ثمّة قصص لا تُصدّق لفرط غرابتها! ومنها قصة دانيال فاسالو Daniel Vassallo، الذي كان يعمل في أمازون، ويكسب دخلًا جيدًا (يصل إلى ستة أرقام)، ما حقق له الاستقرار والمكانة المرموقة، وجميع معايير النجاح التقليدية.
ليتخلى عن ذلك كله، ويبدأ في بيع ما يُدعى “المنتجات الرقمية مُتناهية الصغر “، أي الأدلة والقوالب والكتب الإلكترونية.. إلخ.
لهذا يتحدث العنوان عن الكتب الإلكترونية حصرًا
أعلم أن الكتب الإلكترونية قد لا تكون جذابة؛ فهي لا تحظى بشعبية كبيرة على تيك توك مثلًا. ولا أحد يُروّج لها باعتبارها “صيحة الدخل القادمة”. ولكن إليك الحقيقة المذهلة: الكتب الإلكترونية الأعلى ربحية.

لم يُغادر (دانيال) إمبراطورية أمازون سعيًا وراء الشهرة أو لتنمية فريق عمل ضخم، بل ليستعيد استقلاليته ويحقق نجاحه وفق وجهة النظر الإيرلندية التي تحدثنا عنها سابقًا.
ولا أعلم إن توجبّ عليّ قول “من الغريب” أم “من المتوقع” عدم محاولته -أيضًا- بناء “إمبراطورية دورات تدريبية” عملاقة منذ اليوم الأول. وإنما ركّز ببساطة على تقديم منتجات بسيطة تحلّ مشاكل محددة: كقالب يمكن لأي شخص استخدامه مباشرةً، أو دليل مُصغر يمكنك استيعابه في جلسة قراءة واحدة.
💯 نجد تطبيق ذلك عربيًا في برنامج بصمةالذي طرحه محمد أبو عنزة قبل بضعة أشهر.
من خلال تركيز -كليهما- على المنتجات متناهية الصغر، حققا دخلًا مستدامًا يُضرب به المثل عمّا يمكنك تحقيقه عندما تبذل جهدًا أقل، ولكن بثبات [اعمل بذكاء وليس بجهد: لكن كيف؟!].
يحقق المبدعون باستمرار أرباحًا عالية من هكذا منتجات. لماذا؟ لأن الكتب الإلكترونية سلسة:
- سهلة الإنشاء. يمكن أن يُنتج أسبوع واحد من الكتابة المركزة دليلاً قيّمًا.
- سهلة الاستخدام. تعمل ملفات PDF على أي جهاز.
- سهلة التوزيع. برابط دفع واحد، يمكنك بيعها عبر شبكات التواصل الاجتماعي، أو عبر البريد الإلكتروني، أو عبر رسائل واتسآب.
- ولأن الكتب الإلكترونية مقبولة الحجم، فهي سهلة التناقل والمشاركة أيضًا.
الكتب الإلكترونية ليست مجرد منتجات!
بل أدوات عمل متعددة الاستخدامات:
- بصفتها منتجًا، تُثبت الكتب الإلكترونية قدرتك على الإبداع والبيع والتوزيع.
- تعمل أيضًا أداة جذب للعملاء المحتملين، بحيث تُنمّي جمهورك وتبني موثوقيتك [الجميع يعرف معنى الموثوقية Authority، أليس كذلك؟].
- تُرسّخ مكانتك بصفتك خبيرًا في مجالك.
- تُزيد الكتب الإلكترونية من قيمة عمليات البيع البديل (upselling) والبيع المتقاطع (Cross-selling).
يمكن للجميع استخدام الكتب الإلكترونية: سواءً كان مُستقلًا فرديًا يُحوّل الدروس المستفادة إلى دليل إرشادي، أو شركة صغيرة تجذب عملاء محتملين من خلال دليل، أو علامة تجارية تُنشر أبحاثًا كقادة فكر.
قد يكون إطلاق كُتيب رقمي بسيط أذكى خطوة يُمكنك اتخاذها
نجحت الكتب الإلكترونية في عام 2015، ولا تزال فعّالة في عام 2025 … وستستمر في النجاح في عام 2035 وما بعده. إنها ناجحة لأنها تُجمّع المعرفة في محتوى يُمكن للناس شراؤه وتنزيله والتصرف وفقه فورًا.
لذا، بينما يسعى الآخرون وراء “مصفوفة الأعمال Business Matrix“، تقلب هذه الاستراتيجية السيناريو المعتاد؛ فعوض الحاجة إلى آلاف المشترين أو الاعتماد على دورة تدريبية ضخمة، يمكنك البدء بعشرات المشترين الصغار والبناء على نجاحك معهم.
لكن لا تكفي الاستراتيجية وحدها؛ تحتاج إلى نظام

تحتاج إلى طريقة يبدو معها كل منتج صغير احترافيًا وسلسًا وجديرًا بالثقة (لا مجرد منتج تجريبي أعدّه أحدهم!)، بحيث تتمّ عمليات توصيل المنتج، والدفع، والترقيات، وتكامل التسويق بسلاسة ويسر.
لنطبّق ذلك:
- اختر فكرة منتج صغير يمكنك إنجازها هذا الأسبوع، بحيث تحلّ مشكلة صغيرة -ولكنها حقيقية- يواجهها جمهورك.
- استخدم نظام دفع وتسليم بسيط، كالذي تقدمه منصة Send Owl.
- أعلن عنها في محتواك، وراقب من يشتري ولماذا. ثم كرّر العملية ووسّعها (أو حسّنها).