حين أخبرت صديقي يونس أنني تعاقدت مع دار نشر لترجمة كتاب من اللغة الإنجليزية إلى العربية، هنئني واقترح عليّ أن نُجري مقابلة بعد إنجازي المَهمة.
لكنني للأسف لم أُنجزها، فقد اعتذرت (يوم التسليم!)
أهلًا بكم أعزائي القراء في هذه التدوينة التي طال انتظارها من قِبلي، فاليوم سأتحدث عن أيامي الـ.. لا أريد أن أقول: الخرِبة (رغم استخدامي للكلمة في العنوان)، وإنما سأقول: العادية!
وهي محاولة منيّ لإعادة اختلال العالم بعد قراءتي التدوينة الرائعة: مفضّلاتي من الأيّام الهادئة.
لنعد إلى أول سطر
حين أخبرت صديقي يونس أنني تعاقدت مع دار نشر لترجمة كتاب من اللغة الإنجليزية إلى العربية، هنئني واقترح عليّ أن نُجري مقابلة بعد إنجازي المَهمة.
لكنني للأسف لم أُنجزها، فقد اعتذرت (يوم التسليم!). أثارت الحياة إعصارًا حولي [تحدثت عن بعضها هنا] نثر أيامي كأوراق خريف متساقطة.
وكأي إنسان يعيش تفاصيل إعصار، لم أفهم ما يحدث!
كنت فقط ألهث.. ألهث.. وألهث. وفجأة! حان موعد التسليم، وأنا لم أُنجز من ذاك الكتاب سوى الثُلث.
بداية القصة
أؤمن تمامًا بأن لا ضرر من المحاولات المجانية:
- انشر رابط تدوينتك على تويتر.. على الفيس بوك..
- اذكر طبيعة عملك أمام شخصٍ غريب التقيته في محطة الحافلات.
- انشئ حسابًا في أي منصة للخدمات المصغرة تصادفها.
فلا تعلم من أي الأبواب تأتيك الفرص.. وهذا ما حدث فعلًا.
فبعد نشري لتدوينة على تويتر، مُضيفًا وسم #ترجمة، تواصلت معي موظفة إحدى دور النشر الشهيرة، عرّفت عن نفسها، وعن جهة العمل التي تتحمّس للمترجمين الجُدد، ثم طلبت منيّ ترجمة مقطع من 300 كلمة.
قضيت 4 ساعات.. نعم 4 ساعات! في ترجمة المقطع، والذي نال إعجابها وإعجاب الإدارة، فسلّموني الكتاب المراد ترجمته، ومن هنا.. بدأت الفوضى!
مضى الأيام سريعًا، وأنا ما بين بيع أثاث منزلي، والسفر إلى سوريا، والكثير من الأحداث المتتالية.
(أشعر أنني بدأت أكرر كلامي!)
كانت ترجمة الكتاب كابوسًا، ونسيانه مستحيلًا. لذا، حين اعتذرت عن استكمال الترجمة، تملكني خليط من المشاعر: من جهة، شعرت أنني ارتحت من جبلٍ كنت أرزح تحته لأشهر. ومن جهة أخرى، شعرت أنني ضيّعت على نفسي أفضل فرصة قد تأتيني يومًا.
ربما كانت مقولتي الأخيرة تتناقض مع مبدأي في الحياة:
لكن حياة المتزوج، في بلدٍ منكوبة، تختلف عن حياة ريادي الأعمال في وادي السليكون!
[هذا ما كنت أودّ الحديث عنه قبل هذه التدوينة]
وبالحديث عن أراجيك، هل تعلمون أنه بات لديّ صفحة دعم هناك؟
قضيت وقتًا طويلًا في صياغة تلك النبذة الصغيرة، وشعرت أنني مُحتال كبير، أو بالأحرى: متسول آخر.
المهم، نعود مجددًا إلى تدوينة الزميلة بُشرى، والتي ورد في إحدى فقراتها:
فالمدوّنة تهتم بالتدوين المطوّل عن أدب الرحلة العربي الفصيح.
هذه العبارة هي ما أثار قريحتي للكتابة، فأنا -أيضًا- أودّ لو أتمكن من التدوين المطوّل، أن أتحدث وأُحلل الأحداث وأتعمق فيها كهؤلاء المدونين.
فكلما أجبت في كيورا، شعرت أنني خاوٍ.. ليس لديّ خبرة في هذه الحياة (ليس بما يتناسب مع السنين التي مضت من عمري على الأقل!)
أحيانًا أعزيّ نفسي فأقول: تلك طبيعتي الشخصية.. هادئ من الخارج.. بركان من الداخل.
وطالما أنني أُنجز عملي، والجميع -عداي- يفخر بيّ، فأين المشكلة؟
لكن ذلك الحُلم، سيبقى قابعًا خلف مجلد..
وماذا عن مشروعي؟
الشخص الوحيد الذي تفاعل معي هو الصديق رياض فالحي، المدون الرائع في المزرعة.
بصراحة، توقعت ألّا أحظى بالدعم، ليس لعيبٍ فيكم -لا سمح الله- إنما لعدم استحقاقي له.
في النهاية، وكما تقول الصديقة بُشرى:
المشاعر تولَد بداخلنا لا لكي تبقى، بل لكي تخرج.
لا بأس عليك يا صديق
الفرص لا تنقضي أنتظر مشاريعك الأخرى وبداية موفقة فعلا مع أراجيك مجتمع
🥰
في الواقع، أنا لا أُكسر بسهولة! ومع ذلك.. يحزّ في نفسي -قليلًا- ضياع هكذا فرصة.
ممتنٌ لتشجيعك المستمر يا عزيزي.