عندما ترغب دائمًا بالمزيد ولا تستمتع أبدًا بما لديك، هل يدلّ ذلك على جودة حياتك؟ بالطبع لا!
منظورك لحياتك هو الشيء الوحيد الذي يهمك. وإذا كنت تستجدي المزيد، فهذا يعكس بوضوح اعتبارك أنك لا تملك ما يكفي. لذلك ترى حياتك في سياق ما ينقصك. وتلك مشكلة لأن هناك دائمًا المزيد مما ليس لديك. هذا قانون كوني!
? ما هو شعور أن تمتلك كل شيء؟ [تجربتي الشخصية] ?
ما رأيك لو نُناقش الأمر خطوة بخطوة؟
مشكلتي؟ دخلي الشهري
فهو لا يكفي أبدًا. هناك دائمًا المزيد لأكسبه مقابل عملي. يمكنني العمل لساعات أطول أو تغيير المشروع.
وإحقاقًا للحق، لا أظن أن عليك القبول بما لديك. إذ يولد البشر ليتوسعوا ويتطوروا ويتعلموا ويعلّموا. لكن لا يُفترض أن يكون الثمن: استمتاعنا بحياتنا.
يمكنك التركيز على الاستفادة القصوى من عملك عوض السعي الحثيث -غير المُبرر- خلف التحسين. والفوائد لذاك هائلة. لكن إحداها، والتي تتفوق عليها جميعًا: الاستمتاع بالحياة الآن، في هذه اللحظة.
ومن هنا، يجدر التفكير في..
التحسّن الموجّه Directed growth
وهو التحسّن الذي تقوده احتياجاتك، لا الرغبة بجنيّ المزيد.
ركز على أهم الأشياء وافعلها بشكل رائع
عندما تكون مشتتًا وتحاول فعل كل شيء في آنٍ معًا، هناك شيئان يتاثران أكثر من غيرهما:
- إمكانية التنفيذ
- الجودة
استطاع ماثيو ماكونهي Matthew McConaughey التوفيق بين التزامات متعددة؛ امتلاك شركة إنتاج، واستديو تسجيلات، ومؤسسة (ساعدته على إصدار كتابه: أضواء خضراء)، إضافة لعمله في التمثيل، وأخيرًا: عائلة.
لكنه أدرك كونه (مقبولًا) في 5 أشياء. في حين أن بمقدوره (التميّز) في 3 أشياء. ولذا، تخلّى عن شركة الإنتاج واستوديو التسجيلات. لقد سعى خلف الجودة.
مُستلهمًا مما فعله، راجعت لائحتي:
- عدة مشاريع برمجية، لكن لم اُنهِ أي منها.
- كتابة مقالات.
- إرسال نشرة بريدية.
وبدلاً من الحماسة، شعرت بالحيرة، إذ لم أشهد أي تقدم لأنني طاردت الكثير من الأشياء. وهكذا، استقلت من كل مشروع برمجي جانبي للتركيز على الكتابة.
فعادت الأمور لمكانها الصحيح
واستعدت طاقتي. الآن، يمكنني الكتابة والتحرير والاستمتاع بالعملية من الفكرة إلى النشر (باستثناء اختيار الوسوم، والتحسين لمحركات البحث SEO؛ لا زلت أكرهها!?). كما وفّر ليّ ذلك الوقت لتمتيّن علاقتي.
بدلاً من إنهاء العمل في العاشرة مساءً، أُغلق ملفات العمل في تمام السادسة.
ومن المفارقات أنه عندما عملت أقل، حصدت نتائج أفضل. بدأت المقالات تنساب غزيرةً. وتشكّلت النشرة البريدية في قالبٍ معين (عوض كونها تجميعات روابط عشوائية).
وهكذا حققت (إمكانية التنفيذ) أفضل من أي وقت مضى.
ربما لا يبدو (أداء مهام أقلّ بإتقان) تطورًا، ولكنه كذلك. كيف لا، وأنت تزداد حكمة وتتعلم كيف تحدد المهم بالنسبة لك؟ فحين يقع القليل على عاتقك، فستقدم كل ما لديك للمسائل التي تهمك؛ بما يكفي لمواصلة العمل عليها.
راجع قائمتك للتركيز عمّا يمنحك أكبر قيمة، وابدأ في إحراز تقدم ملحوظ.
استخدم المثالية كتوّجه عوض كونها هدفًا
أفضل تعريف للمثالية: القدوة التي يستحيل بلوغ مقامها. لذا، يجب أن يكون النموذج المثالي بمثابة اتجاه وليس هدفًا.
ينصّ مبدأ باريتو “The Pareto principle” على أن 20% من المساعي تحقق 80% من النتائج. وستتطلب محاولة استكمال الـ 20% ?? 80٪ من الجهد. أليست بذلك محاولة مُكلِفة؟
إذا كنت لا تعتبر العمل مُنجزًا ما لم يكن مثاليًا، فأنت تحصر (النجاح) في أضيق نطاق ممكن. واقتصار خيارات استمتاعك بالحياة على (الأشياء المثالية) يفقد الحياة بهجتها [وحينها لا تأتي وتسألني: كيف أستمتع بحياتي! فلا وجود للمثالية في حياتنا. وتقبّلك العيوب هو إستراتيجية أكثر فاعلية؛ لأن العيوب ستكون موجودة على الدوام].
? تكسر المثالية حلقة مراجعاتك
بدايةً، هل تذكر مفهوم (التكرارات Iterations) الذي شرحناه في تدوينة كيف تكون شخصًا عظيمًا (أيها الإنسان البسيط??)؟
رائع.. إذ سنعتمد عليها في شرح الفكرة القادمة.
حين تسعى للمثالية، تصبح سلسلة التكرارات بين الفكرة والمنتج طويلة جدًا، وبذا سيقلّ حافزك، وتبدأ التشكيك في مهاراتك. والنتيجة؟ ستهرب من التحدي/المشكلة التي خططت لحلها.
يحدث ذلك طوال الوقت.
كان الحل الذي نفعني الإيمان بعدم مثاليتي.
أفعالي ليست مثالية، ولن تكون نتائجها كذلك. لا أستطيع تنفيذ مخططاتي بحذافيرها. وربما لا أستطيع الكتابة على نحو مثالي. لكن يمكنني التحسن والتطور (وذاك المهم). ورحلة التحسين تلك تمنحني بهجة الحياة.
اليوم، أعبّر عن أفكاري حالما تخطر على بالي، وأطلب تقييمها من الآخرين. وإذا كانت تعليقاتهم مفيدو ومجدية، فأعمل مباشرةً على تصويب تصرفاتي. بهذه الطريقة، أتعلم أثناء المسار. ويصبح الأخير هاجسي.
بالنسبة ليّ، المثالية بعيدة المنال، لكن يمكنني المضي نحوها. ويمكنك أن تفعل ذات الشيء؛ بأن تحدد أهدافك بطريقة تقربك من المثالية. إنه السعي الذي لا ينتهي للتحسين، ولكن مع لمسة من الحب في كل خطوة.
تعامل مع التحسين باعتباره عَرضًا لا هدفًا
التحسين، كالكمال، ليس هدفاً.
تجعل معاملتنا التحسين كهدف الاستمتاع بالحياة أمرًا مستحيلًا. لا يوجد ما يكفي. التحسين نتيجة عملك. لكي تنمو شخصيتك، يجب أن تعمل على ما هو مهم بالنسبة لك.
عندما أقلعت عن الشرب، جربت كل شيء. تعلمت 4 لغات وألعاب الخفة والكتابة. والسبب؟ رغبت بملء الوقت الذي لا أشرب فيه. لقد ساعدني ذلك على البقاء متيقظًا، لكن مع مرور الوقت شعرت بأنني محاصر مرة أخرى.
ففي غياب بوادر العودة للإدمان، برز سؤال: لماذا أردت فعل كل هذه الأشياء؟ أردت أن أفعل المزيد والمزيد، وشعرت بأنني مُنتج، لكنني أردت أن أتطور للتطور لا أكثر. كان تقدمي بطيئًا.
لأحلّ المشكلة، توجّب علي فهم أنه لا بدّ أن يكون التحسين مبررًا. بعبارة أخرى: كان علي أن أقرر ما الذي يحتّل قمة أولوياتي وأسعى له. بدلاً من الرغبة في أن أكون منتجًا، أردت أن أكتب. بدلاً من تعلم 4 لغات، أردت أن أتقن واحدة. لقد عملت على ضبط أفعالي لتقودني نحو أهدافي.
ثم حدث السحر.?
ظهر التطوّر دون أن أهتم به كثيرًا. في غضون ذلك، شعرت بالسعادة لفعل ما أفعله. يعدّ التطور مؤشرًا ممتازًا على انتهاجك الطريق الصحيح، لكن مطاردة (التحسين) من أجل (التحسين) في حد ذاته يعني أنك ضللت الطريق أصلًا!
استمتع بالحياة الآن من خلال تحسين مسارك
القدرة على الاستمتاع بالحياة الآن لا تقدّر بثمن. تسمح لك الخطوات التالية بالبدء في تحسين مهاراتك:
- ركز على أهم الأشياء وافعلها بشكل رائع
- اقبل أن (الجيد كفاية) كافٍ وارمي شلل الكمال خلفك.
- اترك النمو ليأتي في أوانه، واستمتع بالعمل على المهام التي تقرّبك من أهدافك.
- يسهّل تقليل عدد مشاريعك تفوقك فيها. ويؤدي قبولك حالة ( جيد كفاية) إلى تحسين جدول مهامك بحيث يمكّنك من فعل المزيد.
بهذه الطريقة، يمكنك تطوير حياتك على سبيل الاستمتاع.
هل استمتعت بالتدوينة؟ ?? شاركها فضلًا ثم اطلع على:
- هذا ما تعلمته خلال عملي كـ: مدير محتوى – Content manager
- تجربتي مع كتابة النسخ الإعلانية (الكوبي رايتنج- Copywriting)
- صورتك الذاتية: هل ثمة طريقة جديدة لفهمها؟
? المصدر -بعنوان مختلف طبعًا:: How to Optimise Your Life to Enjoy It Now, Instead of Turning It Into a Never-ending Search For Growth