لو سألتك: كيف بدأ الانترنت؟ (على غرار كيف بدأ الخلق?). فأغلب الظن أنك ستسعى للإجابة التقليدية: للتواصل مع الآخرين، وتحويل العالم لقرية صغيرة.
حسنًا، هذا ليس السبب الحقيقي! ?
المحتوى هو سبب وجود الإنترنت
يبحث الناس باستمرار عن المعلومات، وعن إجابات لمشاكلهم، ويحاولون التواصل مع الآخرين والاستمتاع. وبمقدورك تحقيق كل هذا بالمحتوى على الإنترنت. هل تساءلت يومًا عن آلية عمل محركات البحث؟ حسنًا، هي تستجيب لجميع جهود إنشاء المحتوى التي تنخرط بها ملايين المواقع على الإنترنت.
وبعد أن ناقشنا سبب اختيار الكثيرين التسويق بالمحتوى كإستراتيجية تسويقية، نصل إلى السؤال الأبرز. لا، لا عن أهمية التسويق بالمحتوى (فالحديث عنه سيرد بعد قليل)، وإنما: هل التسويق بالمحتوى سهل كالسابق؟
في الواقع، لم يعد تسويق بالمحتوى هو ذاك النهج التسويقي التقليدي البسيط والتكتيك سهل التنفيذ كما كان في الأيام الخوالي؛ عندما كان كل شيء يتعلق بالكلمات المفتاحية، وكانت (استراتيجية التسويق بالمحتوى) مفهومًا لم يولد بعد.
بالعودة إلى عام 2010، كان من السهل الحصول على ميزة تنافسية من خلال التسويق بالمحتوى، ولكن اليوم، أصبح أسلوبًا لا يستخدمه سوى عدد قليل من الشركات! إذ بدأت شمس شبكات التواصل الاجتماعي تُشرق، فأعمَت الملايين. بالطبع، هذا يعني أنه من الأهمية بمكان تطبيقه بشكل صحيح؛ فالشركات التي لا تفعل ذلك، تخاطر بالتخلف عن منافسيها.
كيف يختلف التسويق بالمحتوى عن أساليب التسويق التقليدية
اعتمدت معظم استراتيجيات التسويق والإعلان القديمة على مكاسب قصيرة المدى. على سبيل المثال، ربما تمكنت رسالة تسويقية مباشرة عبر البريد الإلكتروني من تحويل عدد قليل من المستلمين إلى عملاء، ولكن ماذا يحدث بمجرد إرسالها؟ ستستغني الشركة عن صياغتها لصالح نموذج العام المقبل.
قد تؤدي لوحة الإعلانات الطرقية “Billboard” دورها لبضعة أشهر، ولكن في النهاية، سيملّها جمهورك، وستحتاج إلى تصميم جديدة وفكرة مختلفة لرؤية تدفق العملاء من جديد.
لا شيء خاطئ بطبيعته في أساليب التسويق التقليدية، خاصةً إذا رأيت عائد استثمار إيجابيًا، ولكن إذا كنت تبحث عن نجاح طويل الأمد، فستحتاج إلى إستراتيجية تتمتع بقدرة أكبر على البقاء.
لفت نظر::
استراتيجيات التسويق الداخلي “Inbound marketing”، على غرار تحسين محركات البحث “SEO” والتسويق عبر شبكات التواصل الاجتماعي، فعّالة في بناء نتائج بطيئة، ولكن لا توجد استراتيجية طويلة المدى أفضل من تسويق بالمحتوى. باستخدام أدوات أتمتة التسويق المناسبة، ستكون حركة الزيارات الناتجة عن المحتوى القيم دقيقة إلى الحد الأقصى.
“ما موقفك من التوجّه نحو التسويق المرئي?؟”
لا شكّ أن المحتوى المرئي مُغري للشركات والعملاء على حدٍ سواء، فعندما نرى مقطع فيديو يُثير عاطفة ما (تعاطف – غضب – سعادة)، فسنُسارع لمشاركته مع أصدقائنا. يحدث هذا لأنك تؤمن أن ما استحوذ على اهتمامك، سيفعل المثل مع أصدقائك.
كما أنه -في بعض المجالات- يصعب وصف الشعور/المشهد الفعلي لما تشرحه، فتأتي الصور ومقاطع الفيديو لتنقل ما تعجز عنه ألف كلمة.
لكن على الطرف الآخر، بالمقارنة مع المحتوى المكتوب، يعدّ الفيديو/الرسم أو حتى الانفوجرافيك Infographics أقل مرونة. بمجرد الانتهاء من التصميم، لا يتبقى أمامك سوى نشره. لكن ماذا لو أردت تعديله؟ عدا عن كون عملية التعديل صعبة (لا بدّ أنك سمعت عن معاناة المصممين مع هذه المسألة) وتستغرق وقتًا أطول؛ حيث قد تُضطر للبدء من جديد عندما تسوء الأمور. فغالبًا ما تؤثر إزالة/إعادة تحميل التصميم على ترتيبك في محرك البحث.
وهو كذلك أعلى تكلفة! تحتاج إلى إتقان مهارات كثيرة اعتمادًا على نوع المحتوى الذي تنشئه (إنشاء الفيديو/تصميم الانفوجرافيك/المونتاج.. ويمكن أن تستمر القائمة)، لذا، ستحتاج غالبًا إلى استثمار بعض الوقت والمال في بناء مهاراتك.
ماذا لو لم تمتلك المهارة أو الوقت لتعلّمها؟ حينها ستحتاج ميزانية “معتبرة” لتوظيف مصممين مستقلين.
لذا، وبينما نجد تصاعدًا في التوجّه نحو التسويق المرئي، يظل المحتوى المكتوب مهمًا للغاية. الكلمات هي وسيلة توصلنا الأساسية وأكثر الطرق دقة لإيصال الرسالة. علاوة على ذلك، تتمتع الكلمات بقدرة فريدة على الوصول إلى عواطفنا بقوة.
إنه سبب مقنع آخر يُبرز أهمية التسويق بالمحتوى الذي يركز على العاطفة. حيث يؤثر على أفكارنا ويستدعي مشاعر الفرح والألم والحزن لأذهاننا، وبالتالي يقود أفعالنا وقراراتنا (لا سيما الشرائية). تؤدي منشورات شبكات التواصل الاجتماعي التي تستفيد من المشاعر الإنسانية والنفسية أداءً جيدًا وغالبًا ما تستخدمها أي شركة ترغب في تحقيق المزيد من الوصول.
“ممتاز، إذًا فمنشورات التواصل الاجتماعي تفي بالغرض”
ليس تمامًا.
سأختصر عليك رؤيتي لها بالكلمات الآتية: توجّه شبكات التواصل الاجتماعي -كما يدلّ اسمها- هو خلق نوع تواصل معين؛ الآني منه تحديدًا.
لذا، تلاحظ أن النسبة العظمى من المنشورات “آنية الاستهلاك والتفاعل”: يحدث أمرٌ ما في بقعة معينة من عالمنا الجميل، فيبدأ الجميع بالتفاعل مع (الحدث) لبضعة أيام، ثم ماذا؟ ينتقلون إلى الحديث حول الحدث الجديد.
وحتى المنشورات “المهنية” < وضعتها بين علامتي تنصيص عمدًا.
حتى تلك المنشورات هدفها الأساسي ركوب الموجة “الترِند”. لكن ماذا عن بناء (علاقة حقيقية) مع العميل؟
“إلى ما تلّمح؟” ?
أنا لا ألمّح، بل أصرّح: التسويق الحقيقي يبدأ بالمحتوى ومكانه موقعك الإلكتروني/مدونتك الشخصية.
لحظة! لكنك لم تتحدث عن تطبيقات الهواتف الذكية..
حسنًا ? الأمر لا يستدعي إفراد فقرة كاملة! قد تبني بعض الشركات تطبيقات للهاتف المحمول (زاعمين أنها أقل تكلفة عند صنعها باستخدام أداة النموذج الأولي للتطبيق “App prototype tool”).
لكن يبقى لموقع الويب أهميته لأنه يساعدك في الوصول إلى عملاء أكثر من تطبيق جوال. على سبيل المثال، تساعدك ممارسات تحسين الظهور في نتائج البحث SEO، والتدوين الاستضافي Guest posting، في اكتساب حركة زيارات عضوية “Organic” إلى موقعك الإلكتروني. هذه كلها جوانب -لا يمكن تجاهلها- لحملات التسويق الرقمي.
بالعودة لموضوعنا:
المحتوى هو ما يُشعر المستهلكين بالولاء الشخصي -لعلامتك التجارية أو الشخصية-. من المرجح أن يُصبح المستهلكون الذين يقرؤون تدويناتك أو أعداد نشرتك البريدية -بانتظام- مشترين متكررين.
المحتوى جزء مهم من العلامة التجارية. يمكنك، عبر التسويق بالمحتوى، تطوير صوت وشخصية “Persona” فريدة لعلامتك التجارية تسمح لك بالارتقاء فوق المنافسين لتغدو (صعب النسيان) في نظر العميل. ولا تنسى أن السرّ في المداومة؛ إذ يؤدي نشر المحتوى باستمرار إلى تذكير عملائك وقرائك بأنك ما زلت خبيرًا في الصناعة ويمكنهم -متى شاؤوا- زيارتك للحصول على آخر المعلومات والتحديثات.
“لكن الجميع يقدّم محتوى!” ?
معك حق. إذ يقضي مستخدمو الإنترنت -بما في ذلك العملاء المحتملين- 20% من وقتهم في قراءة المحتوى عبر الإنترنت. وما يقرب من 70% يقرؤون عن العلامات التجارية التي تهمهم. اليوم معظم الناس يلتقطون هواتفهم المحمولة لحظة الاستيقاظ. الجميع يعلم ذلك، ويتنافس على انتباه العملاء، فكيف ستحجز مكانةً في ذهن الزائر؟
كشركة، تكسب عندما تستجيب لما يقوله السوق أنه يريده؛ محتوى مخصص رائع يجيب على أسئلته حول منتجك/خدمتك، ومعلومات قيمة تساعده في كل مرحلة من مراحل دورة الشراء.. ولكن بشرط: ألّا تحاول بيعه!
وهنا تبرز أهمية التسويق بالمحتوى.. للمرة الألف:
فكر في الأسئلة التي يطرحها عملاؤك، ثم أجب عليها بأفضل الطرق. واحدة من أقوى العناصر التي يعتمد عليها التسويق بالمحتوى هي المعلومات المقدمة دون توقع تلقي أي شيء في المقابل.
عندما يؤمن جمهورك أنك لا تحاول بيع شيء ما لهم عبر قطعة المحتوى، تتنامى ثقتهم بعلامتك التجارية؛ وأن تبدو مصدر موثوق للخبرة في مجال ينقصهم، يجعل محتواك مفيدًا، وبالتالي: تُصبح شركتك مفيدةً في أعينهم أيضًا.
لا تتوقع أي شيء في المقابل، خاصةً عملية بيع مباشرة، ولكن احتمالية جذب عملاء جدد واكتساب مرات الظهور والنقرات أعلى بكثير. هذه هي التفاعلات التي تأتي من تقديم المحتوى المفيد، والتي تجعل تسويق المحتوى في النهاية جزءًا مهمًا من استراتيجيتك.
إعلان يمكنك تجاهله [على مسؤوليتك الخاصة]!
في أحاديثي مع الأصدقاء، كثيرًا ما استخدم الاعتراض الشهير: (الغرب وصل للقمر..) متبوعًا بهمٍّ حقيقي (.. ولا زالت بعض الشركات لا تُدرك أهمية التسويق بالمحتوى! ?)
المحتوى الجيد لا يقل أهمية عن أي أسلوب تسويقي
عزيزي صاحب إحدى الشركات أعلاه: هل تعلم أن فريق التسويق لديك يعيش على أمل أن يظهر منشورك الاجتماعي أو إعلانك أمام العميل المحتمل في ذات اللحظة التي يبحث فيها عن منتجاتك/خدماتك؟! ?
بالطبع، أساليب الاستهداف “Targeting” تتطور يومًا بعد يوم، لكن -بالنسبة ليّ- لا شيء يُقارن بالمحتوى عالي الجودة المقترن بالتهيئة الصحيحة لمحركات البحث SEO؛ فالعثور على محتواك من قبل العملاء المحتملين على غوغل هو الكأس المقدسة “The holy grail” ذات القدرة الإعجازية!
لكن ثمّة تحدي!
إن الجمع بين (أبحاث الجمهور وأهداف شركتك ونتائج التحليلات) ضمن إستراتيجية تتماشى مع الصوت الفريد لعلامتك التجارية وتستهدف شرائح الجمهور المختلفة في مراحل مختلفة من مسار التسويق.. ليس بالأمر السهل.
أنت بحاجة لمسوّق بالمحتوى يعرف جمهورك من الداخل والخارج قبل كتابة حرفٍ واحد، وبمقدوره اتباع أفضل ممارسات إنشاء المحتوى ونشره، والتأكد من إدراكه جميع أهدافك التسويقية وكيفية تضمينها في النصّ.
“ومَن أين ليّ بشخصٍ كهذا، هل هو أنت طارق؟”
بكل تواضع.. لست أنا ذاك الشخص. أعلم أنني أسوّق لنفسي كبطل خارق أحيانًا ?
لكن المثل الشائع يقول: [رَحم الله امرئ عرف قدره، فوقف عنده]؛ فأنا لست مسوّقًا موسوعيًا بحيث أُلِمّ بخفايا شتى المجالات.
لكنني أعرف شخصًا.. يعرف شخصًا..
يونس بن عمارة، ليس صديقي فحسب، بل “رائد أعمال محتوى – Content Entrepreneur” بخبرة تفوق العَقد (والعقل أيضًا). والآن، اغمض عينيك وتخيّل أن يضع خلاصة خبرته -التي لا تقدّر بثمن- في مجال صناعة المحتوى بين يديك.
افتح عينيك.. لقد تحقق حُلمك!
علمت -عبر مصادري الخاصة- عن خدمة توظيف احترافية سيُعلَن عنها قريبًا، حيث يحصل ? سعيدُ القدَر ? على قائمة تضمّ 3 مرشحين مُختارين بعناية فائقة بناءً على لقاء زوم “Zoom meeting” تُحدد فيه بالضبط مواصفات المسوقّ بالمحتوى الذي تبحث عنه.
[مع إمكانية إضافة مُرشح رابع في حال لم تجد طلبك من بين الثلاثة، وكان سبب رفضك لتوظيفهم مبررًا]
لما لا أوفّر على نفسي 60$ ثمن الخدمة وأبحث بنفسي عن الشخص المنشود؟
سؤالك منطقي تمامًا?، ولكن:
- هل تملك الوقت والقدرة -النفسية والجسدية- على فرز طلبات التوظيف والتفاوض مع المرشحين (وتمييز الحسن عن الرديء منهم)؟
- هل أنت مستعد للمخاطرة بسمعة شركتك في حال رفضت مرشحًا -لم يُعجبك?- فشهّر بك وبالشركة?؟
- والسؤال المُلحّ في حال وجدت (المسوّق بالمحتوى المثالي): فهل تعلم الأجر المُنصف لكليكما؟
لما تُخاطر ⚠️ في حين يمكنك أن تُبادر ✅؟
ما حجم الخسائر التي يترتب عليها إهمالك لما سبق.. (بما في ذلك الإعلان?)؟
- ? خسارة أكثر من ثلاثة أضعاف عدد العملاء المتوقعين التي تولّدها أساليب التسويق التقليدية (وبكلفة أقل بنسبة 62% حتى!). ?️: CMI
- ? تفويت الزيادات الآتية: [55%] في عدد زوار موقعك الإلكتروني – [97%] في عدد الروابط الواردة “Inbound links” وأخيرًا [434%] صفحات مفهرسة. ?️: IMPACT
- ? خسارة 6 من كل 10 عملاء (معتادين على تصفح صفحة المنتج بعد قراءة محتوى مفيد ومناسب عنه). ?️: Demand Metric
وفي الختام، لا أجد خاتمة تليق بروعة هذا الكلام ?