك المثاليون عن الخيار الأرخص، بل عن الخيار الأفضل. الخيار الذي سينجح بالفعل، والذي يُوصلهم إلى هدفهم أسرع وبجهد أقل.
تكمن المفارقة في أنك قد تُحبط -عن غير قصد- العملاء “الحيتان” المستعدين لدفع قيمة خدماتك المُجزية! كيف؟ بتوجيّه رسالتك التسويقية إلى (الجميع)؛ ما يُشكك بجدّيتك.
حقيقة أختم بها..
لا بدّ من صدحنا بالحقيقة حول ما يتطلبه الأمر بالفعل للفوز في اقتصاد صنّاع المحتوى، وأن نسمي الأشياء بمسمياتها. كفى محاولةً لطمأنة الجميع. ورجاءً، هل يمكننا ببساطة التخلص من كل الكذب في هذا المجال؟
لهذا السبب يشعر الناس بالملل؛ تُباع لهم أحلامٌ زائفة، ويؤمنون بها، ويشعرون بخيبة أملٍ حقيقية عندما لا تتحقق. هذا ما أعتقد أنه الحقيقة بشأن ما يتطلبه الأمر. بناء مشروع تجاري ضخم يتطلب وقتًا وجهدًا وصبرًا ومالًا وتضحيات وشجاعة وجرأة. أنا لا أقنعك بسهولة الأمر، بل أقنعك بصعوبته وحاجتك للمساعدة.