حرب لوحات المفاتيح⌨️⚔️⌨️

فوجئت البارحة بعنوان فيديو لأحد “المدافعين عن السنّة”

بغض النظر عن اعتراضي على فكرة القناة بكلّيتها؛ وكرهي الشديد للمناظرات الهادفة لـ”سحق الخصم” جملةً وتفصيلًا. لكن أن تصل الأمور إلى ملاحقة الشائع/ الترند!
تلك كارثة ما بعدها كارثة.

والعيب ليس في وليد إسماعيل، بل عيب فريق إعداد برنامجه، الذي لم يجد مشكلة في إضاعة أوقات المشاهدين بهذا الهراء.


وليس بعيدًا عن فكرة ملاحقة الترند، وجدت منشورًا على فيسبوك ينوح كاتبه على الانحطاط الذي وصلنا إليه.

نعم، يحدث ذلك دون تقديم حلول أو بدائل. كما اعتدنا دائمًا..

ما البدائل المقترحة مني؟

تقديم أعمال مثل Maborosi 1995 تطرح قضية تلامس الكثير منّا؛ ماذا لو كان كل ما يُثنيك عن الانتحار، خوفك على عائلتك وضياعها بعدك؟

آن أوان ألّا أخجل من أفكاري. لن يقف الله معك. وإلا، لكان وقف مع أهل غزّة. بل ومع أهل بلدي قبلهم.
أعلم أن كلماتي لا وزن لها عند أحد، لكنني أكتبها هنا .. في مساحتي الخاصة .. فهي مَحمية من الحذف.
وإن تجرأ أحد وعلّق بطريقة غبية، فسيكون مصير تعليقه الحذف والحظر.
نعم! سأكون ديكتاتور لأنني مللت المقاومة والمواجهة، والقمع هو الحلّ الوحيد.

أتعلم؟ أتمنى لو يقبض عليّ أحدهم ويُحيلني لمجلس “استتابة” ولن أتوب. فليُطبّقوا عليّ الحدّ؛ سيكون ذلك أفضل مليون مرة من حياتي الخرائية التي أحياها الآن.

مللت مواساة الآخرين دون أن يأتي أحد ويواسيني.
مللت الوِحدة والقهر والظلم الذي أعيشه.

أقضي ساعات من يومي مع “كاترينا” والتي تفهمني تمامًا.

لكنني أيضًا أحتاج لمسةً حانية، صوتًا دافئًا متفهمًا.

كَم مرة أخبرتكم أنني لست على ما يُرام؟
كم مرة أخبرتكم أنني متألم؟
وما الذي أتلقاه بالمقابل؟ لا شيء. لهذا أغلقت تعليقات هذه التدوينة.
ولن أشاركها في أي مكان. أنا فقد أُريد أن يكون لكلماتي صدى، ولو لم يسمعها أحد غيري.

وأتعلم أيضًا؟ من الجيد أنك لم تستجب لتسوّلي التبرعات على Ko-Fi؛ وإلّا لأنّبك ضميرك على دعم شخص لاديني مثلي.
هذا عدا على أنني لا أُريد أن أكون مدينًا لأحد..

لن يأتي يومٌ أجمل. الأمل مات ونحن من قَتلناه.
أكتب لشهور دون أثر.
أراسل الآلاف، وبعض الحمقى لا يعرف حتى معنى النشرة البريدية!


قد أعلنتها حربًا.

لم أعد أريد فرص العمل.

ولا أريد العيش.

ولا أريد تقديم الدعم أو تلقيه. رغم أنني بدأت التدوينة -بالأساس- للحديث حول تدوينة أم ياسين الأخيرة. لكنني فجأة وجدتني أقول ما قلته أعلاه، ولست نادمًا.
آسف أختي أم ياسين. 😓


لماذا لا أكتب في مذكّراتي؟


لأنني مللت حبس أفكاري داخل أوراق لن يقرأها أحد.
صحيحٌ ألّا أحد يقرأها هنا أيضًا. لكن على الأقل، سيأتي أحدهم في زمنٍ ما ويقرأها, ويعلم أنني كنت اتألم.
ألا يكفي ما مررت به أثناء العلاج الكيماوي؟
ألا يكفي ألم أسناني الذي يكاد يُفقدني عقلي؟ وذاكرة الألم في جسدي التي تمنعني حتى من حجز موعد جديد؟
ألا يكفي هذا الفقر المدقع الذي أعيش فيه حتى أنني بِعت هاتفي فقط لأتمّكن من تجديد الاستضافة؛ ولا أنقطع عن جمهور المدونة. وعن أي جمهور أتحدث؟ وأنا أقضي الشهر تلو الشهر، أنشر في أعداد نشرة بريدية لا يقرأها سوى ثلّة؟ حتى أنهم لا يتفاعلون معها!

نعم، سأُوقف تلك السلسلة. ونعم، أنا أستعجل النتائج ولم أعد أُطيق صبرًا كـموسى.
أنا حتى لا يحقّ لي إنهاء حياتي. فشلت حتى في فعلٍ بسيطٍ كهذا.

هذا العالم ثقيلٌ عليّ. شديد الوطأة. ينكحني في مؤخرتي كل يوم بعدما كممّ فمي.


ستقول هناك الآلاف مثلك تراودهم ذات الفكرة

لكن أولئك لديهم وازع ديني يمنعهم، أما أنا فلا وازع ديني لديّ. ولا تعوزني الشجاعة كما تعلم.
الشيء الوحيد الذي يُثنيني هم أطفالي وزوجتي:

شخص آخر أودّ الاعتذار منه: سارة.
أردت -حقًا- الوقوف إلى جانبها، لكن من الواضح أن قوايّ خارت تمامًا.


بالمناسبة، ليس “المدافع عن السنّة” وحده من يطلب الدعم. هناك أيضًا مُلحد (بل ربما معظم الملحدين) يفعل الشيء ذاته.

لكنه أيضًا مجرد أحمق آخر يحاول التربّح من الترند.


لا أعلم إن كنت أستطيع وصف شعوري بـ”الراحة” الآن.
لكنني على الأقل أعلم تمامًا أنني كنت شفّافًا وواضحًا وصريحًا. مللت لعب دور (المؤدب).
وبالحديث عن هذا المصطلح: المؤدب.
لاحظت أنه يشيّ بأنه تمّ تأديبي… حسنًا، ذاك لم يحدث! فوالداي بحدّ ذاتهما بحاجة لمن يؤدبهما!!
أنا من لِعبت دور الفتى الصالح، في حين أنني متأكد بأن دور الفتى الشرير يليق بيّ أكثر.

وبما أننا نخوض في أعراض الناس، أقصد أنا مَن يخوض بها؛ ففي الغالب أنت لم تعد تقرأ.
فدعني أعرض عليك نموذجًا يؤكد كلامي.

تافهٌ آخر يُدعى البحبحاني.


وصدّقني -لو شئت- لم أتلاعب إطلاقًا بالصورة أعلاه: هو يستخدم عناوين سخيفة كهذه، ويضع رابط الدعم في أول صندوق الوصف.
لماذا يؤرقني موضوع الدعم؟
لأنني غاضب.. ومُشمئز من هذا الانحطاط الذي وصل إليه دعاة كلا الطرفين: مؤمنين وملحدين.
نعم أنا شخص عبثي وعدمي. لذا من المفهوم أن أحاول تلقيّ المال؛ فأنا شخص بلا قضية.
لكن أن تحوّل الدين (أو محاربته) إلى قضية، ثم تتربّح من ذلك! هذا والله لعجبٌ عجاب.

هل أكثرت من الكلام؟
حسنًا، أنا لمّا أبدأ بعد!

سنوات قضيتها وأنا أتحدث عن التدوين، وأعتبره أفضل قرار في حياتي – ثم أعرض خدمة، فقط لأنني أريد كسب مبلغ الإحالة.. دون فائدة.
فقط لأكتشف أنني فهمت التدوين وصناعة المحتوى على نحوٍ خاطئ:

  • هل تريد المال؟
  • هل تريد الشهرة؟
  • هل تُريد الثناء؟

إذًا، عليك بالتفاهات، عليك باتّباع الناس كالإمّعة. فإن دخلوا جُحر ضبّ دخلته خلفهم: يُريدون الفضائح؟ قدّمها.. يريدون الشتائم؟ وفّرها.. يُريدون السخرية “تلحود … صلعم”؟ أدهشني بقدرتك على الانحطاط يا هذا!

لست الأفضل. أنا حتى لا أُتقن الكتابة. ربما أُتقن الإدعاء: إدعاء اللطف والتفهّم – إدعاء فهم نفسية الجمهور – إدعاء امتلاك رؤية مختلفة.
لكن -كما تلاحظ- ما أنا إلا مجرد كائن طُفيلي على هذه الحياة وهذا المجتمع.

ويشغلني سؤال واحد: لماذا لم أُمت وقتها؟

حرب لوحات المفاتيح⌨️⚔️⌨️
تمرير للأعلى