هل انتهى عصر المتابعين؟

ربما لاحظت تأكيدي غير مرة على ضرورة تفعيّل المجتمعات الرقمية. لكنني مؤخرًا بدأت أفكر بالفرق بين “الجمهور” و”المجتمع”؛ هل استطعت إيصاله كما يجب؟

الجمهور مقابل المجتمع

حسبما أذكر، بدأت كتابة المحتوى قبل نحو 15 عام أو يزيد، نشرت مئات التدوينات وآلاف التعليقات، ولو جمعت عدد متابعيني على مختلف شبكات التواصل، لتجاوز الآلاف أيضًا.. لكن هذا جمهور وليس مجتمع.

بشكل عام، يجسّد الجمهور روابط علاقات ضعيفة، خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي. فمثلًا، حين نشرت على (إكس) تغريدة عن روايتي.. مرّت مرور الكرام..

والسبب؟ ببساطة، لا توجد صِلة حقيقية.

بينما حين أعلنت عنها هنا، لاقت بعض الصدى؛ لأن متابعي المدونة اختاروا تلقي محتواي. نحن أشبَه بمجتمع يرتبط بعضنا -ارتباطًا عاطفيًا مباشرًا- بالبعض الآخر وبما أفعله.

مما يتكوّن المجتمع الحقيقي؟

حاولت -جاهدًا- تحويل تلك الروابط الضعيفة إلى بيئة مجتمعية على شبكات التواصل الاجتماعي. وللمفارقة، كانت تذوب ضمن الجموع! وبعدما أمضيت يومًا كاملًا أفكّر في السبب، وجدت الإجابة: يتطلّب تكوين المجتمع توفّر ثلاثة شروط:

  1. التشاركية. لا يُفترض بروّاد مجتمعك الاهتمام بك فحسب. وإنما لا بدّ لهم الاهتمام ببعضهم أيضًا، تمامًا مثل الجِيرة Neighbors. لا ينمو مجتمع يركّز على شخص واحد (مع كامل احترامي لك). اضف لذلك، ستستنزفك محاولات حمل المجتمع على عاتقك وحدك، وذاك من واقع تجربة (ماتت في مهدها).
  2. الغاية. يجب أن يدفع الجميع (سبب وجيه) للتواجد بانتظام. أنا نشط في مجتمعات حقيقية مخصصة للكتابة (مثل رديف) لما لمسته في روّادها من رغبة حقيقية بجعل العالم مكانًا أفضل.
  3. الجدوى. قد تبدو تلك “بداهة”، لكن أخبرني: كَم عدد مجتمعات فيسبوك التي تتحدث عن العمل الحرّ؟ هل لمست -شخصيًا- فائدة منها؟

بناء مجتمع حقيقي ليس استراتيجية تسويقية. بل طريقة لقلب الأمور رأسًا على عقب لصالحك.


أكبر فائدة للمجتمع الاستفادة في الوقت المناسب. يتكون جمهوري من مئات الأشخاص الذين ربما لا أعرفهم. قد يكون من الصعب إقناعهم بأي شيء لأنهم يتجولون في مساحات مختلفة على الإنترنت.

في نشرتي البريدية (والتي أعتبرها مجتمعي الخاص)، أعرف المشتركين -أو معظمهم على الأقل- ولدي إمكانية الوصول إليهم بشكل مباشر. تؤدي إمكانية الوصول المباشر هذه إلى الدعم بطرق عديدة. يمكنك تبادل الأفكار وبناء علاقات تعاونية والابتكار والعمل بطرائق لا تتخيلها!

المصدر: خليط بين تجربتي الشخصية وتدوينة غربية

هل انتهى عصر المتابعين؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

تمرير للأعلى