هكذا عرّفها موقع الجائزة: ليبستر تعني باللغة الألمانية (الأحلى، الألطف، الأجمل، الأعز، المحبوب ، المُحبب، الودود، الجذاب، محل التقدير، الفاتن، الحنون، والمرحب به).
هل من الصدفة أن تنطبق تلك الصفات على من رشحني للجائزة، فرزت، والذي يُتقن اللغة الألمانية؟
كيف بدأت رحلتك التدوينيّة؟
دعني أُقابل سؤالك بسؤال: لماذا لم تخترَ صيغة السؤال التقليدية /كيف بدأت كِمدون؟/؟!
بسببك، وقعت في حيرة من أمري: هل أعتبر (دخولي عالم المنتديات) نقطة بداية متبعًا التعريف العام للتدوين، أم أتحدث عن فترة انطلاق مدونتي الأولى؟
أعلم أن هذا يبدو تحذلقًا، وفكرت أكثر من مرة في حذف العبارات السابقة، لكنني لن أفعلها.. ليس في مدونتي التي تعبّر عن شخصيتي المُحبة للتحذلق!
على كل حال، وبما أن من شروط المشاركة أن تكون مميزة، فربما عليّ أن أتحدث عن كلا المرحلتين، وأكشف أسرارًا لم أُخبر بها أحدًا.
حين يستعيد عقلي “بقايا ذكريات” تلك المرحلة، أشعر أن قدري ككاتب كان مرسومًا منذئذٍ. كنت طالبًا في الثانوية، أُنهي دروسي مبكرًا، لأبدأ كتابة (موضوعي) الجديد، والذي غالبًا ما يكون دينيًا نظرًا لطبيعة المنتدى.
وبعد رسوبي في امتحان الثانوية العامة (البكالوريا بلهجتنا)، كان يُفترض أن أقضي العطلة الصيفية في التحسّر على ما فات أو التخطيط للآتي، لكنني اخترت طريقًا مختلفًا.
كنت أصحو مع آذان الفجر، فأصليه، ثم أفرد أوراقي وكتاب يتحدث عن (فنّ التعامل مع المراهقين) على طاولة المطبخ، بعدها أُعد كوب شاي، ثم أبدأ في تلخيص فقرات من الكتاب على الورق، يليّ ذلك نقل الملخص وتنسيقه على صفحات المنتدى [يبدو كما لو كانت طقوسي المبكرة للكتابة].
لماذا اخترت (فنّ التعامل مع المراهقين) كموضوع؟ ربما لكونه أكثر موضوع شغلني آنذاك، كانت كتابتي عنه بمثابة رسالة -لن يقرأها مَن يهمّه الأمر- إلى والداي.
الطريف في الأمر أنني كتبت -مِن ضمن ما كتبت- عن فخ (الحُب الإلكتروني)، لأقع فيه بعدها بأشهر قليلة! لكن هذا ليس موضوعنا الآن.
ننتقل بالحديث إلى مدونتي الأولى، حين تتصفح ملفي الشخصي على كيورا، ستجدني أحدد عام 2009 (كنقطة بداية لمسيرتي كمُدون مستقل)، هذا لأنه العام الذي حمل أول تجارب الاستفادة المادية من التدوين. على العموم، سأفرد حديثًا عنه في السؤال التالي.
إنما كانت أول تجاربي كمُدون قبلها بِعام، وتحديدًا مع انطلاقة مزودات خدمة الانترنيت الخاصة، حينها كانت تكلفة الاستضافة مع دومين .Info لا تتجاوز الـ 10$، ولأنني وددت أن أبدو مدونًا محترفًا، حجزت عرض الاستضافة المذكور.
كنت أدوّن بغزارة (2-3 تدوينات في اليوم)، وجميعها تدور حول شركات الربح من تصفح الإعلانات. بالمناسبة، يُقصد بالربح هنا: تسوّل 1$ بعد تصفح 100 إعلان!
كنت أحمقًا.
ننتقل إلى بداية التدوين الحقيقي، والتي كانت عام 2009 فعلًا.
بعد أن اكتشفت -سُخف- مدونتي السابقة، اتجهت صوب التدوين في مجال تهيئة المواقع لمحركات البحث، أو السيو SEO. وهنا كانت أول مرة استفيد ماديًا من التدوين.
متى كانت أول مرة استفدت فيها ماديًا من التدوين؟
الزمان: عام 2009.
المكان: مدونة /المحتوى الأفضل لأصحاب المواقع/.
الشركاء: شاب سعودي أجهل اسمه الحقيقي! لكنه كان في مثل سنيّ، تعرّفت عليه في المنتدى المذكور أعلاه، ثم اتفقنا على استخدام مدونتي كوسيلة للربح عبر أدسنس لقاء 50% من الأرباح.
المبلغ: 10$ لكلٍ منّا خلال شهرين من بدء المشروع.
سرّ النجاح: أنني لم أمتلك صلاحية الدخول إلى الإحصائيات (بما أن غوغل أدسنس مشمولة في العقوبات الأمريكية المُطبقة على بلدي الحبيب)! مما أنقذني من خيبات أملٍ كانت لتصيبني لو تفقدت الحساب كل 5 دقائق، فكان البديل أن أصبّ كامل تركيزي على تقديم أفضل ما عندي.
هل تعرّضت للفشل؟ احكِ لنا تجربةً فشلت فيها، وماذا تعلمت من فشلها؟
قبل أن أحكِ، يجب أن نتفق على تعريفٍ واضح للفشل: هل هو العجز عن تحقيق الهدف في تجربة أخوضها لأول مرة؟ هذا لا يُعد فشلًا برأيي، فالطبيعي ألّا يصيب المرء هدفه من أول مرة.
إذًا، ربما تقصد أن يعلق الإنسان في دوامة لوم الذات آنذاك، وهو ما حدث معيّ أكثر من مرة.
“أخطرها” حين جلدت ذاتي -طيلة 10 سنوات- على فشلي في دخول كليّة من كليّات القمة (الطب – الصيدلة – الهندسة). المثير للاستغراب هنا أنني عكفت طيلة تلك السنوات على الاستهزاء بنظرة المجتمع نحو تلك الكليات، وكنت أتحدث عن ضرورة أن يطارد المرء شغفه حتى لو عنى ذلك الوقوف في وجه المجتمع، لكنني حين أختلي بنفسي.. ابكي.. كـيَتيم فقد أبويه أمام عينيه.
هذا ليس فشلًا فحسب، وإنما نفاقًا أيضًا!
ماذا تعلمت من فشلي؟ أن الحياة تمضي كقطار بلا سِكة، يدهس كل من حاول الوقوف في طريقه المجهول.
لكن بما أنني تعافيت من تبعات ذاك الفشل، فأستطيع الصراخ عاليًا: أيها القطار الأحمق! لا يمكنك دهسي *يمدّ لسانه*
ما هو البلد الأفضل للمستقليّن؟ أو ما هو البلد الذي قد تريد العيش فيه مستقبلًا؟
البلد الذي يؤمن له مستلزمات عمله، بالنسبة ليّ: اتصال انترنيت جيد وجهاز كمبيوتر.
بالنسبة للشقّ الثاني من السؤال: أرغب أن أقضي بقية حياتي هنا، في بلدي سوريا. لا أتحدث من منطلق إدعاء للوطنية، وإنما من منطلق أن ما أحققه من دخل عبر عملي كمدون ومترجم مستقل، يكفل ليّ حياةً كريمة.
وحتى لو فكرت في تحقيق هدفي (أن أكون الروائي الأشهر عربيًا عام 2025) وقررت إصدار رواية ثانية، فلا شيء سيقف في طريقي طالما أمتلك العالم على بُعد ضغط زرّ.
هل تتحدث بلغةٍ ثانيّة غير العربيّة؟ وهل توّد أو بدأت تعلم لغةٍ ثالثة؟
أتقن الإنجليزية إلى حدٍ كبير، وأودّ تعلم الاسبانية. تسحرني هذه الأخيرة (بالغضب) المختبئ خلف طريقة نطقها.
لو استطعت السفر للماضي، مع من توّد التحدث؟
في الحقيقة، أودّ استقدام شخصيات من الماضي إلى حاضري! فهناك بضعة أسماء، شككوا كثيرًا في نجاحي، ووصفوني بالفاشل والسوداوي و(العائق الذي يقف في طريق مستقبلهم). وكل ما أتمناه أن أرى نظرة الندم مطلّة من أعينهم، حين يجدون شخصًا بقامة واثق الشويطر يستشهد بيّ وبتجربتي. لن أتفوه بكلمةٍ واحدة آنذاك، بل سأكتفي -وسأستمتع- بسماعهم يتحدثون عن ندمهم.
ما هو المحتوى المفضل لديك؟ الصوتي، المرئي، أم المكتوب؟ ولماذا؟
المكتوب.. في الاتجاهين: أُحب قراءة كلمات الآخرين عدّة مرات، وأحب أن تُؤثّر كلماتي في الآخرين فيقرؤوها عدّة مرات أيضًا.
أجد لذّة في تخيّل أوضاع الكتّاب أثناء تقديمهم مقالاتهم وتدويناتهم ومحتوى كتبهم، أتخيل جلساتهم ومشروبهم المرافق لتلك الجلسات. أتخيل لذوعة القرفة في أكواب الشاي، وكيف ينقلب إلى كلماتٍ صادقة.. غاضبة.. ومؤثرة.
هل يستطيع الجميع التدوين؟ كيف، ولماذا تعتقد ذلك (سواء كانت الإجابة نعم أو لا)؟
لو طرحت ذات السؤال قبل نحو 5 سنوات، لأجبتك بـ لا! فقط لإيماني بأنني -كمدون- من خاصة الخاصة.
أما اليوم، فتراني أُشجع الجميع على التدوين، كحلٍ سحري لكل مشاكلهم: فسواء أكنت تمرّ بيومٍ سيء وتودّ أن تفرّغ روحك أمامنا، أو قرأت كتابًا مُدهشًا أو شاهدت فيلمًا ممتعًا ولم تجد من تشاركه سعادتك، أو أردت توثيق تجاربك ورغبت بمساعدة في استخلاص الدروس المستفادة منها، فمكانك محجوز بيننا.
ماذا بعد التدوين؟ ما هي أهدافك بعيدة المدى، وهل تعتقد أن تستمر بالتدوين بعد عشرة سنوات؟
لا وجود عندي لما يُسمى: مرحلة بعد التدوين! خُلقت مدوِنًا وسأبقى كذلك [هذا يُجيب على الشطر الأخير من سؤالك]
أما عن أهدافي بعيدة المدى، فكما ذكرت قبل قليل، أطمح لأكون أشهر روائي عربي عام 2025، وفي سبيل ذلك تزداد حاجتي للتدوين ولصقل أدواتي في التقرّب من جميع أطياف المجتمع أكثر من أي وقتٍ مضى.
ما رأيك بالتدوين الصوتي (البودكاست)، هل تعتقد أنّها موضة ستنتهي قريبًا؟ أم هل تعتقد بوجود مستقبل في هذا المجال؟
أُحبه 3>، ويعود الفضل في ذلك لبودكاست يونس توك الذي يقف خلفه أفضل أصدقائي يونس بن عمارة. فهو مَن قرّب المجال إلى قلبي من خلال تدويناته الصوتية البسيطة والعميقة في آنٍ معًا [هل تعلم أنه أجرى معي حوارين (1) (2)؟]
لا أعتقد أن البودكاست قد ينتهي يومًا، خاصةً في عالمنا المتسارع اليوم، والذي سيزداد تسارعًا غدًا. ما يميّز البودكاست أنه يصبّ محتواه صبّا في العقل اللاواعي للمتلقي، لتتأكد بنفسك: جرّب أن تقرأ فقرة من كتاب وأنت ساهٍ، ثم استمع إليها، مِن أيهما ستتذكر معلوماتٍ أكثر؟
وبالطبع أعتقد أن المستقبل لهذا النوع من التدوين، خاصةً مع ظهور منصات مثل سونديلز
ما الفرق بين التدوين في مدونتك والتدوين في مدونة/موقع جماعيّ؟ ما فوائد وسلبيَات كل منها؟
كالفرق بين عيشك في منزلك الخاص وعيشك في سكنٍ مشترك:
في منزلك، أنت تتصرف كيفما شئت وقتما شئت، على عكس السكن المشترك المحكوم بقوانين الجماعة.
الشق الثاني من سؤالك يحتاج إلى تدوينة مستقلة، إنما يمكنني تلخيص الأمر بأنك حين تدّون وحيدًا تحظى بالحرية على حساب الشهرة، والعكس يحدث في المدونات الجماعية.
واو! هل انتهيت فعلًا من الإجابة؟!
يبدو كذلك، بقي فقط أن استوفِ بقية شروط المسابقة. ولأن هدف هذه الجائزة التعريف بمدونين جُدد، فاسمحوا ليّ بترشيح بعض الأسماء التدوينية الجديدة (أو المنقطعة عن التدوين):
- هنا تحكي ~ لمى
- معتز قطينة
- مسألة وقت ~ علي المجنوني
- مدونة مهيب ~ مهيب عبد سلمان مطلق أبو القمبز
- مدونة د. مرام عبدالرحمن مكّاوي
- مدونة لينا
- مدونة مؤازر ~ مؤازر صلاح
- مدونة غمامة ~ حصة السنان
- مدونة علي بوصالح
وبعيدًا عن القائمة: الزميلة ولاء عبد الرحمن، تقديرًا لدعمها المستمر لما أكتبه، بدءًا من مراجعتها روايتي (سياحة إجبارية)، وليس انتهاءً برسالتها اللطيفة على تويتر.
أعزائي المرشحين، إليكم اسئلتي:
- لماذا أخترت التدوين كطريقة للتعبير عن نفسك؟
- احكِ لنا موقفًا طريفًا/حزينًا حدث لك بسبب التدوين.
- هل اختلفت نوعية قراءاتك بعد أن بدأت رحلتك التدوينية؟ كيف؟
- ماذا ستفعل إن اختفت مدونتك فجأة (لا سمح الله)؟
- هل تواصلت مع مدون مشهور من قبل، حول ماذا؟ وكيف كان ردّه؟
- ما هي طقوسك التدوينية؟
- هل فكرت ذات يوم بالتخليّ عن التدوين؟ إن حدث ذلك، فمتى ولماذا؟
- هل تختلف شخصيتك في المدونة عن شخصيتك الحقيقية؟
- ما هو تعريفك للحياة السعيدة؟ وهل ينطبق ذاك التعريف على حياتك؟
- ماذا يمكنني أن أتعلم منك اليوم؟
- كيف سمعت بيّ وبمدونتي؟! [لا تشترط المسابقة تجنّب الاسئلة الشخصية!]
قواعد المشاركة:
- شكر الشخص الذي رشحك، ووضع رابط مدونته كي يتمكن الناس من العثور على صفحته [تمّ]
- اجب على الأسئلة التي طرحت عليك من قبل المدون [تمّ]
- رشح مدونين آخرين واطرح 11 سؤال [تمّ]
- اخبر المدونين الذين قمت بترشيحهم. [تم]
- اكتب قواعد المسابقة و ضع شعارها في منشورك أو في مدونتك [تم]
سعيدة بنجاحك الكبير واتمنى لك كامل التوفيق والنجاح
شكرًا جزيلًا أ. أمل