أطلقت شركتي منذ ثماني سنوات. ولكوني صاحب شركة ناشئة، لم أمتلك سوى النزر القليل من المال وميزانية محدودة للإنفاق على المبيعات والتسويق. لجأت إلى لينكدإن معتبرًا إياه أسلوبي الأساسي لبناء شركتي الجديدة وزيادة مبيعاتها.
u003cstrongu003eبدون إنفاق سنت واحد في لينكدإن، وعلى مدى السنوات الثماني الماضية، كوّنت 80% من الصفقات بفضل العلاقات التي أجريتها.u003c/strongu003e غرّدها يا رجل!ومع انتشار الجائحة، تضرر عملي بشدة. إذ كان معتمدًا على السفر ومع إغلاق الحدود اضطررت إلى إغلاق الشركة إلى أجل غير مسمى. على العموم، كنت قد قدمت بعض المقالات كمستقل في الماضي، ولذا شعرت أن الوقت قد حان لتحويلها من مشروع جانبي إلى وظيفة بدوام كامل.
أؤمن أن كونك كاتبًا عبارة عن 50% كتابة و 50% تسويق. أعجبتك؟وشعرت أن أفضل طريقة للتسويق هي بالعودة إلى الأسلوب الذي استخدمتها سابقًا: التركيز على لينكدإن – Linked In.
بعد انضمامي إلى العديد من مجموعات الكُتّاب، عبر فيسبوك والمنصات الأخرى خلال الأشهر القليلة الماضية، فوجئت بمدى ندرة من يستخدمون لينكدإن كوسيلة لدفع العمل قدمًا.
والآن، على عكس فيسبوك و انستغرام وشبكات التواصل الاجتماعي الجديدة (تيك توك Tik Tok على سبيل المثال)، صُممت شبكة “لينكدإن” لغايات تجارية بحتة تفيد المستخدم. لذا عندما قررت الانتقال إلى الكتابة بدوام كامل، توجهت مباشرة نحو لينكدإن. لأكتب منشورًا قصيرًا صريحًا:
ثم شاركت رابط مقال كتبته قبل أسبوع.
بعد 30 دقيقة، تلقيت رسالة خاصة من رئيس تنفيذي لشركة التقيت به قبل 10 سنوات وأضفته على لينكدإن. لم أره منذ ذاك الحين ولكني وضعت (إعجاباتٍ) على منشوراته مما جعل اسمي يظهر في الإشعارات لديه. أعقب ذلك مكالمة زوم قصيرة بيننا، كلفني بعدها مهمة كتابة جميع منشورات شركته. ويقول عن سبب مراسلتي، أنه قدّر صراحتي، وأُعجب بروح الدعابة التي استخدمتها في المنشور، والأهم من ذلك، المقال الذي شاركته.بعد رؤية النجاح المبكر ومعرفة أن ثمّة من يتابعني، نشرت عن عميلي الأول بعد أسبوع وكيف توصلنا إلى الاتفاق بفضل لينكدإن. أدى ذلك إلى وصول المزيد من الرسائل.
تعاقدت مع المزيد من العملاء، دون تقديم عرض أو إعلان مدفوع. وبالطبع، دون اللجوء لمطاحن العمل الحرّ تلك حيث يتنافس الأشخاص لمعرفة من يمكنه التنازل أكثر! ?
ربما حزت ميزة بناء علاقات على مدار ثماني سنوات. لكن، حتى وإن كنت مستجدًا، فلم يفت الأوان بعد للبدء.
5 خطوات لتحقيق أقصى استفادة من لينكدإن
الخطوة 1 – طوّر ملفك التعريفي (Profile)
يُعتبر ملفك الشخصي على لينكدإن بمثابة سيرتك الذاتية عبر الإنترنت. أنت بحاجة لتسويق نفسك وعملك، ولتسويق نفسك ككاتب بكفاءة. وإن عجزت عن كتابة ملف تعريفي جيد، فأنت لست كاتبًا جيدًا!
ضع قائمة بكل مشروع أنجزته وما تضمنه.
إذا كنت كاتبًا؛ اذكر نوع الكتابات التي قدمتها، والموضوعات التي تعتبر نفسك خبيرًا فيها، إضافةً لأسماء عملاء أو شركات عملت معها. وإن كنت مدونًا، فأدرج رابط مدونتك. أما في حال كنت تعمل كمستقل أو لم تُنشى موقع ويب احترافي، فربما يجدر بك إنشاء واحد. لحسن الحظ، ثمّة الكثير من الخدمات المجانية.
أظهر أنك خبير في مجالك. كيف؟ من خلال تأكيد الآخرين على أنك خبير. اطلب من أصدقائك وزملائك السابقين وزملائك الكتاب مصادقة مهاراتك ذات الصلة.
لا يوجد شيء أفضل من وجود مؤيدين وأنصار. يستخدم الأشخاص موقع Trip Advisor ويختارون الفنادق بناءً على التقييمات والتعليقات. ينطبق الأمر ذاته على لينكدإن.
أيّد الآخرين بدورك. بهذه الطريقة، يمكنك أيضًا الظهور في ملفاتهم التعريفية. مجددًا، هذا يساهم في بناء علامتك التجارية ومصداقيتك.
حرره قبل النشر. مثلما قد تحرر منشورًا ما عدة مرات قبل الضغط على زر النشر الأخضر، افعل الشيء نفسه مع ملفك التعريفي. تأكد من أنه يستحق النشر!
أجرِ بعض الأبحاث. عندما تريد إرسال مقالة إلى ريشة، فأنت تقرأ دليل استخدام الموقع. هذا ما عليك فعله في لينكدإن؛ ألق نظرة على الملفات التعريفية لأشخاص يعملون في مجالك/مهنتك واطلع عمّا كتبوه عن أنفسهم.
لا تشتري حسابًا مميزًا على لينكدإن؛ صحيح أن الأمر لا بملفك الشخصي، لكنني أردت ذكره مبكرًا. وفر مالك. فأنا لم يكن لدي سوى حساب لينكدإن الأساسي المجاني.
الخطوة 2 – أضف علاقات سهلة
الشعبية تأتي بالشهرة. لذا، فأنت بحاجة لبناء علاقات. عندما يتواصل معي شخص ما لديه بضعة صلات بالكاد، فغالبًا ما أتجاهله. أطلق عليّ اسم متغطرس، ولكن ذاك رد فعلي الأولي.
ابدأ بإضافة الأصدقاء والزملاء وأفراد الأسرة. فقط لزيادة شعبيتك (ولو نظريًا)، واقبل كل دعوة تتلقاها. ابحث عن أي شخص عملت معه سابقًا وأضفه إلى شبكتك الاحترافية. ففي الأصل، لينكدإن لعبة أرقام.
الخطوة 3 – ابنِ قائمة علاقات أحلامك واعمل على خلقها
تذكر غايتك من استخدام لينكدإن. إيجاد وظيفة جديدة أو الحصول على عميل جديد. أيًّا كان السبب، لديك هدف نهائي. وكل ما تحتاجه الآن هو سرد الاتصالات التي يمكن أن تساعدك في الوصول إلى هناك.
كن جريئًا. تواصلت مع الرؤساء التنفيذيين للشركات الكبرى، ومع مشاهير أيضًا. سيقبل الكثير منهم دعوتك. وإذا لم يحدث ذلك، فذاك غير مهم. ككاتب متوسط الشهرة، أنت معتاد على الرفض، أليس كذلك؟
تلك النقرة البسيطة كافية. هذا مواضع اختلافي مع دليل لينكدإن. إذ يقترح الأخير إرسال رسالة مختصرة مع طلب التواصل. في حين أنني لم أفعلها من قبل. قد يكون الأمر مختلفًا، لكنه نجح معي، ونسبة قبول طلباتي عالية.
فتّش عن الأشخاص ذوي العلاقات الكثيرة لإضافتهم. ثم عندما يقبلون طلبك، يمكنك استعراض علاقاتهم (أو ما يُعرف بـصِلات الدرجة الثانية 2nd-degree connections) والاستفادة منها.
فكر في منشور متعلق بمجالك ومثير للاهتمام. تذكر أنك لست على الفيسبوك، لذا لا تنشر شيئًا شخصيًا، وإنما اجعله منشورًا مهنيًا أو متعلقًا بالصناعة. إياك وصور ما أكلته. أنت تريد أن تثير الاهتمام وأن تجعل الناس يقرؤونه، لإبداء الإعجاب والتعليق. وأفضل شيء هو أنه عندما يعلق شخص ما سيظهر في خلاصته وفي جميع اتصالاته. يمكن أن يصبح المنشور الجيد على لينكدإن فيروسي الانتشار.
علّق على منشورات الآخرين. فكلما زاد عدد مَن يرون اسمك، كان ذلك أفضل. فقط تأكد من كون تعليقك وثيق الصلة!
الخطوة 4 – استفد من علاقاتك
تلك هي الخطوة الأهم. فلا جدوى من وجود الكثير من العلاقات والصلات إن لم تكن تنتوي الاستفادة منها. إذ لن يُبهر أحد بوجود +500 شخص في قائمة أصدقائك!
عندما يقبل شخص ما طلبك للتواصل على لينكدإن، فستكون أمام ثلاثة خيارات متاحة:
? ألا تفعل شيئًا. وذلك ليس خيارًا أصلًا! لننسى الأمر. لا يوجد سوى خيارين.
?? شكر الشخص على قبول الطلب وإخباره أنك تتطلع إلى رؤية ما سينشره وما إلى ذلك. يُنصح بهذا الخيار إذا لم تلح فرصة للتعاون في المستقبل القريب.
?♂️ شكر الشخص والإشارة إلى كيفية لعملكما معًا. لا أريدك أن تكون متسرعًا، غير أنني أجد أشخاصًا على نسخة لينكدإن الاحترافية لا يُمانعون.
لكن -ولا يمكنني التأكيد على هذا بما فيه الكفاية- أجرِ بحثك أولاً. ألقِ نظرة على ملفه الشخصي، وأخرى على أعماله، ثم ادمج ذلك في عرضك.
تصلني مئات الرسائل من مندوبي مبيعات يحاولون بيعي أي شيء. أتجاهل معظمهم لأنهم لم يجروا أي بحث وأرسلوا بريدًا إلكترونيًا عامًا. فغالبًا ما يكون شيئًا لست بحاجة إليه -أو لن أحتاجه أصلًا- أو لمجال مختلف تمامًا. إن الاكتفاء بكلمة ترحيب “مرحبًا” لا يُجدي نفعًا على تِندر. ينطبق الأمر ذاته على لينكدإن. لذا ابحث حول الشخص ثم اكتب رسالة هادفة وشخصية. وحتى إن حصلت على “رفض”، فسيعرفون -على الأقل- أنك استغرقت وقتًا للبحث.
الخطوة 5 – كن فعّالًا
لا يمكنك الاسترخاء بمجرد الانتهاء من الخطوات السابقة، بل يجب أن تكون نشطًا في الموقع. استمر في الإعجاب والتعليق على المنشورات، وبذا تتأكد أن اسمك سيبقى في أذهان الناس.
هنئ أعضاء شبكتك في الذكرى السنوية (على غرار التذكير بأعياد الميلاد على فيسبوك، يذكرك لينكدإن بتقديم التهنئة عند مرور سنة “أو أكثر” على العمل في وظيفة ما).
حاول وانشر عدة مرات في الشهر. لا تبالغ في عدد المشاركات. فلست بحاجة إلى نشر رابط كل مقالة تكتبها. وإلا فقدت اهتمام أعضاء شبكتك الاحترافية وجمهورك، لذا اكتفِ بنشر أفضل مقالاتك فحسب. ماذا لو لم تتلقى أي رد من شخص ما سبق وراسلته؟ ببساطة حاول مرة أخرى! يمكن أن تنتظر أسبوعين ثم تُرسل رسالة متابعة “A follow up” تسأل عما إذا تسنى له الوقت لقراءة رسالتك.
(بالطبع، يمكنك رؤية ما إذا كانوا قد قرأها أم لا، ولكن من الجيد السؤال، فربما مرّ عليها مرور الكرام).
في الختام
ربما وصلت إلى مرحلة تعتمد بشكل أقل على استخدام لينكدإن، ثم قد تضطرك الظروف للعودة إلى أصدقائك القدامى، فكما يقول المثل: غالبًا ما يعود التاجر المُفلس إلى دفاتر ديونه القديمة.
أتمنى لك يومًا مُنتجًا ومشرقًا. وأنصحك أيضًا بقراءة المقالات التالية:
Ⓜ️ مصدر المقالة المترجمة أعلاه
Ⓜ️ كيف يُعكر تعريفنا “الخاطئ” للنجاح صفو حياتنا؟
Ⓜ️ علاقات تحتاجها لبناء مستقبل مهني ناجح
Ⓜ️ كيف تستخدم لينكد إن “LinkedIn” لإيجاد فرصة العمل التي تستحقها؟
Ⓜ️ العلامة التجارية الشخصية – Personal Branding