أحتاج بين الفينة والأخرى لمن يُذكرّني بالغاية من التدوين، خاصةً وأنا أختنق في كل مرة أجلس لأدوّن. فلا شيء مما يحدث يُرضيني.
أحاول منذ ساعتين الخلود إلى النوم، وسمعت قبل بضعة ساعات من يصف -في معرض حديثه- النوم:
حسنًا، هو لم يقلها بهذه الصيغة الرائعة! وإنما استخدم كلماتٍ بسيطة، تنمّ عن بساطته.
أشتاق للبساطة حقًا، ولا أفهم لماذا يصعب عليّ أخذ إجازة من التفكير المُفرط “Overthinking”، أفكر خلال هذه الفترة في الانتساب إلى دورة لتعليم الرسم، وأشعر به نشاطًا محركًا لمياه حياتي الراكدة.
اتسائل كل يوم أمام المرآة: هل أنت على ما يُرام يا طارق؟ بات السؤال مزعجًا، غير أنني لا أنفكّ أطرحه على نفسي.
أنهيت رواية أنا هنا.. لم أمت: رواية من وجع السوريين قبل قليل، وتملكتني رغبة في أن أكون كاتبها (رغم جميع ثغراتها)، فرواية منشورة -حتى لو كانت متوسطة- أفضل من مسودة رواية خارقة.
تحدثت مرارًا عن أفكاري الانتحارية، لكن لم أتحدث -ولو لمرة- عن فكرة تسيطر عليّ كلما تذكرت أخطاء الماضي: أشعر حينها بحبلٍ خفي يلتفّ حول عنقي، وأرغب -للحظة- بإحكام وثاقه.. عساه يُخلصني من ألمي.
أمس الأول، تأملت هذه الفكرة وحللتها جيدًا، وأقنعت نفسي ألّا شيء يُدعى (خطأ) وإنما هي (دروس)، فالخطأ -بحسب التعريف- هو الإخفاق في إنجاز شيء ما مألوف. أما تجارب الماضي، فقد واجهتها لأول مرة، ثم زللت عنها. الوضع مختلف إذًا.
أمس، كدت أفطر!
شعرت، ويا لكثرة ما أشعر به، أن صيامي غير مقبول. خاصةً وقد تكاثرت نوبات انفجار غضبي بشكلٍ مهول. أحسست أنني أؤذي من حولي، وأنه -وبما أن الدين المعاملة- فمن الأفضل أن أُفسد صيامي بيدي.
نظرت لعلبة السجائر، وقلت: هيّا أفعلها يا جبان!
لكنني لم أفعلها. وتواردت إلى ذهني فكرة: لو فعلتها، فأنت تزداد انحدارًا لا ارتقاءً.
إرهاق؟
ربما كان ما أمرّ به مجرد إرهاق نتيجة الصيام، خاصةً وأنا لا أتناول وجبات مغذيّة على السحور والإفطار. وربما عليّ تهدئة روعي وانتظار انتهاء الشهر الكريم على خيرٍ وسلامة.