هذه التدوينة مستوحاة من تدوينة هل يتناول المحكومين بالإعدام وجباتهم الأخيرة؟
يبدو من المخيف التفكير بأن هذا سيكون الطعام الأخير الذي ستأكله، الحتمية في هذا الأمر تصيب الأنسان بالتشوش …أو أن هذه آخر مرة أتحدث بها على الهاتف، أو أنظف أسناني، أقرأ كتاباً أوحتى أمشي..لا أستطيع التفكير بوضع صعب كهذا…
تحدثت في تدوينة سابقة عن عدم اكتراثي بفايروس كورونا. حسنًا! الآن، تغيّر كل شيء!
فعلى مدار الساعات السابقة، كنت أراقب برُعب ارتفاع حصيلة ضحايا هذا الفيروس الذي يُشبه الإنسان (لا أعلم أين سمعت هذه العبارة، لكنني شعرت بصدقها).
دعوني لا أهوّل الأمر: نحن نقاوم الفيروس بأكثر الطرق صحّة وفعالية: العُزلة. وهو يتهاوى أمام أبسط ممارسات النظافة (كغسل اليدين وتعقيم الجمادات)، نسبة حالات التعافي تتجاوز الـ 50% (وفي ظل افتقارنا لترياق أو دواء، فهي نسبة مُبشّرة من وجهة نظري).
لكن السؤال هنا: ماذا لو أُصبت بالفيروس؟ وأتحدث هنا عن نفسي شخصيًا!
في الحقيقة، لا أمتلك أي إجابة.
ربما أندم على هذا الكلام لاحقًا، لكن وكما أخبرني صديقي ذات يوم: لست مُضطرًا للعب دور الشخص الإيجابي على الدوام.
لذا، لا مانع من مزيدِ اعترافات!
إن أُصبت بالفيروس، فسأرقد في سريري.. لا أفعل أي شيء، لن أشاهد Netflix ولا غيرها. في الغالب، سأجلس لأحاسب نفسي وأكتب يومياتي.. هذا كل شيء!
الأحياء الأموات
لا! أنا لا أتحدث عن الزومبي هنا، بل أتحدث عنيّ، ما بيّ؟ باختصار، آمنت بإحتمالية إصابتي بالفيروس، فأصبحت شخصًا عدميًّا. ليس بالمعنى المتعارف عليه للكلمة، لكنني فقط أشعر أن طاقتي قد تبددت، وأن لا شيء يستحق أن أبذل فيه جُهدًا بعد الآن.
أزيدكم من الشِعر بيتًا
في محاولة منيّ لمحاربة شعور الإحباط ومنعه من السيطرة على مشاعري، قررت أن أعود لألعاب الفيديو، وخاصةً تلك التي لطالما حلمت بتجربتها حين كنت مراهقًا (أم أنني لا زلت يا تُرى؟).
وكانت لعبة Just Cause 2 خياري الأول.
اللعبة في حدّ ذاتها ممتعة، وبما أنها لعبة عالم مفتوح، فلم أبتغِ شيئًا آخر (حيث لا قوانين ولا قواعد تحكم اللاعب)، أو هذا ما يُفترض بالأمر أن يكون.
لكنني، وكلما انتويت “الغرق” في عالمها، برزت أمامي مسؤوليات الحياة كثقبٍ أسود يبتلع تركيزي.
إذًا، فحتى حينما حاولت الهرب من ذاتي وأفكاري السوداوية، لم أستطع!
يمكن القول أنني عالقٌ في برزخ من نوعٍ ما.
ننتقل إلى موضوعٍ آخر
إن لم تكن عزيزي القارئ قد لاحظت بعد، فالمستقلون يعيشون الآن أفضل أيامهم، خاصةً وأن الكُل آمن بأن (العمل عن بعد) أصبح واقعًا مفروضًا، والكيّس من تدارك نفسه وانتقل إليه قبل فوات الآوان.
بالمناسبة، هل يمكنني أن أطلب منك -وللمرة الأخيرة ربما- أن تُخبرني نيّتك إطلاق مدونتك؟
يُفترض بيّ أن أمحو الجملة الأخيرة (حيث أبدو فيها كمتسوّل!)، لكن بما أنها تلحّ على عقلي منذ بدأت كتابة التدوينة، فهي (أصدق) ما في خاطري.
عمّا كنت أتحدث؟ ها.. صحيح.. نشرت أمس مراجعة غير متحيزة عن أفضل شركات الاستضافة لعام 2020، ورغم أن الموضوع مُترجم (أي يُفترض به أن يكون سهل الصياغة) لكنني عانيت الأمرّين في كتابته. كانت الكلمات تُعاندني بشكل غريب.
بالحديث عن العمل عن بعد، فالكل يتحدث عن الآفاق الجديدة التي ظهرت بسبب الكورونا.
ولا أعلم لما يستفزني الأمر.
ماذا حدث في العشاء الأخير؟
لطالما كنت مفتونًا بالثقافة المسيحية، لا أمتلك تفسيرًا لذلك (أو ربما أمتلك، لكن هذا حديثٌ آخر).
ومما لفت نظري في حادثة العشاء الأخير هو ما حدث بعده، حيث -بحسب الرواية المسيحية- أخذ المسيح رغيفًا من الخبز وباركه ثم أعطاه للتلاميذ معلنًا أنه جسده وكذلك فعل على كأس الخمر معلنًا أنه دمه. ثم قال: “اشْرَبُوا مِنْهَا كُلُّكُمْ، لأَنَّ هذَا هُوَ دَمِي الَّذِي لِلْعَهْدِ الْجَدِيدِ الَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا”.
لماذا اختار هذه الممارسة (والتي دُعيت فيما بعد بـ: سرّ الأفخارستيا) كخاتمة للعشاء الأخير؟ وهل في ذلك إشارة إلى أن التحرر من وزر الجرائم يلزمه تقديم تضحيات للأبرياء؟
أحاول ربط الأمر مع كورونا، لماذا كان الفيروس قاتلًا إلى هذا الحدّ؟ هل تتحقق نبوءة داون براون في روايته “الجحيم“؟
اعتبروا الأمر مجرد هلاوس. ودعونا ننتقل إلى موضوعٍ آخر
الكفر بالتنمية البشرية ?
تعرّفت منذ أيام على د.إيهاب حمارنة ، كتبت قبل اسمه “متحدث تحفيزي” ثم مَحوتها، فلم أجد فيما يفعله تحفيزًا، وبصراحة.. فقد مللت من التحفيز، وأبحث عن الهدوء الداخلي (أعتقد أن ذاك بات واضحًا!).
وهو تحديدًا ما وجدته في هذا الفيديو.
يتحدث الفيديو عن فرضية أن بداخل كلّ منّا شيطان وملاك في آنٍ معًا. وإنكار (الجانب المظلم) داخلنا يؤدي إلى وجود صراعات مع الذات. ادعوكم لمتابعته.
تطبيقًا لما جاء في الفيديو، لا بدّ أن أعترف بالجانب “الحاسد” داخلي، والذي تجلّى في حُكمي على الدكتور إيهاب بأنه: انتهازي ومستغل، حين شاهدت منشورًا لإحدى كورساته بعنوان “تجربة القائد المستنير“.
أريد منك أن تتأمل صفحة الهبوط، تأمل لطافة عباراتها والطاقة المُبهجة في كلماتها، ثم اهبط بهدوء إلى التفصيل الذي يهمنا جميعًا: تكلفة الكورس.
8500 جنيه مصري (أي ما يُعادل:540$). وبضرب هذا الرقم بعدد الحاضرين ×40 = 21600$ (لـ 9 ساعات تدريبية!)
هل هذا الرقم معقول؟ ومتى! في زمن يعاني فيه الجميع ترديّ الأحوال المادية بشكل قد يفوق الأزمة المالية العالمية؟
هل سيؤدي انتشار فيروس كورونا لفقدنا وظائفنا وأعمالنا كمستقلين؟
هذا ما يعتقده المدّون المخضرم سفر عيّاد، حيث يقول:
حسنًا، هذا سؤال منطقي، وإجابته باختصار، أكثر الضرر سيقع على الشركات الصغيرة والمتوسطة، والتي في الغالب هي المشغلة الأكبر لنا نحن العاملين في هذا الاقتصاد”اقتصاد الوظائف المرنة، والذي يندرج العمل الحرّ تحته”. وهي شركات لا تستطيع ميزانياتها تحمل هذا التوقف.
منشور أ. سفر يُعيد إلى الواجهة تعريف العمل المستقل كمفهوم، بمعنى: هل تحرر الشخص من قيديّ الزمان والمكان كافٍ لاعتباره مستقلًا؟
الإجابة من وجهة نظري: لا! المستقل يمتلك القدرة على تخيّل حياته بدون شركة يعمل تحت غطائها (حتى لو حملت الشركة اسمًا مختلفًا يُدعى: صاحب المشروع).
في الواقع، أعتقد أن المستقل “الحقيقي” هو من آمن بأن لا صاحب مشروع سواه!
ويحضرني هنا ما قام به صديقي يونس بن عمارة، حيث تهيأت له العديد من الفرص -ومن بينها العمل كمدير محتوى مع زِد- لكنه رفضها كلها، وقرر شقّ طريقه من خلال إطلاق دورة تدريبية في أساسيات الترجمة الإبداعية. والتي يمكنكم الوصول إليها من خلال التسجيل في موقع (SounDeals)، ثم الانتقال إلى صفحة الدورة عبر الخطوات التالية:
كما وأعلم أنه يعمل على مشروع شخصي آخر (لا يمكنني الافصاح عنه، فهو خاص بمشتركيّ نشرته البريدية!).
وبالحديث عن المشاريع الشخصية، هل ورَد إلى مسامعكم ما فعله صديقي طريف مندو؟
الفهرست
لطالما حلمت بوجود تجمّع للمدونين، مكان يُحررنا من “العَته” الذي نصادفه على شبكات التواصل الاجتماعي. لذا كنت من أوائل الأشخاص الذين باركوا مبادرة المدّون واثق. وحاولت دعمها من خلال سلسلة (لماذا لا تتحدث عنيّ؟) التي لم تستمر!
لكنها تبقى مجرد تدوينات يتيمة، أليس كذلك؟ لهذا السبب أجد في إطلاق منصة الفهرست بارقة أمل عجيبة.
(على الهامش: شكرًا فرزت?، لولاك لما سمعت بالمشروع الجديد، ودعني أُخبرك أن تعليقاتك اللطيفة “تُربكني”).
حين قرأت في الصفحة التعريفية للمشروع عن ضمّه لأكثر من 200 مدونة، رجوت أن تكون مدونتي من ضمن هذه القائمة، لحُسن الحظ.. تحقق رجائي.
وفي هذه المناسبة، أودّ التذكير -للمرة العاشرة ربما!- باستعدادي لمساعدة كل من يفكر في إطلاق مدونته.
أعلم أن تكرار تأكيدي على الأمر بات (مُقززًا ربما)، لكنني وكما ذكرت في التدوينة السابقة: أبحث عن منفعة مشتركة.
انسحبوا من قائمتي البريدية لو سمحتم!?
الدعوة السابقة ليست عامة، بل هي موجهة للمشتركين الأربعة الذين أفسدوا جمالية الرقم 100 هنا.
بعيدًا عن المُزاح (الثقيل..أعلم!) أنا ممتن -من أعماق قلبي- لكل مشترك رائع وفريد في قائمة أفراد عائلة المدونة الصغيرة = القائمة البريدية، هذا أولًا.
ثانيًا، هل لاحظتم شيئًا مميزًا في أواخر المشتركين؟
أحسنتم! شرّفني الكاتب الكبير والمدون العزيز أحمد حسن مشرف باشتراكه في القائمة البريدية. هذا يعني أن محاولاتي لفت نظره إلى مدونتي تكللت بالنجاح!
وأخيرًا، أحب أن أختتم التدوينة باقتباس يلخص ما عجزت عن قوله طيلة هذه التدوينة:
هل تعلم ما هو أحد أهم أحلام الكاتب غير المعلنة؟
أن يعمل من منزله طيلة الوقت.
وها هم كل كُتاب الكرة الأرضية في المنزل.. هل تتوقع منهم أن ينشغلوا بكتابة نص عليه القيمة بإنتاجية أكبر؟ الإجابة في الحقيقة لا!
تدوينة جميلة ومؤلمة يا طارق.
لكن على كل حال وجدت أنك فعلت مثلي عندما عدت إلى ألعاب الفيديو منذ 4 سنوات تقريبًا،ولعبت لعبة Horizon zero ❤️
ممتن لإطرائك اللطيف 😇
وسعيدٌ بما شاركتني إياه، غرقت في مشاهدة فيديوهات اللعبة وعالمها، وربما أحمّلها في القريب العاجل.
أجلت هذه اللعبة طويلاً…
اسمح لي أن أخبرك أن اللعبة مذهلة وقصتها عظيمة جدًا وغير متوقعة على الإطلاق.
لديّ مشكلة مع التفاصيل، لا أستطيع الدخول في تفاصيل أي شيء أقرأه/أشاهده/ألعبه 😥