كيف أقيس تأثير نصٍ ما عليّ؟ يدفعني للكتابة عنه. لهذا، يجدر بيّ نسب فضل كتابة هذه التدوينة للمبدع محمد أبو عنزة.
وآخرين ربما..
على سبيل المثال، بشرى. لا تكاد تخلو أي تدوينة تكتبها من عِبرة ودرس وحكمة، ثم فجأة.. إذ بها تتحدث عن فقدانها روحها في زحام الحياة. وتنتهز حنان ذكرى يوم ميلادها للحديث حول مراجعة الذات.
وصائدة المعجزات أماني، التي أحسبها مستمعة متميزة.
أنا يائس لدرجة أنني أقضي ساعات من يومي على موقع Altcryp؛ فقط لأنه يمنحني أرقامًا/نتائج حقيقية تظهر في [FaucetPay]. إذ مللت الصبر، وسئمت الانتظار . وشيئًا فشيئًا، بدأت أُدرك أن المعاناة جوهر حياتنا.. لا مجرد (مرحلة عابرة). ، وأنا بالكاد أمنع نفسي من الانتحار.
ونعم! كلا الرابطين المذكورين روابط إحالة..

يائس لأنني لا أستطيع تقديم يد العون لأهلنا في غزة. لا أملك صوتًا مؤثرًا، ولا علاقاتٍ مع أصحاب القرار. حتى أنني توقفت عن متابعة الأخبار.
يائس لأنني لا أملك رسوم تجديد الاستضافة قبل [28/9]؛ ما يعني ضياع 8 سنوات من محاولة ترسيخ اسمي كـمدون. وذاك أكثر ما يحزّ في قلبي حقيقةً؛ أبَعد كل ما فعلته، والليالي التي سهرتها محاولًا ابتكار قيمة.. بعد ذلك كله، أخسر مِنبري الوحيد؟

يائس لأنني بعدما عوّلت على عدد النشرة الأخير، وعوض جذبه بعض الاشتراكات الجديدة، إذ بأحدهم يُلغي اشتراكه.. وأجزم أنه لم يقرأ العدد أصلًا!
تخيّل قضاء شهرٍ بطوله، متحملًا بطء اتصال الانترنت، ومقاومًا المُشتتات والمُلهيات؛ في سبيل بناء مجتمع. وإذ به يرفضك.. يتجاهلك..
قفزة
أحاول منذ زمن إنهاء هذه التدوينة، لكنها فقط ترفض الاكتمال. اتأمل مدونة صفحات صغيرة، وتعود إليّ ذكريات .. أعجز عن تصنيفها. لكن المهم أسلوب عبد الله العفوي الذي لا أتخيلني يومًا قادرًا على مجاراته.
اكتشفت بمحض الصدفة، أو على إثر صدمة، أننا غير قادر على تحديّ المجتمع. وتبدأ القصة حين قررت إخراج أطفالي من المدرسة، باعتباري ضدّ النظام التعليمي جملةً وتفصيلًا، علاوة عن كرهي للنظرة الفوقية لأصحاب الشهادات العليا؛ وأخصّ بالذكر أصحاب حرف (د).
وأذكر أنني قبل نحو 10 سنواتٍ أو أكثر قليلًا، أردت إطلاق مدونة موجّهة لطلاب “البكلوريا” أدعوهم فيها للتجلّد أمام الملل من الدراسة. وها أنا اليوم، أقف مع المعسكر الآخر: داعٍ إلى الزهد بالدراسة.
استطعت -في البداية- تجاوز مقاومة زوجتي للفكرة، ليتبيّن فيما بعد أنه “انسحاب تكتيكي” منها؛ لمعرفتها أن لا قِبل لها بمجاراتي في تقديم الحُجج المنطقية (أو التي تبدو كذلك على الأقل). وذاك ما دعاها لوضعي في مواجهة مع “الوحش” بـ ❤️ واحد.
وكالعادة، وقفت أمامه عاجزًا .. رغم امتلاكي “صواريخ كلامية”. وربما لأول مرة أشعر بمعنى [قهر الرجال]. إذ لم تُسعفني مرؤتي للردّ عليه بكلمة واحدة. واختنقت بالكلمات حتى ذرفتها دموعًا بعد مغادرته المنزل!
وددت إخباره بـكثرة الأخطاء والاستدلالات غير المنطقية في كلامه، والقفز إلى النتائج دون مقدمات منطقية (سأذكر المنطق كثيرًا ضمن التدوينة!).
وفهمت لأول مرة قيمة (أوراق الصباح). لاحظت تضخّم (الأنا) داخلي؛ إذ تكررت عبارة [أنا لا أُخطئ، أنا معصوم] أكثر من 10 مرات ضمن بضعة صفحاتٍ كتبتها.
لديّ أي فكرة عمّا سيفعلونه أثناء انشغال بقية أطفال العالم بمدارسهم ودراستهم. كل ما أردته:
- حماية أطفالي من مجتمعات المدارس السامة، بما فيها من تنمّر وتحجيم لقدرات الطفل ومحاولات لقولبته.
- إفساح المجال لهم ليعيشوا طفولتهم دون ضغوط. تخيّل جمال حياة طفل لا يقلق ليلة الامتحان، ولا يخشى غضب والديه نتيجة “نتيجة سيئة”، ولا يربط ذكائه (أو غبائه) بالتحصيل الدراسي!
- أردت لهم حياة أفضل، يختارون خلالها موارد المعرفة التي تناسبهم، ضمن المواضيع التي تثير فضولهم.
- حياة رائقة ورائعة، يصحون فيها ليتناولوا إفطارهم، ثم يلعبون قليلًا ويتعلمون التصميم أو الموسيقا أو ممارسة رياضة ناعمة أو عنيفة.
روتين؟
- أستيقظ وقتما يحلو لي. لا أظن أن هناك ما يستحق ضبط المنبه لأجله.
- أُراسل بعض الشركات وفق المنهجية التي ذكرتها في النادي. لكن في الغالب، لا أحصل على شيء.
- أكتب قليلًا في كُتيب يتحدث عن تحويل التدوين إلى أداة تغيير. سأُعلن عنه حال صدوره في النشرة، تأكد من اشتراكك فيها.
- أندمج بمشاريع الدعم، حتى لو بدأت بلا خطة أو منهجية. وفق مبدأ الميكرو-تأثير.
- هذا المشروع الذي أكرّس له حياتي اليوم. وعطفًا على تدوينة العزيز أبو إياس أقول: المحتوى مكلّف.. قد يكلف المرء حياته.
يائس لأنني أكتب هذه التدوينة!
ومع ذلك، لن أتجرأ وأُعلن استسلامي. فشخص لم يسمح للسرطان أن ينال منه، لن تقف أي عقبة أمام وجهه، صحيح؟
لن أستسلم، لأنه رغم إلغاء أحدهم اشتراكه في النشرة، لكن ذاك لا ينفي إعجاب آخرين بالعدد.

وحتى وإن ضاعت المدونة، يحفظ عدوي اللدود (شات جي بي تي) مكانتي 👾

وربما لا أستطيع مساعدتهم ماديًا، لكن معظم معارفي من أهل غزة يحتاجون عملًا يحفظ كرامتهم قبل أي شيء؛ قد تكون مشاركتي منشوراتهم وتسليطي الضوء على مهاراتهم مسعى لا بأس به.
وللحديث بقية..