اتفقنا في التدوينة السابقة على أن لاستراتيجية التسويق بالمحتوى أفضلية مقارنةًً بإستراتيجية التسويق عبر شبكات التواصل الاجتماعي. واليوم أرغب بمشاركة مثال عملي لشخص قرر “ترقية” خطته التسويقية إلى المستوى الأفضل.. مستوى تحسين نتائج محركات البحث أو ما يُدعى بالـ “سيو SEO”: (أليكس جارسيا – Alex Garcia).
مَن أليكس جارسيا؟
مسوّق يمتلك أكثر من 135,000 متابع على تويتر. هذا كل ما أعرفه عنه! المهم، قرر أليكس تحويل (سلاسل تغريداته / ثريدات) الستين إلى تدوينات. والسبب أبسط مما تتخيل: لأنه يريد التركيز على الـسيو وتصدر نتائج البحث.
فكيف فعل ذلك؟ هذا ما نحاول معرفته عبر تدوينة اليوم.
تسعى خلف السيو؟ جديًا؟!
يردّ صديقنا على الاستنكار أعلاه بقوله: بالتأكيد، ورغم أن التدوين، عكس الإعلان المدفوع، لن يؤدي تحسين محركات البحث إلى نتائج بين عشية وضحاها. إلا أنني أعلم أن الجانب الإيجابي من تحسين محركات البحث (SEO) يفوق سلبياته بكثير.
وقبل انخراطنا في مسيرة تأكيدات من العالم الغربي، لما لا نرى أعظم مثال لأعظم مدون: يونس بن عمارة. دوّن يونس لأكثر من 940 يوم متتالية (بدون استراحات أو انقطاعات أو تكرار أفكار). والنتائج اعظم من وصفها بالكلمات.
نعود لصديقنا أليكس؟
وبالأخص، الأمثلة التي دعّم فيها فكرته:
يحصل (نيل باتيل) على 3.. ملايين زيارة شهريًا من محركات البحث (أو ما يُطلق عليه اسم البحث الأصيل Organic Search)! ولو افترضنا أن نسبة التحويل لمشتركين في قائمته البريدية هي 1.95% [= متوسط نسبة الانضمام Opt-in rate]، فهذا يعني أنه يحصل على حوالي 58,500 مشترك جديد كل شهر، أي 702,000 مشترك سنويًا. مُدهش، صحيح؟
مثال آخر؟ Search Engine Journal. لا أعلم كيف يفعلونها، لكن هؤلاء “الثعالب” يحصلون على 930,000 زيارة شهريًا، وبتطبيق ذات متوسط نسبة الانضمام، نجدهم يستقطبون 18,135 مشتركًا جديدًا شهريًا. وأكثر من 217،620 مشترك سنويًا.
تذكرة بسيطة: كل هذا دون دفع بنسٍ واحد.
كيف بدأ أليكس إذًا؟
دائمًا ما تكمن البداية في تطبيق الفكرة؛ تصلني كل يوم -تقريبًا- رسالة أو أكثر من أشخاص يرغبون بدخول عالم التدوين، لكنهم يجهلون نقطة البداية. ومن البديهي أن أطلب منهم أن يبدأوا فحسب
وهذا ما فعله صاحب قصة اليوم، إذ أطلق صديقنا أليكس مدونته الجديدة قبل تعلّم أي شيء، أو بالأحرى “كل” شيء. وهذا بحدّ ذاته درس لنا جميعًا: ابدأ قبل أن تكون مستعدًا
ً #ثريد ابدأ قبل أن تكون مستعدا ??
— زينب الخنبشي (@zainab_ma_) March 28, 2020
الحقیقة هي انا لن نشعر أبدا بالاستعداد الكامل عندما تأتینا الأفكار و هكذا ستمضي.
فالناس العظماء قررا یجربوا وهم في مكانهم مثل ستیف جوبز ووالت دیزني وغیرهم. pic.twitter.com/UrS4KykQ23
نُتابع، قرأ/درس أليكس جميع مصادر المعلومات الثريّة التي تشاركها شركة Ahrefs، إضافة لدروة Pat Wall’s Lean SEO، كما وتحدّث مع كل خبير صادفه ليتعلم كيفية التعامل مع السيو. ثم سرد -ضمن عدد نشرته المذكور- تفاصيل خطته للتطبيق.
الخطوة #1/ أدوات مشرفي المواقع الخاصة بـ Ahref.
ضمنت له الأداة مراقبة:
- جودة مقاييس السيو
- جودة الروابط الخلفية Backlinks
- لأي من الكلمات المفتاحية يعود فضل استقطاب الزيارات.
علاوة عن جميع العناصر الضرورية لضمان نجاحي.
بهذه المناسبة، أظن أن تدوينة سيو SEO: المعايير الأكثر أهمية والسلوكيات الممنوعة ستروقك للغاية.
الخطوة #2/ تطوير نوع المحتوى الصحيح
لا شك أن Ahrefs هو أفضل صديق لي ولك كمسوّق بالمحتوى، إذ يُسهّل على كلينا مهمة تحسين نتائج محركات البحث، ويُبعد -عن كلينا أيضًا- حيرة اختيار موضوع قطعة المحتوى التالية [وإن كنت -للأمانة- تغلبت على المعضلة الأخيرة عبر أداة AlsoAsked]
إذًا، كيف أتخير نوع المحتوى الذي يجب إنشاؤه؟ عبر طريقتين:
1] تطوير محتوى شبكاتي الاجتماعية
كما ذكرت أعلاه، كتب (أليكس) أكثر من 60 سلسلة مواضيع “ثريدًا Threads” ضمن حسابه في تويتر (جميعها تتمحور حول تسويق النمو Growth Marketing).
وكان هدفي استخدام سلاسل المواضيع تلك، عندما أطلقت مدونتي، كقاعدة استند إليها في مقالاتي المُهيَئة لتحسين نتائج محركات البحث “SEO-optimized“.
أما فيما يخص الطريقة، فهي بسيطة:
أبدأ البحث عن سلاسل المواضيع التي لاقت رواجًا. وبعدها، أُمعن النظر في كلماتها المفتاحية، حتى أُحدد أيها تقل صعوبته “Keyword Difficulty” عن 10. وأخيرًا: أحولها إلى تدوينة. [ثم أكرر العملية]
مثال بسيط:
2] تحديّ أهم صفحات المنافسين
هذه إحدى الميزات المفضلة لدي في Ahrefs للعثور على محتوى يستحق الإنشاء وقادر على إحتلال مرتبة جيدة في نتائج البحث.
وبعد أن تجدها، اكتب محتوى أفضل منها [تُعتبر الصفحات التي لا تُحيل إليها سوى 10 مواقع (كحدٍ أقصى) صيدًا سهلًا].
وقت مستقطع (م. طارق يتحدث) – حاولت الوصول إلى الميزة المذكورة أعلاه في Ahrefs، ليتبين أنها “مدفوعة”. حاولت مع منافسه Ubersuggest. لكن انتهت محاولاتي اليومية المجانية معه قبل أن أصل إلى نتيجة! على العموم، ربما لا تحتاج الفكرة لمثالٍ عربي، صحيح؟
الخطوة #3/ انشئ محتوى ثم اختبره وحسّنه
بعد تحديد المحتوى الذي سأعمل عليه، تبدأ مرحلة الإبداع. لكنني بالتأكيد لن أنسى ما تعلمته من بات وولز Pat Walls: عدم تبديد وقتي وجهدي في محاولة صياغة تدوينة مثالية. عوض ذلك، اكتب تدوينة الحدّ الأدنى MVP (تخيّل أن الاختصار السابق “MVP” يحمل دلالة شبيهة لما أريد منك كتابته!)
فكما قد تُنشى منتج الحد الأدنى (Minimum Viable Product. MVP) -والذي يسمى أيضاً المنتج الجوهري- لمعرفة ما إذا كان سيكتسب زخمًا، افعل الشيء نفسه مع محتواك.
ماذا عن الاختبار؟
بعد نشري لتدوينة الحد الأدنى، أرصد النتائج على مدار 30 يومًا. فإن كانت إيجابية (حقق زيارات/جلب مبيعات.. إلخ)؛ فإنني أحسّنها -لأضمن النجاح على المدى الطويل- عبر إحدى الطرائق التالية:
- جعلها أطول (عبر تقديم المزيد من النصائح مثلًا)
- جعلها أثرى (بتضمين المزيد من البيانات/المزيد من دراسات الحالة)
- جعلها أكثر ثباتًا في ذهن القارئ (عبر إضافة أمثلة/صور/رسومات/مقاطع الفيديو.. أكثر)
هل تنتهي مهمتي هنا؟ ليس بعد..
حيت يتوجب عليّ بعد تحسين (المحتوى) ككل، الانتباه إلى بضعة نقاط إضافية:
- تضمين العنوان الكلمة المفتاحية Keyword
- الحرص على قِصر العنوان
- استخدم عنوان URL دائم الخضرة Evergreen
- صياغة وصف تعريفي Meta Description مقنع
- ضغط الصور
- إضافة جدول محتويات Table of contents
- إضافة مخطط البيانات المنظمة (Schema Markup)
- زيادة الروابط الداخلية
وأكرر العملية لأي تدوينة تكتسب زخمًا.
تساعدني الخطوات السابقة على جلب الزيارات، لكن ذلك ليس هدفي الوحيد.
الهدف الحقيقي: تحويل الزوار إلى المشتركين
إذًا، كيف أخطط لتحقيقه؟ من خلال التطبيق المباشر لحيلة من AppSumo’s Multi-Million Dollar Marketing Playbook [كتاب مجاني].
اليوم، تجذب شركة AppSumo شهريًا 1000 عميل محتمل، من خلال تحسين نتائج محركات البحث (سيو SEO) وترقيات المحتوى Content upgrades.
ترقية المحتوى: محتوى “إضافي” تقدمه كمكافأة لقرائك في سبيل الحصول على عناوين بريدهم الإلكتروني.
مصدر التعريف
وبهذا، بعد أن تمر قطعة المحتوى بمرحلة الاختبار وتجتازها، ثم تعمل على تحسينها، تصل الآن لمرحلة ترقيتها. وهو ما يخلق حلقة نمو Growth loop لا تنتهي.
مثال لحلقة نمو AppSumo:
لو سمحت، تذكر الروابط الخلفية
أخيرًا، الجزء الأصعب: توليد روابط خلفية “Backlinks” لمحتواك. كيف سأتغلب على هذا التحدي؟ عبر استراتيجية تُدعى ناطحة السحاب – Skyscraper. وإليك طريقة عملها:
- ابحث عن تدوينة مشابهة لتدوينتك، بشرط وجود قدر كبير من الروابط الخلفية داخله.
- اكتب تدوينة أفضل، ثم تواصل مع أصحاب التدوينة (الهدف)، واطلب وضع رابط لمحتواك المميز
إلى هنا، نصل لنهاية التدوينة، ولا أنسى شكر الصديق والزميل العزيز طارق ناصر على تعريفي بقصة أليكس جارسيا
ترجمة ممتازة، شكرًا على ذلك طارق.
مسرورٌ للغاية بتعليقك. لا تحرمني من وجودك هنا عزيزي طارق