تمرّ الأسابيع ولا أجد عائدًا واحدًا، فأستسلم لفكرة: وربما لن يعودوا. وربما كان التدوين -بالنسبة لهم- مجرد مرحلة؛ انتهت مع تجاوزهم سنّ المراهقة مثلًا. أليس الأجدى تركيزي على المتواجدين في الساحة اليوم، المتوارين في الظل بانتظار مَن يمدّ يده ويسحبهم نحو النور؟
بلى ورب الكعبة!
فهيّا..
فـاطِمَةْ .. كَـزَهْرِ الّلـوزِ أَوْ أَكْـثَـر
وجدت في تدويناتها شاعرية وحسًّا مُرهفًا. لذا، وقفت مشدوهًا أمام حديثها عن الموت؛ كما لو توجّب عليه -أقصد الموت- خطف الطيبين فحسب!
ستفهمني أكثر لو قرأت تدوينتها عن (الموت الأصغر).
رشا
تربطني بـرشا أواصر المعاناة الصامتة، وكلينا ينتهج الكتابة العلاجية في تجاوز فكرة الانتحار.
يصعب أن تُصدّق فكرة كهذه حين تقرأ -مثلًا- بحثها المبسّط حول موسيقى الجاز!
كناية
تُعجبني كلمة “سرد” فكيف بـثلاث سرائد؟
شهد
تُقفل صديقتنا أبواب “التعليقات” في وجوه الماريّن؛ كما لو أرادت الاحتفاظ بمدينتها لنفسها. لكن لن يمنعني ذلك من مشاركة واحدة من أفضل مراجعات الكتب التي قرأتها مؤخرًا.
وجدانة
تفيض المشاعر أحيانًا، فتُغدق علينا رقّة وعذوبة. مُريحةٌ هي التدوينات التي تأخذك للماضي الجميل، وصعبةٌ هي لحظات الفراق.
كم منزلٍ في الأرض يألفُه الفتى *** وحنينُــه أبــداً لأوّلِ منــــزلِ
رفاق
حين تضربك لحظة يأس، فتشعر أنك على وشك فقدان الأمل، اقرأ تدوينة بسمة وندائها لصنّاع المحتوى الهادف.
صفحات زرقاء
يحتفل عبد الله سلطان بعشر سنواتٍ من التدوين. أحببت صراحته وعفويته، وأضحكتني الواقعية في قوله: “في الذكرى السنوية العاشرة على هذه المدونة لا أعد بأي شيء”
حنين ذات الكلمات المسحورة
أعتبر أختنا حنين (بطلة حقيقية)؛ يُدهشني إصرارها على التدوين رغم المشاغل وصخب الأطفال وصعوبة الكتابة ذاتها.
هارون أخي
تتفتّح عينايّ فجأة على التفاصيل، وأرى قيمة لحياتي، حين أقرأ أنني كنت سببًا -ولو غير مباشر- في تغيير حياة شخص ما.
مأخوذٌ أنا بهذه الموسيقى؛ فأعذرني..
ماريّا
هل سبق وأُعجبت بمسلسل ما، وانتظرت موسمه الثاني بشغف؟ هكذا كنت أنتظر تدوينات صديقتنا. ونعم، أُفكر في مراسلتها.. لكنني لا أجرؤ!
م. وعد
أعلم أنني كتبت عن مدونتها ذات يوم، إنما أوجّه حديثي لها اليوم بصفتها تحما دكتوراه في التخطيط الحضري والإقليمي، وما زالت تدوّن. بصفتها أمّ تحنو على صغيراتٍ لم تلدهنّ.
ربما لا تصلها كلماتي؛ بعدما أغلقت التعليقات. لكنني -على الأقل- أحتفي بإنجازاتها معكم “في السرّ”
منال الزهراني
تقول زوجتي أنني “أشتم” والداي كثيرًا في نومي. يا للعجب! فأنا أضع هاتفي تحت وسادتي كل ليلة، متأهبًا لخبرٍ فاجع.. أخاف عليهما أكثر من خوفي على نفسي ربما.
هل كسرت الدائرة ونسيت ملأ الفراغ الهائل الذي ابتلع ذاتني بعد غيابها، كما تقول منال؟
سامرز!
لا أدرِ لمَ توقف عن التدوين بعدما بلغ الثانية والثلاثين؟! ما طبيعة الزُهد الذي يُصيبنا بعدما نتجاوز ثلاثياتنا؟! ولا تخبرني أنه الانشغال! حيواتنا -أو معظمنا كذلك- ليست ثريّة إلى ذاك الحدّ.
💀 لماذا لا تتحدث عن نفسك؟ [خلاصة 33 عامًا]
عثمان بن أحمد الشمراني
حين يتحدث روائي مخضرم مثل أ. عثمان بن أحمد الشمراني عن تجربته مع التدوين، فيجدر بنا الإصغاء حتمًا. والشيء بالشيء يُذكر: تُعجبني معاملة أستاذنا مدونته بصفتها (مساحة شخصية حقيقية)، فتراه يُشارك فيديوهات لرحلاته وحفلة تخرّج ابنه، وأشعاره وخواطره.
وفي ذات السياق، أرغب بمشاركته فيديو من قناة يوتيوب “ثريّة”
استوقفتني فيه جزئية: لماذا الكتابة مهمة، حتى لغيّر المدونين والكتّاب؟ والإجابة المختصرة: لأن عقولنا ليست “بطاقات ذاكرة Memory cards”؛ وبالتالي نحتاج لتفريغها من فيضان المعلومات الذي نتلقّاه كل يوم.
القفز إلى الهاوية مع معتز حجاج
كمَن يُشاهد فيلم إثارة، قرأت ما خطّه صديقنا معتز عن رحلته لعالم ريادة الأعمال، مع نهاية مفتوحة!
” كيف يبذل شخصان نفس الجهد وينجح الأول بينما يفشل الثاني؟”
أعلم أنه تساؤل يخطر في بال الجميع، ولحسن الحظ، يملك نايف القزلان إجابة متميزة.
ختامًا
تعتريني منذ أيام أعراض إرهاق مفاجئ، تتشابه مع أيامٍ سيئة ذكرتها مرارًا. فوّت ثلاث مواعيد PET Scan؛ الذي تبلغ قيمة كل منهما 250$
وأفكّر: ماذا لو عاد الوحش إياه؟ المشكلة، أخجل من طلب المساعدة (حتى من أهلي).
لذا، وهذه المرة تحديدًا، أنا أكثر تقبّلًا لـقَدري .. وإن كانت هذه نهايتي، فيكفيني شرفًا أن كنت سببًا في التئام جرح أحدهم..

كان يُفترض نشر التدوينة في الصباح الباكر؛ على غرار سابقتها. لكنني أردت تقديم أكبر عدد من المدونين (الحاليين والمعتزلين). وحسنًا فعلت!
فلولا تأجيل قرار النشر، لما تسنّى ليّ مشاركتك فِلمًا مؤثرًا شاهدته: أيام مثالية. أحبّ الأفلام التي تحتفي بتفاصيل الحياة اليومية، وروتينها اللطيف [الذي لطالما اعتبرناه زائرًا غير لطيف، دون تساؤل عن السبب!]
ولئلّا أتذرع أنه “كوكب اليابان” ذكّرت نفسي بقناة تستعرض حياة اليابانيين، بل وفي طوكيو تحديدًا:
إذًا، فالإنسان يختار لأي الجانبين ينتمي.