استيقظت متأخرًا دون رغبة حقيقية في النهوض، كانت تعابير وجهي حيادية على غرار باقي معظم الأيام. تناولت قهوتي وجلست أمام حاسوبي أحاول استكمال العمل على تدوينة لأحد العملاء عميلي الوحيد حاليًا. ثم سرعان ما تضيع أفكاري، أو أضيع أنا داخلها. لماذا أحاول تفصيل الحياة على مقاسي، فإن لم تأتِ .. سخطت عليها؟ ولماذا أعجز عن تشكيل معنى للحياة، بما أنها لا تملك معنى في حد ذاتها؟
وما قصة نوبات الهلع التي تُصيبني فجأة، ثم تغادرني حين أنشغل بفكرة أخرى؟ ما قصة الأرق، ولماذا لم أعد أجد مَن أفضي إليه بمكنونات صدري؟ أقول هذا وكأنني وجدت أصلًا! إذ لطالما احتفظت بما في داخلي لنفسي، وقد لا “أسرّب” أخباري إلا حين يضيق صدري تمامًا.
تبدو الحياة عسيرةً عليّ، وأكره مقارنة حياتي بحيوات الأقل مني. لا أريد للغد أن يأتي وأنا على قيد الحياة؛ حين أفكر في الغد، أراه من منظور كونه يومًا كئيبًا آخر، لا يحمل الجديد. وللأمانة، لا أُريد إضافة جديد لحياتي أصلًا. لم يعد هناك ما يُغريني، أعيش على أمل مصادفة شيء ماـ يؤسس لرؤية حياتية جديدة. إذ -وبحسب الرؤية الحالية- أسير نحو الهاوية.
لطالما وصفت بلاعب دور الضحية المحترف. غير أنني لا أفهم هذا الاتهام؛ فرغم شكوايّ أحيانًا.. لكنني أتدبّر في كل شيء، ولا أستسلم بسهولة. لكن -وفي ذات الوقت- لا أتقبّل آراء الآخرين. ولا آراء الدين.
كانت وجوه الناس في السوق كالحة كالمعتاد. أظن لذلك تأثيرٌ كبير على حالتي النفسية؛ أنا شخص حساس اتجاه الناس.
لا رغبة ليّ باستكمال الكتابة. أفكّر جديًا في إعادة زيارة الطبيب النفسي،
كانت طاقتي منخفضة معظم اليوم، كما الآن. وأفكر في تأثير السرطان على جسدي. حين أُصبت به، لم يُخبرني أحد أنني سأفقد معظم طاقتي.
أتعلم؟ أحد الأشياء التي أنقم بسببها على الآخرين، هي عدم وقوفهم إلى صفيّ أثناء العلاج الكيماوي. تُثير هذه الأنانية اشمئزازي حقيقةً.
ليس للطعام والشراب طعمٌ في فمي، وتُصاب معدتي بحموضة بسبب معظم الأطعمة. لم يعد ليّ طعامٌ مفضل.
البيت هادئ الآن، والجو مثاليٌ للكتابة، وذاك يُشكّل عليّ ضغطًا كبيرًا بضرورة الإنجاز. فيزداد وضعي سوءًا. أظنني مللت فكرة المسؤولية وتحملها، وكليّ رغبة بممارسة بعض العبث.
شاهدت فيديو على اليوتيوب، بنصف عقل. ونشرت إجابة على كورا. ثم كتبت قصة على منتدى. لكن لم أستطع إنهاء عدد الشهر القادم من النشرة البريدية. بصراحة، آمنت بفكرة ألّا أحد ينتظره، وحتى لو وجدت ثلّة.. فلا شيء مُستعجل.
لم تُفلح الكتابة -حتى الآن- في التنفيس عمّا في داخلي. وهنا، اكتشفت عجزي عن التعبير عن نفسي بالكتابة، ربما لا أهتم بصوت الجمهور وتقييمه كما تفعل وجدان، لكنني أخشى أن أعاود قراءة تدويناتي مستقبلًا، فأكتشف مدى ضحالة تفكيري.