الجميع يتحدث عن الجزء الشاعري من “مطاردة أحلامك”. اللحظات التي تكون فيها مليئًا بالأمل والفرح والتفاؤل تجاه مستقبلك. ولكن ماذا عن الأوقات التي تثبط فيها همتك؟
نعم، أؤمن فعلًا أنني أستطيع أن أعيش حياة أحلامي، وأن بمقدوري كسب لقمة العيش لا من أمرٍ وحيد أفضّله، وإنما من كل ما أحب القيام بها. أعتقد أن هذا ممكن. لكن هذا لا يعني أنني متمكنة وإيجابية طوال الوقت.
الامر أشبه بالتحمّس لماراثون 100 كم!
في الواقع، يشبه بقائك متحمسًا في رحلة السعي وراء الأحلام -إلى حد كبير- حفاظك على التحفّز ضمن سباق الماراثون لمسافة 100 كم. ما تفعله مدهش وجدير بالثناء، ولكنه ليس سهلاً. وعندما تبدأ في الشعور بالتعب ويخبرك أحدهم أنك على قطعت 13 كم فحسب (من أصل 100)! حسنًا، لنقول أن تلك وصفة سهلة لتثبيط عزيمتك.
لقد مررت بهذا كثيرًا ويمكنني أن أخبرك بثقة مطلقة: لستَ وحدك. لهذا أعتبر المثابرة مفتاح الحصول على أي شيء تريده في الحياة. فحتى لو كنت موهوبًا ومتعلمًا ولامعًا ومؤهلًا، لكنك تفتقد المثابرة، فلن تصل إلى هدفك.
الجواب: مراعاة المنظور الصحيح
أعلم أن جوابي لم يعجبك، ولكن في الواقع.. الأمر كله يتعلق بالطريقة التي ترى فيه ما حولك! لا وجود لإنجاز رائع.. سريع أو سهل، لذلك لا تتوقع أن تظهر أعمالك الرائعة سريعًا أو بسهولة.
انظر إلى أحلامك وأهدافك على أنها (مذهلة) كما هي.
هل تدرك مدى روعة أنك تسعى لعيش حياة أحلامك؟ معظم الناس لا يسمحون لأنفسهم بفعل شيء كهذا. لكنك مختلف، وتعلم -في قرارة نفسك- أنك خلقت لتمنح العالم شيئًا مميزًا. Share on Xلذا فأول ما عليك تذكره عندما تشعر بالإحباط هو أن مطاردة أحلامك تشبه حقًا خوض ماراثون لمسافة 100 كم. الفرق أن مطاردة أحلامك أصعب بكثير. لكن يمكن وجه التشابه في أن قلة فقط لديهم الشجاعة والمثابرة للقيام بذلك. وأنت واحد منهم. أمرٌ آخر يجب أن تتذكره ألا وهو …
لكل لحظة قيمتها
أعلم أنك تعرف ذلك، لكن اسمعني: أنا أعني “كل لحظة” حرفيًا؛ أي في كل مرة تستيقظ وتواجه يومك بإيجابية. كل مهمة تشطبها. كل هدف تحققه. كل نَفس. كل نبضة قلب. كل فنجان قهوة. كل لحظة تسهر فيها لإنجاز عملك. كل استراحة تأخذها لتهتم بذهنك وجسمك. لكل لحظة من تلك اللحظات قيمتها وأهميتها.
تتراكم جميعها -مرة بعد أخرى- لصُنع (نسيج ملون) يسمى الرحلة إلى حياة أحلامك. وبمجرد أن تبدأ في رؤية الرحلة نفسها على أنها عمل فني، فإن منظورك يتغير. تبدأ في الاستمتاع بكل (كم) من الماراثون، واضعًا في ذهنك أنك لن تمرّ بالميل #13 سوى مرة واحدة في حياتك. وسواء أكانت تجربة جيدة أو سيئة، فهي فريدة من نوعها. إنه تجربتك أنت، احتضانها، واستمتع بها، فهي مهمة.
أعلم أنه قد يكون من الصعب تغيير منظورك (في البداية)، لكن الأمر يستحق ذلك. اكتب هذا في ورقة ملاحظات لاصقة واحتفظ بها في مكان ما ستراه طوال الوقت: لكل لحظة قيمتها
ضع خارطة طريق
أعلم أنك تشعر -أحيانًا- أنك لن تصل لعدم قدرتك على رؤية الصلة الواضحة بين مكانك الحالي والمكان الذي تودّ أن تكون فيه. لذا ضع خارطة طريق Roadmap–والتي تُعرف أيضًا باسم الطريق إلى حلمك– بحيث يمكنك أن ترى بوضوح كيف يؤثر ما تفعله الآن على الصورة الكبيرة.
ابدأ بحلمك النهائي؛ أفضل شيء يمكن أن تتخيله لحياتك. اكتب الآن: “من أجل فعل كذا، يجب أن …” وأكمل هذه الجملة. ثم كرر العملية حتى تصل إلى أصغر جزء من الأحجية: ما تعمل عليه اليوم.
فيما يلي مثال لما تبدو عليه إحدى خرائط طريقي:
طموحٌ عالٍ؟ أعلم ذلك! لكن المعجزات تحدث، فلما لا تصوّب نحو القمر؟ قد لا ترى الأهمية في الخطوات الصغيرة التي تتخذها نحو هدفك الأكبر، ولكن كتابة “خريطة طريق” مثل هذه هي طريقة رائعة لتصور مدى أهمية كل لحظة حقًا. كيف تقربك كل خطوة في الطريق من وجهتك.
لذا افتح مستندًا نصيًا على حاسوبك/هاتفك أو حتى دفتر ملاحظاتك الورقي وافعل ما فعلته هنا: اكتب في الجزء العلوي حلمك النهائي. ثم ابدأ في تتبع طريقك قهقرى، لتصور تقريبًا كل الخطوات اللازمة للوصول إلى حلمك. لا تسمح لطول الطريق أن يُربكك.. بل دعه يٌلهمك! اعتبره كما لو كان بالفعل [خطتك المستقبلية].
أعلم أن الأمر صعب في بعض الأحيان
أعلم أن من الصعب أحيانًا تخيل مستقبلك بشكل واضح وحازم. لكن عليك أن تفعل ذلك! إذا كان بإمكانك أن تتخيل نفسك -حقًا- تفعل ما تريد أن تفعله بالضبط في حياتك، فذاك لن يعود مجرد خيال بعد الآن، وإنما هو جزء من عملية رسم لمسار حياتك؛ فدائمًا ما يكون الحلم مجرد “فكرة” قبل أن يتحقق. لذا ابدأ في تخيل كيف سيبدو العالم بعد أن تضع لمستك الفريدة والجميلة عليه. كيف ستشعر عندما تعيش حلمك؟ اشعر بهذه الطريقة الآن.
هل تذكرون قولي (يبدو أنني سأُترجم الكثير من محتوى آبي إيمونز خلال الفترة القادمة)؟ ها أنا ذا أبدأ مع تدوينة جديدة بعنوان For When You Feel Like You’re Not Making Progress on Your Dreams