كيف أُخطط لجعل 2021 عامًا مختلفًا؟

عادةً ما يختتم المدونون العام بتدوينة، تشمل ما حققوه من أهداف خلال العام المنصرم وما يسعون لتحقيقه خلال الآتي، وبصراحة أستمتع بقراءة تلك التدوينات جدًا.
لحسن الحظ، كانت جرعة استمتاع هذا العام أكبر من كل عام: بدءًا من تدوينة عبّاد ديرانية المُفصّلة، مرورًا بزملاء عظماء مثل:

  • ياسمين محمد (إحدى المدوِنات اللواتي لا زالت تدويناتهنّ تحتفظ بعمق التدوين الأصيل) بالمناسبة، أضمّ صوتي إلى صوتها فيما نوهّت إليه [وأريد التنويه على أمرٍ ما في غايةِ الصغر]
  • د. سارة (التي تُذكرنا بأهميّة بدء العام الجديد بفضيلة كبيرة)
  • فرزت (الذي يُثبت ليّ كل مرة كَم هو شخص استثنائي!)
  • معتصم باكراع (قبل أن تبدأ عامك الجديد بطموحاتٍ خيالية، أرجوك.. اقرأ تدوينته!)
  • خديجة بنت فلان بن فلان (تضمّنت تدوينتها الأخيرة ردّا على مقولة يائسة مفادها: أنني مهما بذلت قصارى جهدي فلن يكفي!)
  • معاذ (الذي شاركنا -في ذكرى ميلاده الـ 32- قائمة رائعة للكثير من الدروس الحياتية)
  • ليناد (ومما أعجبني فيها، الحديث عن أفضل عادة يومية)
  • خلود (التي يبدو أنها تمتلك الكثير لتُخبرنا عنه حول كيفية تحويل شغفنا إلى مسار مهني)
  • فاطمة (التي حوّلت التقويم الذي حملت كل أيامه كلمة /كورونا/ إلى أمرٍ مختلف تمامًا!)
  • علي الصباح (الذي أكّد أهمية كتابة الأهداف بأسلوب عملي مدهش). بالمناسبة، هل تذكرون الاسئلة التي طرحتها عليه ضمن سلسلة (أنا لم أنساكم)؟
  • عامر حريري (الذي ينتوي إبهارنا برواية جديدة على ما يبدو)
  • طارق ناصر (على صغر سنّه، تمكن من اكتشاف سرّ أسرار فقدان الدافع لتحقيق الأهداف السنوية، تتسائل ما هو؟ لو أردت كشفه لك، لما وضعت رابط تدوينته.. يا كسول!)
  • سوكي (كيف تتعامل مع أشياء التي تريد شرائها ولكن ليس في وقت محدد؟)

[القائمة مُرتبة بحسب توقيت الإطلاع]

وإن كنت قد شاركت “شِبه” قائمة لأهداف العام القادم، فقد اكتشفت -قبل فوات الآوان لحسن الحظ- أنها قائمة متسرّعة!

عام المدونين بامتياز!

أغلب الظن أنك وصلت إلى تدوينتي هذه عبر الفهرست، لذا لا توجد حاجة لتعريفك إليه، صحيح؟ أعتقد أنني سأتخذ يوم إنشاءه في أبريل عيدًا أحتفل به وحدي. ولكن، هل تعلم ما هو التحدي الذي أثاره من وجهة نظري؟ قيامه على التطوع كأسلوب تسويقي.

ركزت خلال العام المنصرم على دعوة كل من أقابلهم إلى بدء التدوين. استخدمت في سبيل ذلك كل الحيل التي أعرفها: فذكّرتهم بعرضي (هنا)، وشرحت لهم مزايا التدوين

قرأم.طارق الموصلليإجابةعنكيف أتعلم كتابة المحتوى؟علىQuora

لا أنكر أنني حظيت ببعض الاستجابات الرائعة

إنما كنت أطمح للمزيد..

نشرت الصفحة قبل نحو عامين، وبحسب آخر الإحصائيات (وأقول آخرها بسبب إلغائي عداد الزيارات في المدونة)، فقد زارها قرابة 4300 شخص، ومع ذلك: لم يطلب خدماتي أحد.
تفكرت في الأمر، وخرجت بنتيجة: لا بدّ أن الخطأ في الرسالة ذاتها، أو ربما في أسلوب عرضها.

لذا، أفكر الآن في تحويل الأمر إلى مشروع حقيقي.

وهنا لديّ وقفة احترام وتقدير لرياض فالحي، الذي لم يكتفِ بدعمي شخصيًا على Ko-Fi.

وإنما سعى بكل طاقته لتعريفي إلى (داعمين محتملين).

ومهما قلت ومدحت، فلا أستطيع إيفاء حق هذا الرجل!

بالعودة إلى فكرة تحويل (الرغبة) إلى (مشروع)، فبعد جلسة عصفٍ ذهني “عسيرة”، توصلت إلى الحل الأمثل: سأجمع جميع مغريات التدوين وأهميته في زمننا الحالي ضمن كتيب إلكتروني، وسأُرسله لأصحاب الحسابات الكبرى في شبكات التواصل الاجتماعي، عارضًا في الختام خدماتي.

لماذا أعتبرت خطتي الأولى للعام الجديد.. متسرعة؟

Image by rottonara from Pixabay

سعيدٌ أنك طرحت هذا السؤال.
في الحقيقة، لفت أ. سفر عياد نظري إلى قضية مهمة، وهي (شحّ المحتوى التقني عربيًا)، وكان الحل -من وجهة نظره- الاعتماد على المستقلين في تقديم هذا المحتوى.
وهو ما أراه مدخلًا عريضًا لحلقة مُفرغة! لنناقش الأمر معًا، وأرجو أن تُرشدوني للصواب إن جانبته.

مشكلة الاعتماد على المستقلين تنقسم بين طرفين:

الأول/ المستقل ذاته: نسبة كبيرة من الكُتّاب المستقلين حاليًا، ما هم إلا مترجمين. بدليل أن 99% من مقالات أكاديمية حسوب -التي استشهد بها أستاذنا الكريم- لا تعدو عن كونها مقالات مترجمة.
يفكر المستقل في الأجر المادي، لذا سيبحث عن الأعلى.. بغض النظر عن شغفه بالمحتوى، ولاحظ: هناك فرق بين الشغف والخبرة.
لذا، فحتى لو طبقّنا الحلّ الذي توصلا له (أ. رياض فالحي – أ. سفر عيّاد)

فلن تكون النتائج مرضية، لأن المستقل يبحث عن النتيجة السريعة والمضمونة.

الثاني/ صاحب المشروع: لا يخفى على أحد شُحّ الرعاية والدعم لصناع المحتوى (العربي والغربي على حدٍ سواء). البعض –كالزميل أحمد حمود أواه– قدّم حلولًا منطقية، لكن لا أظنها تُعالج لُب المشكلة.

ولُب المشكلة يا سادة هو أن الدعم، وبغض النظر عن شُحّه، موجّه لصانع المحتوى. ما المشكلة في ذلك؟
المشكلة أننا نريد -في هذه المرحلة- دعم المحتوى لا صانعه. فمَن أين لنا بصاحب مشروع يؤمن بالمحتوى نفسه (يؤمن بأهميّته إن أردنا الدقة)؟

للوهلة الأولى، قد يبدو أنني ابتعدت عن الموضوع! فما علاقة بين دعم صناع المحتوى والاستعانة بالمستقلين؟

لأبيّن العلاقة، لا بدّ أن أعود إلى مثال أ. سفر: أكاديمية حسوب.
تقف خلف الأكاديمية إدارة تؤمن بضرورة دعم المحتوى العربي، لكن علينا ألّا ننسى أن (حسوب) شركة، وهدف أي شركة هو تحقيق أرباح بالدرجة الأولى (هذا طبيعي ولا عيب فيه).

لهذا -وكما أشرت قبل قليل- فالأكاديمية تعتمد الحلّ السهل: ترجمة المحتوى لا صناعته. هذا ما يُبرر بحثها عن (مترجمين)، ووضعها ميزانية لا تتغير لكل مشروع [أنجزت لهم أكثر من مشروع على مدار عامين، فأنا لا أرمي الإدعاءات جزافًا]. باختصار، لا يمكننا القياس على تجربتها.

الحل يكتبه الخبراء بأيديهم

نحن نتحدث عن صناعة محتوى تقني/مالي/طبي.. إلخ. صحيح؟ إذًا، فلا بدّ لنا من التوجّه إلى الخبراء في تلك المجالات سعيًا لإقناعهم بمشاركة ما لديهم، لماذا؟ لأنهم سينطلقون مِن منطلقات مختلفة: إما إيمانهم بأن (زكاة العلم نشره) أو بناء علامتهم الشخصية أو حتى استمتاعهم بالعملية ذاتها.

قد يقول البعض: لكنهم يُشاركون تلك العلوم بالفعل! بارك الله فيهم، لكن أين؟ على صفحات شبكات التواصل الاجتماعي؟! الجميع يعلم عدم فعالية الأخيرة في مشاركة المعرفة الحقيقية.
المدونات هي ما يصلح فعلًا
[بالنسبة للنقطة الأخيرة، ربما يتمكن مؤسس “الفهرست” أ.طريف من إقناعك: 1) لماذا لا زلتُ أدوّن؟ – 2) لماذا لا أشارك على منصة كورا]

إن كنت مهتمًا بالكُتيب، فسأكون سعيدًا بإرساله لك فور إنهاءه.
كل ما عليك فعله هو الاشتراك في القائمة البريدية

كواليس كتابة التدوينة

  • كان يُفترض أن تُنشر هذه التدوينة مساء أمس، لكن كثرة انقطاعات النت والكهرباء حالت دون ذلك.
  • “استغرقت وغرقت” في كتابة التدوينة، كما لو كانت فصلًا من رواية، وهذا دليل كافٍ -على الأقل بالنسبة ليّ- على صدق إيماني بالمشروع.
  • متحمس لضغط زرّ “نشر”!

مطلب أخير

كل ما أطلبه منكم أن تُشاركوا هذه التدوينة مع أصدقائكم وأحبابكم وكل من تلمحون داخله (بذرة مدّون)، شاركوها مع أصحاب الخبرات ممن تودّون الاستزادة من علمهم. أخبروهم أن هناك من هو مستعدّ لتقديم يدّ المساعدة والوقوف إلى جانبهم حتى إطلاق مدوناتهم.. مجانًا.

كيف أُخطط لجعل 2021 عامًا مختلفًا؟

2 فكرتين بشأن “كيف أُخطط لجعل 2021 عامًا مختلفًا؟

  1. الحل الذي ذكرته م.طارق هو الحل الأمثل بلا ريب، شكرا لتدوينتك الرائعة وطرح هذه التساؤلات المثيرة بداية هذه السنة!
    وجهة نظري المتواضعة بخصوص الحل الأمثل هو أنه سيحتاج إلى الأشخاص المثاليين كذلك أو المجموعة الأمثل للقيام بهذه المهمة،
    متى عُثر على هؤلاء واجتمعوا فإن صناعة المحتوى الحقيقي ستبدأ من هناك.
    وما أعنيه مسؤولون لا يهمتون بالربح السريع بل بضرورة صناعة المحتوى وإيمانا بالفكرة، وكتابا كذلك مستعدون لتفريغ وقتهم من أجل ذات الإيمان، وأن يلتزم كل الأطراف في سبيل إيمانهم.
    هل من الصعب إيجاد هؤلاء؟ من يدري..

    1. تلخيص رائع لأفكار التدوينة.
      بالنسبة لسؤالك، فأرى أن (خبراء المجال) همّ الأشخاص المثاليون الذين نبحث عنها. كثيرًا ما أصادف تغريدات لأشخاص يمتلكون علمًا واسعًا، وأسلوبًا أخّاذًا في تبسيط المعلومة. لكنني أفاجئ أنهم لا يمتلكون مدونات! إن في نشر المعلومات الجادة والمفيدة عبر شبكات التواصل الاجتماعي مجازفة كبيرة بضياعها. هذا رأيي باختصار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تمرير للأعلى