أثناء كتابة إجابة في كورا، وفي لحظة إلهام مفاجئة، وجدتني استعيد عصر التدوين الذهبي. لكنني توقفت -في منتصف الإجابة- عند جزئية بناء جمهور (أو التقرّب منه لو شئنا الدقة)؛ وسألت نفسي: لماذا نهتم ببناء جمهور لكتاباتنا؟
سألت بعض المدونين عن دوافعهم، فأجابوا:
- “أودّ كسب مال أكثر”.
- “أهدف لنشر رسالتي في الحياة، ومشاركة وجهة نظري ببعض المسائل الشائكة”
- “بصراحة؟ ابحث عن التقدير واعتراف الناس بموهبتي”
قطعًا، لا عيب في دوافعهم؛ جميعنا نرغب في أمورٍ كهذه. المشكلة فقط إن كانت تلك الدوافع “الوحيدة”
على الهامش: قد تصنع شيئًا سيحبه الناس بلا شك، لكنك فقط لا تعرف من -أولئك الناس- تحديدًا! هذه مشكلة. أليس كذلك؟ لحسن الحظ، لديّ حل سيُعجبك.

الهدف المغمور لمن أراد بناء جمهور
“لا يهم ما تحصل عليه، بل من ستصبح عليه”
— يُنسب إلى توني روبنز Tony Robbins
ماذا يحدث حين تنشر محتوى يركز فقط عمّا ستحصل عليه من جمهورك (المال الكثير أو التقدير أو التأثير)؟
- سينتبه “جمهورك” لذلك (ولن يبقى لفترة طويلة)
- لن تجد حافزًا لمواصلة كتابة المحتوى بعد مرور 6-12 شهرًا دون تحقيق نتائج (أو حتى بوجود نجاح متواضع).
- قد تستسلم سريعًا؛ لأن جني ما تريده حقًا (المال، والتقدير، والنفوذ) يستغرق -في الغالب- وقتًا طويلاً.
ما البديل؟
ببساطة، كتابة المحتوى بهدف تعزيز جودة حياتك وصقل مهاراتك. حينها، ستكسب بغض النظر عن كل شيء.
على سبيل المثال، ليكن هدفك من إطلاق نشرة بريدية:
💎 تطوير أسلوب كتابتك.
💎 تعلم الذكاء الصُنعي ومهارات التسويق
💎 إتقان موضوع أو تخصص أو تدمير مصفوفة الأعمال القديمة.
وإن كنت مدونًا “صوتيًا أو مرئيًا”، فتذكر أن نشر مقاطع الفيديو أو البث الصوتي على يوتيوب سيساعدك على ..
🎛 تطوير مهارة التحدث أمام الملأ.
🎞 تعلم كتابة النصوص وتحرير الفيديو والصوت والتصميم
يُسهم بناء الخبرة والمعرفة -عبر النشر- في تحسين حياتك، حتى لو تأخر المردود المادي أو المعنوي (المباشر) لبعض الوقت. والأروع؟ يمتدّ أثر تطوير هذه المهارات لجوانب أخرى من حياتك. فتُحسّن أدائك في العمل، وتسهم في حصولك على ترقية أو إيجاد مسار وظيفي أفضل .. إلخ
وإن واصلت بناء مهاراتك وخبراتك، فستصبح -في النهاية- شخصًا قادرًا على بناء جمهور قوي وجني المال والتأثير بسهولة.
“لتجد شريكًا جديرًا، كن جديرًا به”
— تشارلي مونجر Charlie Munger
ينطبق القول على كل شيء. إذا كنت ترغب في المال والتقدير من الجمهور، فالطريقة الوحيدة للحصول عليهما أن تغدو شخصًا يستحقهما. ما يعني أن تغدو (حرفتك Craft) هدفك الأساسي. لتصبح بذلك خيار العميل البديهي.
بمجرد أن تكون شخصًا يمتلك القدرة على تقديم ما يريده الجمهور بالفعل، يصبح حينها بناء جمهور تحصيل حاصل!
وإليك تجربتي الشخصية
رغم تفضيلي التركيز على نشرة بريدية واحدة، أطلقت [النشرة المنتشرة] لرغبتي في:
- إقناع المجتمع المهني بأهمية النشرات البريدية.
- شرح الاستراتيجيات والأفكار لعملائي + الإجابة على الأسئلة الشائعة.
- توضيح أفكاري حول المنهجية الصحيحة في إطلاق النشرات البريدية، خاصةً تلك التي تعلمتها ولم أشاركها مع المبتدئين.
صحيح أنني أردت بناء جمهور وكسب المال عن طريق المساحات الإعلانية

لكنني رأيت أن كل مشروع بدأته بهدف “أناني” فشل. على عكس أي مشروع أبدأه لتطوير إحدى مهاراتي ومساعدة الآخرين.
خلاصة الخلاصة
لا تفعل أي شيء بهدف المال أو الشهرة أو التقدير فحسب. بل لما ستصبح عليه (بغض النظر عن النتيجة).