ضمن تعمّق اليوم -المذهل- في عالم تطوير الذات، ستحظى بفرصة ذهبية للاستماع إلى حكمة مُسرع الأداء: ويلي ماكجرو Wylie McGraw.
رحلته ليست عادية على الإطلاق؛ بدءًا من مرحلة لاعب بيسبول لا يشقّ له غبار وراكب ثيران حتى الفترة التي قضاها محاربًا مخضرمًا يقود الجنود في المواقف الأخطر.
أثناء استكشافك تجاربه، ستتعرف على عوامل تطوير الذات الحقيقية. لكن هذا ليس خطابًا معسولًا في تطوير الذات. بل تحديًا للوضع الراهن، وعدسة جديدة لرؤية رحلة نموك الشخصي.
قوة الحضور والحدس
تعتبر قصة ويلي ماكجرو خير إثبات على القوة التغييرية للحضور والحدس. ورحلته من الرياضات التنافسية إلى قتال المخضرمين درس مذهل في التنقل بين البيئات عالية المخاطر. ولكن إليكم ما أدهشني:
لا يعزو (ماكجرو ) نجاحه إلى صيغة سرية أو خطة استحواذية، بل إلى قوة حضوره الكامل والثقة في حدسه .
تخيل الآتي:
تمتطي ثورًا، وينبض قلبك بشدة، في حين يتدفق الأدرينالين بقوة، كل عضلة في جسمك في حالة تأهب قصوى. ليس هناك مجال للتشتت؛ كأن العالم قد خلى إلا منك والثور. في تلك اللحظة، أن تحضر بكلّيتك ليست رفاهية، بل مسألة نجاة!.
الآن، لنقرّب المثال أكثر: فكر في المواقف عالية المخاطر في حياتك؛ العروض التي تثير الأعصاب. المفاوضات المصيرية. المحادثات الصعبة. كما الحال مع ركوب الثيران، تتطلب هذه اللحظات كامل انتباهك، هنا والآن بنسبة 100%. تلك قوة الحضور.
لكن لا يتوقف ويلي هنا. فيتحدث أيضًا عن الحدس، الشعور الغريزي الذي غالبًا ما يرشدنا عندما يفشل المنطق.
وسط فوضى مسابقات الروديو “Rodeo” أو ساحة المعركة، لن تجد وقتًا للتفكير أو التخمين. عليك أن تثق بغرائزك. وخمّن ماذا؟ ينطبق ذات الأمر على حياتك الشخصية والمهنية. حدسك هو بوصلتك الداخلية، التي ترشدك عندما يكون الطريق ضبابيًا.
لذا، إليك الخلاصة: الحضور والحدس ليسا كلمتين طنانتين. بل أداتين عمليتين يمكنهما الارتقاء بأدائك ونجاحك. وأروع ما في الأمر أنهما بالفعل داخلك، في انتظار أن تستفيد منهما. إذًا، هل أنت مستعد لتسخير قوة الحضور والحدس؟ تبدأ رحلتك الآن.
الأنا كعائق أمام النمو
الأنا (الإيغو/Ego). ذاك الحاجز غير المرئي في طريقنا نحو النمو. في مقابلة معه، يكشف (ويلي ماكجرو) كيف يعيقنا غرورنا “غالبًا”، خاصة في البيئات المليئة بالضغوطات.
يشبه ذلك محاولة خوض ماراثون بحقيبة ظهر مليئة بالصخور؛ لن يؤدي هذا سوى لإبطائنا وإرهاقنا. وما الحمل الثقيل الذي نحمله؟ عدم رغبتنا في تبنيّ التواضع.
التواضع Humility. تلك الصلصة السرية. ومكوّناتها:
- فهم أننا جميعًا نسعى لإحراز تقدم.
- الاعتراف بعيوبنا ورؤيتها كفرص للتعلم والنمو، لا علامات فشل.
- إسقاط حملنا الثقيل من الأنا (والذي يعيقنا).
فالسؤال: هل أنت مستعد للتخلي عن غرورك وتقبّل التواضع مذهبًا؟ تذكر لا يتعلق الأمر بالسعي لتحقيق الكمال. بل بالتحسين المستمر والتعلم من كل تعثر على طول الطريق.
الطريق إلى النمو الشخصي يبدأ بخطوة واحدة متواضعة. هل أنت مستعد لأخذها؟
قيمة الأصالة في تطوير الذات
لا أظن أن هناك تعبيرًا عن الأصالة أفضل من قصة ويلي ماكجرو؛ إذ شقّ طريقه الخاص، ولم يسمح للتصنيفات الاجتماعية المعتادة من قولبته. وبدلاً من اعتبار ذلك عقبة، استخدمه كنقطة انطلاق لاكتشاف الذات. ونراه يشجع جمهوره نحن- على تقليده، والاحتفاء بصفاتنا المميزة -أو حتر الغريبة- واختلافاتنا ووجهات نظرنا الفريدة، وأن نكون أنفسنا دون اكتراث.
يُعد نهج ويلي في العمل مثالًا واقعيًا للأصالة العمليّة:
- لم يتبع الشائع.
- لم يحاول تكرار نجاح الآخرين.
- أسس مشروعًا تجاريًا كان بمثابة انعكاس حقيقي لشخصيته. وكانت النتيجة مذهلة
تذكرنا رحلة ويلي بأنه يجدر بنا عدم الاستهانة بفرديتنا، بل يجب الاحتفال بها. فهي صلصتنا السرية. وعندما نتبنّاها، فذاك لا يقودنا لبناء مسيرة مهنية ذات معنى فحسب، بل أيضًا حياة تمثّلنا تمامًا.
السعي للسلام الداخلي
يقدم (ماكجرو) نقدًا لاذعًا لـ “صناعة” تطوير الذات، مشيرًا لكونها تبقي المرء محاصر في “حلقة مفرغة”.
تتميز هذه الحلقة، وفقًا لويلي، بالاستهلاك المستمر للمفاهيم والمبادئ المٌتقيأة؛ شكل من أشكال إعادة تدوير الأفكار التي لا تقدم الكثير في طريق التقدم الحقيقي أو النمو الشخصي.
يمكن أن تحفّزنا هذه الرؤية على التأمل، وتدعوك إلى التساؤل عما إذا كنت منشغلًا جدًا في السعي وراء مؤشرات النجاح الخارجية:
إذا كان الأمر كذلك، فربما تهمل مسعى أكثر أهمية: البحث عن السلام الداخلي والنمو الشخصي الحقيقي.
يشجع منظور ويلي على تحويل التركيز. فعوض السعي خلف المكانة أو النجاح في العالم الخارجي، فإنه يدعونا للغوص في أعماقنا. بهدف إيجاد السلام داخل أنفسنا والسعي لتحقيق النمو الحقيقي؛ النمو الذي يثري حياتنا بفهم أعمق وتعاطف وإشباع.
ولا يمكن تحقيق ذلك من خلال خطة /خماسية الخطوات/ مثلًا، وإنما عبر التأمل والوعي الذاتي والاستعداد لمواجهة شياطيننا. إنها دعوة للتحرر من “حلقة التنمية الذاتية الجهنمية” والشروع في رحلة أكثر واقعية للتنمية الشخصية.
محاربة شياطينك
يقدم (ويلي) طريقة جذرية للارتقاء بحياتك؛ بالغوص العميق في عالمك الداخلي. ومواجهة الشياطين التي تكمن في ظلال نفسك. يتعلق الأمر بتوسيع نفسك ودفع حدودك ومواجهة ما هو غير مريح.
تخيل أنك واقف في ساحة عقلك، وجهًا لوجه مع أعمق مخاوفك وانعدام أمنك. إنها فكرة مخيفة، ولكنها أيضًا فرصة. فرصة لمصارعة هذه الشياطين الداخلية، والتغلب عليها، والخروج أقوى وأكثر حكمة ومرونة. هذه ليست رحلة لضعاف القلوب، ولكنها رحلة يمكن أن تطلق العنان لمنبع الإمكانات بداخلك.
لذا، هل أنت على استعداد للدخول إلى الساحة؟ هل أنت مستعد لمواجهة شياطينك، وكسر حدودك، وإطلاق العنان لإمكاناتك الحقيقية؟
إذا كانت الإجابة بنعم، فتعمق في المقابلة الكاملة مع ويلي ماكجرو. تقدم رؤيته حول الحضور والحدس والأنا والأصالة والسلام الداخلي طريقًا جديدًا وغير تقليدي للنمو الشخصي والمهني. إنها دعوة للعمل تتحدى الوضع الراهن وتلهمك للشروع في رحلة استبطانية نحو تحول شخصي عميق.
قريبًا -أو بعيدًا.. لا أعلم!- ترجمة المقابلة ضمن عدد نشرة [نقش أمّ كتابة] البريدية
المصدر: Breaking Free from the Self Help-Hell Loop