أراهن أنك لم تسمع عن مصفوفة الأعمال [ولا قدرتها التدميرية ☢️]!

مصفوفة الأعمال

قبل أن نبدأ، هل ليّ بطلبين؟

1)) جهّز مشروبك المفضّل؛ قد تكون التدوينة أطول من المتوقع!
2)) شاركها مع 7 من أعزّ أصدقائك.

كما ذكرنا في التدوينة السابقة، تتقاطع الحياة المهنية مع الشخصية في مناحٍ كثيرة، ونركز اليوم على مفهوم (المصفوفة).

حياتنا محكومة بما يُدعى المصفوفة المجتمعية: شبكة معتقدات وأفكار تعمل “مراسٍ عقلية ⚓” لفهم العالم.
يمكنك رؤية كيف تؤثر الحكومة والثقافة على النظام المدرسي. حيث يُهيئ -بدوره- مواردًا يتعلم منها الطلاب. وبالطبع، لا يشكك الطلاب فيما يتعلمونه، ويكبرون ليصبحوا آباءً وأمهات، يُعلّمون أطفالهم ما يعرفونه ويرسلونهم إلى المدرسة.
وفي سياقٍ متصل، يُكوّن الأطفال في المدارس صداقات ويتأقلمون أكثر ليندمجوا مع المجتمع. وما المجتمع؟ معلمون، وآباء، وسياسيون، يُنتجون المعرفة والموارد، عبر الإنترنت وخارجه، التي تُؤثر على الثقافة.
وهكذا، تستمر الدورة في تشكيل المجتمع الذي نعيش فيه.

لا عيب فيما سبق، فتلك طريقتنا -بصفتنا بشرًا- في البقاء. إنما تظهر المشكلة حين لا نشكك فيما تعلمناه؛ حينها: نغدو نسخًا مُتطابقة.


وعلى غرار المصفوفة المجتمعية، نجد مصفوفة الأعمال Business matrix.

شبكة مماثلة من معتقدات وأفكار تحدد كيف “يُفترض” أن تعمل الشركات:

  1. اختر مهارة مُربحة (بحسب معايير السوق).
  2. استخدمها في مجال معين (قيل أنه مضمون النتائج).
  3. نفذّ المشروع تلو الآخر.

اسأل أي شخص، وسيخبرك أنه المسار الطبيعي لأي شخص يؤسس شركة. لكن السؤال الحقيقي: هل نحن متأكدون تمامًا من أنه المسار الأفضل؟ بمعنى: هل تُراه الأكثر فعالية لتحقيق النتائج؟ أم أنه يسبب تشويشًا أكثر قد يدفع البعض للانسحاب؟

تذكر كيف قررت إطلاق مشروع للهرب من نمط حياة الآلات العبثي، لا لبناء نمط مُشابه يمكّنك فقط من كسب مالٍ إضافي!

في المقابل، يستطيع المتحررون من مصفوفة الأعمال فعل ما يريدون. ولكنك لا تستطيع التحرر بضغة زرّ؛ فلا بدّ من فهم قواعد اللعبة واكتساب الخبرة الكافية قبل ابتكار لعبتك الخاصة.



كان العمل الحر أولى خطواتي في عالم الأعمال التجارية؛ اعتقدت أنه أكثر الخيارات ملاءمة للمبتدئين، باعتبار أن كل ما يتوجّب عليّ “تعلم مهارة ثم تسويقها”.

لذا، قررت تجربة حظي في العمل الحر، عبر كل مهارة قد تخطر في بالك: تحرير الفيديو، والتصميم الجرافيكي، وتحسين محركات البحث، والتسويق بالمحتوى، وإعلانات الفيسبوك، وتصميم مواقع الويب..

إنما ظلّت مشكلتي -آنذاك- اختيار مجال معين. إذ حمّلت جميع الكُتيبات المجانية التي صادفتها، وأجريت عمليات بحث لا نهائية حول “أفضل 100 مجال مستهدف”. ثم استهدفت أطباء الأسنان، والصالات الرياضية، وشركات البناء، باختصار.. كل مهنة وجمهور.

قد تسألني: وما الضير في هذا؟

  • ببساطة، لم أهتم بأي منهم، بل وكرهت العمل معهم. يستحيل أن يكون ذاك نهجًا مستدامًا لأمرٍ مهمٍّ مثل عمل حياتك؛ يُفترض أن تبدأ مشروعًا لسببٍ جوهري، لا لمجرد تغيير مديرك!
  • لم أحظى بخبرة في مجالات عملهم. تفشل معظم الشركات لأنها تحاول حل مشكلة لم تواجهها. تذكر ذلك.
  • تمنح المصفوفة الأولوية لإيجاد عملاء محتملين، لا لجذبهم (أو اكتسابهم). هل لاحظت كيف تتعلم مهارةً لخدمة شخص آخر، ثم تُديم البحث عن أشخاص تتواصل معهم، لينتهي بك المطاف تحاول إيجاد عميل جديد عوض توطيد علاقات قوية؟

لا أستغرب عدم التزام المؤسسين عند بناء شركاتهم؛ إذ تحكمهم (وتحكمنا!) مصفوفة الأعمال منذ زمن بعيد.

وآن أوان التحرر منها.
آن أوان اعتماد أكثر الطرائق بداهة وربحية واستدامة.


أنت: أربَح المجالات على الإطلاق..

هل تعلم أنك تنتمي لـمجال Niche مُحدد جدًا؟ ألا تتابع عشرات الأشخاص -ذوي الاهتمامات المتنوعة- مما ساهم في تشكيل شخصيتك وهويتك؟

إذًا، دونك الخطأ الأول عند بناء (لاحظ، لم أقل “اختيار”) مجالك:

إذا كانت مهمتك استهداف شخص مثلك، وأنت شخص متعدد الاهتمامات، فلما تُركز على اهتمام محدد تريد بيع منتج أو خدمة من خلاله؟ ألا تملك أكثر من اهتمام؟ ألست تتابع أشخاصًا يتحدثون عن آرائهم وقيمهم وأسلوب حياتهم وخبراتهم؟

لا! لن يعزز الحديث عن مهارة أو اهتمام محدد موثوقيتك، و لن يزيد ثقة الناس بك.

👍 في أفضل الأحوال، ستبدو أقرب لمحرك بحث لـ “المشورات العملية”.

👎 وفي أسوأها، ستحدّ من نمو جمهورك وتخسر فرصة الاستفادة من شبكة أوسع.

حين يحصر الشخص حديثه بمجال اختاره (كبرامج التدريب لرواد الأعمال والمديرين التنفيذيين)، فسيجذب هؤلاء الأشخاص فقط. ولا عيب في ذلك، إنما تبقى (عينة صغيرة).
وانتبه! هذه ليست إعلانات مدفوعة تُحدد عبرها أماكن الإعلانات؛ لتصل إلى هؤلاء.

وبالتالي، ماذا يحدث حين ينحصر التوجّه بمجال معين؟

  • يواجه الشخص صعوبة أكبر منذ البداية.
  • يشارك محتواه أشخاص أقل (فلا يصل صديقنا للأشخاص المناسبين)
  • قد يجذب 5.000 متابع خلال عام واحد، لكن قد يصل شخصًا دمج اهتماماته إلى 20.000 خلال ذات الفترة!

ماذا عمّا بعد 3 سنوات؟ يصل الأول إلى 30.000 متابع، ويصل الآخر إلى 300.000 بفضل التأثير المركب “Compounding effect”.

قد يقول قائل: لكن لا يكترث هؤلاء الـ 300.000 متابع بمنتجي أو خدمتي. أي أنهم ليسوا عملاء محتملين، ولن يشتروا مني فورًا. هل تسمح ليّ بقول: أنهم غير مجديين؟!

يبدو أننا على وشك تصحيح بعض المفاهيم هنا..

أولًا، حين يُحيل كلٌّ شخص من هؤلاء الـ 30.000 متابع (3 أو 5 أشخاص) يعرف أنهم سيحبون حسابك، فسيتكون لديك جمهور يتراوح بين 900.000 و1.500.000 بفضل تأثير الشبكة. كل ذلك بينما يُكافح صاحب الـ 30,000 متابع، المُركّز على فئة مُعيّنة، في إيجاد طريقة تُعفيه من الوصول الفردي إلى العملاء!

ثانيًا، لا يُشترط أن يشتروا منك مباشرةً. فليس ذاك الهدف من كتابة المحتوى أصلًا! وإنما مساعدتهم على الانتقال من مستوى المبتدئ (مُستهلك المحتوى) إلى المتقدم (مُستهلك المنتج) مع مرور الوقت.
أنت تجذب عملاء من خلال رفع مستوى وعيهم.

ثالثًا، لا وجود لمتابع عديم الجدوى، أنت فقط متأثر بمعتقدات مصفوفة الأعمال -التي عفا عليها الزمن- حدّ عدم إدراكك إمكانية تعلّم الناس -من حسابك- شيئًا جديدًا يُجوّد حياتهم!


مختصر القول: يمكنك الآن تصفح (قبيلة) مثلًا، وقراءة منشور، والاهتمام بموضوع جديد.
لا أحد يُولد باهتمامات محددة، بل نكبر لنقتنع بأهميتها (مثل كيف يمنحك رفع الأثقال الثقة، ويحسن صحتك النفسية والجسدية)؛ فتتبنى هذه الاهتمامات تدريجيًا. لتصبح “أنت” جزءًا من المجال.

ومهمتك اليوم إثبات قيمة تبنيّ اهتماماتك، عبر تحويل جميع محتواك إلى حجج مقنعة. بمعنى: أنت لا تستهدف فئة محددة، بل أنت الفئة المحددة، ومهمتك هي إقناع الناس بالانضمام إليها/إليك.

أول خطوات التحرر من مصفوفة الأعمال

لنُدقق في معنى (المجال) الحقيقي.
عندما تصنع من “ذاتك” مجالًا، ومع تغير ذاتك باستمرار، تصبح عصيًا على التصنيف.

يمكنك أن تقتدي بـ زوبي “Zuby” الذي يصنع الموسيقى ويبيع تذاكر العروض في يوم، ويتحدث عن السياسة في اليوم الذي يليه، ليبيع كتابًا إلكترونيًا عن اللياقة البدنية في يومٍ ثالث.

أو مثل حمزة Hamza الذي وسّع مجاله ليشمل معظم مواضيع تطوير الذات حيث يتحدث عن الثقة، والرجولة، والأعمال التجارية، وأي شيء آخر يهتم به.

مجالك يلخصه ما يثير اهتمامك وسبب أهميته في حياتك. فلا تحصر نفسك في مهارات أو اهتمامات ضيّقة ستتخطاها بصفتك إنسانًا. فإما تمّل منها، أو تفقد فائدتها، كما في الوظائف المؤقتة، حيث تُغير أسلوبك مع نمو عملك.
حين تحصر نفسك في مجال مُحدد، يُصعّب عليك تطوير نفسك خارجه؛ فعملك يتطور مع تطورك، وإذا كان عملك محدودًا في نطاق معين، فأنت بذلك تُقيّد إمكاناتك.

الآن، لماذا تُطالبك مصفوفة الأعمال بالتخصص في مجال محدد؟

بحجّة فهم عقلية القراء والعملاء.

يُطلب منك توصيف العميل المثالي “Customer avatar”، وتحديد مشكلته المُلحة، ثم تقديم الحلٍ (غالبًا ما يكون ذاك الأخير مشابهًا لأي منتج آخر في السوق مع تغييرات طفيفة، لكن يُطلب منك تصوير “منتجكم” على أنه الأعلى قيمة لشخص مُحدد بعد فهمه. والحيلة هنا: إعادة اختراع العجلة، ولكن بشكل أفضل، دون تعقيدها).

وهكذا، بمجرد تطورك، تبني وتسوّق منتجًا جديدًا. يُنهي ذلك 99% من إشكالية “تخمين مصدر الدخل الأمثل“، ويُعفيك من العمل مع أشخاص لا تحبهم.

في أساسه، يُعبّر توصيف العميل المثالي عن منظور للشخص الذي نسوّق له للعالم، ويتكون ذلك المنظور من:

1) الأهداف

سواء كانت أهدافًا واعية -أو أهداف عقلنا اللاواعي- والتي تُسيّر كل أفعالنا، كالمضي قدمًا في مشروع أو الانتساب إلى صالة الألعاب الرياضية.

علاوة عن تعزيزها سيطرتك على حياتك، تُؤطّر الأهداف كيفية تفسيرك للمواقف. فالشخص الذي حددت له مصفوفة الأعمال هدفًا بالتقاعد في سن الستين، سيُلاقي فرصًا أقل من شخص وضع هدفًا ذاتيًا بالحرية المالية في سن الخامسة والعشرين!

تُؤطِّر الأهداف أيضًا كيفية تفسيرك (أو تفسير قرائك) للكتب ومحتواها. سيختلف شخصان -بأهداف مختلفة- اختلافًا جذريًا في فهم الكتب ومحتواها. سيلاحظان العوامل التي تُساعدهما في تحقيق أهدافهما (سواءً أدركا ذلك أم لا).

2) المشاكل

خصم الأهداف الأشرس، تلك المشاكل التي ربما نعي بعضها ونجهل بعضها، لكنها -في الحالتين- تُبعدنا عن نمط حيواتنا المثالي. والآن، اتفقنا قبل لحظات على أساس جذب العملاء المتمثل برفع مستوى وعيهم، وأُضيف: .. حول مشاكلهم (أي رفع مستوى وعي القراء حول مشاكلهم بمرور الوقت). فإن حللت مشاكلك، وساعدت جمهورك على فعل المثل، فذاك دليلٌ على التمركز الصحيح.

والبداية مع إدراك مستويات الوعي الخمسة:

  • الغفلة – يجهل المرء مشكلته وكيف تؤثر سلبًا على نوعية حياته.
  • الإدراك – الآن، أدرك مشكلته، ولكنه لا يعرف كيفية حلها.
  • اكتشاف الحل – بعدما أدرك المرء المشكلة، يبدأ برؤية الأمل: هناك حل أو طريقة أو معرفة لحلّها.
  • العلم بالمنتج – يُرافق علم الشخص بمشكلته معرفته بالمسار أو النظام المبسط لحلّها.
  • الوعي الكامل – مع امتلاك الشخص رغبة التغيير، كل ما يحتاجه “الدافع” الصحيح الذي يُغيّر سلوكه مباشرةً. كحالك حين تقرأ فكرة في كتاب، فتُغيّر نظرتك للحياة تمامًا.

حين يتحول منظورك للعالم إلى مجال تخصصك، تغدو مهمتك الكتابة بإبداع يزيد وعي الناس بمشاكلهم. وبهذا، يسعون نحو إيجاد حلول لتحقيق أهدافهم.

3) المسارات المحتملة

آخر أجزاء منظور العميل للعالم: الوضوح Clarity.

حين تتشوش الرؤية، ويُفتقد وضوح الخطوات القادمة، تظهر مشاعر القلق أو الاستنزاف أو الملل. والتي تسبب -عادةً- الخلافات في العلاقات، والتنافر بين أصحاب الأعمال، والمعارك بين الأحزاب السياسية.

وبالتالي، حين تغدو أنت [= المجال The niche]، يترتب عليك بناء مسار شامل -ومُمهّد- تستطيع مشاركته مع مَن يُشاركونك منظورك للعالم (وعادةً ما يتجسّد ذلك في هيئة منتج أو خدمة مأجورة). وهنا، ترجَح كفّة النتائج الملموسة من جهة، وتتوحد رؤاك مع رؤى جمهورك من جهة أخرى.


إلى جانب الأهداف والمشكلات والمسارات المحتملة، تؤثر جوانب متعددة للنفس البشرية على كيفية إدراك الناس للأهداف والمشكلات والتصرف بناءً عليها:

  • الخبرات السابقة.
  • المعتقدات الراسخة (بل والمتزعزعة!)
  • مستوى المهارة في جميع مجالات الحياة.

وقد يتشكّل كل ما سبق عن وعي، أو في اللاوعي، وقد يعلمه المرء أو يجهله.

مهمتك رفع وعي جمهورك، وجعله على دراية بأهدافه ومشاكله. ليغدو [مجالك] إطارًا للأهداف الكبرى والمشاكل الملحة التي تشكل نظرتك للعالم. ربما كان مشروعًا ضخمًا، صحيح.. لكنه -صدقني- مُرضٍ لأبعد حد إذا كنت تنتوي عيش حياة تستحق كل ثانيةً فيها.

من المفترض أن يكون مجالك محددًا، وما أكثر تحديدًا من هذا؟!

  • علامة شخصية = هدف مرغوب فيه من شأنه أن يغير حياتك (وحياة قرائك).
  • محتوى = مشكلة ملحة من شأنها أن تخفف من معاناتك (ومعانات قرائك).
  • منتج = مسار واضح، أو نظام، أو حل لجلب الوضوح لك (ولقرائك).

تأمل معي: تتشابه الأهداف والمشاكل دائمًا، إذ ينشغل الجميع -دون استثناء- بقضايا الصحة والثروة والعلاقات والسعادة.

الاختلاف في المسار

فمع رغبة الجميع بالحرية المالية، لكن كل واحدٍ منّا يتبّع مسارًا مختلفًا:

  • يختار البعض شبكات التواصل الاجتماعي وبناء مشروع رقمي بالاستناد إلى التجارة الإلكترونية، متسلحين بالمهارات الفريدة والذهنيّة Mindset والخبرة اللازمة.
  • في حين يسلك آخرون مسار الاستثمار والعقارات، مع مزيج فريد آخر من المهارات والاهتمامات.

المسار هو ما يُحدد هويتك، وتشكّل كل المعتقدات والمهارات وقطع المعلومات التي تتعامل معها -في طريقك تحقيق أهدافك- أكثر المجالات تميزًا في العالم. فإذا أمكنك توضيح مسارك عبر مئات المنشورات والمنتجات والتفاعلات، فبهذا ترسّخ نفسك بصفتك “مجالًا قائمًا بذاته”

وهنا يأتي دور توثيق حياتك وترك الأصالة تمنحك ثمارها.

أما جمهورك، فهو فئة محددة تحمل ذات شخصيتك؛ فيسهّل عليك تسويق (منتجك) لها، وتحقيق مبيعات عالية دون الحاجة إلى دراسة السوق.


يجدر هنا التفريق بين توثّيق حياتك على طريقة [شبكات التواصل] وتوثيقها [لخلق المجال الشخصي] > فأنت -في الأخيرة- تبيّن [الذهنيّة Mindset + المهارات Skillset] خلال ماضيك وحاضرك ومستقبلك بطريقة تجذب ذوي الشخصية المماثلة، ممن تسبقهم بخطوات قليلة؛ حتى تتمكن من مساعدتهم بالفعل.

والآن، بوصفه (كتاب حياتك)، فأنت بحاجة إلى هيكلية محددة. أليس كذلك؟

المقدمة: قصتك

نتواصل مع جمهورنا عبر السرد القصصي، ويُعد أفضل المرشحين للوظائف أعظمهم روايةً للقصص. بل يكفي أن تبدأ أي نصّ بتجربة شخصية، حتى تجعله فريدًا ومختلفًا.

ولئلّا تقع في حيرة (بأي القصص تبدأ؟)، إليك بعض الخطوط العريضة:

  • كيف بدأت رحلتك؟
  • ما الصراعات التي مررت بها؟
  • ما ذروة رحلتك؟
  • ما الذي حققته مما يحلم الآخرون به؟
  • ما المواضيع أو الاهتمامات أو المهارات التي ساعدتك على الوصول لما وصلت إليه؟

القسم #1: فلسفتك

تتمثل فلسفتك في إجابتك على سؤال “كيف يعيش المرء حياة طيبة؟
ولا شك أنها متغيرة بحسب مستوى نضجك؛ فيتوجب عليك تعديلها -باستمرار- لتوائم ما تؤمن به وتفعله لتصل مستقبلك المثالي:

  • صف بالتفصيل مستقبلك المثالي وأسلوب حياتك.
  • ما الأهداف التي تُوجِّه متابعيك نحوها؟
  • صف عدوك [ = مصفوفة الأعمال المُسيطرة]. ما المستقبل أو أسلوب الحياة الذي تتجنبه تجنُّب الطاعون؟!
  • ما المعتقدات التي لديك والتي يعتبرها الآخرون غريبة؟ هل تودّ اختبار الحياة الحقّة؟ انسى القواعد إذًا!
  • ما أهمية كل موضوع/ اهتمام/مهارة تعلمتها بحثًا عن نمط حياتك المثالي؟

خذ وقتك في إجابة كل سؤال؛ ستُشكّل الإجابات غالبية أفكار محتواك التي تُؤدّي إلى أقصى نموّك ومكانتك. وذاك ما يُميّزك.
🤏


القسم #2: دروسك

وبها تبني سُلطتك Authority في المجال.

دورك هنا تعليم جمهورك المهارات أو الاهتمامات التي تساعدهم على تحقيق نسختك من الحياة الطيبة، وإرشادهم إلى مصادر معرفتك بها.

أعلم ما تفكر به..

😧 “إذا قدّمت للآخرين “أسرار حِرفتي”، فسيستغنون عن خدماتي”

لنكن صريحين، لم تعد هناك “أسرار”، يمكن لأي شخص تعلّم فعل ما تفعله -مهما كان صعبًا- خلال فترة وجيزة، فالناس لا توظّفك لأنك [كاهن معبد المعرفة 🏯]، بل لأسبابٍ مختلفة تمامًا.

وذاك ما يأخذنا للاعتراض الثاني

😧 “يستطيع جمهوري تلقي ذات معلوماتي من مكان آخر عبر الإنترنت”

افترض أنهم لا يملكون الرغبة في التعلم في مكان آخر، بل يرغبون بالتعلّم منك أنت. فأظهر لهم أنك جدير بما يكفي ليُتابعوك.

كما سنناقش في القسم التالي، يتذكر الناس أول مَن علّمهم. فكُن ذاك الشخص.

القسم 3: تطبيقاتك العملية

ابنِ أنظمة وممارسات مُيسّرة -خطوة بخطوة- يمكن لقرائك استخدامها لتطوير مهاراتك أو اهتماماتك (=مجالك الفريد).

عندما تؤلف “كتابك” تدريجيًا على شبكات التواصل الاجتماعي، وفي أعداد نشرتك البريدية، فإنك تبني علامة تجارية تتفوق على 99% من منافسيها.


تلك المعضلة الأبدية “أريد أن أتحدث أكثر عن اهتماماتي، ولكن ماذا لو لم يحظَ بالتفاعل أو لم يعجب جمهوري أصلًا؟

عزيزي، عليك -أولاً- فهم الفارق بين المحتوى والمنتج.

ترى نسبة كبيرة من رواد أعمال المحتوى أن هدف المحتوى مقتصر على الترويج فحسب؛ فيقتصرون في تقديم ما يؤدي فقط إلى زيادة المبيعات وعدد العملاء المحتملين!


📀 الجميع يعرف معنى التسويق بالمحتوى، أليس كذلك؟


يعتقدون -أيضًا- أنهم محكومون بالتخصص، فيكتبون قطعة المحتوى تلو الأخرى عن المنتج (عوض تصميم صفحة هبوط تبني سلطتهم في المجال للأبد).

أما الأسوأ .. فنراه في شبكات التواصل الاجتماعي بكثرة: كَم مرة صادفت منشورًا قيّمًا، لكن لم يستطع كاتبه منع نفسه من “إفساد كل شيء” بذكر منتجه/خدمته، ومحاولة بيعها للجمهور؟

وبذا، يُخفي بنفسه جانبه الإنساني، فلا يهتم بالتعليم أو الترفيه أو الإلهام (كما تعلم، تلك الجوانب التي تشغل روّاد شبكات التواصل الاجتماعي). بل يروّج فحسب.

🛑 وماذا يحدث لمن يفعل ذلك؟

🔴 يحصل على تفاعل ضعيف؛ فلا أحد يُتابع “حسابات الشركات”، فكيف سينمو إذًا؟

🔴 يخسر فرصة بناء الثقة، ويرتبط “شخصه” بالمنتج، فإذا أراد يومًا ما تغيير مساره وبيع شيء آخر، فسيعجز عن ذلك، ويبقى “عالقًا” في السوق [ذاك بالضبط ما تريده مصفوفة الأعمال التقليدية بالمناسبة!].


“كيف سأبيع إذا لم أكتب محتوى متعلق بما أبيعه؟”

سؤالك منطقي. 😌

لنتفق أولًا أنني لم أطلب منك عدم الكتابة عن منتجك/خدمتك، بل ستكتب عنها -من حين لآخر- ليعرف الناس ما تقدمه.
ثانيًا، لو عدنا سويّة لتعريف التسويق بالمحتوى، فسترى كيف أننا لا نتحدث أبدًا -بشكل مباشر على الأقل- عن المنتج، وإنما عن كيف يغيّر حياة العميل، وكيف سيُحدث تحولاً، وكيف سيُسدّ الفجوة بين وضعه الحالي ومستقبله المثالي.

وختامًا، فكر في التركيز على هذا النحو:

يعتبر [مجالك الشخصي] عامل جذب لمن يُشبهك.

ويعد محتواك وسيلة توعية بالأهداف المرغوبة والمشاكل الملحة في حيواتهم.

🌉
منتجك الجسر بينهما

ليس عليك الكتابة باستمرار عن منتجك، إذ تُكمل صفحة الهبوط ما انتهى إليه محتواك، علاوة عن كونها مساحة رقمية ثابتة لا تختفي كالمحتوى.

ونصيحتي الأخيرة:

احرص على التجربة والتكرار. وكن عالمًا مجنونًا لبعض الوقت!


وإن كنت تبحث عن وجبة دسمة أخرى، فستجد ضالتك في تدوينة أ. دليلة رقاي: ما السرّ وراء منشئي الدورات الذين يُعلّمون كيفية بيع الدورات للناس الذين يبيعون الدورات؟

أراهن أنك لم تسمع عن مصفوفة الأعمال [ولا قدرتها التدميرية ☢️]!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

تمرير للأعلى