حياتي يسودها الروتين، يا لها من حياة مملة!
لطالما “عنّفت” نفسي لتقصيرها في خلق حياةٍ ممتعة، مستخدمًا العبارة السابقة. ظننت -لفترة طويلة- أنني ما لم أخض تجارب جديدة، كل يوم، فلأنني لست حيًا! شعرت بالإحباط واليأس وأنا اقرأ عن إنجازات الآخرين، وأشاهد صورهم على شبكات التواصل الاجتماعي وهم يتحدون المخاطر (متوهمًا أن ذاك نمط حياتهم اليومي). ثم أدركت الحقيقة!
ما عزز شعوري بأن حياتي “جيدة بما يكفي” ملاحظتي كيف أن التغيرات في الحياة تُقلقني. لنتحدث بصراحة، أنا لست مهيئًا جسديًا (ولا نفسيًا) لتقبّل فكرة تعريض نفسي للخطر في كل مرة أتسلّق جبلًا! وليس لديّ شك أنك سمعت عن هرمون الأدرينالين الذي يُفرزه الجسم للدفاع عن نفسه في وضع الخطر، لكن هل تعلم أن من الأعراض السلبية لاندفاع الأدرينالين: الإصابة بنوبة قلبية – ارتفاع في ضغط الدم – الأرق؟!
مررت بهذه المعلومة أثناء تصفحي مقالة (سكاي نيوز عربية – أبوظبي)، كنت حينها أُمسك فنجان قهوتي الصباحي بيدي الأخرى، فرفعت عيني عن الهاتف لأتأمل أطفالي وهم يستمعون لأغنية Baby Shark ويتفاعلون معها للمرة الخامسة.. بعد المليون!
لماذا يعشق الأطفال الروتين.. إلى حدٍ قاتل؟
لطالما آمنت أن الأطفال يملكون إكسير الحياة المديدة، لكن لم أنتبه كيف أن تعاملهم مع الروتين مثالي تمامًا!
بحسب موقع Moms الشهير، لا يستمع الأطفال لذات نفس الأغنية مرارًا وتكرارًا، لأنهم يريدون إزعاجنا! وإنما بسبب الطريقة التي تجعلهم يشعرون بها، والاتصال بالآخرين الذي توفره، والراحة والإتقان الذين يمكنهم الحصول عليهما من حفظ الأغنية.
وأودّ التحدث عن نقطة الاتصال.
هل سبق ولفت طفلك نظرك لشيء كنت تبحث عنه (لكنك لا تراه رغم أنه أمامك)؟ بالطبع، يحدث ذلك كثيرًا.
هذا لأن الأطفال يتواصلون مع الأشياء والأشخاص بشكلٍ يختلف عنّا، فكل تجربة بالنسبة لهم هي تجربة جديدة، ربما كانوا يستمعون للأغنية ذاتها.. لكن مشاعرهم -كل مرة- تكون فريدة.
أحاول تطبيق ذلك على نفسي، فوجدت أنني بتّ استمتع بطقوس الصباح:
☕️ استمتع بكوب القهوة، رغم أن (البن) ذاته.
? استمتع بأغنية (فيروز) أو (مروان الخوري)، واكتشف كلماتٍ جديدة ومعانٍ رائعة في كل مرة. أحيانًا، اتأثر ببَحة صوتٍ لم ألتفت إليها من قبل، أو أرى القصة القابعة خلف الرتم.
[#تحدي_التأمل (2)]
هل فاتك الجزء السابق؟ [#تحدي_التأمل (1)]