مرّ شهر تقريبًا على زيادة عدد ساعات التقنين لتُصبح (1/5) ~ 20 ساعة انقطاع/4 ساعات كهرباء خلال اليوم. وبعد أن اشتريت بطارية إضافية لحاسوبي المحمول، شعرت بُسخرية القدر أنني عاجزٌ عن إتمام شحن الأصلية أصلًا!
استيقظت أمس في حالة مزاجية كارثية، جعلتني أشبه ببركانٍ لا يكفّ عن الثوران في المنزل، فكان الخيار الأنسب بالنسبة ليّ: النوم.
ربما هربًا، وربما لأنني بالفعل أرهقت نفسي خلال الأيام الفائتة أكثر من اللازم. على أي حال، نمت ما يُقارب الـ 6 ساعات خلال النهار، حلمت خلالها بحفل توقيع روايتي الجديدة.
هرولة
بعدما تداعى نظام الصرف الصحي داخل المنزل، واضطررت لدفع مبلغٍ ضخمٍ لإصلاحه، ترك فنيّ الصيانة بعض الأدوات المعطوبة خلفه. ظهر رأس إحداها -خرطوم مياه مقسوم إلى نصفين- خارج كيس القمامة الذي أحمله.
كنت متجهًا إلى الحاوية، حينما تسابق نحوي طفلين -حافيين- أملًا في أخذ ذاك الخرطوم. ناولته أقربهما إليّ، فتشاجرا!
أحاول نقل معاناة هؤلاء عن طريق رواية، لكن ماذا إن كنت عاجزًا أصلًا عن كتابتها؟!
أشعر أحيانًا أن الوضع ميؤوس منه.. تمامًا. وأنني “منشطر” ما بين الرغبة في عيش حياةٍ كريمة، ومحاولة إصلاح بعض ما أفسدته الحرب.
صفحة بيضاء
ينبض أمامي مؤشر الكتابة، وأفكّر: كيف وصلت إلى أن أقدّم خدماتي بهذا الثمن البخس؟
أعرف أنني مقصّر في البحث عن فرصة عملٍ جيدة، ولكن كلما تأملت فرص العمل (في بعيد مثلًا)، وأرى مثلًا شروطًا بديهية كهذه:
أتراجع.
حتى قدرتي على صياغة أفكاري بشكلٍ متماسك سيئة.
معاناة شخصٍ آخر:
على فكرة السكن الجامعي هو أكثر مكان مثبط للقيام بالأعمال التي تتطلب الانترنت، حيث التدفق ضعيف جدا بالإضافة إلى الاقطاعات المتكررة للكهرباء في الفترة الأخيرة ومن دون سابق إنذار، نحن نتعلم أساسيات أساليب البقاء داخل الإقامة
نشرة مارس: نوستالجيا الجيل الذهبي