لا أعرف الفرق بين مراقبة المشاعر والانغماس فيها. ماذا عنك؟

مراقبة المشاعر

عندما أٌصبت بـ”كوفيد”، شعرت أن لدي وقتًا أكثر لأخلو مع مشاعري ولا خيار أمامي سوى مواجهة العديد من المشاعر السلبية. في ذلك الوقت، اعتنقت فكرة أن ما تشعر حقيقي ومهم. ولا بأس ألّا تكون بخير.

شعرت أن تجاهل مشاعري والتظاهر بالسعادة يُعد جريمة، وتوجب عليّ التعامل مع ما شعرت به بكونه (الحقيقة المطلقة) لأن “ذاتك” هي كل وأهمّ ما لديك. وهكذا، غرقت في الحزن والفراغ واليأس.

تعرفت على أفكاري السلبية، فلم يختف الشعور بالفراغ والعجز

وتدريجيًا، أصبحت مشاعري السلبية “وصفًا ليّ”، وبدأت في رسم هويتي. وعوض قول “أشعر بالحزن” بتّ أقول “أنا شخص حزين”. تحول وصف الحالة الذهنية إلى سمة شخصية ثابتة!

ومع ذلك، شعرت أن (التماهي مع السلبية) خدمني، فكوني شخصًا حزينًا أفضل من ألّا أكون!

عندما تسيطر الفوضى على حياتنا، غالبًا ما نستخدم انكسارنا لتشكيل هويتنا وحمايتها. Click To Tweet

كان (الانغماس Indulgence) طريقتي للهرب من تحمل المسؤولية عن حياتي والتغلب على مخاوفي، وهو أكثر راحة من الاضطرار إلى مواجهة المشكلة. التذرع بالمشكلة أسهل من حلها. صحيح؟ وأنا أردت أن أكون سعيدًا دون فعل ما يجعلني كذلك!

وجدت نفسي -كل يوم عندما جلست وكتبت- أفكر في حلقة مفرغة: التفكير المستمر في مدى حزني لأنني حزين، وشعور حاد بالذنب وانعدام المعنى لأنني غير قادر على التركيز، ومن ثم الإحساس بالعبثية لأنه لا يوجد شيء ذو معنى.

ألقيت باللوم على العالم (لأنه بقرأ كل شيء ما عدا كتاباتي) لكونه سخيفًا، وبلا معنى، وغير عادل. لكن ذلك لم يغير شيئًا، حيث استمرّ شعور الجمود بلا نهاية.

من المثير للاهتمام كيف تبدو كتابتك سطحية..

وضحلة عندما لا تكون صادقًا. تدوين كل فكرة -كل يوم- سلّط الضوء على كوني غير أمين بشأن ما كان يحدث بالفعل. لم أمتلك الشجاعة للانتباه إلى ما دمّر حياتي (السبب الحقيقي لجميع المشكلات والعوائق).

بعد إدراكي لذلك، بدأت في إيلاء المزيد من الاهتمام لمشاعري لمعرفة ما أخاف منه. هذا يتطلب وجود مسافة بينك وبين مشاعرك وامتلاك الشجاعة لمواجهتها [على الرغم من مخاوفك]. فبدلاً من التماهي مع الأفكار السلبية، راقبتها -بأمانة هذه المرة- وتسائلت عن الخوف الذي منعني من معالجة المشكلة. ثم، ما إن شعرت أنني وجدت الإجابة، حتى ألحقتها بسؤال: هل أنا حقًا صادق؟

متى يبدأ التغيير؟

يبدأ التغيير عندما تكون مستعدًا لاحتضان المخاوف التي تتجنب مواجهتها. خصص وقتًا للتفكير، تنزّه، أو تحدث مع شخص لا تخشى نتيجة أن تكون صادقًا معه، والأهم: اكتب أفكارك مرارًا وتكرارًا.

في بعض الأحيان، يمكن أن يبدو يومك كأسوء يوم في حياتك. فكل شيء يبدو مستفزًا فقط لأنك تواجه بعض الحزن. تذكرك لما سبق هو أسهل طريقة تخبر بها نفسك: أنتِ لست جزءًا من المشكلة. لكن ما تريد إدراكه حقًا هو..

سبب خشيتك من الالتزام دون ضمان.

عندما كنت في الجامعة، كنت أعبث: في الجامعة والعمل وفي شتى مناحي حياتي، لكنني شعرت بأنني بلا هدف مفتقدًا للسعادة. في بعض الأحيان، كان كل ما أمكنني فعله في الليل هو مشاهدة بعض البرامج التلفزيونية -التي لم أهتم بها حتى- لأنني “بلا روح”.

في أيام أخرى، كنت أرقد في السرير وأفكر كيف وصلت إلى هنا. لم أكن أتحمل مسؤولية الأشياء التي كنت أتمنى أن أهتم بها أكثر لأنها تستغرق وقتًا وجهدًا. لكن المعنى لا يأتي إلا بعد الالتزام بأمور ليست دائمًا ممتعة أو مريحة، وتخيّل! تلك هي أهم ما في الحياة.

شعرت أيضًا بالوحدة ولم أكن متأكدًا مما إذا كان هناك من يهتم بي. صحيح -إلى حد ما- أنه لا يمكنك دفع الناس لحُبك. لكن، حسنًا، ربما لم أبذل جهدًا كافيًا للقاء أشخاص جدد والتعرف عليهم لأنني كنت أخشى الرفض. لقد نشأت مع هذه الخلطة الغريبة من التعارضات. وإحدى نتائج ذلك: لم يكرهني أحد.

لم أكن أبدًا من النوع الاجتماعي في الحفلات. لكن هذا ليس لأنني كنت مرتاحًا للهدوء، وإنما لخوفي من أن أبدو ثرثارًا. وعمومًا لم أستمتع بالمحادثات الصغيرة ولم أحب أن أكون مزيفًا. لذلك كنت أميل إلى عدم قول أي شيء. أعطيت وزنًا أكبر لما يعتقده الآخرون عني أكثر مما كنت أفكر فيه بنفسي. والعذر الذي أوجده خوفي هو أنني انطوائي ولست جيداً في تكوين العلاقات. ولكن كما يمكنك أن تدرك، فهذه ليست طريقة رائعة لبناء أي علاقات ذات مغزى. لا عيب في أن أكون انطوائيًا، لكن هدفي الحقيقي كان حماية نفسي من التعرض للرفض.

صحيحٌ أنني لا زلت سيئًا في العلاقات، إلا أنني أحاول أن أكون أكثر صدقًا وضعفًا بدلاً من محاولة رسم ما يعتقده الآخرون عني. مهمتنا هي أن نقدم أنفسنا للعالم بأكبر قدر ممكن من الجرأة والوضوح.

مراقبة مشاعرك ومخاوفك يحررك من التماهي معها. ويسمح لك برؤيتها كشيء يمكنك التعامل معه. Click To Tweet

ختامًا

هناك العديد من مناحي حياتنا التي لا يمكننا السيطرة عليها، لكن الأمر متروك لنا أكثر مما نعتقد. يبدو الأمر وكأنه رحلة لا نهاية لها ومضنية لإصلاح ما هو مكسور. ومع ذلك، فمن خلال هذه العملية تصبح أكثر مرونة، وذو تفكيرٍ أصفى وأكثر صدقًا، وأكثر قوة.

هذا ما دوّنه Kenta Nagamine. فإليك ما دوّنه أصدقائي أيضًا:

وأنا أيضًا كتبت:

لا أعرف الفرق بين مراقبة المشاعر والانغماس فيها. ماذا عنك؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تمرير للأعلى