من البديهي أنه يجهلني شخصيًا، والأغلب أن جزءًا كبيرًا منه يجهل القراءة والكتابة، غير أنني وددت استرجاع بعض الذكريات فكان العنوان أعلاه أول ما تبادر إلى ذهني.
? لماذا نشعر أن الماضي أجمل؟ وهل هو كذلك فعلًا؟! ?
استمتع جدًا كلما قرأت تدوينة يتحدث صاحبها عن تقنيات الماضي وذكرياته معها؛ لذا فلا عجب من استغراقي في تدوينة أخي الكبير أبو إياس “حواسيب MSX، النهاية التي لم تُروى” علمًا بأنني ضعت بين المصطلحات التقنية الغريبة فيها.
إلا أن لتدوينات عرّاب المدونين (عبد الله المهيري) مكانةً خاصةً في قلبي، ولكم وددت لو استمرّ في سلسلته سائح في سيرودل، ويمكنك القول أنني انبهرت بكل تفصيل من تلك اللعبة. وربما هذا ما دفع عقلي لنبش الذاكرة واسترجاع أفضل وقت قضيته مع لعبة فيديو (من نمط الألعاب الذي لن يرق لأعزائي (جيل ألفا).
Tzar – The Burden of the Crown
التقيت اللعبة أول مرة حين كنت في الرابع عشرة من عمري، آنذاك -ومع ضيق ذات اليد.. وقلة الحيلة أيضًا- كانت الأقراص المرفقة مع المجلات التقنية مصدري الوحيد لألعاب الفيديو. وغالبًا ما كانت الأخيرة نسخًا تجريبية Beta، فلم تكن Tzar استثناءً!
تندرج اللعبة تحت تصنيف (الألعاب الاستراتيجية في الوقت الفعلي – Real-time strategy)، وهدف اللاعب -على غرار معظم الألعاب الاستراتيجية- قهر الخصوم والسيطرة على الخريطة.
حمّلتها منذ بضعة أيام بعد قراءة تدوينة ذكرتني بطيف العمر الذي يمضي سريعًا: 20 عام على نظام Windows XP. وفور سماعي موسيقاها التصويرية اغرورقت عيناي بما يُشبه الدموع؛ إذ هل كان ذاك المُراهق ليتصور -ولو للحظة- أن يقهر مرض السرطان روحه التواقة للسيطرة على العالم؟
لا أرغب بإفساد يومك، فلنعد للحديث عن اللعبة.
في النسخة التجريبية، توجب عليّ البدء كلاعب مع موارد شحيحة وببضعة عمّال لاستخراج الموارد (تتيح النسخة الكاملة خيار البدء بموارد لانهائية، فينصبّ اهتمام اللاعب على بناء جيش قوي من اللحظة الأولى)، وفي أغلب الأحايين كنت أقع في فخ التسرّع، فأوجّه طاقتي نحو بناء الثكنات العسكرية وتدريب بضعة جنود قبل أن يجتاحني العدو بجيوشه الجرّارة!
ولضعفي في اللغة الإنجليزية آنذاك، لم أفهم معظم ميزات الأبنية هناك، فظننت أن “الأكاديمية” مبنى ثانوي (خاصةً مع تكلفة بناءها العالية) في حين أنها تضمن للاعب تسريع عملية تدريب الجنود!
لن تروق اللعبة لأبناء جيل ألفا (ولا حتى جيل زِد Z)!
حيث اِعتادوا صناديق اللوت Loot التي تؤتيهم ترسانة كاملة من الأسلحة، في حين أن تكوين جيش صغير في Tzar يتطلب اللعب لساعة أو أكثر [عن تجربة شخصية!]
تهورت يوم تحميل اللعبة وقضيت ساعات الكهرباء الليلية الثلاث (هل سمعت بتقنين الكهرباء في سوريا؟) في اللعب، لكن لم أندم. إذ استعدت خلالها مشاعر لطالما أفتقدتها؛ الرغبة في الانتصار، والقتال حتى الرجل الأخير، والإيمان أن بمقدور شخص وحيد إحياء العنقاء من الرماد.
هل سمعت عن اللعبة المشابهة؛ حيث ينقلب جيشك عليك عند شحّ الموارد؟ أخبرني بالتعليقات إن أثرت فضولك!
أتمنى لك الشفاء من المرض سيد طارق. وأيضا أعلم القليل عن قطع الكهرباء وتقنينه كمواطن ليبي.
اللعبة تبدو جميلة أقوم بتحميلها بينما نتحدث. دمت بود.
شافاك الله وعافاك أ. مؤيد
أرجو أن تروقك اللعبة، بالمناسبة. أنت من أكثر المدونين صدقًا، لذا أُحب تدويناتك جدًا🥰
أشكر لك لطفك وكلامك الداعم. لم أكن أعلم أنك تقرأ لي. وسأتابعك بشكل أقرب من الآن.
دمت بخير.
سلسلة السائح ستعود، كتبتها قبل نقل المدونة ثم انشغلت بنقل المدونة وأوقفت السلسلة، لكن منذ ذلك الوقت وأنا أفكر بإعادتها، هذا وقت مناسب 🙂
تلك أخبار سارة😘. أرجو ألّا تتأخر علينا
شجعتني أن أعود بالزمن للوراء وأبحث في الذاكرة عن ألعاب الطفولة، واستمتع بلا حدود كتلك الأيام.
تدوينة مشرقة، شكرا لك 🌼
عفوًا.. أظن التدوينة حققت هدفها 🤩