‍ هل يحتاج كل كاتب محتوى إلى نشرة بريدية؟ ((2/1))

الجواب نعم! بغض النظر عما إذا كنت قد بدأت للتو في رحلة الكتابة أو كتبت آلاف التدوينات ونشرت كتابين من الأكثر مبيعًا، فأنت بحاجة دائمًا إلى نشرة بريدية.

ولكن لما قد ترسل رسائل بريد إلكتروني (إيميلات) في حين بمقدورك كتابة مقالات/تدوينات؟ ومن قد يرغب -أصلًا- في الاشتراك في نشرتك البريدية؟

‍إذا كانت هذه الأسئلة -وغيرها- تدور في ذهنك الآن، فهذه التدوينة مناسبة لك تمامًا. حيث ستتعلم كل ما تحتاج معرفته قبل إطلاق نشرتك البريدية، إضافةً لكيفية بناء قاعدة مشتركين، وما يميز أعداد النشرة البريدية عن التدوينات/المقالات العادية.

لمَ النشرة البريدية مهمة إلى هذا الحد؟!

بلغ عدد مستخدمي تطبيق الفيديوهات القصيرة الشهير “تيك توك” في الهند أكثر من 200 مليون شخص. وفجأة، يُحظر التطبيق في البلاد! لم يخسر 1.2 مليون صانع محتوى تيك توك في الهند ملايين المعجبين فحسب، بل خسروا مصدر رزقهم أيضًا.‍

  • ربما قد كتبت عبر عدة منصات وجمعت جمهورًا. ولكن إذا اختفت هذه المنصات فجأة ولم تعد تسمح لك بنشر مقالاتك، فأين سيجدك قرائك؟
  • ربما تكون مؤلفًا ، ولكن إذا أراد القراء معرفة المزيد عنك كشخص، فإلى أين يتوجهون؟

الإجابة على كلا السؤالين هي نشرتك البريدية.
فعندما تترك رابطًا للنشرة في نهاية كل تدوينة منشورة أو على الغلاف الخلفي لكتبك، فإنك تتيح لقراءك فرصة التواصل معك على مستوى أكثر حميمية. حيث تستأذنهم السماح لك بدخول “منازلهم الرقمية”، المعروفة أيضًا باسم صناديق بريدهم الإلكتروني.

يعد إرسال رسائل بريد إلكتروني دورية إلى جمهورك ومنحهم خيار إجراء محادثة فردية معك من خلال النقر على “رد Reply” طريقة فعالة لتحويلهم من قراء عاديين إلى معجبين (سنتحدث حول ذلك بعد قليل).

إذا لم تقتنع بعد، فإليك

‍[4] أسباب تحتّم على كل كاتب ومدوّن ومترجم إطلاق نشرة بريدية

ستكون مدير نفسك

‍ربما تكون قد صادفت -أثناء الكتابة للمنشورات أو المجلات الرقمية- محررًا لا تتفق معه. إذ قد يجبرك على استخدام أسلوب معيّن، أو يحصرك ضمن موضوعات محددة، باختصار: ربما شعرت أنه يجرّدك مما يميّزك ككاتب محتوى!

عندما تكتب عدد نشرة بريدية، فإنك تتجاوز كل أنواع “الوساطة” بينك وجمهورك. تعدّ (النشرة البريدية) الأداة الوحيدة التي يحتاجها كل صانع محتوى ضمن عصر الويب 3.0:

  • لا تحتاج موافقة فريق التحرير.
  • لست مضطرًا للتأكد من تعديل أسلوبك.
  • يمكنك كتابة ما تشاء وإرساله إلى قرائك على الفور.

تعميق صلتك مع القراء

عندما يتلقى المشتركون رسالتك، لن يشعروا أنهم يقرؤون منشورًا متاحًا للجميع على الإنترنت. وإنما يُدركون أن نشرتك البريدية هي مجتمع خاص وهم جزء منه، وهذا وحده كفيل بدفعهم لقراءة كل كلمة تكتبها.

تذكر -في نهاية كل عدد- وضع عبارة “تحريض Prompt” بسيطة تدفع القارئ للتفكير وتشجعه على مراسلتك، وبما أنه يُدرك أن رسالته موجهة إليك فقط، فيمكنك أن تتخيل مدى قوة الرابطة التي سيساعدك هذا الانفتاح على بناءها.

تبقيك النشرة البريدية مسؤولاً

في الغالب، عندما تكتب ضمن منصة كتابة جماعية، فأنت واحد من بين عدة كتّاب، وربما لن يفتقدك أحد حقًا إذا توقفت عن النشر فجأة.

ولكن عندما تنشر عدد نشرتك البريدية كل أسبوع (أو بمعدل ثابت)، فسيعرف القراء ما يمكنهم توقعه منك ومتى.

ربما يكون بناء روتين كتابة صعبًا في البداية، ولكن مع نمو جمهورك واعتبارك إياهم “التزامًا”، ستشعر بالسوء حيال خذلانهم. ومع ثباتك على معدل نشر معين، سيفتقد الناس كتاباتك بلا شكّ، ويسألك عن موعد عددك القادم.

يمنحك ذاك الشعور بالتمكين “Empowering”، وهو أكثر طرائق الانتظام بالكتابة فعالية (دون الاعتماد على مصادر تحفيز خارجية).

نشرة بريدية مذهلة

يمكن أن تصبح أكثر مصادر الدخل قيمة

‍يمكنك تحقيق دخل من نشرتك البريدية بطريقتين مثيرتين للاهتمام:

  1. الاشتراكات: تتيح لك منصات مثل (Substack –  Beehiiv) تحصيل رسوم اشتراك شهرية من قراء نشرتك البريدية المدفوعة. وهي طريقة بسيطة، إنما مؤكدة، لتحقيق دخل سلبيPassive income.
  2. الرعايات: إذا وجدتَ علامات تجارية تمتلك ذاك رسالتك، فيمكنك مراسلتها وإقناعها برعاية نشرتك البريدية. لن يؤدي هذا إلى تعريف المشتركين لديك بشركات أكثر إثارة للاهتمام فحسب، بل سيساعدك أيضًا في كسب بعض المال من الرعايات.
    تتيح لك منصة Post Apex خيارًا أفضل من ذلك: إذ توّفر عشرات الإعلانات لخدماتٍ وأدوات يحتاجها الجميع (مثل أدوات إدارة الوقت)

أضف إلى ذلك، فإن المشتركين لديك سيكونون أول من يتلقى أخبار أي منتج/خدمة جديدة تطلقها. وهكذا، يمكنك تحويلهم إلى (مشترين Buyers) عبر تقديم قيمة خاصة يصعب تجاهلها (حسوماتٍ مثلًا).

ننتقل الآن للجزء العملي: إطلاق النشرة البريدية‍

الآن بعد أن أصبحت مقتنعًا بأن تصميم نشرة بريدية هي أفضل طريقة لبناء جمهور متفاعل (يكفي فقط أن تتأمل جمهور نشرة ثمانية)، كيف تبدأ في إطلاق نشرتك البريدية؟

لامتلاك قائمة بريدية، فأنت بحاجة إلى أمرين:

1)) الأداة الصحيحة

توجد منصات عدّة مثل Mailchimp / ConvertKit / Beehiiv / gohodhod تمكّنك من جمع عناوين البريد الإلكتروني والإرسال إلى المئات -بل وحتى الآلاف- في وقت واحد دون الحاجة إلى كتابة كل عنوان بريد إلكتروني مرارًا وتكرارًا.

2)) مصدر لجذب المشتركين

يمكنك وضع (نموذج الاشتراك) إما على مدونتك/موقعك الإلكتروني أو على شبكات التواصل الاجتماعي. شخصيًا، أنصحك بإضافته أسفل كل مقالة/تدوينة تنشرها.

وإن كنت أكثر نشاطًا على شبكات التواصل الاجتماعي، فيمكنك ذكر  النشرة من حين لآخر حتى يعرف الأشخاص أن لديك واحدة ويشتركوا فيها إذا رغبوا في ذلك.

سنتعمق في التدوينة القادمة [تحديث 25/3/2023: نُشرت بالفعل!] في طرائق جذب المشتركين.

كُن بخير..

‍ هل يحتاج كل كاتب محتوى إلى نشرة بريدية؟ ((2/1))

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تمرير للأعلى