ما أؤمن به عن تحقيق الأهداف السنوية!

عادة

مقدمة تقليدية

لست كائنًا فضائيًا، (يمكنكم سؤال من ألتقى بيّ شخصيًا!).

لذا فأنا -مثل معظم سكان العالم- حددت أهدافي الخاصة بعام 2018.
انتهى العام ولم أحقق سوى هدفين أو ثلاثًا!
لكنني غير نادم!

مستحيل!

أعلم أن البعض سيرى أن عدم شعوري بالندم يُشبه عدم شعوري بحرارة الشمس في منتصف شهر آب!
لكن المسألة أبسط مما تتخيلون: أفتقدت للتخطيط، وحددت أهدافًا دون خطة واضحة لتنفيذها. ثم -وهو الأهمّ- لم أعد أؤمن بالأهداف السنوية.

تبًا للاهداف السنوية!

فقداني للإيمان بالأهداف السنوية مردّه عبارة قرأتها في مكانٍ ما، لشخصٍ أحترمه -وأغار منه- جدًا، حيث يقول: إن طبيعة حياتنا سريعة التغيّر، تجعل من الأهداف السنوية (منتهية الصلاحية) في وقتٍ قياسي. والحل؟ تحديد أهداف “شهرية”.

أعجبتني العبارة حدّ الثمالة، وقررت تطبيقها اعتبارًا من السنة الحالية.

لكن في الحقيقة، لن أذكر أهدافي في هذه التدوينة، بل سأحدثكم عن أهداف شخصٍ آخر.
لكن قبلها، دعوني أخبركم كيف تعرّفت إليه.

سردال: مصدر للأفكار

عبدالله المهيري؟ أعشق هذا الرجل! أحب كل كلمة يكتبها، وأستمتع بقراءة تدويناته -أو إعادة قراءتها إن صح القول- كلما تأتى ليّ بعض الوقت.

في إحدى تدويناته الأخيرة، وضع رابطًا لتدوينة شخص سبقني في تطبيق فكرة (الأهداف الشهرية). لذا قررت ترجمة تدوينة الأخير، علّها تكون دافعًا ليّ/لك عزيزي القارئ.

NICKY CASE: Habits I (Tried To) Make in 2018
(مُترجم بتصرّف غريب!)

سحقًا للقرارات!

أعتدنا مع بداية كل عام أن نُحدد أهدافًا على شاكلة (سأقوم بكتابة رواية! بمجرد إنهائي لهذه الحلقة على Netflix).

ورغم أن الأهداف الكبيرة تبدو لطيفة، لكنها .. مُحبطة، فكلما فكرت بأحدها، تراءى لك مدى بُعدك عن تحقيقه. والأسوء من ذلك: ماذا لو حققتها بالفعل، وكانت هي ما يُحفزك على المضي قُدمًا في هذه الحياة؟ حينها سيموت مصدر تحفيزك فورًا!

ماذا تفعل إذًا؟

مع بداية عام 2018، (حاولت) تكوين عادة واحدة لكل شهر. وعلى عكس القرارات، عادةً ما تكون العادة أمرًا في متناول اليد: تصرّف بسيط، تُخبر نفسك أنك ستقوم به (اليوم فقط)، وفي النهاية ستجد أنك اكتسبت تلك العادة، وتنقلب الآية ليصبح عدم قيامك بها يتطلب إرادة قوية منك!

أفضل ما في الأمر أن العادات البسيطة هي ما يقودك لتحقيق الأهداف العظيمة:
فكتابة رواية من “50000 كلمة في السنة” و كتابة “150 كلمة كل يوم” متطابقان رياضيًا (تقريبًا! فـ 150 كلمة × 365 يوم = 54750 كلمة في السنة).

لكن المهمة الأولى تُشعر المرء بالعجز، بينما المهمة الثانية قابلة للتنفيذ.

إذًا، هناك 12 عادة عليّ تطبيقها في 12 شهر، فشلت في ثلثهم.
لكن لم نكن لنُطلق عليها اسم تجربة ما لم يكن خيار الفشل واردًا.

كيف بدأت؟

أحضرت 12 ورقة ملاحظات لاصقة (sticky note) – وقسمّت كل منها مربعات بعدد أيام الشهر – وفي كل يوم أقوم بها بـ “عادة الشهر” أضع O في المربع الخاص بذلك اليوم، وإلا وضعت X.
وكان معيار النجاح بالنسبة ليّ هو تطبيق الفكرة لـ 6 أيام أسبوعيًا على الأقل.

✅ = أُكتسبت العادة بنجاح
❌ = فشل في إكتساب العادة (في حال تكرر تفريطي بها لأكثر من مرة في الأسبوع)

? كانون الثاني (يناير) 2018: التأمل لمدة 5 دقائق في اليوم ✅

اكتشفت أن تمتعي بفوائد التأمل ليس مشروطًا بحلاقة شعر رأسي، وصعود أحد الجبال للاعتكاف! كنت أُعاني مما يُسمى اضطراب القلق. وقد أثبت التأمل فعاليته في القضاء على هذا المرض.

حاولتُ التأمل من قبل، لكن تكونت لدي الكثير من المفاهيم الخاطئة.

ظننت أن الهدف هو “تصفية عقلك تمامًا” (في الحقيقة، الهدف هو مراقبة عقلك وأفكارك، مثل أي عالم أحياء يُراقب كائنًا ما) وكنت أعتقد أن “التركيز على أنفاسك” يعني “التحكم بها” (وهذا غير صحيح أيضًا، فقط عليك ملاحظتها كما هي).

? شباط (فبراير) 2018: تمرين الصوت ❌

بعد نجاحي في اكتساب عادة التأمل، أصبحت مُدمنًا على فكرة اكتساب العادات!
لكن هذه المرة، أردت أن أجرب شيئًا يمثل عقبة كبيرة لكثير من الأشخاص: تغيير صوتك (بدون جراحة). كانت خطتي اليومية هي أن أدّرب صوتي لمدة دقيقة، وأسجّل ذاك التدريب لاستمع إليه مرة أخرى.

فشلت في الحفاظ على هذه العادة. لأكون منصفًا، كنت أسافر عدة مرات في ذاك الشهر بسبب مشاكل قانونية مرهقة.
لذلك اعتقدت أن حظي سيغدو أفضل في الشهر المقبل.

? آذار (مارس) 2018: تمرين الصوت، مرة أخرى ❌

كلا! في الواقع، ازداد الأمر سوءًا.
حيث أُضطررت للانتقال إلى هاتف نقال عادي بعد أن تحطم هاتفي الذكي. وبدلًا من أن أصبح أكثر (تنورًا)، شُغلت بأسعار الهواتف الذكية الآخذة في الصعود!

? نيسان (أبريل) 2018: الاستيقاظ الساعة 6:30 ❌

“الخلود إلى النوم مُبكرًا، والاستيقاظ مبكرًا … إلخ” حاولت تطبيق ما يقوله هذا الاقتباس (وهو لـ(بنيامين باتون-Benjamin Button) أو شيء من هذا القبيل). لذا ضبطت منبهًا -مستعينًا بهاتفي العادي- ليوقظني في الساعة 6:30 صباحًا.

لم أغدو أكثر صحة وثراءًا وحكمة. بل استيقظت كل يوم وأنا أشعر بالغضب.

فشلت في تكوين عادة، للمرة الثالثة على التوالي. وبذا بدأت أقلق من أن خطتي “عادة جديدة كل شهر” تتداعى، فقررت أن أقلّص من حجم أحلامي أكثر …

? أيار (مايو) 2018: التأمل لمدة 10 دقائق في اليوم ✅

عدّلت خُطتي ﻣﻦ “ﻋﺎدة ﺟﺪﻳﺪة كل ﺷﻬﺮ” إﻟﻰ “ﻋﺎدة ﺟﺪﻳﺪة أو تحسين أخرى كل شهر”.

التأمل يصنع الأعاجيب: غدوت أقل قلقًا، تواصلت مع أصدقائي أكثر، وأصبحت أقل حساسية للضوضاء. كل ذلك من خلال التأمل لـ 5 دقائق فقط في اليوم! لذا حاولت هذا الشهر أن أزيد المدّة إلى 10 دقائق في اليوم … ونجحت!

في السابق، كنت أتأمل في أي وقت خلال اليوم، ولكن هذا الشهر كنت أكثر تحديدًا، بخلقي لطقوس معينة:

الزمان/ فور استيقاظي شربي لكوبٍ من الشاي.
المكان/ في غرفة المعيشة، جالسًا على كرسي.

? حزيران (يونيو) 2018: الاسترجاع المتباعد (؟) ✅

بعد هذا النجاح في تحسين عادة موجودة، عاودتني الرغبة في محاولة تكوين عادة جديدة. هذه المرة، كانت تحديًا: الاسترجاع المتباعد.

لذا،صنعت لعبة مصورة كاملة تشرح معنى (الاسترجاع المتباعد) وكيف تغيرت حياتي بفضله.

وتضمّن روتيني في تطبيق هذه التقنية: مباشرة بعد العشاء، وعلى طاولة المكتب في غرفة نومي الهادئة.
في البداية، استخدمتها لتعلم اللغة الفرنسية، والآن أستخدمها أيضًا لتعلم لغة البرمجة Python، وعزف أغاني القيثارة، واستذكار حقائق مثيرة للاهتمام من الكتب التي قرأتها.

رغم ذلك، كان هناك شيء آخر أفعله على طاولة المكتب في غرفة نومي، وأردت عدم القيام به …

? تموز (يوليو) 2018: لا مزيد من الإباحية ✅

في المرة الـ 200 التي كنت أشاهد فيها مقاطع إباحية، فكرت، “ربما يكون ما أقوم به أمرًا غير صحيّ”. ليس لديّ موقف أخلاقي من الإباحية بشكل عام، لكن على المستوى الشخصي، كانت تلك الأفلام تستهلك الكثير من وقتي وتُفسد دورة نومي.

تطلب هذا الشهر استراتيجية مختلفة، لأنني لم أقم بإكتساب عادة جديدة، بل كنت أتخلى عن عادة موجودة. لذا بدلاً من صنع روتين، اضطررت إلى تحطيم آخر.

في الواقع، كان هذا سهلًا للغاية. قمت بتعديل خيارات متصفح الانترنيت ليحظر المواقع الإباحية المفضلة لديّ. وكإجراء وقائي، احتفظت أيضًا بجهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بي بعيدًا عنيّ أثناء المساء. (لم أكن بحاجة إلى تعديل هاتفي أو إخفائه، لأنه مجرد هاتف نقال عادي كما تعلمون!).

والآن، أتعامل مع (الأمر) لمرة واحدة أسبوعيًا على الأكثر. تقدّم ملحوظ!

?️ آب (أغسطس) 2018: ترتيب سريري في الصباح ✅

كان لهذه العادة البسيطة فوائد مدهشة. لن تغير حياتك أو أي شيء، ولكن من الجيد أن تبدأ كل يوم بتحقيق هدف صغير.

اخترنا لك هذه التدوينة المميزة: كيف يُحطم الأشخاص الأذكياء نجاحهم .. بأنفسهم!؟

? أيلول ( سبتمبر) 2018: النوم الساعة 10:30 ✅

أدركت في النهاية كم كنت أحمقًا في فهم المثل القائل “الخلود إلى النوم مُبكرًا، والاستيقاظ مبكرًا … إلخ”. لذا بدلاً من ضبط المنبّه للإستيقاظ، قمت بضبطه ليُحدد ليّ موعد النوم. بهذه الطريقة، يمكن أن أستيقظ مبكرًا وبشكل طبيعي.

أُنجزت المهمة، مع عقبة وحيدة: قبل هذا، كان توقيت نومي “المعتاد” في الساعة 12:00. حاولت تغييره إلى 10:30، لكن جسدي تمرد على الأمر الجديد. كان من الأفضل لي أن أبدأ بالتدريج: الساعة 11:30، ثم 11:00، ثم 10:30.

وهو درسٌ سأعيد تعلمه مرارا وتكرارا: انجز مهمة صغيرة كل مرة.

? تشرين الأول (أكتوبر) 2018: تمرين الصوت، مرة ​​أخرى ✅

بعد أن نجحت في خلق 5 عادات جديدة (التأمل، الاسترجاع المتباعد، الإقلاع عن مشاهدة الأفلام الإباحية، ترتيب سريري، النوم مبكراً) أردت تجربة تمرين الصوت مرة أخرى.

أدركت الحلقة المفقودة في المرتين السابقتين: طقوس متسقة! لذا جعلت “الانتهاء من التأمل” بدايةً لتمرين صوتي. بعد الشاي والتأمل، كانت حبالي الصوتية مسترخية وجاهزة.

ربما كُنت مُهتمًا في الاستماع إلى صوتي قبل/بعد هذه التمارين:

? تشرين الثاني (نوفمبر) 2018: التأمل لمدة 15 دقيقة في اليوم ✅

هذا الشهر عززت تأملي لمدة 5 دقائق أخرى.

بدأت أيضًا في تدوين ملاحظات عمّا نفع معي وما لم استفد منه بما يتعلق بالتأمل (بالإضافة إلى التدريب على الصوت). وخاصةً الخروج من منطقة الراحة. خلال الأشهر القليلة الماضية، كنت أدرّب صوتي، لكن لم يكن ذلك وفق (ممارسة متأنية). والفرق بينهما يكمن في أن الممارسة العادية هي ببساطة “القيام بالأمر مرارًا وتكرارًا”. بينما الممارسة المتأنية هي “القيام بالأمر في نطاق أبعد قليلًا من منطقة الراحة لديك”

الممارسة البسيطة (العادية) تجعل أدائك ثابتًا. الممارسة المتعمدة تدفعك للأمام.

? كانون الأول (ديسمبر) 2018: توضيب حقيبة العمل قبل الخلود إلى النوم❌

رغم أنني أخلد إلى النوم مبكرًا، وأستيقظ باكرًا.إلا أن موعد انطلاقي للعمل لم يكن كذلك. لذا اعتقدت أنني قادر على حل المشكلة من خلال توضيب حقيبتي في الليلة السابقة، حتى أتمكن من الخروج من المنزل في أقرب وقت ممكن. وستكون هذه عادة جيدة في الشهر الأخير من عام 2018!

على أي حال، فشلت. لسبب ما ظللت أنسى توضيب الحقيبة. ربما يكون ذلك بسبب عدم وجود طقوس متسقة للقيام بالأمر حتى الآن.

بداية عامٍ جديد

ساعدني نشر هذه التدوينة على إدراك الطرق التي نجحت معي وتلك التي لم تفعل، بالنسبة لعاداتي في عام 2018. وآمل أن تكون قد استفدت منها، علّك تطبقها في عام 2019.

ما أؤمن به عن تحقيق الأهداف السنوية!

تعليق واحد على “ما أؤمن به عن تحقيق الأهداف السنوية!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تمرير للأعلى