جلسة فضفضة بعيدًا عن عقدة الرسميات [النسخة الذكورية🤐]

كان يُفترض أن تبقى هذه التدوينة حبيسة أدراجي، ولأكون صادقًا، فلا أعلم تمامًا إلى أين قد أصل في اعترافاتي هذه. ولكن لهذا السبب خُلق التدوين، ليتحدث المرء عن نفسه.. أليس كذلك؟

أمرّ منذ فترة، طالت هذه المرة، بتقلّباتٍ مزاجية مخيفة. أمرٌ لم أختبر بحدّته سابقًا. نعم! ربما مررت سابقًا بانزعاج. أو أفكارٍ سوداوية، خاصةً في الفترة التي تلت العلاج الكيميائي (الذي يبدو أنني اتحجج به كثيرًا). لكن ليس كهذه المرة.

هل أدعو الأمر “أزمة وجودية”؟ أظنّه تعبيرًا مخففًا.

حدث ذلك فجأة، أو نتيجة تراكمات.. لا أعلم! كل ما أعلمه أنني -منذ فترة- أستيقظ في وضعٍ أسوء من وضعي في اليوم السابق. ولم تُفلح جميع محاولاتي للخروج من هذا الوضع؛ لا التفكير أفادني، ولا محاولة إلهاء نفسي. أنا أتعامل مع مشكلة حقيقية داخلية، ولا يمكنني إلّا تحمل المسؤولية كاملةً.

بدأت أشكّ في قيمة حياتي، نعم.. ربما سعى البعض لإبراز قيمتي -أو بالأحرى قيمة محتوايّ- في حياتهم.. بقصدٍ أو بغير قصد. لكن تبقى المشكلة في (تصديقي لتلك القيمة). أشعر أنه يمكن استبدالي بسهولة، وأنني بوزن الريشة في مهبّ الريح.

أعمد، وقد مضى من عمري 33 عامًا تقريبًا، للنوم باعتباره مهربًا؛ كمراهق في الخامسة عشرة. وأنا الذي لم تكن ساعات نومي تزيد عن 4-5 ساعات (خطأ؟ ربما!).

كتبت السطور أعلاه قبل 10 أيام..

أنا الآن أفضل، غير أنني أبقيت عليها كنوعٍ من التشويق..

أما في الحقيقة، فأودّ استغلال تدوينة اليوم لأستعيد شيئًا “مما مضى” والذي ذكرتني به تدوينة أستاذتنا ابتهال شهاب، حيث قالت:

في فكرة جميلة تحدث عنها الأستاذ طارق عن زمن التدوين الجميل، كانوا كمجتمع صغير جمعهم حب الكتابة، وبإمكان الكاتب الرد على زميلة بتدوينة كاملة، وليس فقط بتعليق.

ولنبدأ مع صاحبة عنوان التدوينة الأصلي: نور أحمد

ترى آ. نور المنتصف = اللاشيء، ومن الواضح أنها تنطلق في استنتاجها ذاك من معاناةٍ شخصية؛ حيث ذلك الوسط الذي يجلس متربعًا في الحضيض حيث لا معنى لما قد أشعر به أو أفعله.

لكن غاب عنها حقيقة أن (التوازن سنّة كونية)، وأننا لو كنّا أحاديي المشاعر (سلبية كانت أم إيجابية، مع تحفظيّ طبعًا على النعوت)، لفسُدت حياتنا. فالشيء يُعرف بنقيضه.

وفي سياق التدوينة، تتمنى لو كانت الدراسة بجمال الكتابة، متناسيةً -سمّوها- أن ثِقل الدراسة مصدره: إلزاميتها.
ويحضرني هنا حوارٌ بيني وصديقي -ربما ذكرته في مقابلتي مع فرزت (1) (2)- حول نقطة تحويل الهواية إلى مهنة. خلاصة الحوار: سيُصيبها التحويل في مقتل!??

وأظنني اكتشفت صحّة كلامه.. بعد 15 عامًا! فاليوم أشتاق لعقلية المدّون الذي لا ينتظر مردودًا لما يكتبه. في حين أن كل ما أفكر به: كيف استفيد من التدوينة بين يديّ؟

هنأني الووردبريس على مرور 10 سنواتٍ تدوين.

وللمصادفة البحتة، أمتلك صورة وحيدة اُلتقطت منذ 10 سنوات..

كنت عاشقًا للمشروبات الغازية، حتى بدأت مشاكل أسناني بالتفاقم. واليوم لديّ “فوبيا” من ألم الأسنان! (إن صحّت هذه العبارة).
اتأمل الصورة وأقول: هل تُراني ذات الشخص؟ وبالأحرى: أين ذهب كل ذاك التفاؤل بالحياة. مضت 10 سنوات متقلبات، فتارةً أكون مؤمنًا، وتارةً أكون عدميًا. وينبض قلبي شوقًا لـبركة نهار رمضان عام ثمانية وألفان، ثم أتذكر أنها أيامٌ ولّت، وسنشعر دومًا أن الماضي أجمل.

توقفت عن الكتابة هنا، وتوجّهت للفهرست لأصادف احتفالية (مشاعل مجرشي) بسنواتٍ أربع.
أتفهم حماستها، ولا أريد أن أبدو نذير شؤم، لذا سأكتفي بالقول:

موعدنا بعد 6 أعوامٍ آ. مشاعل..

والشيء بالشيء يُذكر..

ويا لها من عبارة مبتذلة، استخدمها كثيرًا لربط أحاديث غير مترابطة، لكنّها -من منظورٍ عام- تشكّل كُلًا. تمامًا كتدوينة حامد الخطيب عن وزن تلك الأشياء التي تقل كاهلنا، التي ظهر فيها اكتئابه جليًّا، وتلك حال الكاتب (كما أعتقد)؛ مكتئب.. نزق.. يدّون غير مؤمنٍ ما إن كانت كلماته ستلقى صدى.


ثم خطر المؤرخون في بالي، قبل اختراع الطباعة. فإن كانت مؤلفاتهم ذائعة الصيت اليوم، فهي لم تكن كذلك آنذاك، وإن لم تكن تحرّكهم الشهرة، فما كان دافعهم للكتابة؟
ربما كانت الإجابة لدى (بحر) حيث قال: أود أن أكتب. رغم أنه -في ذات التدوينة- يُشير لكونه “ليس بخير”. إذًا، يبدو أننا نكتب لنرسم حدودًا حول أنفسنا في هذا العالم الذي يبتلع الجميع.

وأودّ سؤالكم -وسؤال نفسي- مَن أنا أصلًا؟ مَن أنتم فعلًا؟

فأنا فعلًا لا أمتلك إجابة لهذا السؤال؛ فلا جسدي يمثّلني، ولا إنجازاتي، ولا حتى كلماتي. فمَن أنا حقًا؟!

ثم قابلتني على الفهرست مصادفة غريبة..

فحدّثتني نفسي: علّك بالقراءة تعرف من أنا/أنت

أعتقد أن مناقشة التدوينات بهذه الطريقة، أفضل من محاولات الدعم “البائسة” عبر الاكتفاء بمشاركة روابطها. هل تتفقون؟

منحَني “توارد الأفكار” مع أ. عبدالله المهيري ضمن تدوينته الأخيرة (حتى قبل قراءتها) شعورًا مُحببًا.

جلسة فضفضة بعيدًا عن عقدة الرسميات [النسخة الذكورية🤐]

7 أفكار بشأن “جلسة فضفضة بعيدًا عن عقدة الرسميات [النسخة الذكورية🤐]

  1. المنتصف عندي شكل لي عقدة فعلًا😅 ربما لأنه الشيء الوحيد الذي عانيت منه، ولأنه الشيء الوحيد الذي يشعرني أنني أفقد شغفي بما أحب، أو بالمعني الأدق يجعلني أفقد شعوري بما يحدث حولي، كمن تعرض لصدمة أفقدته حواسه وإدراكه لما حوله في الحياة.

  2. أتفهم تماما مشاعر عدم القيمة اظنها من أسوء المشاعر، لكن ربما النفس تحثنا على فعل شيء جديد أو الخروج من دائرة الراحة والقفز لصنع دائرة أكبر لا أدري في ماذا ولكن ربما يكون ذلك هو السبب.

  3. ذكرت مرة في مدونتي أنه لن يستطيع أحد اتهامي بالتفكير العميق وهذا لعله ما يجعلني لا أفكر في أمور يفكر فيها الناس بعمق، تسأل من أنتم فعلاً وأسأل نفسي هل أنا بحاجة لإيجاد إجابة؟ أنا متصالح مع عدم معرفة الإجابات للكثير من الأسئلة لأن البحث عن جواب هو في حد ذاته سبب كافي يدفعني للاستمرار في الكتابة والتفكير.

    مررت بشعور انعدام الفائدة في الماضي وهذه كانت فترة الاكتئاب، لا فائدة من التفكير بفائدة ما تفعله إلا إن كنت تفكر في الجانب المادي ولا مشكلة في ذلك، كل شخص بحاجة لكسب الرزق، لكن إن كنت تفكر بالفائدة أو الأثر الذي تتركه فهذا لا فائدة فيه، لست أنت من يحدد ذلك بل القارئ، قد تكتب في أعمق المواضيع ويراها البعض سطحية وسخيفة وقد تكتب موضوعاً خفيفاً فيكتب لك شخص أن موضوعك غير حياته إلى الأفضل، نتائج ما تفعله ليست في نطاق تحكمك.

    الروابط دائماً أفضل من لا شيء 😅 أود أن أكتب ردود على شكل تدوينات في مدونتي لكن الكثير مما يكتبه المدونون العرب لا يدفعني لذلك ولست أقول بأن مواضيعهم سيئة بل الكثير منها رائع لكن ليس لدي شيء أقوله حول ما يكتبون لذلك المشاركة برابط.

    1. ذكرت مرة في مدونتي أنه لن يستطيع أحد اتهامي بالتفكير العميق وهذا لعله ما يجعلني لا أفكر في أمور يفكر فيها الناس بعمق، تسأل من أنتم فعلاً وأسأل نفسي هل أنا بحاجة لإيجاد إجابة؟ أنا متصالح مع عدم معرفة الإجابات للكثير من الأسئلة لأن البحث عن جواب هو في حد ذاته سبب كافي يدفعني للاستمرار في الكتابة والتفكير.

      كذلك أنا؛ متصالح مع عدم معرفة الإجابة. بل ولا أظنني سأصل يومًا لتلك الوافية.
      وما طرحي للسؤال، إلا محاولة رمي حجر في مياه عقلي الراكدة

      مررت بشعور انعدام الفائدة في الماضي وهذه كانت فترة الاكتئاب، لا فائدة من التفكير بفائدة ما تفعله إلا إن كنت تفكر في الجانب المادي ولا مشكلة في ذلك، كل شخص بحاجة لكسب الرزق،

      أرجّح مروري بفترة اكتئاب، لكن هل سألجئ لطبيب؟ لا أعلم..
      والمسألة ليست مادية، على الأقل حاليًا.

      لكن إن كنت تفكر بالفائدة أو الأثر الذي تتركه فهذا لا فائدة فيه، لست أنت من يحدد ذلك بل القارئ، قد تكتب في أعمق المواضيع ويراها البعض سطحية وسخيفة وقد تكتب موضوعاً خفيفاً فيكتب لك شخص أن موضوعك غير حياته إلى الأفضل، نتائج ما تفعله ليست في نطاق تحكمك.

      تستحق التأمل.. 😇

      الروابط دائماً أفضل من لا شيء 😅 أود أن أكتب ردود على شكل تدوينات في مدونتي لكن الكثير مما يكتبه المدونون العرب لا يدفعني لذلك ولست أقول بأن مواضيعهم سيئة بل الكثير منها رائع لكن ليس لدي شيء أقوله حول ما يكتبون لذلك المشاركة برابط.

      أظن نتشارك الأمر ذاته، لم نعد ندوّن -وأشمل نفسي- كما أعتدنا. لذا، تلامس تدويناتنا أسطح المسائل/العقول فحسب..

      ممتنٌ حقًا لتعليقك. يُذكرني بأيام التدوين الخوالي.😍

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تمرير للأعلى