الجميع يستهلك موادًا خلاعية 👄، دون علمه أحيانًا!


إليك كيف يمكنك جنيّ دخل يتجاوز الـ 100,000?:

قدم خدمة تجارية، أو أي شيء يتعلق بالتسويق أو المبيعات، واحصل على 10 عملاء يدفع كل منهم 1000$ شهريًا، و دون أدنى دهشة: أنت تحقق 120,000 سنويًا! أليس ذلك سهلًا؟

حسنًا ، ربما لست مهتمًا بالمال لهذا الحدّ. لكن من المؤكد أنك ترغب بمضاعفة إنتاجيتك.

طريقة مضاعفة إنتاجيتك 3️⃣ مرات بسهولة ?

قرر ببساطة أن يومك يتكون من 6 ساعات فحسب. وبذا ستتمكن من إنجاز عمل ثلاثة أيام في يوم واحد فقط. الآن بحِسبة بسيطة، ستنجز 90 يومًا من العمل في غضون شهر واحد. مدهش، صحيح؟!

ربما تظنني أمازحك، أو بالأحرى “أتسامج عليك”. لكن ماذا لو أخبرتك أنها أمثلة حقيقية للنصائح الوهمية، سهلة التطبيق، التي ينشرها -بفخر- بعض فنانو (الرؤى الخلاعية). لا تصدقني؟ هل جرّبت النقر على رمزي ? و ? أعلاه؟!

برأيي المتواضع، 99% من النصائح والأفكار التي نجدها هنا وهناك مفيدة بقدر المثالين السخيفين المذكورين للتو!

لم أكن لأعتبرها مشكلة، أو أدوّن عنها، لو كانت “الرؤى الخلاعية – Insight porn” سهلة الاكتشاف. لكن عادة ما يُعبّر عنها بلغة أكثر تعقيدًا وتتخفى بين القصص الجذابة. وهذا ما يجعلها خطيرة للغاية!

لكن النمط لا يتغير..

إذ يأتي على شكل نصيحة تبدو منطقية، وتقسّم هدفًا يحلم به الجميع إلى مجموعة خطوات “عملية؟!”. إنه محتوى ملهم للغاية. ما يجعله رؤية خلاعية بامتياز.

هل لاحظت أنه، وبمجرد محاولتك تطبيق تلك النصيحة، تجدها عديمة الفائدة تمامًا؟ هذا لأنها تفتقد الكثير من التفاصيل الجوهرية.

أنا غاضب الآن!

إذ حدث هذا -مرارًا وتكرارًا- معي، وبددت الكثير من وقتي:

كيف تعثر على فكرة ناجحة لشركتك الناشئة؟ فكر في منتج تمنيت وجوده
والأفضل من ذلك،

الأمر بسيط جدًا.. إلى أن تحاول تطبيق أي من هذه النصائح.

ما سرّ انتشار النصائح الوهمية -سهلة التطبيق- بهذه الكثافة؟

لسببين:

  1. المعظم لا يحركون ساكنًا حيال النصائح التي يتلقونها. ولكن لكونها تبدو منطقية (نوعًا ما)، فيشعرون أنهم حصلوا للتو على قيمة عظيمة. فينقرون زر الإعجاب ويكتبون مراجعات متألقة للكتاب أو المقالة أو البودكاست الذي قدم تلك “القيمة”.
  2. عندما يفشل البعض، ممن حاولوا تطبيق النصيحة (وذاك حتمي)، فهم يفترضون أن المشكلة فيهم. “منح الآلاف الكتاب خمس نجوم على أمازون، لذلك ربما أكون أغبى من تطبيقها!”

وهذا حقًا يدفعني للجنون!

فمَن يستسلمون لأنهم حاولوا وفشلوا، لا يدركون أن المشكلة الحقيقية هي اتباعهم نصائح وهمية، سهلة التطبيق، لكنها عديمة الجدوى!

ما يزيد الأمر سوءًا، أن كثير ممن أنجزوا أشياء رائعة حقًا، عندما يُطلب منهم سرّ نجاحهم، يأتون ببعض إطار العمل أو قواعد اللعبة التي، في الواقع، لم يستخدموها أبدًا بأنفسهم.

ليس لأنهم سيئو النية. كل ما في الأمر أننا نحب قول ما يجعلنا نبدو أخيارًا. علاوة على ذلك، فتقديم دليل أو إطار عمل خطوة بخطوة يجعلك تبدو أكثر ذكاءً مما لو قلت “لا أعرف”- “لقد حالفني الحظ”، أو شرح ما فعلته حقًا، بما في ذلك استخدامك بعض الحيل الصغيرة.. القذرة.

باختصار، وبغض النظر عن خلفيتهم، فإن معظم الذين يسدون النصائح يخرجون -ببساطة- ببعض الأشياء التي تبدو رائعة ومنطقية وتتناسب مع أي صورة يريدون عرضها علنًا.

دعني أخبرك كيف أتعامل مع الرؤى الخلاعية

دعني أخبرك كيف أتعامل مع الرؤى الخلاعية
  • عندما أستهلك محتوى واقعي، أحاول تدوين تجارب محددة يمكنني تجربتها لوضع الأشياء التي “تعلمتها” موضع التنفيذ. 
    على سبيل المثال، قرأت هذا الصباح فصلًا من كتاب Motivation Hacker، واستلهمت منه فكرة رصد مستوى سعادتي -كل ساعة- للحصول على صورة أكثر دقة عن مدى استمتاعي بأنشطة معينة دون الاستسلام لتأثير نهاية الذروة Peak-end effect.
  • إذا لم أتمكن من الخروج بفكرة عملية، فحينها أعلم أن الكتاب/الفيديو/البودكاست/المقالة/السرد “Thread” مجرد (هباء منثور) ويجب أن أتوقف عن القراءة والاستماع والمشاهدة في أسرع وقت ممكن.
    هذه أداة مفيدة بشكل لا يصدق!
استخدام حِكم كعكات الحظ في الرؤى الخلاعية
  • يتمتع العديد من المؤلفين والمتحدثين بمهارة عالية في خلق (وهم الرؤى القوية) من خلال القصص الجذّابة وحِكم كعكات الحظ واستخدام مفردات المحنّكين [سرد نافال رافيكانت الشهير “كيف تصبح ثريًا (دون أن يحالفك الحظ)“هو مدرسة في هذا!]

    يبدو كل شيء ذكيًا ومفيدًا حقًا حتى تحاول فعل أي شيء به. إذا كنت لا تحصل على شيء قابل للتنفيذ منه، فمن المحتمل أنك تضيع وقتك. المستوى منحدر هنا حقًا. عادةً لا أمانع قراءة مئات الصفحات قبل إيجاد نصيحة واحدة قابلة للتنفيذ حقًا. 
    (الاستثناء الوحيد: المحتوى الذي تستهلكه بغرض الترفيه فقط. طالما أنك تدرك أنه كذلك، فلا مشكلة. ولكن خطورة معلومات الرؤى الخلاعية أنها تُشعرك وكأنك تفعل شيئًا منتجًا رغم عدم وجود مادة حقيقية)
  • إذا كانت هناك تجربة تبدو منطقية وتتوافق مع أهدافي، فأنا أمنحها فرصة. أكبر مؤشرات الخطر التي تستبعد التجارب قبل تجربتها هي الافتقار إلى الدقة وعدم وجود تفاصيل حقيقية حول كيفية تطبيق المؤلف لذلك بنفسه.

    وعادةً لا أحكم على أي تجربة بناءً على مصدر واحد. قد تكون تغريدة أو مقال أو مقابلة بودكاست قصيرة جدًا بحيث لا تتضمن كل التفاصيل. ولكن إذا قرأت كتاب أحدهم، ومع ذلك بقيّت كيفية إجراء التجربة مجهولة بالنسبة ليّ، فحينها أعمد لتجاهلها ووصف المؤلف بأنه بائع رؤى خلاعية!
  • إذا لم تنجح التجربة كما يُفترض أو تبين أنها غير قابلة للتطبيق على الإطلاق، فلا ألوم نفسي، وإنمّا ألوم النصيحة التي تلقيتها. وأغلب الظن أن حُكمي سيكون صائبًا؛ فثمّة وباء من الهراء الحقيقي بوجود مئات الكُتّاب والمتحدثين الذين يستجيبون لإغراء شهرة شبكات التواصل الاجتماعي.

المصدر: ⭐️ No more Insight Porn

إذا أعجبتك التدوينة، فلما لا تقرأ بعض الرؤى الأخرى (الحقيقية هذه المرة!):

الجميع يستهلك موادًا خلاعية 👄، دون علمه أحيانًا!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تمرير للأعلى