كيف نحارب الرأسمالية عبر التسويق بالقضية؟

كيف نحارب الرأسمالية عبر التسويق بالقضية؟

هل يهمك اختفاء العلامات التجارية التي تتفاعل معها يوميًا؟

أغلب الظن.. لا! وهذا ما يؤكده استطلاع عالمي: أبدى ما يقرب من 75% المشاركين عدم اكتراثهم باختفاء العلامات التجارية المفضلة لديهم!

ليغدو السؤال: ما قيمة ما يفعله المسوقون، أو استراتيجيو العلامات التجارية، أو المعلنون، أو مدراء المنتجات في هذه الحالة؟ ولكن قبل أن تتحول التدوينة إلى نقاش فلسفي حول معنى الوجود، لنهبط سريعًا إلى أرض الواقع.

كيف يمنح التسويق بالقضية شركتك هدفًا أسمى من مجرد الربح

عندما يختار العملاء شركةً لشراء منتجها أو خدمتها، فلا تستوقفهم مسألة السعر أو تنوع المنتجات؛ قدر اهتمامهم بممارساتها الاجتماعية والمجتمعية. في الواقع، قد يدفع عميلك أكثر إذا كانت شركتك متوائمة مع قضية خيرية (خاصة إذا كان يدعمها شخصيًا).

لا تُحدث الشركات التي تدعم قضيةً ما فرقًا في حياة الآخرين فحسب، بل تحظى -أيضًا- بتقدير جمهورها لجهودها. فكيف يمنح التسويق بالقضية شركتك هدفًا أسمى من مجرد الربح، ويُعزز مكانتها بين عملائك؟

هذا ما سنسلّط الضوء عليه اليوم.

يمثّل التسويق بالقضية شراكة بين منظمة غير ربحية (تسعى لنشر الوعي وجمع التبرعات) وأخرى ربحية (تهدف لدعم قضية مجتمعية تتوافق مع قيمها وقيم عملائها). و سواءً كان الأمر يتعلق بحل مشكلة التشرد، أو المساعدة في إنقاذ البيئة، أو علاج سرطان الأطفال، فهدف حملة التسويق بالقضية دعم العمل الخيري.

كيف يُفيد التسويق بالقضية الشركات الربحية تحديدًا؟

في عالمنا اليوم الذي يتسم بالوعي الاجتماعي، عندما تدعم العلامة التجارية بصدق قضيةً تتوافق مع قيمها، فإنها تُثبت التزامها بما يتجاوز مجرد الربح. يُنشئ هذا الهدف المشترك صلةً فوريةً مع المستهلكين الذين يُشاركونها نفس القيم، مما يُعزز الثقة والولاء.

ولبناء هذه الثقة بفعالية، تحتاج العلامات التجارية إلى التعبير بوضوح عن التزامها بالقضية. الشفافية هي الأساس؛ إذ يُقدّر المستهلكون عندما تُشارك العلامة التجارية دوافعها بصراحة وتُظهر كيف تُساهم بنشاط في القضية. من خلال تقديم معلومات شفافة حول مبادراتها، يُمكن للعلامات التجارية أن تُرسّخ مكانتها كشركاء جديرين بالثقة، مما يزيد من ثقة المستهلك وولائه.

يُعدّ سرد القصص المؤثرة عنصرًا أساسيًا آخر في بناء الثقة. فالعلامات التجارية التي تُعبّر بفعالية عن شغفها بالقضية وتُشارك قصصًا حقيقية عن التأثير الذي تُحدثه، تُلهم المستهلكين على مستوى عاطفي أعمق.

تُضفي هذه القصص طابعًا إنسانيًا على العلامة التجارية، مُنشئةً رابطًا عاطفيًا يتجاوز العلاقة التبادلية:

🎈 ميزة بيع فريدة لشركتك

ماذا لو أصبحت القضية التي تدعمها وبيان رسالتك ميزة بيع فريدة لشركتك؟
كما هو الحال مع أي ميزة بيع فريدة أخرى، فإن التسويق بالقضية سيُميزك عن منافسيك ويزيد من مبيعاتك.
في الواقع، يتهافت العملاء عادةً على تجربة منتجات جديدة لمجرد ارتباطها بقضية ما. بل إن جيل الألفية مستعد للشراء أكثر من المعتاد إذا كانت شركتك تُفيد الآخرين، خاصةً إذا كان يؤمنون بقضية ما.

وعلى الجانب الآخر، قد تصل أيضًا إلى عملاء جدد ما كانوا ليتعرفوا على علامتك التجارية لولا ارتباطها بقضية تهمّهم.

🤩 تعزيز ولاء العملاء لعلامتك التجارية

لن نجادل حول أهمية استقطاب عملاء جدد لنمو شركتك، ولكن الاحتفاظ بهم ليس أقل أهميةً، صحيح؟

لحسن الحظ، لا يقتصر دور التسويق بالقضية على جذب مبيعات جديدة فحسب، بل يُساهم في الحفاظ على عملائك الحاليين وكسب ولائهم لعلامتك التجارية.

تزداد أهمية القيم المشتركة لدى العملاء عند عودتهم إلى شركة ما. يلاحظ العملاء ويفضلون أن تُظهر الشركات اهتمامها بما يتجاوز مجرد الأرباح وتسويق المنتجات. بل أظهرت إحدى الدراسات أن 93% من العملاء سيكونون أكثر ولاءً لشركة تُطبّق المسؤولية الاجتماعية.

فإذا أدرك العملاء أن شركتك تهتم بنفس اهتماماتهم، وأن أموالهم تُنفق مباشرةً على هذه القضية عند التسوق منك، فسيستمرون في العودة إليك.

📈 تحسين رضا الموظفين

إن المشاركة في قضية ما وتسويق دعمك لها لا يشجع الموظفين الجدد على التقدم للعمل لديك فحسب، بل يحافظ أيضًا على رضا الموظفين الحاليين. في الواقع، تُظهر الاستطلاعات أن أكثر من 70% من المشاركين يرون أهمية العمل لدى جهة عمل تتوافق رسالتها وقيمها مع رسالتهم وقيمهم.

إن ربط عملك بقضية ما قد يكون حافزًا لموظفيك. قد يرون فيه دافعًا للعمل بجدّ أكبر، أو سعيًا أكبر -ببساطة- للترويج للشركة في حياتهم الشخصية.


#1: اختر قضية تتوائم -بشكل مثالي- مع مهمة علامتك التجارية

على سبيل المثال، قد ترغب شركة ملابس بالتعاون مع منظمة غير ربحية تتبرع بالملابس للمحتاجين. ولأن كلا الشركتين تعملان في دوائر متشابهة، يبدو التعاون أكثر طبيعية؛ لتداخل جماهيرهما الحالية.

مع ذلك، لا يُشترط اختيار قضية تتوافق مع ممارسات شركتك. بل يكفي أن تكون قضية تؤمن بها أنت وموظفوك.

#2: اختيار الشريك غير الربحي

بعد اختيار قضيتك، يُفترض بك البحث عن منظمة غير ربحية للشراكة معها.

ترشيحي الشخصي: منصة تشاركي

بعد اختيار شريكك، تواصل مع المنظمة لمناقشة الشراكة. ضع خطة تناسب احتياجات كلٍّ من المنظمة غير الربحية وشركتك. حدد احتياجاتهم من الشراكة وكيف يمكن لشركتك مساعدتهم في تحقيق رسالتهم. ففي النهاية، الهدف من جهودك هو دعم قضية ما بموارد شركتك.

#3: خطط لكيفية المساهمة في القضية

في هذه المرحلة، من المهم فهم ما يريده شريكك غير الربحي ويحتاجه من مؤسسة مثل مؤسستك. بعض المؤسسات تُفضل التبرعات النقدية، بينما تُفضل أخرى التبرعات بالمنتجات. حدد ما يمكن لمؤسستك فعله لدعم قضيتك المختارة على أفضل وجه ضمن إمكانياتك.

#4: ابدأ التسويق للقضية

لن يعلم أحد بشراكتك مع منظمة غير ربحية لدعم قضية دون تروّيج، ولا يكفي إضافة سطر (أو بنر) واحد إلى موقعك الإلكتروني!
ربما تستعين بخدمة شركة (تقنيات)؛ تقديرًا لالتزامها بالمسؤولية الإجتماعية، أو تدعم خبيرِ تحسين محركات البحث محمد الخالدي كي يعود لعمله عبر الإنترنت (فتضرب عصفورين بحجرٍ واحد).

استغلّ أيضًا القنوات المتاحة خارج موقعك الإلكتروني، وتحديدًا شبكات التواصل الاجتماعي. خصص وقتًا لإعداد مواد تسويقية، وجدولة منشوراتك على هذه المنصات، وصياغة رسائل حقيقية لمشاركتها مع متابعيك. ركّز على أن هذه الشراكة نابعة من التزامك بهدف علامتك التجارية، وشجّع على التفاعل.

#5: اشرك عملائك

بدون مشاركة جمهورك وعملائك في حملتك التسويقية الجديدة، لن تحصل على النتائج التي كنت تأملها. لذا، احرص على التفاعل مع جمهورك وتشجيعهم على دعم قضيتك المختارة من خلال عملك.

وسائل التواصل الاجتماعي جزء لا يتجزأ من هذا، حتى أنها تحمل في طياتها معنىً اجتماعيًا. عند نشر منشوراتك على شبكات التواصل، شجّع العملاء على نشر تجاربهم مع علامتك التجارية والشراكة التي أطلقتها.

يمكن للعملاء نشر معلومات حول قيمة تبرعاتهم أو أهمية هذا التعاون بالنسبة لهم. يمكن أن تصبح هذه المنشورات محتوى يُنتجه المستخدم UGC تستخدمه للترويج لقضيتك وشركتك بشكل أكبر.


حان وقت التطبيق

يُعد التسويق بالقضية استراتيجية فعّالة في نشر رسالة علامتك التجارية. وكشكل من أشكال دعم الصالح العام، تُعدّ هذه الاستراتيجية الطريقة الأمثل للاستفادة من موارد شركتك وجمهورها لإحداث تغيير إيجابي في هذا العالم. مهما كان حجمها، يُمكن لأي شركة المشاركة والالتزام بقضية تُعزز رسالتها.

كيف نحارب الرأسمالية عبر التسويق بالقضية؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

تمرير للأعلى