لو تجاوزنا اختلاف مفهوم (النجاح) من شخص لآخر، وافترضنا أنك وجدت قدوتك في الحياة، وقررت أنك ستقلّده فيما يفعله (إنما ببعض التحسينات). فهل يضمن ذاك نجاحك؟
نظريًا؟ نعم؛ فإذا نجح الأمر معه، فلمَ لا ينجح معك؟ 🙄
بما أنه “لوّث يديه” في السوق بالفعل. وبنى نظامًا متماسكًا في التسويق والمبيعات وجذب العملاء، واكتشف ما ينجح. فما المبرر أن تُعيد اختراع العجلة؟
هذا ما يقوله المنطق، أليس كذلك؟ 😏
دعني أروي لك قصة..
راسلني أحدهم منذ فترة. وأخبرني أنه كان يتابع أحد كبار المبدعين في مجالنا (مجال الكتابة).. ولمدة عامين.
وكلما أقدم القدوة على خطوة، نفذها صديقي بحذافيرها:
- تبنّى نفس نموذج العمل.
- كتب بذات الأسلوب.
- قدّم نفس الخدمات.
- استهدف الجمهور ذاته.
- طبّق أساليبه التسويقية دون أي تغيير.
- حتى أنها استخدم نفس لوحة الألوان “Color palette” التي يستخدمها في منشوراته. 🎨
يقول:
“طبقتُ استراتيجيته بالكامل. إذا فعل شيئًا، أفعله دون تردد”
فسألته: “وكيف تسير الأمور معك؟”
هل يمكنك تخمين رده؟ 👀

“سيئة للغاية ☠️”
مرّ عامان، وعجز صديقي عن جذب عملاء أو تحقيق نمو مهني حقيقي، بل ولم يجني أي دخلٍ يُذكر!
وذاك ما يُخفيه عنك “دعاة نسخ نجاحات الآخرين”، قد تتمكن من نسخ القشور، لكن اللبّ يبقى عصيًا؛ لا يمكنك استنساخ:
- خبرة الشخص.
- علاقاته.
- حدسه.
- سمعته.
- الإخفاقات.
- الفروق الدقيقة التي كانت خلف نجاحه.
لا تنجح عرضنا (سواء كانت لمنتج أو خدمة) بسبب جودته فحسب، بل يعود الفضل إلى طريقة إعداده، وكيفية الترويج له، ومَن يتابعنا (ماهيّة الجمهور)، وأخيرًا: حجم خبرتنا في السوق.
إذا كنت مبتدئًا..
وبما أنك بدأت للتو. فبالتأكيد لا تعرف كيف تعدل عرضًا عندما لا يُلاقي استحسانًا، ولا كيف تجد موضع الخلل عندما يفشل المحتوى، ولا القدرة على التعافي بعد فشل منتجك الأول!
الأمر أشبه بمحاولة طهي وجبة ⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️ نجوم بمجرد مشاهدة طاهٍ حائز على جائزة ميشلان على يوتيوب. إذ تتمكن من اتباع الخطوات بدقة، لكن إن لم تعرف كيف تتذوق، أو تعدل الوصفة وتستعيد نكهتها بعد احتراقها.. فأنت في ورطة!
إليك ما تعلمته..
لماذا يتحلى الأشخاص الناجحون بِطاقة لا نهائية؟ 🎆

لا عيب في الاستلهام من تجارب الآخرين. بل، وللأمانة، من الذكاء فعل ذلك.
لكن هناك فرق كبير بين:
👍🏻 “أعجبني أسلوبهم. دعني أجرب شيئًا مشابهًا”
و:
👎🏻 “دعني أُعِد ابتكار علامتهم التجارية بالكامل لأنها تبدو رائعة”
هل تبحث عن نجاح يدوم؟
إذًا، عليك أن تتملّك ما تقدمه: ضع رأيك فيه، وأبرِز وجهة نظرك، وامزجه بتجربتك.. ببساطة، اروِ قصتك وما حدث خلف الكواليس.
وإلا؟
ستكون مجرد نسخة مقلَدة لشخص موجود. وأنا وأنت نعلم: لا أحد يُفضّل النسخ المُقلدة. خاصةً عندما يكون المنتج الأصلي في متناول اليد.
إذن، إليك حيلة إتقان اللعبة:
- ادرس من سبقوك.
- لاحظ ما يجيدونه.
- أعد هندسة ما يجعله ناجحًا.
- اختر ما يناسبك.
- ثم ابنِ نظامك الخاص: استخدم نقاط قوتك ومهاراتك ومكانتك في السوق، واضفِ لمستك الفريدة.
وبهذا، تبني شيئًا حقيقيًا.
لأن النَسخ قد يجعلك تبدأ. لكن الأصالة هي ما يجذب انتباه الناس، والاستمرارية هي ما يدفعهم للشراء.
أرجوك 🙏🏻: توقف عن بناء حلم شخص آخر، وابدأ ببناء حلمك الخاص؛ فلا أحد يتقاضى أجرًا مقابل كونه نسخة طبق الأصل.
ولكن يمكنك أن تصبح ثريًا بصفتك النسخة الوحيدة منك.
مع تمنياتي الخالصة لك بيومٍ مُبهج..
🌞