المشروع الأبدي: ما هو؟ وهل يمكن أن يغيّر حياتك فعلًا؟ [4]

مشروعك الأبدي

توقفنا في الجزء السابق –والذي مضى عليه الكثير?- عند الجانب الأكثر أهمية في نظام “الفعل ? المكافأة” ألا وهو: أن يقدّم الموضوع الذي اخترته مردودًا فوريًا.

لذا يجب أن تفكر في هيكلة مشروعك الأبدي لتحقيق المردود ضمن مجموعة متنوعة من الجداول الزمنية، من الآني إلى المدى البعيد.
على سبيل المثال، في لعبة Dragons Abound، أوقفت من حين لآخر (متعمدًا) خططي في سبيل إعادة بناء الخريطة التي أحبها. هذه مكافأة متوسطة المدى؛ ما بين الرضا الفوري لحلقة تنفيذ الكود “Code-run loop” والرضا طويل الأمد لإنشاء برنامج خرائط مدّعم الميزات.

يتيح لك تلقي المردود على فترات زمنية مختلفة مواءمة جهودك مع مستوى تحفيزك الحالي.

طريقة أخرى للتفكير في الأمر هي فكرة التقدم الملموس. أثناء عملك في مشروعك الأبدي، ما الذي يجب عليك إظهاره ليبرز عملك؟ ما الدليل الواضح على استثمارك الوقت والجهد في هذا المشروع؟ إذا لم يكن هناك شيء (أو لم تحظى سوى بالقليل) لتظهره لفترات طويلة من العمل، فستواجه مشكلة في الحفاظ على حماستك. لذا فسترغب في هيكلة مشروعك الأبدي بحيث يمكنك رؤية/اختبار تقدمك. أحد الأشياء الرائعة في Dragons Abound كمشروع أبدي هو أنه بالنسبة لمعظم مساعيّ، يمكنني رؤية النتيجة حالما أنشئ خريطة. والجوانب التي لا ينجح فيها ذلك (كإعادة هيكلة توليد العالم ليكون مدفوعًا بالنماذج، على سبيل المثال) هي أصعب بكثير في الإنجاز.

تقنية نفسية أخرى من ألعاب الفيديو يمكنك الاستفادة منها هي التكييف “التنشئة” الاجتماعية Socialization. الفكرة وراء التكييف الاجتماعي هي إضافة جانب جماعي (اجتماعي) إلى العمل الفردي. في ألعاب الفيديو، نرى ذلك في أنماط اللعب الجماعي “Multiplayer” والمحادثات الجماعية. إن البشر -كما هو معلوم- كائنات اجتماعية، والحصول على مساهمة وموافقة الآخرين هو دافع قوي وجذاب. بالتأكيد كان هناك بعض المبدعين العظماء المنعزلين، لكن أضعافهم استفادوا من البناء داخل مجتمع.

التدوين كأسلوب تكييّف اجتماعي

هناك عدد طرائق يمكنك من خلالها “تأميم” مشروعك الأبدي. إحدى الطرق الجليّة هي ما أفعله الآن: التدوين/الكتابة عن مشروعك. شخصيًا، أحب التدوين كأسلوب تكييّف اجتماعي لأنه يضمّ بعض الفوائد المخفية:

الأولى/ أن الكتابة نفسها فرصة للنمو الشخصي. ما لم تكن بالفعل كاتبًا محترفًا، فمن المحتمل أن يكون لديك مساحة كبيرة لتنمو ككاتب. (بالنسبة لمعظم الناس، يمكن أن تغدو الكتابة بحد ذاتها مشروعًا أبديًا!) لذا فإن الكتابة نفسها هي واحدة من تلك المُلهيات المثيرة للاهتمام التي تحدثت عنها هنا. حتى لو انتهى مشروعك الأبدي بالفشل، فقد تتعلم الكثير عبر الكتابة عنه.

علاوة على ذلك، يجبرك الكتابة عن مشروعك الأبدي على التفكير في طرائقك للتعلم. الاستبطان عنصر مهم للنمو الشخصي الفعال. عندما تحاول تعلم شيئًا ما، فقضاء الوقت في التفكير فيما تفعله، وما الذي نجح وما لم ينجح، وكيف تتعلم هو وسيلة لتعزيز تقدمك. والكتابة عن مشروعك يجبرك على الانخراط في ذلك الاستبطان. (وإن لم ترغب بالكتابة، فحاول إيجاد طرائق أخرى).
لذا حاول أن تكتب المزيد عن مسيرتك أكثر من تقدمك؛ أي التفكير من منظور “ما الذي تعلمته أثناء فعل ذلك” أو “كيف انتقلت من هنا إلى هناك” بدلاً من “ما الذي أنجزته”. اضف إلى ذلك، ونظرًا لأنك عادةً ما تكتب لجمهور ليس خبيرًا في مشروعك مثلك، فعليك التفكير في طرائق لشرح آلية عملك. يساعد هذا الجهد أيضًا في توضيح وتعزيز فهمك للمشروع.

الفائدة الثانية/ أنه ربما لن تمتلك كتاباتك جمهورًا كبيرًا. (قد لا يبدو هذا كمزيّة، لكن اصبر قليلًا?).

التكييف الاجتماعي سلاح ذو حدين: إذا لم يستجيب الناس، أو تفاعلوا سلبيًا، فهذا سيقتل حماسك.


قارن بين الوضعين الآتيين:
في حفلة ما، تروي قصة لشخص أو اثنين، يمنحانك اهتمامهما ويبتسمان. في الحالة الثانية.
تخبر القصة ذاتها وسط الحفلة لمجموعة كبيرة من الأشخاص من حولك، لكن جميعهم -تقريبًا- يُظهرون الملل وعدم الاهتمام، ويتحدثون فيما بينهم ويتجاهلونك.
الموقف الأول يبدو أفضل، أليس كذلك؟
حسنًا، تلك الفائدة الخفيّة للتدوين. هناك عدد كبير من المدونين، وجميعهم تقريبًا أفضل منك. لن يقرأ أحد مدونتك حول الدول المجهرية Micronations إلا إذا كانوا مهتمين حقًا. لن يكون جمهورًا كبيرًا، لكنه -على الأقل- جمهور مهتم. وأعتقد أنك ستجني 90% من فوائد التكييف الاجتماعي من حفنة قراء كما ستحصل عليها من الآلاف.

تشير النقطة الأخيرة أيضًا إلى ضرورة أن تبحث عن القراء في (البحيرات الصغيرة) عوضًا عن (المحيط)؛ ستجد دائمًا مجتمعات كبيرة لأي مجالٍ تختاره، لكن النشر هناك يشبه سرد قصة وسط حشد من الأشخاص غير المهتمين. مهما كان موضوع مشروعك الأبدي، هناك بالتأكيد مجتمع على الإنترنت من أشخاص متشابهين في التفكير في مكان ما، لذا ابحث عنهم باعتبارهم جمهورك، ولا تقلق بشأن ما إذا كانت مدونتك “مشهورة” أم لا.

الآن، ربما تتعذر بإيجاد الوقت كعقبة أمام إطلاق مشروعك الأبدي، قد تمتلك أفكارًا مثيرة للاهتمام، ودوافع قوية، ولا تزال في وضع حرج لمجرد أنه لا يمكنك تخصيص الوقت لفعل أي شيء.

حسنًا، يمكنني إسداء نصائح حول تحديد الأولويات وما إلى ذلك، لكنني متأكد من أنك مللت منها، لذا سأحاول تقديم مساعدة عملية أكثر. إنما في التدوينة القادمة?

المشروع الأبدي: ما هو؟ وهل يمكن أن يغيّر حياتك فعلًا؟ [4]

2 فكرتين بشأن “المشروع الأبدي: ما هو؟ وهل يمكن أن يغيّر حياتك فعلًا؟ [4]

  1. ها أنا وصلت للجزء الرابع في سلستك الرائعة (المشروع الأبدي) وفعلا كما علقت لك على الجزء الثاني – قبل قراءة الجزء الرابع – بأني أختار الكتابة والتدوين كمشروع أبدي خاص بي وكذلك أنت ذكرتها في هذا الجزء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تمرير للأعلى