كيف أحدد المشروع الناجح 🌃 (من بين ملايين الأفكار في رأسي)؟

كيف تتعرف على المشروع الناجح بمجرد بدأ العمل عليه

بعد إطلاق شتى أنواع المشاريع خلال السنة والنصف الماضية، أقتنعت أن عليّ تركيز جهدي في مشروع واحد، عوض الاستمرار في بدء مشاريع جديدة.
ثمّة عدة أسباب وجيهة لتركيز جهدك على مشروع واحد، وبالتأكيد تشتيت نفسك ليس استراتيجية ذكية.

لكن على أيّها أركز؟

للإجابة على السؤال، وضعت قائمة بجميع المشاريع التي بدأتها وأفكار المشاريع التي ما زالت في عقلي. ثم قيّمت كل منها بناءً على:

  • كم تبدو واعدة ودرجة استمتاعي بها.
  • مقدار الوقت المطلوب للعمل عليها
  • مدى سهولة العثور على عملاء.

كما منحت “نقاطًا إضافية” إذا كانت لدي ميزة غير عادلة “Unfair Advantage” من شأنها أن تساعدني في المشروع.

لكن المشكلة أنه، ورغم إمضائي ساعات فيما سبق، لم تتجلى صورة واضحة قط. عرفت في أعماقي أن أسلوب تقييمي عشوائي تمامًا. ومن ثم فإن التمرين لم يعطني إجابة مقنعة كفاية عن التساؤل حول المشروع الذي سأعمل عليه.

ثم تذكرت أنني اشتريت كتابًا بعنوان [الشيء الوحيد: الحقيقة المدهشة البسيطة وراء النتائج الرائعة] لغاري كيلر منذ فترة؛ من نوعية الكتب التجارية ذات الـ 130 صفحة التي تدور حول مفهوم يمكن تلخيصه في جملة. سمعت توصياتٍ كثيرة حوله، وكنت اشتريته بـ 0.99$ تقريبًا. لمَّا اقرأه حينها، ثم رأيت أن الوقت مناسب للغوص فيه.

في الفصل الأول، يروي (غاري) قصة كيف ساعده مدرب أعمال “Business coach” في الارتقاء بشركته إلى مستوى جديد. كان السرّ، وأظنّك خمّنته بالفعل، التركيز على أمرٍ واحد فحسب: إيجاد مُرشحيّن جدد لشغل 14 منصبًا في الشركة.

انتظر لحظة! ماذا قلت للتو؟ ?

اعتقدت أن بيت القصيد هو التركيز على شيء واحد. لكنك الآن تتحدث عن الحيلة التي غيّرت حياتك بإيجاد 14 شخصًا جديدًا؟ ألا يُعتبر ذلك.. 14 شيئًا؟

من الطريف، نوعًا ما، أن يبدأ كتاب بعنوان (الشي الوحيد The One Thing) بالحديث عن كيفية نجاح المؤلف من خلال التركيز على 14 شيئًا.

أشار “جزء الانتقاد” في عقلي -مباشرة- إلى أن هذه الحيلة ستمكّنك من تجميع (س) من الأشياء تحت مظلة الشيء الواحد! ومن شأن ذاك -بلا شكّ- أن ينسف المعنى من المفهوم بأكمله.

إذا اخترت هدفًا فضفاضًا مثل “تطوير عملي” باعتباره شيئًا واحدًا، يمكنني وضع عدد لا نهائي من الجوانب تحت ذاك الهدف وأبقى قادرًا على إدعاء أنني أركز على شيء واحد فحسب. ففي نهاية المطاف، إطلاق حملات تسويقية جديدة، والعمل على ميزات ومنتجات جديدة، والتعاون ضمن مشاريع مشتركة، جميعها أهداف تتوافق جيدًا مع بعضها.

ومحاولة “منطَقة” فكرة الشيء الواحد تعني، في حالة غاري، أنه سيركز على إيجاد مرشّح واحد لكل منصب معين بدلاً من 14 شخصًا في مناصب مختلفة. لكن ما إن تحيد عن هذا التفسير، ستتعقد الأمور؛ ألا يُشبه عملي على 14 مشروعًا بالتوازي محاولة غاري إيجاد 14 موظفًا جديدًا في آنٍ معًا؟

تصميم الفنانة? : معـالي

توقفت عن قراءة كتاب غاري بعد الفصل الأول!

ربما كان سيناقش هذه الإشكالية في فصول لاحقة. ولكنني أشك. وإلا لمنح القارئ تلميحًا -على الأقل- ضمن ذاك الفصل. لذا، أبقيت على قناعتي بأن التركيز مفتاح النجاح. لكنني ظللت أبحث عن طريقة تطبيق تلك القناعة على أرض الواقع بما يتوافق مع وضعي.

وبعد الخوض في البحث وقراءة بضعة مقالات كتبها تايلور بيرسون Taylor Pearson، وجدت الإجابة التي كنت أبحث عنها.

العمل بالتوالي ? ? العمل بالتوازي

? سيكون اختياري مشروعًا ثم الالتزام به بغض النظر عما يحدث.. لمجرد التركيز على شيء واحد.. (حماقة صِرفة).
? الأفضل؟ استكشاف خيارات متعددة حتى أجد المشروع الناجح.

لكن يكمن السرّ في استكشاف هذه الخيارات بالتوالي لا بالتوازي.

هكذا يكون شعور من يعرف المشروع الناجح
تصميم الفنانة? : هبة مصري

يعني ذلك، أنه يمكنني استخدام قائمة المشاريع التي سجّلتها باعتبارها نقطة بداية. ولكن عوض حيرتي أمام اختيار أفضل مشروع والالتصاق به للأبد، يمكنني شقّ طريقي من خلال القائمة برويّة؛ مشروعًا تلو الآخر.

إذا كنت تعمل على مشاريع عدّة في آنٍ معًا، فذاك يضمن فشلها جميعًا؛ إذ لا يحصل أيٌ منها على الوقت والطاقة الكافيتين لتحقيق النجاح.

ذاك بالضبط الخطأ الذي اقترفته الشهر الماضي: قضاء بضع ساعات يوميًا في مشاريع مختلفة بحيث لا أصل لأي شيء.
الأفضل أن تلتزم تمامًا بمشروع لمدة شهر مثلًا، ثم تمنح نفسك خيار الانتقال لغيره (بعد مراجعة دقيقة لمستوى تقدمك وللبدائل).

بهذه الطريقة، تمنح كل مشروع فرصة نجاح حقيقية.

وبعدها، لن يغدو مهمًا حقًا “لو يكون”لا منطقية” نظام التقييم الذي تستخدمه. فكل مشروع عبارة عن تجربة ويمكنك حتى لعب نقش أمّ كتابة [والتي يصدف أنه اسم نشرتي البريدية الجديدة?] لمعرفة بأيها تبدأ.

يبدو (نظام التقييم) طريقة جيدة لترتيبها، ومع ذلك.. لا يهم ما إن كان مثاليًا أم لا. قد يكون المشروع الثالث في قائمتك هو ما سيجعلك ثريًا حقًا، أو ربما السابع. ستكتشف ذلك عاجلاً أم آجلاً بكل الأحوال.

تصميم الفنانة? : بنا

لن تجد المشروع الناجح من أول مرة

الحقيقة هي أنك لن تجد المشروع الحُلم الذي يجب أن تمنحه ذاتك في ورقة اِكسل، بل تحتاج معطيات من العالم الحقيقي ولا يمكن لأحد التنبؤ بردّ فعل السوق.
خلاصة القول، تحتاج إلى خوض هذه التجارب حتى تعثر على مطلبك. والترتيب ليس مهمًا. إذ ببساطة تستغرق كل تجربة شهرًا فحسب.

المهم أن تعمل عليها بالتوالي، وليس بالتوازي. وإلا، ستقع ضحية تصوّر “ربما كانت الفكرة لتنجح لو منحتها اهتمامًا أكبر أو أضفت تلك الميزة“. وتستهلك هذه النوعية من الأفكار قدرًا كبيرًا من قدراتك الذهنية حدّ عجزك عن تخصيص طاقة كافية لمشاريع جديدة.

هذا ما فعلته بالضبط.

لم أتخلى أبدًا عن مشاريعي القديمة، وإنما واصلت العمل عليها بينما حاولت -في نفس الوقت- إطلاق مشاريع جديدة على أرض الواقع.

ربما حصل كل مشروع من مشاريعي الحالية على ساعتين من وقتي كل أسبوع. ولكن إذا كنت تدير مشاريع كثيرة معًا، فسرعان ما سيتضاعف الوقت الذي تقضيه عليها، ما يقلل الوقت المتاح للمشاريع الجديدة.
علاوة على ذلك، حاولت خوض عدة تجارب جديدة في وقتٍ واحد، والتي امتدت بعد ذلك -تلقائيًا- لتشغل عدة أشهر. ما ترك وقتًا أقل لكل منها. والنتيجة؟ لم أحظى ببيانات واضحة تتيح ليّ تحديد المشروع الذي يستحق الاستمرارية.

فخلال يومٍ عادي، كنت أطوّر صفحة الهبوط لأحد مشاريعي، ثم أضفت ميزة جديدة إلى آخر، وكتبت مجموعة رسائل بريد إلكتروني باردة Cold E-mails لمشروع ثالث، وأغرّد في تويتر حول مشروع رابع.

توجّب عليّ التوقف عن فعل ذلك.

من الآن فصاعدًا، سأحصر تركيزي على مشروع واحد إلى أن أجد المشروع الذي ينجح منذ إطلاقه، ويستمر في الحفاظ على جاذبيته تلك. ويبدو يبدو ليّ هذا التزامًا قابلاً للتطبيق لأنني لا أختار مشروعًا أبديًا. وإنما مجرد التزام لمدة شهر .. كل مرة، والذي في نهايته -نهاية الشهر- سأحسم أمري بين مواصلة العمل في المشروع أو الانتقال إلى المشروع التالي في قائمتي.

وأخيرًا، سأجعل تنفيذ هذه الخطة الشيء الوحيد The One Thing بالنسبة لي.


المصدر: ? How to find a project that works

والآن، مع بعض التدوينات المفيدة::

كيف أحدد المشروع الناجح 🌃 (من بين ملايين الأفكار في رأسي)؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تمرير للأعلى