أعلم أنك لن تلجئ لإحدى أساليب التربّح “العبثية“، لكن ربما رأيتَ في الرسائل الباردة أنسب طريقة لتحقيق دخل محترم من الانترنت.
اليوم، وبحسب تجربتي الشخصية، لم تعد الرسائل الباردة تفي بالغرض. لذا، تسمعني أردد دائمًا:
إذا أردت النجاح، عليك بناء علامة شخصية تتحلى بالموثوقية في مجالك.
ولا أدّعي طبعًا أنني صاحب الفكرة. إذ تحدث عنها قبلي العشرات، ومنهم:
وغيرهم.
إنما، ألا يُفترض بنا شرح المقصود بالمصطلح قبل السعي لتطبيقه؟
ما المقصود بالموثوقية في المجال؟
ميّزت لك عبارة “في المجال” لأُجنّبك السقوط في فخّ لطالما وقعتُ فيه: محاولة لعب دور [البطل الخارق].
⁉️ هل تُتقن الكتابة للسوشال ميديا؟
💢 نعم، بكل تأكيد!
⁉️ ماذا عن كتابة محتوى صفحات الهبوط؟
💢 تلك هوايتي 🤹 [وبالحديث عن الهوايات: هل تعلم لمَ يحتاج المستقل إلى هواية؟]
المضحك أنني كنت أخشى -آنذاك- تفعيّل أي خدمة عدا التدوين [نعم عزيزي، هكذا بدأت 😅]
ولكن لا يمكنك الوثوق بشخص “فلهوي = يدّعي معرفته بكل شيء!”
إذًا، من المحتّم عليك امتلاك الموثوقية في مجال معين ومحدد. فإن كنتَ تعمل في مجال تصميم الويب، فيجدر أنك شخصية ذات موثوقية في مجال تصميم الويب فقط لا غير.
والآن ظلّ السؤال دون إجابة. صحيح؟
أقصد .. كيف تحصل على لقب [شخصية ذات موثوقية في مجال معين]؟
ببساطة شديدة، عبر تحويله إلى شغلك الشاغل؛ بحيث إذا تحدث أحدهم عنه، قفز اسمك على لسانه -تلقائيًا- بصفتك مثالًا.
حينئذٍ فقط، ستنقلب قواعد اللعبة رأسًا على عقب.
لحظة! أي لعبة؟
سأخبرك😉 ..
عندما نبدأ جميعًا بعلاماتنا التجارية الشخصية، نكون -بداهةً- غير معروفين، فلا أحد يعرفنا أو يعرف ما يمكننا فعله. ولنكسب دخلًا، نبدأ في مراسلة العملاء آملين تقبّلهم وجودنا في حياتهم. 🙏
لكن ما إن يصبح أحدنا ذا موثوقية في مجال معين، حتى يبدو العملاء في “ملاحقته”. هنا، تبدأ رسائل العملاء المحتملين في الوصول لصندوق بريدك كل أسبوع؛ لأنهم يُدركون تمامًا أنك الشخص المناسب.. بعبارة أخرى: أنت بطلهم الخارق “الحقيقي هذه المرة”
ما رأيك لو ننتقل للجزء العملي؟
الخطوة #1: ابدأ بنشر القيمة.
ولا أقصد “الكلام المبتذل والبديهي” من نوعية:
أنت بهذا لا تبني جمهورًا يرحل سريعًا فحسب، بل تتغاضى عن النمو الحميمي 💋؛ الذي يُحقق لك دخلًا مُحترمًا.
بالمناسبة، هل تشعر أنني أُكثر من الروابط؟ 😟
أخبرني في التعليقات رجاءً
اسعى لنشر أشياء يحتاجها جمهورك فعلًا: نصائح مفصّلة – أدلة إرشادية – قصص شخصية؛ هذا ما يجعله يثق بك.
الخطوة #2: ادمج قصتك بالسردية.
لا تأتي الموثوقية من “معرفتك بأسرار المهنة” فحسب، بل من شعور الناس بقربك منهم، ومشاركتهم لحظات فشلك وانتصاراتك.
الخطوة #3: احتفظ بالإثباتات.
في كل مرة تحقق نجاحًا، أو يحصل عميلك على نتيجة، وثّق ذلك. وستغدو لديك (شهادة Testimonial). وبقدر ما تشارك شهادات، تحصل على موثوقية أكبر.
الخطوة #4: بِع Sell.
أتفهّم استهجانك تسويق ذاتك، وسبق وتحدثنا في الأمر. لكن دون تسويق ذاتي، ستجد نفسك “مشهورًا مُفلسًا”.
في المقابل، حين يراك الناس (شخصًا ذا موثوقية)، فسيشترون خدماتك دون تردد، ودون مساومة أو محاولات للحصول على حسم [هل سمعت؟ 💀]، وإنما يدفعون ما تطلبه فحسب.
أتعلم ما أفضل جزء؟ عدم ارتباط الموثوقية بعدد متابعيك أو مشتركي نشرتك البريدية. وأكبر دليل قصة كاتلين ديوي التي ضحّت بمتابعيّها على صحيفة واشنطن بوست –إضافة إلى 60% من دخلها– لتؤسس شخصية موثوقة في عالم يؤمن أن “الكعكة تكفينا جميعًا”.
الاختيار لك.
سيستغرق الأمر بعض الوقت بالتأكيد، ولكن بمجرد ترسيخ اسمك، لن تحتاج أبدًا إلى إرسال رسالة باردة واحدة، ولن تبحث عن عمل؛ هو سيبحث عنك.
إذًا، أخبرني:
- هل تفضّل لعبة مطاردة الأرقام (فورية النتائج)؟
- أم بناء موثوقية لا يُتقنها إلا أصحاب النَفس الطويل؟
تمنحك الأولى إعجابًا، أما الثانية مالًا وفيرًا.
طاب يومك عزيزي ☘️
نسب الفضل لأهله.
وأود -كذلك- تذكيرك بقراءة: الجميع يعرف معنى التسويق بالمحتوى، أليس كذلك؟