أعجز عن إحصاء عدد الذين علّقوا على منشوراتي على لينكدإن، وكيف أبدو متماسكًا في آرائي، ومُدركًا لما أفعله؛ ما يعكس قدرتي على إحداث تأثير عظيم. الأمر الذي لا أقول أنه صحيح أو خاطئ تمامًا؛ ذاك مرتبط بنسبة اقتناعك بالمسرحية.
نعم عزيزي، جميعنا ممثلين على خشبة مسرح شبكات التواصل الاجتماعي!
بكل الأحوال، لا ضير من الاعتراف الآن طالما كان العرض يُؤدّي غرضه، ويُشعرنا بالسعادة. صحيح؟
لماذا يخشى الناس الانضمام للمسرحية؟
أخبرني أغلب من عملت معهم في مجتمع رديف عن رغبتهم بالظهور -وخوفهم منه- في آنٍ معًا.
أتفّهم ذلك قطعًا؛ فشبكات التواصل تجد طعمنا مُستساغًا، ولم تعد مشاركة تفاصيل حيواتنا ممتعة كالسابق، ويؤمن البعض بازدحام الساحة (ما يجعل أي وافد جديد أشبه بقطرة بسيطة في محيط!)، دون نسيان خشيتنا جميعًا من إطلاق الأحكام علينا.
بل عانيت -شخصيًا- من أمثال هذه الأفكار، حتى ..
قررت التخليّ عن لقب (محور الكون) 🌌
على مر الأيام، ساعدت كتاباتي الآخرين على التواصل (مع أنفسهم، ومع بعضهم البعض، ومع فرص جديدة). فانتقلت من مرحلة [ذاك يثير جنوني!] إلى [أنا لم أنساكم: إحياء جائزة المحبوب]، أيّ: حوّلت اهتمامي للآخرين.
وبالمناسبة، لستَ بحاجةٍ إلى ملايين المتابعين لتُحدث تأثيرًا، وإنما مع بضعة أشخاص يهتمون بما تقوله، يمكنك تغيير كل شيء.
فإذا كنت تبحث عن طريقة لتشكيل (رابطة مشجعيك)، فابدأ الآتي:

👀 انسَ الجمهور .. وشارك عملك علنًا
برأيك، كيف حصل المستخدم العادي على لقب (شخصية العام) لمجلة تايم؟ باختصار، بضغط زرّ “نشر” دون اهتمام كبير بمعرفة أين سيحطّ المحتوى رحاله.
أغلب ضيوفي في فقرة [موهوب أمام التلسكوب🔭] أصحاب مدوناتٍ شخصية، قرروا -ذات يوم- الكتابة لأنفسهم، لكن أيضًا نشر ما كتبوه (متغلبين على شكّهم الذاتي).
وتحضرني الآن قصة الزميلة ريم حاج علي. والتي أوصلها سؤالها البسيط ليّ عن مستوى كتاباتها إلى مرحلة تتهافت عليها فرص العمل من كل حدبٍ وصوب.

حتى لو كانت بدايتك .. فوضوية، تبقى رؤية الناس لعملك وجهدك مرتبطة بضغط زرّ “نشر” أكثر من أي شيء آخر.
👀 الاستمرارية لا تعني نشرك كل يوم
لا تبدو الجملة أعلاه نصيحةً، صحيح؟ ذلك لأنني لو طلبت منك الالتزام بروتين، لقلت: لكنني لا أستطيع الكتابة كل يوم. علمًا بأننا متفقان أصلًا على استحالة ذلك!
حين أطلقنا #تحدي_رديف، كان الهدف تأسيس العادة فحسب. لكننا، في قرارة أنفسنا، نعلم أن الكتابة صعبة. رغم ذلك، نجد أمهات مشغولات وبطلات خارقات يكتبن ويكتبن.
👀 اختر مجتمعك
جودة عملك غير مهمة، إن كنت تخاطب الأشخاص الخطأ! لذا، ابحث عن مكان يُقدّر فيها عملك. أين مثلًا؟ جِد منصة بعيدة عن الاستعراض، يعمل أصحابها بصمت. [قبيلة مثلًا؟]
👀 أخبر الناس بما تريد
لن يتمكن أحد من مساعدتك ما لم يعرف ما تبحث عنه.
أوصلتني الرسائل التي كنت فيها محددًا بشأن ما أريده إلى بعض أكبر الفرص في مسيرتي المهنية.
هناك قوة في السماح للناس بالاطلاع على رؤيتك؛ ربما يعرفون شخصًا يعرف شخصًا متعاونًا. أو ربما ينتظرون فرصة لمدّ يد العون لك. تذكر:: لا أحد يقرأ الأفكار.
👀 ثق بأنك مرئي
لا تعرف أبدًا من يقرأ، أو يستمع، أو ينتبه.
إذا لم يروك اليوم، فقد يرونك غدًا. صحيح؟ إذًا، ضع بين أيديهم ما يستحق التعمق فيه.
أن أكون مرئيًا يجلب الفرص ويفتح الأبواب. هذا هدفي الأسمى الآن.
لا داعي لأن تكون مثاليًا. ما عليك سوى أن تظهر.. وتستمر في الظهور. 💚
الدرس المستفاد 🧠
أنني مجرد مدعٍ!
هذا صحيح .. إذ ما الإضافة التي قدمتها التدوينة؟ لا شيء .. وكلينا يعرف ذلك.
وجدت نفسي في مزاجٍ ملائم للكتابة، فكتبتها. لكنني في الحقيقة لا أعرف عمّا أتحدث هنا.
آه صحيح، لاحظت أنني حين أنشر لعدة أيام متتالية، يتحسّن معدل الزيارات قليلًا؛ ما يُكسبني دفقة أدرينالين جيدة.
والآن، قد تسألني: أين الاستمرارية في النشر، وثمّة 3 أيام تفصل التدوينة عن سابقتها؟
وأُجيبك: ألا تعلم أنني أحاول منذ 3 أيام إنهاء هذا الهراء الذي تقرؤه؟ لكنني مرضت واشتدّ مرضي حتى شارفت على الموت .. ثم نجوت (لسوء الحظ!).
هذه الحياة يا سيدي لا تستحق العناء.
ربما أطفالي يستحقون.
أما .. أنا .. فــ لا