أتذكر كيف أقنعت نفسي بما سبق مع كل فشل لأفكار شركتي الأولى.
لكنني هنا لأُطلعك على سر صغير: تلك أكاذيب!
كونك رائد أعمال لا يدور حول النجاح. بل الفشل؛ بإيجاد طريقة لتجاوز الحلم المحطّم (والديون)، وتجربة شيء آخر. يتعلق الأمر بإدراك أخطائك وعدم تكرارها.
لن يعترف كل رئيس تنفيذي بذلك. بل سيتظاهر البعض بارتقاء القمة دون قرار سيئ واحد!
لكن ليس آرون مارينو (Aaron Marino)
الذي ربما تعرفه باسم Alpha M، خبير نمط الحياة الذي يؤثر على ملايين الرجال في جميع أنحاء العالم كل يوم. فعندما جلست معه لبودكاست Success Story
توقعت -نوعًا ما- سرديّة “محفوظة” عن كيف أوصلته عقليته التسويقية اللامعة وأخلاقيات العمل الصارمة نحو العظمة. لكنه خالف توقعاتي تمامًا.
عوض ذلك، أخبرني عن العديد من التحولات المريعة التي مرّ بها في بداية رحلته الريادية وكيف تبيّنت استحالة تحقق حلم المراهقة الذي بدأ منذ كان في 12 من عمره. وكيف تخلى -في الثلاثينيات من عمره- عمّا أراده طوال حياته.
الدروس الحقيقية التي يجدر تعلمها من آرون
التخلي عن حلمك
قد تعتقد أن التخلي عن حلمك مدى الحياة هو نهاية العالم، لكنه في الواقع مجرد بداية فصل جديد. وعندما تتخلى عمّا ظننت أنك تريده، فذاك يضعك في عالم من الفرص الجديدة.
قصة آرون هي برهان على قوة التخلي. بصفته ريادي شاب، فقد صبّ جلّ اهتمامه على تحقيق حلم طفولته. حدّ استعداده، على حد تعبيره، “لبيع كلية” في سبيل إبقاء مركزه للياقة البدنية مفتوحًا.
ولكن سرعان ما أدرك، أن الطريق الذي كان يسلكه، لن يوصله للنجاح. فقرر الانعطاف والبحث عن طريق جديد.
الأحلام مرنة كالحياة
يمكن أن تتغير وتتطور أثناء اكتشاف المزيد عن أنفسنا وعن العالم من حولنا. لذا، عندما يتضح أن هدفك الأصلي لا يجدي نفعًا، فلا تخشى التخلي عنه، وهذا لا يجعلك فاشلًا. وإنما متكيّفًا ومرنًا.
اعترف بالمشاعر التي تعقب التخلي عن حلمك؛ خيبة الأمل، والكرب، والارتباك، وألم الفقد.
لا عيب في الحداد على ما أمكن أن يحدث، لكن لا يعيقنّك هذا الحزن عن استكشاف فرص جديدة.
تذكر، الخبرات لا تُهدر أبدًا. نحن نتعلم من كل فشل وانتكاسة دروسًا قيّمة نطّبقها في مشروعنا التالي.
لذا، فأول خطوات التخلي عن حلمك والمضي قُدمًا هي بالوقوف على أعتاب بعض الأسئلة المهمة:
- لماذا أردت ذاك الحلم في المقام الأول؟
- ما الدافع خلفها؟
- ماذا تعلمت من إخفاقاتي وانتكاساتي؟
- ما الفرص الجديدة التي ظهرت مذ سعيت خلفه؟
لا يعني التخلي عن حلمك أنك زهدت بالنجاح.
تغّلب على خوفك من الفشل
الندوب العاطفية حقيقية. لذا من البديهي أن تخشى تكرار المحاولة بعد فشلك. لكن لا تخلو رحلة رائد أعمال من الاخفاقات، ومن الأهمية بمكان، لمن أراد تحقيق النجاح على المدى الطويل، أن يتعلم كيف يتغلب على خوفه من الفشل.
التعامل مع الإحراج
لنعترف: قد يكون الفشل محرجًا تمامًا.
لكن من المهم تذكّر أن الجميع يختبر انتكاسات، ولا عيب في الاعتراف بأن شيئًا ما لم ينجح. تبنّى الضعف الذي يأتي مع الفشل واستغلّه فرصة للنمو والتعلم.
كلما زاد تقبّلك للأخطاء، قلّت قوتها عليك.
تجاهل المُحبِطين
ستلتقي دائمًا بمن يشكك في قدراتك أو يحاولون إثناءك عن السعي خلف الفكرة التالية. لذا احرص على إحاطة نفسك بشبكة داعمة من الأصدقاء والعائلة وزملائك من رواد الأعمال الذين يؤمنون برؤيتك ويمكنهم تقديم التشجيع عندما تتعقد الأمور.
ابحث عن فرص جديدة في أعقاب التخلي عن حلمك
عندما يُغلق باب، يُفتح آخر غالبًا.
يمكن أن يكون الفشل نعمة مُستترة، يقودك إلى فرص جديدة ربما لم تكن لتكتشفها بطريقة أخرى. ابق منفتحًا على تلك الاحتمالات وابحث عنها بجدّ.
شبّك مع الآخرين، واحضر الفعاليات المهنية، وأبق متيقظًا لفرص التعاون المحتمل أو الأفكار المبتكرة التي قد تكون فرصتك الكبيرة القادمة.
أعد تقييم أفكارك وتطبيقاتها
أحيانًا، يكون سرّ التعافي من الفشل هو التدقيق في أفكارك وآلية تنفيذها لتعرف موضع الخلل.
التشريح والاكتشاف
لا بدّ، عند إعادة تقييم أفكارك، من تحليلها إلى عناصرها الأساسية وتحديد نقاط قوتها وضعفها. اسأل نفسك:
- ما جوانب تصوريّ للفكرة التي لاقت ترحابًا؟
- أيّ الأجزاء انحدرت بالفكرة نحو الفشل؟
- هل يمكن إعادة توظيف أي مقوّم -من مقومات الفكرة- ضمن مشروع جديد؟
يساعدك تحليل أفكارك بهذا الأسلوب على استخلاص الدروس القيّمة واكتشاف الفرص الجديدة التي ربما لم يلحظها أحد.
توقف عن مطاردة الأفكار اللامعة
في عالم ريادة الأعمال المتسارع، يسهّل الانخراط في البدع الجديدة أو محاولة تكرار نجاح الآخرين.
إذا نجحت مع فلان، فما يمنع أن تنجح معيّ؟
غالبًا ما تصل هذه المنهجية بالمرء لنجاح قصير الأمد، أو الأسوأ، للفشل. لذا عوض اللهاث خلف الرائج “Trends”، ركز على بناء منتج/خدمة تُلبيّ -بالفعل- حاجة أو تحلّ مشكلة.
بذاك، على الأرجح، ستحقق نجاحًا دائمًا.
كن نفسك
تعد الأصالة من أهم جوانب ريادة الأعمال. اعتنق نقاط ق犀利士5mg وتك وخبراتك ووجهة نظرك الفريدة، وادمجها في أفكارك ومشاريعك.
من خلال صدقك مع نفسك، لن تبني علاقة أكثر واقعية مع جمهورك فحسب، بل ستتميز أيضًا عن منافسيك.
بناء علامة تجارية شخصية
تسلط رحلة (آرون) الضوء على أهمية بناء علامة تجارية شخصية قوية كرائد أعمال. لقد أدرك أن الاعتماد فقط على الأرقام واستراتيجيات العمل لا يكفي؛ ثمّة حاجة ماسّة ليكون وجه علامته التجارية ويتواصل مع جمهوره على المستوى الشخصي.
فيما يلي بعض النصائح لبناء علامة تجارية شخصية وكيف بمقدور الأخيرة فتح الباب في وجه التنوع والنمو.
اسأل وتعلم من الآخرين
لا تخشى طرح الأسئلة وطلب التوجيه ممن كانوا مكانك ذات يوم. عبر حفاظك على فضولك وانفتاحك، ستكتسب رؤى ومعرفة قيّمة لمساعدتك في تشكيل علامتك التجارية وتنمية أعمالك.
اروِ قصصًا حقيقية
شارك رحلتك وصراعاتك ونجاحاتك مع جمهورك. كونك شفافًا وصادقًا سيؤسس ثقة أعمق مع جمهورك. تعتبر رواية القصص الحقيقية أداة قوية لمساعدتك على التميز في سوق مزدحم.
ابنِ مجتمعًا داعمًا
لا يمكنك فعل هذا بمفردك. يحتاج كل شخص إلى منظومة دعم، وإليك طرائق لترسيّخها (حتى لو بدا ألّا أحد سيساعدك)::
1. التشبيك والتعاون
نميّ علاقاتك مع رواد الأعمال الآخرين وقادة الصناعة والشركاء المحتملين. يمكن أن يؤدي التعاون ومشاركة الأفكار إلى فرص جديدة ومساعدتك على توسيع نطاق علامتك التجارية.
2. قدّر “المنافسة” حقّ قدرها
بدل اعتبار منافسيك تهديدًا، اغتنم فرصة التعلم منهم وتكوين علاقات مفيدة للطرفين. يمكن أن يصبح المنافسون موارد قيمة وحتى حلفاء في رحلتك.
تبنّى النمو البطيء (لكن الثابت)
لست مُلزمًا بتحقيق 20 مليون دولار بعد 18 شهرًا من انطلاقتك!
في حين أن السعي وراء النجاح السريع مُغرٍ، لكن تبقى الكلمة الفصل للنمو البطيء والمطرد.
لذا، ركز على بناء علامتك التجارية وعملك خطوة بخطوة، وستضمن أساسًا متينًا للنجاح على المدى الطويل.
وازن بين جودة المنتج وبناء الجمهور
لا شكّ أن إنشاء منتج/خدمة عالية الجودة ضروري للغاية، إنما حاذر أن تنسى بناء جمهورك. تفاعل مع مجتمعك، واستمع إلى احتياجات أفراده ثم كيّف منتجاتك وفقًا لها. يمكن أن تؤدي العلامة التجارية الشخصية القوية -جنبًا إلى جنب- مع الجمهور المخلص إلى نجاح دائم.
مخرج
لا تتحقق كل الأحلام. لذا خذ نفسًا، وفكر، ثم ابدأ مجددًا.
رحلة ريادة الأعمال مليئة بالفرص والعقبات، فتذكر دومًا كيف يمثّل كل إخفاق فرصةً للتعلم والنمو واكتشاف آفاق جديدة.
احتضن التحديات، ولا تنسى التخليّ عن حلمك الذي يستحيل تحقيقه، والأهم أن تستمر نحو الأمام بعقل متفتح وروح مرنة.
أنت رائع كمقالاتك ..أتمنى أن تكتب المزيد من الكتابات الرائعة و المحفزة للنفس و المفيدة جدا و أتمنى قراءة جميع أعمالك و الإستفادة منها ..شكرا
أسعدتني أكثر من الجوّ اللطيف يا صديقي